You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سجلات الباحث 16

غدر

غدر


منظر الجنون والفوضى التي غمرت المكان كان أشبه بمشهدٍ من أعماق الكوابيس. الهواء مشبعٌ برائحة الحديد، والأرض تحت قدمي رين مغطاة ببقعٍ دموية وزلقة، تعكس ما تبقى من ضوءٍ شاحب قادم من أعماق الغابة المظلمة. الأصوات لم تكن مجرد صدى للقتال، بل كانت سيمفونية مرعبة، صوت العظام المتكسرة، وتحطم اللحم المتهتك، والصرخات الهائجة القادمة من الجرذ الضخم.

.

 

 

وسط هذا الجنون، حمل رين الرأس بين يديه كما لو كان سلاحًا مقدسًا، يرفعه عاليًا ثم يهوي به على بقايا الجرذ بوحشية لا توصف. كان الجرذ الذي كان يومًا ما مخلوقًا رهيبًا ذا خمسة رؤوس، أصبح الآن جرذًا متعفنًا بأربعة رؤوس متهالكة. لم يبقَ من هيبته شيء؛ كانت أجساد رؤوسه غارقة في بحرٍ من الجروح البشعة، تملأ وجهه وعينيه بشقوق دامية، تحفر في فروه الأسود الشائك، الذي غرق بدوره تحت طبقات من الدم المتخثر. الفرو الذي كان يومًا ما علامة على قوة الجرذ وهيبته، تحول إلى كتلة لزجة، تتشبث بجسده وكأنها طبقة قذرة من الوحل الأسود، متجلط بالدماء التي لم تتوقف عن النزيف.

.

 

كانت هناك قطع من لحمه مكشوفة بفعل الجروح، وكأن وحشًا آخر التهم أجزاء من جسده، تاركًا له فراغات عميقة تكشف عن العضلات المتوترة تحت الجلد الممزق. كل جرح كان يحمل قصة عن وحشية المعركة المستمرة. العيون الباهتة التي كانت تحمل قبل لحظات نظرة متعالية، أصبحت الآن تشع بالخوف والارتباك.

كانت هناك قطع من لحمه مكشوفة بفعل الجروح، وكأن وحشًا آخر التهم أجزاء من جسده، تاركًا له فراغات عميقة تكشف عن العضلات المتوترة تحت الجلد الممزق. كل جرح كان يحمل قصة عن وحشية المعركة المستمرة. العيون الباهتة التي كانت تحمل قبل لحظات نظرة متعالية، أصبحت الآن تشع بالخوف والارتباك.

أما رين، لم يكن حاله أفضل. كان جسده بأكمله قطعة من الفن الدموي. جروح حادة وعميقة تغطي ذراعيه وظهره، بعضها ناتج عن مخالب الجرذ الضخمة التي مزقت جلده وكأنها شفرات حادة. من كتفه الأيسر، كانت هناك جرح غائر حيث اخترقت المخالب، تاركة خلفها تمزقات عميقة تُظهر بعض العضلات الممزقة. جلده، الذي كان متوترًا ومشدودًا، كان قد تمزق في عدة أماكن، يختلط الدم بالعرق وهو يتساقط ببطء من جسده المتعب. وكان هناك جرح مفتوح على فخذه الأيسر، حيث تعرض لهجوم من أحد رؤوس الجرذ في وقت سابق، تاركًا نزيفًا غزيرًا كان من الصعب إيقافه.

 

 

أما رين، لم يكن حاله أفضل. كان جسده بأكمله قطعة من الفن الدموي. جروح حادة وعميقة تغطي ذراعيه وظهره، بعضها ناتج عن مخالب الجرذ الضخمة التي مزقت جلده وكأنها شفرات حادة. من كتفه الأيسر، كانت هناك جرح غائر حيث اخترقت المخالب، تاركة خلفها تمزقات عميقة تُظهر بعض العضلات الممزقة. جلده، الذي كان متوترًا ومشدودًا، كان قد تمزق في عدة أماكن، يختلط الدم بالعرق وهو يتساقط ببطء من جسده المتعب. وكان هناك جرح مفتوح على فخذه الأيسر، حيث تعرض لهجوم من أحد رؤوس الجرذ في وقت سابق، تاركًا نزيفًا غزيرًا كان من الصعب إيقافه.

 

 

 

رغم هذا المشهد المروع من الألم والإرهاق، استمر رين في القتال بلا توقف، وكأن جسده يرفض الخضوع رغم الإشارات الواضحة التي يرسلها الألم إليه. كانت عينيه ما تزالان مشتعلة بعزيمة لا تقهر، وكأنه يدرك أن توقفه يعني الموت. حتى مع كل هذا الألم والدماء التي تلطخ جسده، لم يتوقف لحظة واحدة، كان يستمر في استخدام الرأس كسلاح مميت، يضرب به جسد الجرذ المتداعي، بينما يتحرك بخفة ليتهرب من هجمات الوحش المستمرة.

 

 

.

لكن رغم مهارته، لم يكن بإمكانه تفادي جميع الهجمات. مع كل قفزة، كانت المخالب تحاول الإمساك به، ومع كل هروب ناجح، كانت قطعة من جسده تترك خلفها جرحًا جديدًا. المخالب كانت تصل إليه في بعض الأحيان، تاركة خطوطًا من الدماء المتساقطة على الأرض. ومع ذلك، كان يستمر، يدفع نفسه إلى الحدود القصوى، وكأنه يعلم أن النصر على هذا الوحش هو السبيل الوحيد للنجاة.

.

 

 

مر الوقت ببطء، وفي نهاية المعركة، لم يتبقَ من الجرذ سوى رأس واحد. كان المنظر مرعبًا للغاية: أعناق مكسورة وممزقة، لا تزال معلقة بجسد الجرذ وكأنها حبال موت متهالكة. الجلد المتدلي من كل عنق، والعضلات التي لا تزال متصلة بأعصاب ممزقة، كانت تبرز بألمٍ شديد، وكأن الجرذ ما زال يشعر بالآلام العميقة التي مرت عليه. كان الدم يسيل من هذه الأعناق المشوهة كأنه أنهارٌ من الجحيم، تتدفق ببطء على جسده المتهالك.

وأخيرا وجدت بعض الوقت

 

في لحظة أخيرة يائسة، وبينما كانت حياته تتسرب من بين مخالب الموت، استطاع الجرذ تحريك ذراعه الوحشية، وتوجيهها بقوة نحو رين. كان الهجوم مليئًا بالألم واليأس، لكنها كانت أقوى حركة استطاع الجرذ القيام بها. ذراعه الكبيرة اخترقت الهواء، متجهة نحو رين بكل ما تبقى له من طاقة، وهنا كانت الصدمة.

الجرذ، الذي كان يقف في البداية كوحش لا يُهزم، أصبح الآن مجرد ظل لرعبٍ كان يسيطر على الأجواء.

 

 

.

وفجأة، تجمد الجرذ الضخم في مكانه، كأن الزمن نفسه توقف للحظة. تلك الهجمات المتوحشة التي كانت تمزق الهواء توقفت كما لو أن طاقة القتال الهائجة قد انطفأت فجأة. المكان حولهما بدا وكأنه يعكس هذا التحول. الأشجار الطويلة المتشابكة بأغصانها، التي كانت تتمايل بعنف مع الرياح الحادة، هدأت كأنها هي الأخرى توقفت لتراقب هذه اللحظة الحاسمة. الضوء الشاحب المتسرب عبر السماء المغطاة بالغيوم الكثيفة، كان يعكس الظلال الكئيبة على الأرض الغارقة في الدماء والأشلاء المتناثرة. الأرض تحت أقدامهم، المليئة بالجروح والتشققات الناتجة عن المعركة الشرسة، كانت ما تزال دافئة من آثار الدمار، تنتظر حركة أخرى لتنزلق إلى هاوية جديدة من الفوضى.

رين لم يغير من تعابيره. عيناه الباردتان لم تعكسا أي تعاطف أو رحمة. أومأ برأسه كأنه يوافق على استسلام الجرذ، لكن قلبه كان يغلي بنار من الغضب المكتوم. وهنا، أخطأ الجرذ خطأً قاتلًا.

 

صوت تمزيق اللحم واندفاع الدماء ملأ المكان. ذراع الجرذ اخترقت جسد رين، وقطعت طريقها عبر عضلاته ولحمه كأنه قطعة ورق. تدفقت الدماء على الفور، تغمر الأرض تحت قدمي رين في بحر من اللون الأحمر.

الجرذ، الآن متصلبًا في مكانه، بدأ في تحريك يديه بطريقة غريبة، ببطء، وكأنه يحاول توصيل رسالة. كانت حركاته غير متوقعة، أنامله الكبيرة والمخالب الطويلة تتحرك في الهواء بخفة لم تكن تناسب حجمه الضخم. كل حركة كانت تبدو كإشارة، وكأن الجرذ يتحدث بلغة غير مفهومة، لغة من عالم آخر. كان يرفع ذراعه اليمنى، ثم يخفضها ببطء، كأنما يشير إلى الأرض بطريقة خاضعة، ثم يُدوّر ذراعه الأخرى حول رأسه، حركة تشير ربما إلى الانسحاب أو الاستسلام.

 

 

 

راقبت عينا رين الباردتان تلك الحركات، وكان واضحًا أنه لم يكن يثق بهذه الإشارات الغامضة. كانت عيناه تراقبانه بتركيز، وبدا مستعدًا للانقضاض في أي لحظة. قبضته المشدودة على الرأس الذي حمله في يديه ازدادت قوة، وأصابع يده ترتعش بحذر، مستعدة لأي حركة غير متوقعة قد تصدر عن الوحش.

.

 

كان المكان المحيط ساحة من الفوضى، الغابة المتشابكة أشجارها حولهما بدت وكأنها تنحب الموت. الرياح كانت تعوي، والسماء مضاءة بالقمر القرمزي الذي صبغ كل شيء بظلال دامية. بقايا المعركة كانت في كل مكان، الأرض ملطخة بالدماء التي امتزجت بين جسد رين والوحش الهالك، تشهد على العنف الذي حدث في هذا المشهد المروّع.

لكن الجرذ، بدا وكأنه لاحظ هذا التوتر في عيون رين، وكأن لغة القتال لم تنته بعد، لكنه اختار الاستسلام. بعد حركات يديه المعبرة، بدأ في التراجع ببطء، متوجهًا نحو الهروب. كان جسمه المتعب المليء بالجروح المتقطعة ينحني بخضوع، ورأسه المتبقي الذي لا يزال يعمل كان يبدو وكأنه يحاول تجنب المواجهة.

 

 

.

رين لم يغير من تعابيره. عيناه الباردتان لم تعكسا أي تعاطف أو رحمة. أومأ برأسه كأنه يوافق على استسلام الجرذ، لكن قلبه كان يغلي بنار من الغضب المكتوم. وهنا، أخطأ الجرذ خطأً قاتلًا.

وفجأة، تجمد الجرذ الضخم في مكانه، كأن الزمن نفسه توقف للحظة. تلك الهجمات المتوحشة التي كانت تمزق الهواء توقفت كما لو أن طاقة القتال الهائجة قد انطفأت فجأة. المكان حولهما بدا وكأنه يعكس هذا التحول. الأشجار الطويلة المتشابكة بأغصانها، التي كانت تتمايل بعنف مع الرياح الحادة، هدأت كأنها هي الأخرى توقفت لتراقب هذه اللحظة الحاسمة. الضوء الشاحب المتسرب عبر السماء المغطاة بالغيوم الكثيفة، كان يعكس الظلال الكئيبة على الأرض الغارقة في الدماء والأشلاء المتناثرة. الأرض تحت أقدامهم، المليئة بالجروح والتشققات الناتجة عن المعركة الشرسة، كانت ما تزال دافئة من آثار الدمار، تنتظر حركة أخرى لتنزلق إلى هاوية جديدة من الفوضى.

 

.

استدار الجرذ، محاولًا الانطلاق نحو المجهول، لكن تلك اللحظة كانت اللحظة التي حسمت مصيره. رين، كالصاعقة التي لا ترحم، انطلق باتجاهه بقوة لم يتوقعها الجرذ. رفع رأس الوحش المقتول عاليا، وضربه بأقصى ما يمكنه من قوة على جسد الجرذ الضعيف. الصوت كان كتحطم العظام والزجاج معًا، تحطم الرأس فوق جسد الجرذ الذي لم يكن لديه الوقت للتراجع.

 

 

كان المكان المحيط ساحة من الفوضى، الغابة المتشابكة أشجارها حولهما بدت وكأنها تنحب الموت. الرياح كانت تعوي، والسماء مضاءة بالقمر القرمزي الذي صبغ كل شيء بظلال دامية. بقايا المعركة كانت في كل مكان، الأرض ملطخة بالدماء التي امتزجت بين جسد رين والوحش الهالك، تشهد على العنف الذي حدث في هذا المشهد المروّع.

بدأ رين بتوجيه سلسلة من الضربات المتتالية دون توقف، كل ضربة كانت قوية ومليئة بالغضب المتراكم. كان يرمي الرأس كأنه مطرقة عظيمة تهوي من السماء، وكل ضربة كانت تحطم عظام الجرذ وتشق جلده الكثيف. الجرذ لم يستطع التحرك، كان مذهولًا تمامًا من هجوم رين العنيف. حاول، بيأس، استجماع قوته للدفاع عن نفسه، لكن كل محاولة باءت بالفشل.

 

 

 

في لحظة أخيرة يائسة، وبينما كانت حياته تتسرب من بين مخالب الموت، استطاع الجرذ تحريك ذراعه الوحشية، وتوجيهها بقوة نحو رين. كان الهجوم مليئًا بالألم واليأس، لكنها كانت أقوى حركة استطاع الجرذ القيام بها. ذراعه الكبيرة اخترقت الهواء، متجهة نحو رين بكل ما تبقى له من طاقة، وهنا كانت الصدمة.

.

 

مر الوقت ببطء، وفي نهاية المعركة، لم يتبقَ من الجرذ سوى رأس واحد. كان المنظر مرعبًا للغاية: أعناق مكسورة وممزقة، لا تزال معلقة بجسد الجرذ وكأنها حبال موت متهالكة. الجلد المتدلي من كل عنق، والعضلات التي لا تزال متصلة بأعصاب ممزقة، كانت تبرز بألمٍ شديد، وكأن الجرذ ما زال يشعر بالآلام العميقة التي مرت عليه. كان الدم يسيل من هذه الأعناق المشوهة كأنه أنهارٌ من الجحيم، تتدفق ببطء على جسده المتهالك.

صوت تمزيق اللحم واندفاع الدماء ملأ المكان. ذراع الجرذ اخترقت جسد رين، وقطعت طريقها عبر عضلاته ولحمه كأنه قطعة ورق. تدفقت الدماء على الفور، تغمر الأرض تحت قدمي رين في بحر من اللون الأحمر.

 

 

بدأ رين بتوجيه سلسلة من الضربات المتتالية دون توقف، كل ضربة كانت قوية ومليئة بالغضب المتراكم. كان يرمي الرأس كأنه مطرقة عظيمة تهوي من السماء، وكل ضربة كانت تحطم عظام الجرذ وتشق جلده الكثيف. الجرذ لم يستطع التحرك، كان مذهولًا تمامًا من هجوم رين العنيف. حاول، بيأس، استجماع قوته للدفاع عن نفسه، لكن كل محاولة باءت بالفشل.

رغم هذا، لم يتوقف الجرذ عن محاولاته. عينيه المظلمتين انغلقتا ببطء، وفي لحظةٍ غريبة، ارتسمت ابتسامة خافتة على فمه المرعب المليء بالأنياب. تلك الابتسامة كانت أشبه بابتسامة الرضا. كان يعلم أن نهايته قريبة، لكن، في تلك اللحظة، كان راضيًا بما فعله.

رغم كل ذلك، كان رين يقف شامخًا، كأنه قد تحدى الموت نفسه وانتصر. عيونه الصفراء الساطعة كانت تتوهج تحت ضوء القمر، وتنعكس عليها آثار النصر والحذر معًا. كانت عيناه توحيان بشيء من البرود، برودٌ يأتي فقط بعد المعاناة الطويلة، ذلك النوع من البرود الذي لا يولد من القوة فقط، بل من الإدراك بأنه قد نجا، وأنه على قيد الحياة.

 

 

سقط الجرذ ذو الرؤوس الخمسة، والتاج الطويل الذي كان مغروزًا في جمجمته كأنه غُرس عبر سنوات من الفوضى والجنون، انزلق ببطء من رأسه. التاج بدا وكأنه امتداد لذاته المشوهة، رمزًا لملك شيطاني هالك، قد هلكت مملكته معه. رؤوسه الميتة تهاوت كالصخور المتهالكة، كل واحد منها يعكس في ملامحه أثر الصراع العنيف الذي أنهى حياته. سقط جسد الوحش العملاق إلى الأرض، وسرعان ما اختفى زئير الحياة الذي كان يملأ الأجواء بصدى العدم.

.

 

“شخص مثلي لا يموت من الخيانات

كان المكان المحيط ساحة من الفوضى، الغابة المتشابكة أشجارها حولهما بدت وكأنها تنحب الموت. الرياح كانت تعوي، والسماء مضاءة بالقمر القرمزي الذي صبغ كل شيء بظلال دامية. بقايا المعركة كانت في كل مكان، الأرض ملطخة بالدماء التي امتزجت بين جسد رين والوحش الهالك، تشهد على العنف الذي حدث في هذا المشهد المروّع.

 

 

كان المكان المحيط ساحة من الفوضى، الغابة المتشابكة أشجارها حولهما بدت وكأنها تنحب الموت. الرياح كانت تعوي، والسماء مضاءة بالقمر القرمزي الذي صبغ كل شيء بظلال دامية. بقايا المعركة كانت في كل مكان، الأرض ملطخة بالدماء التي امتزجت بين جسد رين والوحش الهالك، تشهد على العنف الذي حدث في هذا المشهد المروّع.

رين، بملامحه المتجمدة وتعبيره الذي لم يتغير، وقف فوق الجثة كأنه تمثال من الحجر، جسده المثقل بالجروح والنزيف بدا كأنه لوحة مرسومة من القسوة والتحمل. جروحه، التي قطعت جسده بأماكن مختلفة، كانت تنزف ببطء، لكن الألم لم يظهر على وجهه. ذراعه اليسرى كانت مجروحة بعمق، والدماء كانت تتدفق منها، مختلطة مع العرق الذي غطى جبينه. كانت هناك جروح أخرى في جانبه وظهره، بعضها نتيجة مخالب الجرذ وأخرى من صدمات السقوط والقتال، وكل واحدة من تلك الجروح كانت تروي قصةً من الألم والمعاناة.

لكن رغم مهارته، لم يكن بإمكانه تفادي جميع الهجمات. مع كل قفزة، كانت المخالب تحاول الإمساك به، ومع كل هروب ناجح، كانت قطعة من جسده تترك خلفها جرحًا جديدًا. المخالب كانت تصل إليه في بعض الأحيان، تاركة خطوطًا من الدماء المتساقطة على الأرض. ومع ذلك، كان يستمر، يدفع نفسه إلى الحدود القصوى، وكأنه يعلم أن النصر على هذا الوحش هو السبيل الوحيد للنجاة.

 

ولا من الخوف

رغم كل ذلك، كان رين يقف شامخًا، كأنه قد تحدى الموت نفسه وانتصر. عيونه الصفراء الساطعة كانت تتوهج تحت ضوء القمر، وتنعكس عليها آثار النصر والحذر معًا. كانت عيناه توحيان بشيء من البرود، برودٌ يأتي فقط بعد المعاناة الطويلة، ذلك النوع من البرود الذي لا يولد من القوة فقط، بل من الإدراك بأنه قد نجا، وأنه على قيد الحياة.

رغم هذا، لم يتوقف الجرذ عن محاولاته. عينيه المظلمتين انغلقتا ببطء، وفي لحظةٍ غريبة، ارتسمت ابتسامة خافتة على فمه المرعب المليء بالأنياب. تلك الابتسامة كانت أشبه بابتسامة الرضا. كان يعلم أن نهايته قريبة، لكن، في تلك اللحظة، كان راضيًا بما فعله.

 

استدار الجرذ، محاولًا الانطلاق نحو المجهول، لكن تلك اللحظة كانت اللحظة التي حسمت مصيره. رين، كالصاعقة التي لا ترحم، انطلق باتجاهه بقوة لم يتوقعها الجرذ. رفع رأس الوحش المقتول عاليا، وضربه بأقصى ما يمكنه من قوة على جسد الجرذ الضعيف. الصوت كان كتحطم العظام والزجاج معًا، تحطم الرأس فوق جسد الجرذ الذي لم يكن لديه الوقت للتراجع.

ببرود قاتل، ودون أن يظهر أي أثرٍ للندم أو الرحمة، أدار رين نظره نحو جثة الجرذ الضخم الملقى أمامه. كان المشهد يعكس هيبة مرعبة، والدماء المحيطة بالجسد كانت توحي وكأن المكان كله قد تشبع برائحة الموت. ثم تحت السماء القرمزية، وتحت ضوء القمر الذي غلف الغابة بهالة غريبة، قال رين بصوت منخفض، مليء بالعزيمة واليقين:

صوت تمزيق اللحم واندفاع الدماء ملأ المكان. ذراع الجرذ اخترقت جسد رين، وقطعت طريقها عبر عضلاته ولحمه كأنه قطعة ورق. تدفقت الدماء على الفور، تغمر الأرض تحت قدمي رين في بحر من اللون الأحمر.

 

 

“شخص مثلي لا يموت من الخيانات

 

 

وفجأة، تجمد الجرذ الضخم في مكانه، كأن الزمن نفسه توقف للحظة. تلك الهجمات المتوحشة التي كانت تمزق الهواء توقفت كما لو أن طاقة القتال الهائجة قد انطفأت فجأة. المكان حولهما بدا وكأنه يعكس هذا التحول. الأشجار الطويلة المتشابكة بأغصانها، التي كانت تتمايل بعنف مع الرياح الحادة، هدأت كأنها هي الأخرى توقفت لتراقب هذه اللحظة الحاسمة. الضوء الشاحب المتسرب عبر السماء المغطاة بالغيوم الكثيفة، كان يعكس الظلال الكئيبة على الأرض الغارقة في الدماء والأشلاء المتناثرة. الأرض تحت أقدامهم، المليئة بالجروح والتشققات الناتجة عن المعركة الشرسة، كانت ما تزال دافئة من آثار الدمار، تنتظر حركة أخرى لتنزلق إلى هاوية جديدة من الفوضى.

ولا من الخوف

كانت هناك قطع من لحمه مكشوفة بفعل الجروح، وكأن وحشًا آخر التهم أجزاء من جسده، تاركًا له فراغات عميقة تكشف عن العضلات المتوترة تحت الجلد الممزق. كل جرح كان يحمل قصة عن وحشية المعركة المستمرة. العيون الباهتة التي كانت تحمل قبل لحظات نظرة متعالية، أصبحت الآن تشع بالخوف والارتباك.

 

وليس بسبب شيء آخر.”

ولا يقتلني الحب ولا الخسائر أنا قد

وسط هذا الجنون، حمل رين الرأس بين يديه كما لو كان سلاحًا مقدسًا، يرفعه عاليًا ثم يهوي به على بقايا الجرذ بوحشية لا توصف. كان الجرذ الذي كان يومًا ما مخلوقًا رهيبًا ذا خمسة رؤوس، أصبح الآن جرذًا متعفنًا بأربعة رؤوس متهالكة. لم يبقَ من هيبته شيء؛ كانت أجساد رؤوسه غارقة في بحرٍ من الجروح البشعة، تملأ وجهه وعينيه بشقوق دامية، تحفر في فروه الأسود الشائك، الذي غرق بدوره تحت طبقات من الدم المتخثر. الفرو الذي كان يومًا ما علامة على قوة الجرذ وهيبته، تحول إلى كتلة لزجة، تتشبث بجسده وكأنها طبقة قذرة من الوحل الأسود، متجلط بالدماء التي لم تتوقف عن النزيف.

 

ولا يقتلني الحب ولا الخسائر أنا قد

أموت بسببي فقط

 

 

.

بسببي…

كتبت الفصل بالسرعة لذلك آسف عن إن كان سيئا أو يحتوي بعض الأخطاء

 

مر الوقت ببطء، وفي نهاية المعركة، لم يتبقَ من الجرذ سوى رأس واحد. كان المنظر مرعبًا للغاية: أعناق مكسورة وممزقة، لا تزال معلقة بجسد الجرذ وكأنها حبال موت متهالكة. الجلد المتدلي من كل عنق، والعضلات التي لا تزال متصلة بأعصاب ممزقة، كانت تبرز بألمٍ شديد، وكأن الجرذ ما زال يشعر بالآلام العميقة التي مرت عليه. كان الدم يسيل من هذه الأعناق المشوهة كأنه أنهارٌ من الجحيم، تتدفق ببطء على جسده المتهالك.

وليس بسبب شيء آخر.”

سقط الجرذ ذو الرؤوس الخمسة، والتاج الطويل الذي كان مغروزًا في جمجمته كأنه غُرس عبر سنوات من الفوضى والجنون، انزلق ببطء من رأسه. التاج بدا وكأنه امتداد لذاته المشوهة، رمزًا لملك شيطاني هالك، قد هلكت مملكته معه. رؤوسه الميتة تهاوت كالصخور المتهالكة، كل واحد منها يعكس في ملامحه أثر الصراع العنيف الذي أنهى حياته. سقط جسد الوحش العملاق إلى الأرض، وسرعان ما اختفى زئير الحياة الذي كان يملأ الأجواء بصدى العدم.

 

.

 

 

 

.

.

 

.

راقبت عينا رين الباردتان تلك الحركات، وكان واضحًا أنه لم يكن يثق بهذه الإشارات الغامضة. كانت عيناه تراقبانه بتركيز، وبدا مستعدًا للانقضاض في أي لحظة. قبضته المشدودة على الرأس الذي حمله في يديه ازدادت قوة، وأصابع يده ترتعش بحذر، مستعدة لأي حركة غير متوقعة قد تصدر عن الوحش.

.

لكن رغم مهارته، لم يكن بإمكانه تفادي جميع الهجمات. مع كل قفزة، كانت المخالب تحاول الإمساك به، ومع كل هروب ناجح، كانت قطعة من جسده تترك خلفها جرحًا جديدًا. المخالب كانت تصل إليه في بعض الأحيان، تاركة خطوطًا من الدماء المتساقطة على الأرض. ومع ذلك، كان يستمر، يدفع نفسه إلى الحدود القصوى، وكأنه يعلم أن النصر على هذا الوحش هو السبيل الوحيد للنجاة.

.

 

.

 

.

رين، بملامحه المتجمدة وتعبيره الذي لم يتغير، وقف فوق الجثة كأنه تمثال من الحجر، جسده المثقل بالجروح والنزيف بدا كأنه لوحة مرسومة من القسوة والتحمل. جروحه، التي قطعت جسده بأماكن مختلفة، كانت تنزف ببطء، لكن الألم لم يظهر على وجهه. ذراعه اليسرى كانت مجروحة بعمق، والدماء كانت تتدفق منها، مختلطة مع العرق الذي غطى جبينه. كانت هناك جروح أخرى في جانبه وظهره، بعضها نتيجة مخالب الجرذ وأخرى من صدمات السقوط والقتال، وكل واحدة من تلك الجروح كانت تروي قصةً من الألم والمعاناة.

.

 

.

.

.

وليس بسبب شيء آخر.”

.

.

.

رغم كل ذلك، كان رين يقف شامخًا، كأنه قد تحدى الموت نفسه وانتصر. عيونه الصفراء الساطعة كانت تتوهج تحت ضوء القمر، وتنعكس عليها آثار النصر والحذر معًا. كانت عيناه توحيان بشيء من البرود، برودٌ يأتي فقط بعد المعاناة الطويلة، ذلك النوع من البرود الذي لا يولد من القوة فقط، بل من الإدراك بأنه قد نجا، وأنه على قيد الحياة.

.

.

.

 

.

ولا من الخوف

.

لكن الجرذ، بدا وكأنه لاحظ هذا التوتر في عيون رين، وكأن لغة القتال لم تنته بعد، لكنه اختار الاستسلام. بعد حركات يديه المعبرة، بدأ في التراجع ببطء، متوجهًا نحو الهروب. كان جسمه المتعب المليء بالجروح المتقطعة ينحني بخضوع، ورأسه المتبقي الذي لا يزال يعمل كان يبدو وكأنه يحاول تجنب المواجهة.

.

.

.

“شخص مثلي لا يموت من الخيانات

.

 

.

لكن الجرذ، بدا وكأنه لاحظ هذا التوتر في عيون رين، وكأن لغة القتال لم تنته بعد، لكنه اختار الاستسلام. بعد حركات يديه المعبرة، بدأ في التراجع ببطء، متوجهًا نحو الهروب. كان جسمه المتعب المليء بالجروح المتقطعة ينحني بخضوع، ورأسه المتبقي الذي لا يزال يعمل كان يبدو وكأنه يحاول تجنب المواجهة.

.

رين، بملامحه المتجمدة وتعبيره الذي لم يتغير، وقف فوق الجثة كأنه تمثال من الحجر، جسده المثقل بالجروح والنزيف بدا كأنه لوحة مرسومة من القسوة والتحمل. جروحه، التي قطعت جسده بأماكن مختلفة، كانت تنزف ببطء، لكن الألم لم يظهر على وجهه. ذراعه اليسرى كانت مجروحة بعمق، والدماء كانت تتدفق منها، مختلطة مع العرق الذي غطى جبينه. كانت هناك جروح أخرى في جانبه وظهره، بعضها نتيجة مخالب الجرذ وأخرى من صدمات السقوط والقتال، وكل واحدة من تلك الجروح كانت تروي قصةً من الألم والمعاناة.

وأخيرا وجدت بعض الوقت

.

كتبت الفصل بالسرعة لذلك آسف عن إن كان سيئا أو يحتوي بعض الأخطاء

كان المكان المحيط ساحة من الفوضى، الغابة المتشابكة أشجارها حولهما بدت وكأنها تنحب الموت. الرياح كانت تعوي، والسماء مضاءة بالقمر القرمزي الذي صبغ كل شيء بظلال دامية. بقايا المعركة كانت في كل مكان، الأرض ملطخة بالدماء التي امتزجت بين جسد رين والوحش الهالك، تشهد على العنف الذي حدث في هذا المشهد المروّع.

سأحاول نشر فصل بالمساء

 

 

 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط