You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 593

تجمع البقايا

تجمع البقايا

الفصل 593 “تجمع البقايا”

فاسد؟ ماذا تقصد؟

في فسحة مضاءة بأشعة الشمس داخل الغابة الكثيفة، توقفت نينا وموريس، وقد أذهلهما ظل طويل القامة ظهر وكأنه من العدم. وقد أظهر هذا الشكل الغامض نظرة مفاجئة غير متوقعة.

في لحظة، وبينما كانت السلاسل ترتطم بها والهواء يشقها، انقضت على أقرب شخصية غامضة. استدعت دوغ بشراسة لم تكن تظهرها إلا نادرًا، وألقت بشريكها كما لو كان سوطًا عملاقًا.

بعد بضع نبضات قلب، كشفت الشخصية أخيرًا عن نفسها كفتاة جانية رشيقة ترتدي معدات صيد خفيفة، وتحمل سلاحًا غريبًا بعصا فأس ممدودة. تحدثت بصوت يذكرنا بنبع نقي يتدفق عبر الغابة، وسألت، “ألم يتلق كل منكما الأمر بالتراجع؟ لماذا تتباطآن خارج حدود الجدار الصامت؟”

فجأة، شعرت شيرلي بالقلق، وقالت، “ما الذي يحدث؟”

دون أن ينطقا بكلمة واحدة، تبادلت نينا وموريس نظرة تفاهم قبل أن يتواصلا بصمت بشأن محنتهما.

اندفع كلب يشبه مطرقة النيزك إلى نسل الشمس السوداء الأول. وتبع ذلك صوت طقطقة مقزز، يشبه صوت سحق ثمرة متعفنة. وتعرض الكائن البشري الظلي للإبادة قبل أن يتمكن حتى من فهم بيئته بالكامل، فانفجر في بقعة من الصديد الفاسد.

“عمي دنكان،” نقلت نينا أفكارها. “لقد صادفنا ‘شيرين’ ثالثة. لقد ذكرت جدار الصمت أيضًا.”

بدأت تشق طريقها إلى عمق الغابة، ولكن بعد بضع خطوات، توقفت وألقت نظرة خاطفة على الثنائي، “فقط لأعلمكما، اسمي شيرين. إنه اسم من الأفضل أن تتذكراه.”

بعد أن تخلص من صدمته الأولية، استقبل موريس الفتاة الجانية باحترام، والتي ظهرت بشكل غامض على حافة الأنقاض المضاءة بأشعة الشمس. أجاب بصوت هادئ، “لم نبلغ بأي أمر من هذا القبيل. هل يمكنك أن تنيرنا بشأن الوضع الحالي؟”

وبينما تتسلل هذه الأفكار إلى ذهنها، بدا وكأن ذكريات من ماضيها البعيد تدور في عين عقلها. فسحبت نفسها إلى الحاضر، ونظرت إلى الأعلى لتجد الجانية تقودها.

مرت نظرة من الدهشة على وجه الفتاة الجانيّة للحظة، فأدركت عدم وعي موريس الحقيقي. ومع ذلك، استعادت رباطة جأشها بسرعة وقالت، “لقد اتخذت الأمور منعطفًا نحو الأسوأ. ينتشر الفساد المظلم خارج الجدار الصامت. في الوقت الحالي، الملاذ الوحيد يكمن داخل حدود الجدار بسبب غياب الناشئ.”

“هدوء!” همست شيرين بقوة جعلت قلب شيرلي ينبض بقوة. “لقد تسلل كيان فاسد إلى ملاذنا المقدس…”

غياب الناشئ؟!

كان بيان شيرين الختامي مليئًا بنبرة من التعزية الذاتية، وهو ما لم يمر دون أن تلاحظه شيرلي.

مستوعبًا ثقل كلماتها، نجح موريس في الحفاظ على مظهر ثابت، وسألها بجدية، “هل بإمكانك قيادتنا إلى هذا ‘الجدار الصامت’؟”

فجأة، شعرت شيرلي بالقلق، وقالت، “ما الذي يحدث؟”

أجابت الفتاة الجانيّة على الفور، وكانت نظراتها تعكس شعورًا بالواجب والقلق. “أنتما محظوظان بمصادفتكما لـ ‘حارسة’ مثلي. ربما أكون من آخر من نوعي الذين ما زالوا يقومون بدوريات في هذه الأجزاء. اتبعا قيادتي قبل أن يصل الفساد المشؤوم إلى هذا المكان.”

في فسحة مضاءة بأشعة الشمس داخل الغابة الكثيفة، توقفت نينا وموريس، وقد أذهلهما ظل طويل القامة ظهر وكأنه من العدم. وقد أظهر هذا الشكل الغامض نظرة مفاجئة غير متوقعة.

بدأت تشق طريقها إلى عمق الغابة، ولكن بعد بضع خطوات، توقفت وألقت نظرة خاطفة على الثنائي، “فقط لأعلمكما، اسمي شيرين. إنه اسم من الأفضل أن تتذكراه.”

اندفع كلب يشبه مطرقة النيزك إلى نسل الشمس السوداء الأول. وتبع ذلك صوت طقطقة مقزز، يشبه صوت سحق ثمرة متعفنة. وتعرض الكائن البشري الظلي للإبادة قبل أن يتمكن حتى من فهم بيئته بالكامل، فانفجر في بقعة من الصديد الفاسد.

أقرَّ كل من موريس ونينا برأسيهما معًا، وراقبا الفتاة الجانيّة المسماة شيرين وهي تستأنف طريقها، وترشدهما إلى أعماق الغابة في اتجاه “الجدار الصامت” الذي كَثُرَ الحديث عنه.

من كل زاوية، بدأت خيوط من الظلام السبجي النقي تمتد وتتشابك، وتشكل شبكة شريرة.

…..

بعد ما بدا وكأنه رحلة لا نهاية لها عبر الغابات الكثيفة، بدأت شيرلي تتساءل عن شيء كانت تعتبره دائمًا أمرًا مسلمًا به: هل ما يسمى بـ “الجدار الصامت” مجرد أسطورة، أم أنه موجود حقًا؟

قبل أن تتمكن شيرلي من التعمق أكثر في الموضوع، لاحظت تغيرًا ملحوظًا في سلوك شيرين. فالجانية، التي بدت غارقة في الحزن قبل لحظات، أصبحت الآن تشع باليقظة. كانت شيرين تمسك بفأس الحربة بإحكام، وتحدق بعينيها في أوراق الشجر الكثيفة في الغابة وكأنها تتوقع تهديدًا وشيكًا.

كانت تسير لفترة طويلة لدرجة أنها فقدت العد للساعات أو الأيام. كان للغابة المترامية الأطراف، بأشجارها الشاهقة وأوراقها الكثيفة، تأثير مربك على شيرلي. أينما التفتت، كان المنظر متطابقًا تقريبًا – امتداد لا نهاية له من الأشجار. كانت رؤية شجرة ساقطة أو عقبات مثل الصخور الضخمة والجداول الصغيرة تقدم اختلافًا وجيزًا، وإن كان محدودًا، عن المناظر الطبيعية المتكررة.

في لحظة، وبينما كانت السلاسل ترتطم بها والهواء يشقها، انقضت على أقرب شخصية غامضة. استدعت دوغ بشراسة لم تكن تظهرها إلا نادرًا، وألقت بشريكها كما لو كان سوطًا عملاقًا.

لم يكن التنقل عبر الغابة بالمهمة السهلة. كانت الأرض، المليئة بأوراق الشجر المتعفنة، تمثل تضاريس غير متوقعة مليئة بالحفر المخفية والبقع الغادرة. غالبًا ما كانت العقبات مثل الكروم المتشابكة والأشواك الحادة وجذور الأشجار البارزة تكمن في طريقها. تذكرت شيرلي أيامها في المدينة، وكانت تعتقد ذات يوم أن التنقل عبر الأزقة الضيقة المزدحمة، التي تتقاطع فيها الأنابيب والقنوات، كان أصعب تضاريس واجهتها على الإطلاق. ومع ذلك، فإن هذه المساحة البرية غير المروضة من الطبيعة جعلت حتى المناظر الطبيعية الحضرية الأكثر إهمالًا تبدو قابلة للملاحة بسهولة.

لقد جعلتها هذه الاضطرابات العقلية تفكر في التعاليم التي تلقتها من لوكريشيا. كان لدى شيرلي نظرية: إذا خاضت في مواضيع محظورة معينة، فقد تتعرض شيرين، الفتاة الجانية التي ترشدها، لاضطرابات عقلية مماثلة. ونتيجة لذلك، كانت في البداية حذرة للغاية بشأن مناقشة مواضيع معينة في حضور شيرين.

تذكرت مقولة قديمة للقبطان: ألم تكن تتعلق بتأثير التطور البشري على الحضارة؟

لم يكن التنقل عبر الغابة بالمهمة السهلة. كانت الأرض، المليئة بأوراق الشجر المتعفنة، تمثل تضاريس غير متوقعة مليئة بالحفر المخفية والبقع الغادرة. غالبًا ما كانت العقبات مثل الكروم المتشابكة والأشواك الحادة وجذور الأشجار البارزة تكمن في طريقها. تذكرت شيرلي أيامها في المدينة، وكانت تعتقد ذات يوم أن التنقل عبر الأزقة الضيقة المزدحمة، التي تتقاطع فيها الأنابيب والقنوات، كان أصعب تضاريس واجهتها على الإطلاق. ومع ذلك، فإن هذه المساحة البرية غير المروضة من الطبيعة جعلت حتى المناظر الطبيعية الحضرية الأكثر إهمالًا تبدو قابلة للملاحة بسهولة.

وبينما تتسلل هذه الأفكار إلى ذهنها، بدا وكأن ذكريات من ماضيها البعيد تدور في عين عقلها. فسحبت نفسها إلى الحاضر، ونظرت إلى الأعلى لتجد الجانية تقودها.

كان هناك شعور بالخطر يخيم على الجو. كان الأمر وكأن كائنات شريرة تتربص بهم دون أن يراهم أحد تقترب منهم ببطء. كان هناك ثقل خانق من الشر، مقترنًا بشعور غريب بأنهم تحت المراقبة، يخنق الغابات الكثيفة. ومن خلال ارتباط تعاطفي عميق مع رفيقها الكلب، شعرت شيرلي بالكيانات الشريرة التي كانت تتسرب، مثل الظلام السائل، إلى عالمهم.

تمكنت شيرين، الجانية، من المناورة عبر الغابة بسهولة ورشاقة، مما جعل شيرلي في رهبة. فقد انزلقت عبر الغابات الكثيفة وحول الأشجار بسهولة مثل الرياح التي شقت طريقها عبر ساحة واسعة.

بعد بضع نبضات قلب، كشفت الشخصية أخيرًا عن نفسها كفتاة جانية رشيقة ترتدي معدات صيد خفيفة، وتحمل سلاحًا غريبًا بعصا فأس ممدودة. تحدثت بصوت يذكرنا بنبع نقي يتدفق عبر الغابة، وسألت، “ألم يتلق كل منكما الأمر بالتراجع؟ لماذا تتباطآن خارج حدود الجدار الصامت؟”

في نهاية المطاف، تغلب الإرهاق على شيرلي، وتوقفت في مساراتها.

توقفت شيرين أيضًا على الفور تقريبًا، حتى دون أن تلتفت. بدا الأمر وكأنها شعرت بحاجة شيرلي إلى التوقف.

توقفت شيرين أيضًا على الفور تقريبًا، حتى دون أن تلتفت. بدا الأمر وكأنها شعرت بحاجة شيرلي إلى التوقف.

“متى سنصل إلى ‘الحائط الصامت’؟” سألت شيرلي، مستغلة الفرصة قبل أن تتمكن شيرين من التساؤل عن سبب توقفها المفاجئ.

توقفت شيرين أيضًا على الفور تقريبًا، حتى دون أن تلتفت. بدا الأمر وكأنها شعرت بحاجة شيرلي إلى التوقف.

أجابت شيرين، وقد ارتسم القلق على وجهها، “ما زال أمامنا طريق طويل لنقطعه.” بدا ردها غامضًا ومحددًا في نفس الوقت. “يجب علينا أن نواصل التحرك. يتعين علينا العودة إلى أتلانتس قبل أن تبتلعنا الرؤية الوشيكة.”

دون أن ينطقا بكلمة واحدة، تبادلت نينا وموريس نظرة تفاهم قبل أن يتواصلا بصمت بشأن محنتهما.

كان هذا المصطلح، “الرؤية الوشيكة”، يخطر ببال شيرلي لفترة من الوقت. وبعد بعض التأمل، قررت أن تسأل، “ماذا تقصدين بالرؤية الوشيكة؟”

“هدوء!” همست شيرين بقوة جعلت قلب شيرلي ينبض بقوة. “لقد تسلل كيان فاسد إلى ملاذنا المقدس…”

كانت مترددة في طرح هذا السؤال من قبل. كانت تخشى أن يؤدي عدم فهمها إلى إهانة شيرين أو إزعاجها. أوضحت الآنسة لوكريشيا أن شيرين كانت روحًا أصلية موجودة داخل الحلم. لم تكن شيرلي متأكدة تمامًا من الفروق الدقيقة للأصلية، لكنها فهمت أنها وعي هش. قد يؤدي تقديم أفكار غير مألوفة أو طرح الكثير من الأسئلة إلى زعزعة توازنها الدقيق.

تمكنت شيرين، الجانية، من المناورة عبر الغابة بسهولة ورشاقة، مما جعل شيرلي في رهبة. فقد انزلقت عبر الغابات الكثيفة وحول الأشجار بسهولة مثل الرياح التي شقت طريقها عبر ساحة واسعة.

كانت شيرلي على دراية بالظواهر التي تسمى “الانقطاعات المفاجئة للوعي”. لقد شهدت هذه الظاهرة شخصيًا أثناء جلسات التدريس مع أليس، وخاصة عندما تعمقت في مفاهيم تتجاوز فهم شيرلي. كانت هذه النوبات تظهر عادةً على شكل انقطاعات قصيرة في سلسلة أفكارها.

توقفت شيرين أيضًا على الفور تقريبًا، حتى دون أن تلتفت. بدا الأمر وكأنها شعرت بحاجة شيرلي إلى التوقف.

لقد جعلتها هذه الاضطرابات العقلية تفكر في التعاليم التي تلقتها من لوكريشيا. كان لدى شيرلي نظرية: إذا خاضت في مواضيع محظورة معينة، فقد تتعرض شيرين، الفتاة الجانية التي ترشدها، لاضطرابات عقلية مماثلة. ونتيجة لذلك، كانت في البداية حذرة للغاية بشأن مناقشة مواضيع معينة في حضور شيرين.

وبينما تفكر في الكلمة، بدأت شيرلي في تمييز اضطرابات خافتة تنبعث من أجزاء مختلفة من الغابة – الشجيرات الصغيرة، والأرض، والتجاويف المظللة للأشجار، وحتى الهواء المحيط بدا ملوثًا.

ومع ذلك، كلما أمضت وقتًا أطول مع الفتاة الجانيّة، أصبحت شيرلي تفهم أن شيرين لم تكن عرضة لهذه الاضطرابات كما كانت تعتقد في الأصل.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

في الواقع، كانت شيرين تتمتع بقدرة كبيرة على الصمود.

…..

حتى عندما طرحت شيرلي عليها أسئلة غير عادية، اختارت شيرين غالبًا تجنبها. بدا الأمر وكأن لا شيء آخر يمكنه حقًا إزعاج أو تشتيت انتباه الجانية، باستثناء توجيه شيرلي إلى الجدار الصامت.

لم يكن التنقل عبر الغابة بالمهمة السهلة. كانت الأرض، المليئة بأوراق الشجر المتعفنة، تمثل تضاريس غير متوقعة مليئة بالحفر المخفية والبقع الغادرة. غالبًا ما كانت العقبات مثل الكروم المتشابكة والأشواك الحادة وجذور الأشجار البارزة تكمن في طريقها. تذكرت شيرلي أيامها في المدينة، وكانت تعتقد ذات يوم أن التنقل عبر الأزقة الضيقة المزدحمة، التي تتقاطع فيها الأنابيب والقنوات، كان أصعب تضاريس واجهتها على الإطلاق. ومع ذلك، فإن هذه المساحة البرية غير المروضة من الطبيعة جعلت حتى المناظر الطبيعية الحضرية الأكثر إهمالًا تبدو قابلة للملاحة بسهولة.

بمرور الوقت، ازدادت ثقة شيرلي، وبدأت في سبر أغوار شيرين بسيل من الأسئلة. وفي حين كانت إجابات أغلبها غامضة، كان من الممكن أحيانًا أن يستخرج سؤال عابر من الجانية كشفًا عميقًا.

تذكرت مقولة قديمة للقبطان: ألم تكن تتعلق بتأثير التطور البشري على الحضارة؟

“بدأ الاضمحلال بعد اختفاء الناشئ،” قالت شيرين، مبتعدة عن ميولها الرافضة المعتادة. وتابعت بنبرة قاتمة، “طبيعته الحقيقية تظل لغزًا بالنسبة لنا، لكنه يستهلك ويشوه كل ما يلمسه في الغابة، ويحوله إلى أشكال غريبة. إنه يشكل تهديدًا كبيرًا.”

عندما سمعت شيرلي عن الناشئ المفقود، ثار اهتمامها. ورغم أنها لم تشارك دائمًا بنشاط في الدروس، إلا أنها لم تفوت أبدًا أي نميمة أو حكاية مشتركة بين أفراد الطاقم. كانت على دراية جيدة بالفولكلور الجاني. “انتظري، هل تتحدثين عن الناشئ الأسطوري… ساسلوكا؟”

وبينما تتواصل بهذا الأمر، لاحظت حركة متموجة تحت الظل الذي ألقته شجرة قريبة. كانت الفروع المختبئة في الداخل تتجمع بسرعة لتشكل أشباحًا بشرية طويلة ونحيلة، وتتجسد بسرعة مخيفة.

أصيبت شيرلي بلحظة من الذعر بعد أن نطقت بالاسم. كانت قلقة من أن استحضار مثل هذه الشخصية المقدسة قد يزعج شيرين أو حتى يغضبها. ومع ذلك، سرعان ما أدركت أنها ربما كانت تبالغ في تحليل الموقف.

كان هذا المصطلح، “الرؤية الوشيكة”، يخطر ببال شيرلي لفترة من الوقت. وبعد بعض التأمل، قررت أن تسأل، “ماذا تقصدين بالرؤية الوشيكة؟”

لم تبدو شيرين منزعجة من الإشارة الصريحة التي أطلقتها شيرلي إلى الناشئ. بل بدا الحزن العميق يملأ عينيها وهي ترد بهدوء: “سوف يعود الناشئ. إنه ببساطة يراقب الحدود؛ لقد ذهب إلى أبعد قليلًا من المعتاد هذه المرة… حتى يعود، ستستخدم أتلانتس الجدار الصامت لحماية عرق الجان… ستنتظر أتلانتس عودته بصبر.”

اندفع كلب يشبه مطرقة النيزك إلى نسل الشمس السوداء الأول. وتبع ذلك صوت طقطقة مقزز، يشبه صوت سحق ثمرة متعفنة. وتعرض الكائن البشري الظلي للإبادة قبل أن يتمكن حتى من فهم بيئته بالكامل، فانفجر في بقعة من الصديد الفاسد.

كان بيان شيرين الختامي مليئًا بنبرة من التعزية الذاتية، وهو ما لم يمر دون أن تلاحظه شيرلي.

 

قبل أن تتمكن شيرلي من التعمق أكثر في الموضوع، لاحظت تغيرًا ملحوظًا في سلوك شيرين. فالجانية، التي بدت غارقة في الحزن قبل لحظات، أصبحت الآن تشع باليقظة. كانت شيرين تمسك بفأس الحربة بإحكام، وتحدق بعينيها في أوراق الشجر الكثيفة في الغابة وكأنها تتوقع تهديدًا وشيكًا.

دون أن ينطقا بكلمة واحدة، تبادلت نينا وموريس نظرة تفاهم قبل أن يتواصلا بصمت بشأن محنتهما.

فجأة، شعرت شيرلي بالقلق، وقالت، “ما الذي يحدث؟”

لم يكن التنقل عبر الغابة بالمهمة السهلة. كانت الأرض، المليئة بأوراق الشجر المتعفنة، تمثل تضاريس غير متوقعة مليئة بالحفر المخفية والبقع الغادرة. غالبًا ما كانت العقبات مثل الكروم المتشابكة والأشواك الحادة وجذور الأشجار البارزة تكمن في طريقها. تذكرت شيرلي أيامها في المدينة، وكانت تعتقد ذات يوم أن التنقل عبر الأزقة الضيقة المزدحمة، التي تتقاطع فيها الأنابيب والقنوات، كان أصعب تضاريس واجهتها على الإطلاق. ومع ذلك، فإن هذه المساحة البرية غير المروضة من الطبيعة جعلت حتى المناظر الطبيعية الحضرية الأكثر إهمالًا تبدو قابلة للملاحة بسهولة.

“هدوء!” همست شيرين بقوة جعلت قلب شيرلي ينبض بقوة. “لقد تسلل كيان فاسد إلى ملاذنا المقدس…”

في الوقت نفسه، في جميع أنحاء الغابة، حيث لعبت الأشجار الكثيفة وأوراق الشجر ألعابًا مع الضوء، بدأت أعداد لا حصر لها من الأشكال الظلية تتجسد بمعدل ينذر بالخطر…

فاسد؟ ماذا تقصد؟

كان هذا المصطلح، “الرؤية الوشيكة”، يخطر ببال شيرلي لفترة من الوقت. وبعد بعض التأمل، قررت أن تسأل، “ماذا تقصدين بالرؤية الوشيكة؟”

وبينما تفكر في الكلمة، بدأت شيرلي في تمييز اضطرابات خافتة تنبعث من أجزاء مختلفة من الغابة – الشجيرات الصغيرة، والأرض، والتجاويف المظللة للأشجار، وحتى الهواء المحيط بدا ملوثًا.

اندفع كلب يشبه مطرقة النيزك إلى نسل الشمس السوداء الأول. وتبع ذلك صوت طقطقة مقزز، يشبه صوت سحق ثمرة متعفنة. وتعرض الكائن البشري الظلي للإبادة قبل أن يتمكن حتى من فهم بيئته بالكامل، فانفجر في بقعة من الصديد الفاسد.

كان هناك شعور بالخطر يخيم على الجو. كان الأمر وكأن كائنات شريرة تتربص بهم دون أن يراهم أحد تقترب منهم ببطء. كان هناك ثقل خانق من الشر، مقترنًا بشعور غريب بأنهم تحت المراقبة، يخنق الغابات الكثيفة. ومن خلال ارتباط تعاطفي عميق مع رفيقها الكلب، شعرت شيرلي بالكيانات الشريرة التي كانت تتسرب، مثل الظلام السائل، إلى عالمهم.

“متى سنصل إلى ‘الحائط الصامت’؟” سألت شيرلي، مستغلة الفرصة قبل أن تتمكن شيرين من التساؤل عن سبب توقفها المفاجئ.

من كل زاوية، بدأت خيوط من الظلام السبجي النقي تمتد وتتشابك، وتشكل شبكة شريرة.

كانت تسير لفترة طويلة لدرجة أنها فقدت العد للساعات أو الأيام. كان للغابة المترامية الأطراف، بأشجارها الشاهقة وأوراقها الكثيفة، تأثير مربك على شيرلي. أينما التفتت، كان المنظر متطابقًا تقريبًا – امتداد لا نهاية له من الأشجار. كانت رؤية شجرة ساقطة أو عقبات مثل الصخور الضخمة والجداول الصغيرة تقدم اختلافًا وجيزًا، وإن كان محدودًا، عن المناظر الطبيعية المتكررة.

أتباع الشمس السوداء؟ أم أنها طائفة الإبادة؟

لم تبدو شيرين منزعجة من الإشارة الصريحة التي أطلقتها شيرلي إلى الناشئ. بل بدا الحزن العميق يملأ عينيها وهي ترد بهدوء: “سوف يعود الناشئ. إنه ببساطة يراقب الحدود؛ لقد ذهب إلى أبعد قليلًا من المعتاد هذه المرة… حتى يعود، ستستخدم أتلانتس الجدار الصامت لحماية عرق الجان… ستنتظر أتلانتس عودته بصبر.”

لقد أذهل هذا الكشف شيرلي للحظة. لقد تذكرت بوضوح أنه عندما دخلوا الغابة، اكتشف دوغ الهالة الخافتة للمبيدين. فلماذا يتعرضون الآن لكمين من قبل هؤلاء الأهوال، أتباع الشمس السوداء؟

كان بيان شيرين الختامي مليئًا بنبرة من التعزية الذاتية، وهو ما لم يمر دون أن تلاحظه شيرلي.

بعد أن تخلصت من شللها المؤقت، صرخت غرائز شيرلي من أجل العمل. واستعدت، وراقبت خيوط الظلال المتسللة بفحص مكثف. همست لشيرين على عجل، “استعدي. هذه الوحوش تتربص وتتحرك داخل الظلال، مما يجعلها أعداءً صعبين بشكل استثنائي. إنهم مرنون بشكل لا يصدق.”

بدأت تشق طريقها إلى عمق الغابة، ولكن بعد بضع خطوات، توقفت وألقت نظرة خاطفة على الثنائي، “فقط لأعلمكما، اسمي شيرين. إنه اسم من الأفضل أن تتذكراه.”

وبينما تتواصل بهذا الأمر، لاحظت حركة متموجة تحت الظل الذي ألقته شجرة قريبة. كانت الفروع المختبئة في الداخل تتجمع بسرعة لتشكل أشباحًا بشرية طويلة ونحيلة، وتتجسد بسرعة مخيفة.

بعد ما بدا وكأنه رحلة لا نهاية لها عبر الغابات الكثيفة، بدأت شيرلي تتساءل عن شيء كانت تعتبره دائمًا أمرًا مسلمًا به: هل ما يسمى بـ “الجدار الصامت” مجرد أسطورة، أم أنه موجود حقًا؟

لكن شيرلي كانت مستعدة، فقد كانت تتوقع هذا التحول.

“عمي دنكان،” نقلت نينا أفكارها. “لقد صادفنا ‘شيرين’ ثالثة. لقد ذكرت جدار الصمت أيضًا.”

في لحظة، وبينما كانت السلاسل ترتطم بها والهواء يشقها، انقضت على أقرب شخصية غامضة. استدعت دوغ بشراسة لم تكن تظهرها إلا نادرًا، وألقت بشريكها كما لو كان سوطًا عملاقًا.

غياب الناشئ؟!

اندفع كلب يشبه مطرقة النيزك إلى نسل الشمس السوداء الأول. وتبع ذلك صوت طقطقة مقزز، يشبه صوت سحق ثمرة متعفنة. وتعرض الكائن البشري الظلي للإبادة قبل أن يتمكن حتى من فهم بيئته بالكامل، فانفجر في بقعة من الصديد الفاسد.

وبينما تتواصل بهذا الأمر، لاحظت حركة متموجة تحت الظل الذي ألقته شجرة قريبة. كانت الفروع المختبئة في الداخل تتجمع بسرعة لتشكل أشباحًا بشرية طويلة ونحيلة، وتتجسد بسرعة مخيفة.

في الوقت نفسه، في جميع أنحاء الغابة، حيث لعبت الأشجار الكثيفة وأوراق الشجر ألعابًا مع الضوء، بدأت أعداد لا حصر لها من الأشكال الظلية تتجسد بمعدل ينذر بالخطر…

مرت نظرة من الدهشة على وجه الفتاة الجانيّة للحظة، فأدركت عدم وعي موريس الحقيقي. ومع ذلك، استعادت رباطة جأشها بسرعة وقالت، “لقد اتخذت الأمور منعطفًا نحو الأسوأ. ينتشر الفساد المظلم خارج الجدار الصامت. في الوقت الحالي، الملاذ الوحيد يكمن داخل حدود الجدار بسبب غياب الناشئ.”


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

فجأة، شعرت شيرلي بالقلق، وقالت، “ما الذي يحدث؟”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

كانت شيرلي على دراية بالظواهر التي تسمى “الانقطاعات المفاجئة للوعي”. لقد شهدت هذه الظاهرة شخصيًا أثناء جلسات التدريس مع أليس، وخاصة عندما تعمقت في مفاهيم تتجاوز فهم شيرلي. كانت هذه النوبات تظهر عادةً على شكل انقطاعات قصيرة في سلسلة أفكارها.

في الواقع، كانت شيرين تتمتع بقدرة كبيرة على الصمود.

 

بعد أن تخلص من صدمته الأولية، استقبل موريس الفتاة الجانية باحترام، والتي ظهرت بشكل غامض على حافة الأنقاض المضاءة بأشعة الشمس. أجاب بصوت هادئ، “لم نبلغ بأي أمر من هذا القبيل. هل يمكنك أن تنيرنا بشأن الوضع الحالي؟”

لم يكن التنقل عبر الغابة بالمهمة السهلة. كانت الأرض، المليئة بأوراق الشجر المتعفنة، تمثل تضاريس غير متوقعة مليئة بالحفر المخفية والبقع الغادرة. غالبًا ما كانت العقبات مثل الكروم المتشابكة والأشواك الحادة وجذور الأشجار البارزة تكمن في طريقها. تذكرت شيرلي أيامها في المدينة، وكانت تعتقد ذات يوم أن التنقل عبر الأزقة الضيقة المزدحمة، التي تتقاطع فيها الأنابيب والقنوات، كان أصعب تضاريس واجهتها على الإطلاق. ومع ذلك، فإن هذه المساحة البرية غير المروضة من الطبيعة جعلت حتى المناظر الطبيعية الحضرية الأكثر إهمالًا تبدو قابلة للملاحة بسهولة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط