You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 32

الفصل 9: الوظيفة الأولى: قيمة الحياة.

الفصل 9: الوظيفة الأولى: قيمة الحياة.

VOLUME THREE

“الجميع يفكر فيك كجزء من قبيلة من الشياطين الشريرة. يعتقدون أنكم مجانين يقتلون لأتفه الأسباب، حتى بسبب أدنى إستفزاز.”

الفصل 9:

ولا حاجة لقول أنني إذا حاولت سرد بعض الحجج الأخلاقية على رويجيرد، سيبدو موقفي ضعيفًا وغير مقنع.

الوظيفة الأولى: قيمة الحياة.

من ناحية أخرى، هناك رائحة كريهة للحيوانات قادمة من هناك — نوع الرائحة التي قد تأتيك أثناء المشي بجوار متجرٍ كبيرٍ للحيوانات الأليفة.

 

ماذا لو إتجه إلى إيريس رغم ذلك؟ هل يمكنني حمايتها أيضًا؟

منزل كيريب، الواقع في المبنى الثاني في ريكاريسو، هو عبارة عن مبنًى طويل مكون من طابق واحد بأربعة مداخل منفصلة.

“لو قلت لنا ما نريد أن نعرفه، لن نحتاج لنصير وقحين أوغاد مـ–اغغ؟!”

أولئك الذين عاشوا هناك عاشوا بعيدين عن رغيد الحياة، لكن ليس فقراء بشدة مثل أولئك الذين سكنوا في الأحياء الفقيرة في المدينة. وفقًا لمعايير القارة الشيطانية، هم أشخاصٌ نموذجيون من الطبقة العاملة.

حسنًا، ربما لم تفكر في أي شيء بهذه القسوة. لكنها ظلت تقف في وضعها الإعتيادي: ذراعاها مطويان، قدماها متباعدتان وذقنها في الهواء. لو إن هذه الفتاة خائفة، فَـهي حقًا تبذل قصارى جهدها لعدم السماح لذلك بالظهور.

ثلاثة هيئات غريبة — إثنان صغيران، واحد كبير — يقتربون حاليًا من هذا المكان.

شخصٌ أخر بعيون ذبابة. بدا رأسها مثل نحلة، لكن لا يزال بإمكاني معرفة أنها خائفةٌ جدًا في الوقت الحالي. أعتقد أن وجهها يقع ضمن الفئة المقرفة أيضًا، ولكنها جسدًا لطيفًا، والذي هو أمرٌ غير مهم لذكره.

متبخترين بجرأة على طول الشارع، وشقوا طريقهم إلى أحد مداخل المبنى المتعددة، غير مبالين بالنظرات من حولهم.

“هممم….”

“مرحبًا يا آنسة! لقد جئنا من نقابة المغامرين!” طرق الصبي الصغير من المجموعة الباب، ونادى بصوت عالٍ للمقيمة في الداخل.

من النظرة الأولى، كل ما إستطعت رؤيته هو ممر طويل مظلم يمتد أمامنا.

هناك شيء غريب حول هذا الموضوع. لم يتحدث أي من المغامرين في هذه المدينة بأدب إلى أي شخص. فهم حفنة من الأشخاص قليلي الأخلاق بلا أي آدابٍ بطبيعتهم.

“أوه حقًا؟ حسنًا، من الواضح أن لديك موهبة في تسمية الأشياء، يا سيدتي.”

ومع ذلك، يبدو أن لطف صوت الصبي خدع ساكن هذه الغرفة. فتح الباب مع صوت صرير، وظهرت فتاة ربما تبلغ من العمر سبع سنوات من الداخل. لها ذيلٌ طويل يشبه السحلية ولسانها المتشعب المميز يميزها كعضو في عرق الهوغا.

بدا أن إجتماعنا الأول مع العميل قد سار بشكلٍ جيد للغاية، الكل في الكل. لقد قلدت للتو أسلوب الباعة المتجولين الذين لطالما توقفوا عند منزلي في حياتي السابقة، ولكن يبدو أنه قد نجح بشكل أفضل مما توقعت. من الجيد أن يضحك المغامرون الآخرون علينا، لكننا بحاجة إلى أن يفكر عملاؤنا بنا أولًا وقبل كل شيء كأشخاصٍ طيبين. هذا يعني أننا بحاجة إلى معاملتهم بلطفٍ وأدب.

إتسعت عيون الفتاة عند رؤية زوارها الثلاثة غير العاديين، لكن الصبي إبتسم لها بمرح. “مرحبًا! من دواعي سروري أن ألتقي بك. هذا هو منزل الآنسة ميشيل، صحيح؟”

على ما يبدو، لم تُعجَب بإنطباعي الشبق عن الحياة الوقحة منخفضة المستوى. منذ حادثة الإختطاف، إحتقرت إيريس الناس المبتذلين. بالعودة إلى روا، ظلت تتجهم في كل مرة نمر فيها بشخص يرتدي ملابس البلطجية في الشارع. لقد كنت أمزح مع رويجيرد فقط، لكن، أعتقِدُ أنها لم تجد هذا مسليًا للغاية. “آسفٌ على ذلك.”

“هاه؟ ا-اممم….”

“لدي بعض الأسئلة التي أريدك أن تجيب عليها.”

“أوه، أرجو المعذرة. إسمي روديوس، يا آنسة. روديوس من ديد إيند.”

أغلق الصبي يده ووضع إبهامه في الهواء؛ لسببٍ ما، فعل الإثنان الآخران خلفه الشيء نفسه. لم تفهم ميشيل تمامًا، لكنها قلدتهم على أي حال.

“د-ديد إيند….؟”

“وجدته، ربما هذا هو الحيوان الذي نبحث عنه.” قال رويجيرد، مشيرًا إلى قسم فارغ من الشارع. لم أستطِع أن أعرِف ما وجده أو لماذا شعر بالحاجة إلى إضافة ذلك ربما لم أستطِع رؤية أي آثار أقدام هنا حتى.

هذه الفتاة، ميشيل، تعرف بالطبع هذا الإسم. عرف الجميع قصة المحاربين الخارقين المتوحشين الذين قاتلوا بشراسة خلال حرب لابلاس قبل 400 عام، وذبحوا الأصدقاء والأعداء على حدٍ سواء. والجميع يعلم أن ديد إيند كان الأقوى والأكثر شرًا من بينهم. ويقال أن لا أحد إلتقى به عاش ليخبر الحكاية. حتى أولئك الذين لمحوه من مسافة بعيدة قالوا إنهم بالكاد تمكنوا من الفرار بحياتهم. ضرب إسمه الرعب في قلوب كل مقيم في القارة الشيطانية؛ حتى المغامرين مفتولي العضلات الذين تفاخروا بأنهم يمكن أن يذبحوا أي وحش بمفردهم لا يمكنهم إلا أن يرتجفوا عند سماع إسمه فقط.

بعد التحرك بخفة عبر شوارع المدينة الشبيهة بالمتاهة لبعض الوقت، إتخذنا منعطفًا مفاجئًا إلى جزء مختلف تمامًا من المدينة. كل شيء هنا بدا فوضويًا ومهجورًا. المباني خام، غير مصبوغة ومتداعية بسبب الإهمال. بعض الرجال الذين مررنا بهم نظروا إلينا بغضب؛ هناك أيضًا أشخاص مستلقين على جانب الزقاق، والعديد من الأطفال يرتدون الخرق القذرة.

لكن ميشيل عرف أيضا كيف يبدو ديد إيند، وهذا الصبي الصغير القصير لم يتطابق مع هذا الوصف على الإطلاق.

أشار إلى شيء يشبه إلى حد كبير الفهد الأسود.

“لقد أخذنا طلبك في النقابة هذا الصباح، يا سيدتي. نحن هنا للعثور على حيوانك الأليف المفقود. وأتينا آملين في أن نطلب منك التفاصيل، لو تكرمتي بتوفير الوقت لنا بالطبع.”

“من السهل التجول وإخبار الناس أن السبيرد ليست وحوشًا حقًا. ولكن إذا أثبتَّ أن الشائعات غير صحيحة من خلال أفعالك، فقد تبدأ في تغيير الكثير من العقول.”

إسم ديد إيند مرعبٌ في حد ذاته، و الشخصان الآخران اللذان يقفان خلف الصبي مخيفَينِ بعض الشيء. لكنه تحدث معها بأدب لدرجة أنه من الصعب عليها البقاء خائفة. ومِمَّا بدت عليها الأُمور، فهم يبدون كمغامرين أخذوا بالفعل الوظيفة التي نشرتها.

“فوو….هااا….فوو….هااا….” صَعُبَ علي قليلًا تهدئة نفسي. لم يرغب قلبي في التوقف عن النبض بسرعة مرعبة. ألقيت نظرة على إيريس، متسائلًا كيف تتعامل مع كل هذا؛ لكن لدهشتي، لم تبدُ خائفةً على الإطلاق. قالت النظرة على وجهها بشكل أساسي، لقد أذهلتَني قليلًا هناك، لكن أعتقد أن قطعة من القمامة كهذه تستحق الموت.

“من فضلك…..من فضلك جد ميي خاصتي.”

أدت مجموعة من السلالم الخام أمامنا إلى باب غريب. بدا الأمر وكأنه مدخل إلى حانة تحت الأرض يرتادها عازفوا الروك ذوي قصات الشعر الغريبة. ولكن لم أسمع أي صوتٍ لِـموسيقى غريبة تأتي من خلف هذا الباب، أو رجال صُلعٌ يرتدون نظارات شمسية يقفون بجانب الباب لمراقبة العملاء.

“آه، إذن فإسم حيوانك الأليف هو ميي؟ يجب أن أقول، هذا إسم لطيف للغاية.”

“كم من الناس في الداخل هناك، رويجيرد؟”

“لقد أطلقته عليها بنفسي.”

هنا يا رجل. “إيريس وأنا رأينا كل شيء، ألم نفعل؟”

“أوه حقًا؟ حسنًا، من الواضح أن لديك موهبة في تسمية الأشياء، يا سيدتي.”

عندما أزلت القماش عن فم الرجل A، نظر إلي بغضب….لكنه لم يقل كلمة واحدة.

هذهِ المجاملة تسببت في إحمرار وجنتي السيدة بسبب الخجل.

“هممم….”

“الآنَ إذن….هل تستطيعين إخبارنا بالقليل عن ميي؟”

هذه مشكلة، ما زلت لا أستطيع العثور على الكلمات الصحيحة.

وصفت ميشيل مظهر حيوانها الأليف، لقد إختفى قبل ثلاثة أيام، وأضافت أنه لم يعد إلى المنزل، في العادة سَـيعود عندما تناديه، وذكرت أنه ربما الىن جائعٌ لأنها لم تطعمه. بدا وصفها صبيانيًا بشكلٍ مثالي. قد يكون شخص بالغ ما قد أدار عينيه وترك ثرثرة الفتاة وغادر في منتصف حديثها؛ لكن المغامر الشاب إستمع إليها بإبتسامة، أومأ برأسه بشكل مشجع بعد كل جملة قالتها.

“من فضلك….إستمع بعناية، رويجيرد.”

“فهمت يا آنسة. سنذهب لإيجاد حيوانكِ الأليفِ على الفور. كوني مطمئنة، أنت في أيد أمينة مع ديد إيند!”

بعد تقييدهم بالأصفاد التي صنعتها بإستخدام سحر الأرض، قمت برش بعض الماء على وجوههم لإيقاظهم. بدأ أحد الرجال على الفور بالصراخ والصياح، لذلك قمت على الفور بتكميمه بقطعة قماش وجدتها ملقاةً في مكان قريب.

أغلق الصبي يده ووضع إبهامه في الهواء؛ لسببٍ ما، فعل الإثنان الآخران خلفه الشيء نفسه. لم تفهم ميشيل تمامًا، لكنها قلدتهم على أي حال.

أجاب الرجل: “رويجيرد” ثم إستدار وذهب مع الآخرين.

بعد هز رأسه بمرح، إستدار الصبي وبدأ بالمشي بعيدًا. تبعته الفتاة المُقَنَعةُ التي تقف خلفه؛ لكن الرجل الأطول في المجموعة إنحنى أمام ميشيل ليربت على رأسها برفق.

“سنرى.”

“لديك كلمتي – سنجد حيوانك الأليف، ميشيل. كوني صبورةً لفترة أطول قليلًا.”

روديوس

إمتلك ندبة كبيرةً على وجهه؛ هناك جوهرة على جبهته؛ وشعره غريب بلونٍ أزرقٍ غامق. بدا مخيفًا بعض الشيء عند النظر إليه في وجهه….لكن يده أعطت دافئًا لطيفًا.

في بعض الأحيان، نظر الرجال الأكثر خشونة الذين مررنا بهم بتهديد إلى رويجيرد، ولكن عندما ينظر إليهم، يلتفتون إلى الجانب وينقرون على ألسنتهم. في حي كهذا، ربما حظي الأشخاص الذين يمكنهم إلقاء لكمة جيدة بإحترامٍ أكثر من المغامرين.

أومأت ميشيل برأسها. “حسنا. سأنتظر.”

حسنا، أنا أرتجف جدًا. دعنا نعترف بذلك، أنا مرعوب مثل الجحيم.

“لا تقلقي يا سيدتي، سنعود قبل أن تعرفي ذلك.”

“لا شيء. ومع ذلك، هناك عدد كبير من الحيوانات.”

عندما وقف الرجل الأطول للمغادرة، نادته ميشيل.

إنتظر….آه….هل يمكنه بالفعل إلتقاط الروائح التي يعطونها لتمييز أراضيهم أو شيء كهذا؟

“اممم….ما هو اسمك يا سيدي؟”

لكن ميشيل عرف أيضا كيف يبدو ديد إيند، وهذا الصبي الصغير القصير لم يتطابق مع هذا الوصف على الإطلاق.

أجاب الرجل: “رويجيرد” ثم إستدار وذهب مع الآخرين.

من ناحية أخرى، هناك رائحة كريهة للحيوانات قادمة من هناك — نوع الرائحة التي قد تأتيك أثناء المشي بجوار متجرٍ كبيرٍ للحيوانات الأليفة.

إحمرت خجلًا، وغمغمت ميشيل بهذا الإسم لنفسها.

ومع ذلك، يبدو أن لطف صوت الصبي خدع ساكن هذه الغرفة. فتح الباب مع صوت صرير، وظهرت فتاة ربما تبلغ من العمر سبع سنوات من الداخل. لها ذيلٌ طويل يشبه السحلية ولسانها المتشعب المميز يميزها كعضو في عرق الهوغا.

 

فكر يا رجل. لماذا رويجيرد معك في المقام الأول؟ يريد أن يعرف الجميع أن السبيرد ليسوا شياطين متعطشين للدماء حقًا. وقتله للناس، لن يؤدي إلى شيء سوى جعل سمعتهم أسوأ.

روديوس

“لا يوجد أحد آخر في هذا المبنى، أؤكد لك.”

 

هل يختطف شخص ما الحيوانات الأليفة الفريدة من الشارع ويبيعها لأشخاص آخرين؟ بدا وكأنه إفتراضٌ معقولٌ تمامًا.

بدا أن إجتماعنا الأول مع العميل قد سار بشكلٍ جيد للغاية، الكل في الكل. لقد قلدت للتو أسلوب الباعة المتجولين الذين لطالما توقفوا عند منزلي في حياتي السابقة، ولكن يبدو أنه قد نجح بشكل أفضل مما توقعت. من الجيد أن يضحك المغامرون الآخرون علينا، لكننا بحاجة إلى أن يفكر عملاؤنا بنا أولًا وقبل كل شيء كأشخاصٍ طيبين. هذا يعني أننا بحاجة إلى معاملتهم بلطفٍ وأدب.

ربما الجزء حيث بدأت تحدق فيك بوجهٍ مُحمر؟ هيا يا رجل. كُنتُ سأُغرى بشدة لو إنني في مكانها!

“أرى أنك قادر على لعب أكثر من دورٍ واحد.” قال رويجيرد ونحن نسير بعيدًا منتصرًا. “هذا مؤثرٌ جدًا، روديوس.”

حسنا، أنا أرتجف جدًا. دعنا نعترف بذلك، أنا مرعوب مثل الجحيم.

“الأمر ينطبق عليك أيضًا، رويجيرد. تمثيلك في النهاية هو ما أعطى كل ذلك اللقاء صِفةَ الكَمال.”

“لا تقتل أحدًا من الآن فصاعدًا، من فضلك. لا نريد أن نخاف منك نحن أيضًا.”

“تمثيلي في نهاية؟ عَمَّا تتحدث؟”

“لا تقلقي يا سيدتي، سنعود قبل أن تعرفي ذلك.”

“الجزء الذي ربت فيه على رأسها وأنت تتحدث معها بالطبع.” لقد بدا ذلك بمثابة إعلان تلفزيونيٍّ كامل. بدأت أتعرق الرصاص هناك لفترة، لكن النتائج ظهرت رائعة للغاية.

لم أملِك أي فكرة عما هل هناك أي قوانين محددة حول هذا النوع من الأشياء في هذا العالم أم لا، ولكن يجب أن هذا جريمة بطريقةٍ ما على أي حال….أعني، هذا شكلٌ من أشكال السرقة، على أقل تقدير.

“أوه، فهمت. لكِن، ما الجيد جدًا في ذلك؟”

“من فضلك…..من فضلك جد ميي خاصتي.”

ربما الجزء حيث بدأت تحدق فيك بوجهٍ مُحمر؟ هيا يا رجل. كُنتُ سأُغرى بشدة لو إنني في مكانها!

“أوه، فهمت. لكِن، ما الجيد جدًا في ذلك؟”

لكن قول هذا لشخص يحب الأطفال بقدر ما يحب رويجيرد هو شيء خاطئ، على أيِّ حال. ربما لو أخبرته بهذا، سيقضي نصف الساعة التالية يوبخني بشدة. بدلًا من ذلك، أظهرت نبرة صوت مزاحة ودفعته بشكل هزلي على فخذه بمرفقي. “هيهي. هيا أيها الرئيس. لقد نجحت في لفِّ تلك الفتاة حول إصبعك الصغير! هيهيهي…”

“هممم….”

إبتسم رويجيرد بِـشَكٍّ ونفى ذلك، لكن صوته بدا غير متأكد بعض الشيء.

 

“إهيه! لا تكن متواضعًا يا رئيس! لو دفعت الأمر بقوة أكبر قليلًا، لكانت تلك الفتاة قد ذابت في حبك!”

“بالتأكيد هذا ليس صحيحًا.”

ثم فجأة، قوطِعتُ بوقاحة من قبلِ صفعةٍ على عقب رأسي. إلتفتُّ لأجد إيريس عابسةً في وجهي. “توقف عن الضحك بهذه الطريقة! ألم يكن ذلك الهراء، عن الرئيس وما إلى ذلك، مِن المفترض أن يكون تمثيلًا فقط؟!”

من النظرة الأولى، كل ما إستطعت رؤيته هو ممر طويل مظلم يمتد أمامنا.

على ما يبدو، لم تُعجَب بإنطباعي الشبق عن الحياة الوقحة منخفضة المستوى. منذ حادثة الإختطاف، إحتقرت إيريس الناس المبتذلين. بالعودة إلى روا، ظلت تتجهم في كل مرة نمر فيها بشخص يرتدي ملابس البلطجية في الشارع. لقد كنت أمزح مع رويجيرد فقط، لكن، أعتقِدُ أنها لم تجد هذا مسليًا للغاية. “آسفٌ على ذلك.”

“يبدو الأمر بالتأكيد هكذا. فرائحة قطتها تتلاشى من هنا، لذلك أتت واحدة أخرى لإحتلال هذه الأرض.”

“بِـجدية! أنت عضو في عائلة غرايرات، أليسَ كذلك؟ لا تتصرف بإبتذالٍ هكذا!”

“لقد أطلقته عليها بنفسي.”

إستغرق الأمر جهدًا من الإرادة لكي لا أنفجر بالضحك على ما قالته. هل سمعتَ ذلك يا سيدي؟ إيريس قالت لي حقًا ألَّا أتصرف بإبتذال! نعم صدق أو لا تصدق لكن إيريس قالت هذا! السيدة الصغيرة التي لا يمكن أن تشعر بالراحة إلا إذا فتحت كل باب وجدته بركلة قالت هذا! يبدو أنها بدأت تنضج في الآونة الأخيرة.

“هاه؟ ا-اممم….”

إذا أرادت أن تقول لي أشياء كهذه، ألا يجب أن تتوقفي عن الدخول في مشاجرات مع الغرباء أولًا؟

لكن قول هذا لشخص يحب الأطفال بقدر ما يحب رويجيرد هو شيء خاطئ، على أيِّ حال. ربما لو أخبرته بهذا، سيقضي نصف الساعة التالية يوبخني بشدة. بدلًا من ذلك، أظهرت نبرة صوت مزاحة ودفعته بشكل هزلي على فخذه بمرفقي. “هيهي. هيا أيها الرئيس. لقد نجحت في لفِّ تلك الفتاة حول إصبعك الصغير! هيهيهي…”

همم. من الصعب الحكم على ذلك. بناءً على ما رأيته من ساوروس، ربما رمي الأشخاص أو لكمهم على الوجه يقع ضمن حدود السلوك المقبول….؟ لا، لا. بالتأكيد لا…

رغم ذلك، آه…..ماذا عن كل هؤلاء الآخرين؟

بعد إعطائها لحظة من التفكير، أدركتُ أنه ليس لدي أي فكرة عن متى يوصف تصرف ما بالإبتذال ومتى لا يوصف كذلك بالنسبة لنبلاء آسورا. وفقًا لذلك، غيرت الموضوع. “على أي حال، رويجيرد….هل تعتقد أنه يمكننا العثور على هذا الحيوان الأليف؟”

هذهِ المجاملة تسببت في إحمرار وجنتي السيدة بسبب الخجل.

بناء على ما سمعناه من ميشيل، بدا أن هذا الحيوان الأليف قطة. أسود، وهو رفيق ميشيل منذ طفولتها. وهو على الأغلب كبير. فقد مدت ميشيل ذراعيها على نطاق واسع لإظهار حجمه؛ بإفتراض أن ذلك لم يكن مبالغة، يجب أن يكون حيوان أليف بهذا الحجم يشبه هايسكي كبير مكتمل النمو، يبدو كبيرًا جدًا على أن يكون قط منزل.

“أنا لا أفهم يا روديوس.”

“بالطبع. فقد أعطيت الفتاة كلمتي بعد كل شيء.” مع هذا الإعلان الحاسم الواعد، تقدم رويجيرد إلى الأمام، وأخذ زمام المبادرة.

هذا…..يبدو صحيحًا. وهو نفس السبب الذي دفعني إلى إخباره بتجنب القتال مع المغامرين الآخرين. إمتلك الناس بالفعل إنطباعًا فظيعًا عن شعبه؛ بغض النظر عن عدد الأعمال الصالحة التي يقوم بها لتغيير ذلك، فإن كل تقدمه سيذهب إلى البالوعة إذا رأى الناس أن رويجيرد يرتكب جريمة قتل بدم بارد هكذا. سيعود الجميع إلى إفتراضاتهم الأصلية حول جنسه.

متحركًا بثقة، لكنني لا أزال أشعر بالتوتر قليلًا. أعلم أن لديه رادارًا قويا يمكنه من إستشعار الكائنات الحية، لكن لا يمكن أن يكون من السهل تعقب حيوان معين في مدينة مليئة بالحيوانات. “هل لديك خطة أو شيء ما؟”

لا أملك حقًا شيئًا كَـالمبادئ. بالعودة إلى عندما كنت خاسرًا منعزلًا، كرهت بإزدراء عبارات الوعظ مثل من الخطأ أن تقتل. الجحيم، بالكاد شعرت بأي شيء عندما مات والداي. عرفت أن الأمور ستصير قاسية علي، ولكن في نفس الوقت، بدا رد فعلي حينها مثل فتًى غبي: إلى الجحيم مع هذا الهراء، أيها الغبي! أنا أستمني هنا!

“الحيوانات تتحرك بطرق يمكن التنبؤ بها بسهولة، روديوس. أُنظر هنا.”

عندما وقف الرجل الأطول للمغادرة، نادته ميشيل.

نظرت إلى الأرض حيث أشار رويجيرد، وبالكاد تمكنت من ملاحظة الخطوط العريضة لبصمة مخلبٍ صغيرة. بالحديث عن الروعة. من المستحيل أن ألاحظ شيئًا كهذا حتى بعد مليون سنة.

عندما وقف الرجل الأطول للمغادرة، نادته ميشيل.

“حتى إذا اتبعنا هذه المسارات، هل تعتقد أننا سوف نجده؟”

“مرحبًا يا آنسة! لقد جئنا من نقابة المغامرين!” طرق الصبي الصغير من المجموعة الباب، ونادى بصوت عالٍ للمقيمة في الداخل.

“لا. من المحتمل أن تكون هذه لحيوان مختلف. كفوف قطتها لن تكون صغيرةً هكذا.”

من الناحية الفنية، لقد أكملنا مهمتنا الآن. بمجرد أن نخرج هذا النمر من قفصه ونَجُرَّهُ مرةً أخرى إلى الفتاة الصغيرة، سنكون إنتهينا تمامًا.

صحيح فَـهذا بدا أشبه بأثر قطة عادية أو حتى صغيرة….على الرغم من أنني إشتبهت إلى حد ما في أن الفتاة ربما تبالغ في تقدير حجم حيوانها الأليف إلى حد ما.

بمعنى أقل حرفية، يمكنك عمليًا شم رائحة الجريمة في الهواء.

“هممم….إذن….”

مع هذه الأفكار في الإعتبار، مددت يدي إلى جيب ردائي الداخلي وأمسكتُ بإحكامٍ بِـحقيبة المال. لم نملك الكثير من المال لنخسره، لكنها سَـتَظلُ تصير كارثةً إذا قام شخص ما بسرقته.

“يبدو أن قطةً مختلفةً تشق طريقها إلى الأرض الخاصة بهدفنا الأصلي.”

حسنا، هذا بدا قاسيًا…..ولكن مرة أخرى، هذا هو حقًا الإجماع العام. وهدفنا تغيير ذلك.

“ماذا؟ حقاً؟”

هنا يا رجل. “إيريس وأنا رأينا كل شيء، ألم نفعل؟”

“يبدو الأمر بالتأكيد هكذا. فرائحة قطتها تتلاشى من هنا، لذلك أتت واحدة أخرى لإحتلال هذه الأرض.”

إتسعت عيون الفتاة عند رؤية زوارها الثلاثة غير العاديين، لكن الصبي إبتسم لها بمرح. “مرحبًا! من دواعي سروري أن ألتقي بك. هذا هو منزل الآنسة ميشيل، صحيح؟”

إنتظر….آه….هل يمكنه بالفعل إلتقاط الروائح التي يعطونها لتمييز أراضيهم أو شيء كهذا؟

الفصل 9:

“من هنا.”

بدا أن إجتماعنا الأول مع العميل قد سار بشكلٍ جيد للغاية، الكل في الكل. لقد قلدت للتو أسلوب الباعة المتجولين الذين لطالما توقفوا عند منزلي في حياتي السابقة، ولكن يبدو أنه قد نجح بشكل أفضل مما توقعت. من الجيد أن يضحك المغامرون الآخرون علينا، لكننا بحاجة إلى أن يفكر عملاؤنا بنا أولًا وقبل كل شيء كأشخاصٍ طيبين. هذا يعني أننا بحاجة إلى معاملتهم بلطفٍ وأدب.

يبدو أن رويجيرد قد توصل إلى إستنتاجٍ من نوع ما ولم يشعر بالحاجة إلى مشاركته معنا. وسار أمامنا في شارع جانبي وتبعته أنا بهدوء. شعرت وكأننا نحرز تقدمًا، على الرغم من أنني لم أكن متأكدًا تمامًا كيف. أعتقد أن هذا هو ما يبدو عليه شعور الطبيب العجوز المسكين الجاهل واتسون.

من النظرة الأولى، كل ما إستطعت رؤيته هو ممر طويل مظلم يمتد أمامنا.

لا تقلقوا يا أيها الناس! لدينا أفضل شخص في القارة يحقق في هذه القضية! وسوف يتعقب المجرمين مع تقنيات التحقيق منقطعة النظير خاصته، ضاربًا إياهم بأسلوب الشيطان باريتسو، ضاغطًا عليهم للإعتراف ببعض الأدلةِ والقرائن مِن خلال أسئلته الدقيقة! أفسحوا المجال للمحقق العظيم رويجيرد!

يا له من صداع. كان يجب عليَّ حقًا أن أذهب مع بعض الوظائف الأخرى.

“وجدته، ربما هذا هو الحيوان الذي نبحث عنه.” قال رويجيرد، مشيرًا إلى قسم فارغ من الشارع. لم أستطِع أن أعرِف ما وجده أو لماذا شعر بالحاجة إلى إضافة ذلك ربما لم أستطِع رؤية أي آثار أقدام هنا حتى.

إتسعت عيون الفتاة عند رؤية زوارها الثلاثة غير العاديين، لكن الصبي إبتسم لها بمرح. “مرحبًا! من دواعي سروري أن ألتقي بك. هذا هو منزل الآنسة ميشيل، صحيح؟”

“إتبعاني.” إنطلق رويجيرد مرةً أخرى، متقدمًا بثبات.

إمتلك هذا الشخص رأس سحلية، يختلف قليلًا في الشكل واللون عن وجه الثعبان الذي واجهناه عند البوابة الأمامية للمدينة. نظرًا لخصائص الزواحف لديه، من الصعب فهم شخصيتهِ من وجهه. لكنني إستطعت أن أرى الذكاء في عينيه، وهذا جعلني حذرًا منه.

دون تردد، قادنا عبر سلسلة من الشوارع الجانبية التي بدت أضيق وأضيق كلما تعمقنا فيها. في الواقع، بدا مثل هذا النوع من الأزقة كَـمكان يمكن توقع أن تتسلل إليه قطة. ما زلت لا أملك أي فكرة عن نوع الدليل الذي يتبعه رويجيرد، لكن….يبدو أن الأمر يسير بسلاسة حتى الآن.

أفكاري الأولى مشابهة لما قالته إيريس تقريبًا….ولكن خطر إلى تفكيري أيضًا أنه بالنظر إلى عدد الحيوانات هنا، فَـهناك فرصة جيدة أن الحيوان الذي نبحث عنه موجود بينها.

“إنظر إلى هذا. هناك دلائل على حدوث قتال هنا.”

في منتصف كلامي، ركلني الرجل حقًا. لقد إنحنيت بجانبه للتحدث معه….وبالتالي فإن الضربة قد أفقدتني توازني. انطلقت للخلف، تدحرجت على الأرض، ولم أتوقف إلا عندما صفع الجزء الخلفي من رأسي الحائط. ومضت النجوم عبر مجال رؤيتي.

توقفنا في زقاق مسدود. لا يهم ما هي العلامات التي رآها رويجيرد هناك، فقد بدت خفية للغاية بالنسبة لي؛ لم أستطِع رؤية أي بقع دم أو خدوش في الأوساخ.

بعد هز رأسه بمرح، إستدار الصبي وبدأ بالمشي بعيدًا. تبعته الفتاة المُقَنَعةُ التي تقف خلفه؛ لكن الرجل الأطول في المجموعة إنحنى أمام ميشيل ليربت على رأسها برفق.

“من هنا.” تحرك مرةً أخرى، أخذ رويجيرد زمام المبادرة مرة أخرى. شعرتُ وكأنني أنا وإيريس معه فقط في نزهة. بالحديث عن وظيفةٍ بلا ضغوط عالية، هذه هي.

حسنا، أنا أرتجف جدًا. دعنا نعترف بذلك، أنا مرعوب مثل الجحيم.

مررنا من خلال عدد قليل من الشوارع الجانبية، عبرنا إلى شارع، وتوجهنا إلى طريق فرعي آخر. من هناك، شققنا طريقنا إلى زقاق خلفي، ثم مررنا إلى شارع جانبي آخر. وهكذا ذهابًا وأيابًا.

“بالطبع. فقد أعطيت الفتاة كلمتي بعد كل شيء.” مع هذا الإعلان الحاسم الواعد، تقدم رويجيرد إلى الأمام، وأخذ زمام المبادرة.

بعد التحرك بخفة عبر شوارع المدينة الشبيهة بالمتاهة لبعض الوقت، إتخذنا منعطفًا مفاجئًا إلى جزء مختلف تمامًا من المدينة. كل شيء هنا بدا فوضويًا ومهجورًا. المباني خام، غير مصبوغة ومتداعية بسبب الإهمال. بعض الرجال الذين مررنا بهم نظروا إلينا بغضب؛ هناك أيضًا أشخاص مستلقين على جانب الزقاق، والعديد من الأطفال يرتدون الخرق القذرة.

حسنا، أنا أرتجف جدًا. دعنا نعترف بذلك، أنا مرعوب مثل الجحيم.

نحن في حي فقير الآن. ولم يحدث هذا التغير في المستويات المعيشية تدريجيًا أيضا. بدا الوضع أشبه بأننا تعثرنا ووقعنا في منتصف الفقر بالخطأ. في غضون لحظات، صِرتُ في حالة تأهب قصوى. “إيريس، كوني مستعدةً لسحب سيفك في أي وقت.”

حسنًا، ربما لم تفكر في أي شيء بهذه القسوة. لكنها ظلت تقف في وضعها الإعتيادي: ذراعاها مطويان، قدماها متباعدتان وذقنها في الهواء. لو إن هذه الفتاة خائفة، فَـهي حقًا تبذل قصارى جهدها لعدم السماح لذلك بالظهور.

“….لماذا؟”

أشار إلى شيء يشبه إلى حد كبير الفهد الأسود.

“فقط للإحتياط. أيضًا، إبقي متيقظةً من الناس الذين نمر بهم في هذا الشارع، وحاولي مراقبة ظهرك.”

بسبب الضجة التي تحدثها الحيوانات لم أسمع شيئًا. بوضع رويجيرد جانبًا، لقد لاحظت إيريس ذلك حقًا.

“آه…..حسنًا!”

لقد إضطررت لمحاربة غول قوي فقط لتلقي كفٍ على وجهي. ما هو، طفل في المدرسة الابتدائية؟ هل ظل هذا الرجل على قيد الحياة لمدة 500 عام حقًا؟

شعرتُ أنها فكرةٌ جيدةٌ أن أجعل إيريس على أهبة الإستعداد أيضًا. ربما لسنا في خطر حقيقي مع رويجيرد، لكنني لم أرغب في السقوط في مصيبة بسبب الثقة العمياء. نحن الإثنان يجب أن نحمي أنفسنا حقًا.

“اممم….ما هو اسمك يا سيدي؟”

مع هذه الأفكار في الإعتبار، مددت يدي إلى جيب ردائي الداخلي وأمسكتُ بإحكامٍ بِـحقيبة المال. لم نملك الكثير من المال لنخسره، لكنها سَـتَظلُ تصير كارثةً إذا قام شخص ما بسرقته.

“سنرى.”

“تسك….”

بمعنى أقل حرفية، يمكنك عمليًا شم رائحة الجريمة في الهواء.

في بعض الأحيان، نظر الرجال الأكثر خشونة الذين مررنا بهم بتهديد إلى رويجيرد، ولكن عندما ينظر إليهم، يلتفتون إلى الجانب وينقرون على ألسنتهم. في حي كهذا، ربما حظي الأشخاص الذين يمكنهم إلقاء لكمة جيدة بإحترامٍ أكثر من المغامرين.

بعد التحرك بخفة عبر شوارع المدينة الشبيهة بالمتاهة لبعض الوقت، إتخذنا منعطفًا مفاجئًا إلى جزء مختلف تمامًا من المدينة. كل شيء هنا بدا فوضويًا ومهجورًا. المباني خام، غير مصبوغة ومتداعية بسبب الإهمال. بعض الرجال الذين مررنا بهم نظروا إلينا بغضب؛ هناك أيضًا أشخاص مستلقين على جانب الزقاق، والعديد من الأطفال يرتدون الخرق القذرة.

“هل هذا حقًا هو المكان الذي ذهب إليه القط، رويجيرد؟”

هذا…..يبدو صحيحًا. وهو نفس السبب الذي دفعني إلى إخباره بتجنب القتال مع المغامرين الآخرين. إمتلك الناس بالفعل إنطباعًا فظيعًا عن شعبه؛ بغض النظر عن عدد الأعمال الصالحة التي يقوم بها لتغيير ذلك، فإن كل تقدمه سيذهب إلى البالوعة إذا رأى الناس أن رويجيرد يرتكب جريمة قتل بدم بارد هكذا. سيعود الجميع إلى إفتراضاتهم الأصلية حول جنسه.

“سنرى.”

هناك شيء غريب حول هذا الموضوع. لم يتحدث أي من المغامرين في هذه المدينة بأدب إلى أي شخص. فهم حفنة من الأشخاص قليلي الأخلاق بلا أي آدابٍ بطبيعتهم.

لم يبدُ هذا الرد مطمئنًا حقًا. لا يمكن أننا نتجول بلا هدف هنا، صحيح؟

لا أملك حقًا شيئًا كَـالمبادئ. بالعودة إلى عندما كنت خاسرًا منعزلًا، كرهت بإزدراء عبارات الوعظ مثل من الخطأ أن تقتل. الجحيم، بالكاد شعرت بأي شيء عندما مات والداي. عرفت أن الأمور ستصير قاسية علي، ولكن في نفس الوقت، بدا رد فعلي حينها مثل فتًى غبي: إلى الجحيم مع هذا الهراء، أيها الغبي! أنا أستمني هنا!

لا، لا. رويجيرد يتصرف كالمعتاد بتشاؤم. أنا متأكد من أنه حصل لنا على الطريق الصحيح. دعونا نستمر في إخبار أنفسنا بذلك.

“إتبعاني.” إنطلق رويجيرد مرةً أخرى، متقدمًا بثبات.

إنتهى بنا الأمر بالمشي في الأحياء الفقيرة لبعض الوقت، لكن في النهاية توقف رويجيرد أمام مبنًى معين. “هذا هو هنا.”

“أوه، فهمت. لكِن، ما الجيد جدًا في ذلك؟”

أدت مجموعة من السلالم الخام أمامنا إلى باب غريب. بدا الأمر وكأنه مدخل إلى حانة تحت الأرض يرتادها عازفوا الروك ذوي قصات الشعر الغريبة. ولكن لم أسمع أي صوتٍ لِـموسيقى غريبة تأتي من خلف هذا الباب، أو رجال صُلعٌ يرتدون نظارات شمسية يقفون بجانب الباب لمراقبة العملاء.

روديوس

من ناحية أخرى، هناك رائحة كريهة للحيوانات قادمة من هناك — نوع الرائحة التي قد تأتيك أثناء المشي بجوار متجرٍ كبيرٍ للحيوانات الأليفة.

في محاولة لتجاهل رائحة الدم التي لا تزال عالقةً في الهواء، أجبرت نفسي على الإبتسام.

بمعنى أقل حرفية، يمكنك عمليًا شم رائحة الجريمة في الهواء.

هذه مشكلة، ما زلت لا أستطيع العثور على الكلمات الصحيحة.

“كم من الناس في الداخل هناك، رويجيرد؟”

“….لماذا؟”

“لا شيء. ومع ذلك، هناك عدد كبير من الحيوانات.”

 

“جيدٌ إذن. هلا دخلنا؟” بما أن لا أحد موجودٌ هناك في الوقت الحالي، فلا يوجد سبب للتردد.

***

الباب في أسفل الدرج مغلق، بطبيعة الحال، لكنني فتحته بسهولة كافية بقليل من سِحر الأرض.

“رويجيرد، هل القط هنا؟”

ألقيت نظرة سريعة حول المنطقة للتأكد من ألَّا أحد يراقبنا، فتحتها، وإنتظرت أن يتبعني رويجيرد وإيريس، ثم أغلقت الباب من الداخل. شعرت وكأننا لصوص أو شيء كهذا.

توقفت يداي أخيرًا عن الإرتعاش. “حسنًا. دعونا نعود إلى الاستجواب، هلا فعلنا؟”

من النظرة الأولى، كل ما إستطعت رؤيته هو ممر طويل مظلم يمتد أمامنا.

“لا تقلقي يا سيدتي، سنعود قبل أن تعرفي ذلك.”

“هل يمكنكِ مراقبة ظهورنا، إيريس؟”

هذا…..يبدو صحيحًا. وهو نفس السبب الذي دفعني إلى إخباره بتجنب القتال مع المغامرين الآخرين. إمتلك الناس بالفعل إنطباعًا فظيعًا عن شعبه؛ بغض النظر عن عدد الأعمال الصالحة التي يقوم بها لتغيير ذلك، فإن كل تقدمه سيذهب إلى البالوعة إذا رأى الناس أن رويجيرد يرتكب جريمة قتل بدم بارد هكذا. سيعود الجميع إلى إفتراضاتهم الأصلية حول جنسه.

“لا مشكلة.”

من الناحية الفنية، لقد أكملنا مهمتنا الآن. بمجرد أن نخرج هذا النمر من قفصه ونَجُرَّهُ مرةً أخرى إلى الفتاة الصغيرة، سنكون إنتهينا تمامًا.

من المفترض أن يعرف رويجيرد لو جاء أي شخص من خلفنا، لكن، لن يضر أن تكون أكثر حذرًا.

“لِمَ لا؟ كان الرجل شريرًا.” إتسعت عينا رويجيرد ردًا على إعتراضي وبدا على وجهه الإرتباك. بدًا حقًا حائرًا تمامًا.

تحركنا نحن الثلاثة أعمق في المبنى، مع رويجيرد في الصدارة مرةً أخرى. باب في نهاية الممر الرئيسي أدى إلى غرفة صغيرة، مع باب آخر في نهايتها البعيدة. عندما مررنا عبر هذا الباب الثاني، ملأت جوقة تصم الآذان من صرخات الحيوانات الهواء على الفور.

“فقط للإحتياط. أيضًا، إبقي متيقظةً من الناس الذين نمر بهم في هذا الشارع، وحاولي مراقبة ظهرك.”

لقد وصلنا إلى الغرفة في الجزء الخلفي من المبنى. المعبأ تمامًا بالأقفاص.

منزل كيريب، الواقع في المبنى الثاني في ريكاريسو، هو عبارة عن مبنًى طويل مكون من طابق واحد بأربعة مداخل منفصلة.

رأينا عددًا لا يحصى من الحيوانات محبوسةً هنا….القطط والكلاب ومجموعة متنوعة من المخلوقات التي لم أرها من قبل، وكلها مجتمعةٌ في مساحةٍ بحجم فصلٍ دراسي في مدرسة ثانوية.

الباب في أسفل الدرج مغلق، بطبيعة الحال، لكنني فتحته بسهولة كافية بقليل من سِحر الأرض.

“ما هذا؟” قالت إيريس، صوتها يرتجف.

لقد حذرتني روكسي، ألم تفعل؟ “…..هناك العديد من الإختلافات في ما هو مقبول بشكل عام بين الثقافة البشرية وثقافة الشياطين، لذلك قد لا تعرف الكلمات التي ستثير غضبه.” إذن ما الذي سأفعله إذا قلب رويجيرد غضبه علي؟ هذا الرجل قوي؛ قوي مثل غيلين، أو حتى أقوى. هل يمكنني هزيمته بسحري؟ ربما يمكنني قتاله على الأقل. لقد وضعت إستراتيجيات متعددة لمعارك ضد المتخصصين بالقتال في مسافة قريبة.

أفكاري الأولى مشابهة لما قالته إيريس تقريبًا….ولكن خطر إلى تفكيري أيضًا أنه بالنظر إلى عدد الحيوانات هنا، فَـهناك فرصة جيدة أن الحيوان الذي نبحث عنه موجود بينها.

“فهمت يا آنسة. سنذهب لإيجاد حيوانكِ الأليفِ على الفور. كوني مطمئنة، أنت في أيد أمينة مع ديد إيند!”

“رويجيرد، هل القط هنا؟”

أنا متأكد تمامًا من أنني قد رأيت صورة لِـجِنسهِ في قاموس روكسي، لكنني لم أستطِع تذكر ما إسمه. لعابه سامٌ على ما يبدو؛ أتذكر أنني قد تسائلت عما هل بإمكانهم حتى تقبيل بعضهم البعض.

“نعم.” أجاب على الفور. “ها هو ذا.”

في ذلك اليوم فقط، أقنعت رويجيرد بأنني محارب، أقاتل معه على قدم المساواة. بأنني لست طفلًا يحتاج حمايته؛ بل رفيقه. لم أستطع البدء في الترافع معه الآن. وشيء كَـتوقف عن فعل هذا لن ينجح أيضًا. عليَّ أن أتوصل إلى شيء من شأنه أن يقنعه حقًا، أو أن هذا سيكون بلا جدوى تمامًا.

أشار إلى شيء يشبه إلى حد كبير الفهد الأسود.

ربما الجزء حيث بدأت تحدق فيك بوجهٍ مُحمر؟ هيا يا رجل. كُنتُ سأُغرى بشدة لو إنني في مكانها!

بدا هذا الشيء ضخمًا. ضخمًا جدًا. يجب أن يكون ضعف ما أشارت إليه ميشيل بذراعيها.

هذا ليس الوقت المناسب للتفكير في الأمر. فَـأنا لستُ مخطئًا في كلتا الحالتين. من الواضح أن رويجيرد قتل الكثير من الناس. لذا إعتقد عامة الناس أن السبيرد هم قتلةٌ بطبيعتهم. ولكن إذا توقف عن القتل، سنمتلك فرصة لتغيير رأيهم.

“ا-اه، هل هذا بجدية هو الحيوان الأليف الذي نبحث عنه؟”

“لو واصلت قتل الناس، ستجعل سمعة السبيرد أسوأ مما هي عليه.”

“بالطبع هو كذلك. أُنظر إلى طوقه.”

منزل كيريب، الواقع في المبنى الثاني في ريكاريسو، هو عبارة عن مبنًى طويل مكون من طابق واحد بأربعة مداخل منفصلة.

إمتلك هذا الوحش طوقًا حول رقبته حقًا. ومكتوبٌ عليه إسم ميي حقًا.

رد رويجيرد على سؤالي: “لأنه ركل طفلًا.” بصوتٍ هادئ وغير مبال.

“واو. أعتقد….أنه حقًا ميي، صحيح؟”

إنتظر….آه….هل يمكنه بالفعل إلتقاط الروائح التي يعطونها لتمييز أراضيهم أو شيء كهذا؟

من الناحية الفنية، لقد أكملنا مهمتنا الآن. بمجرد أن نخرج هذا النمر من قفصه ونَجُرَّهُ مرةً أخرى إلى الفتاة الصغيرة، سنكون إنتهينا تمامًا.

عند هذه النقطة، يمكن أن أشعر أن حُجَتي بدأت تصير منطقيةً في النهاية. “حسنًا، هذا هو المطلوب. إذا لم تقتل أي شخص على الإطلاق من الآن فصاعدًا….”

رغم ذلك، آه…..ماذا عن كل هؤلاء الآخرين؟

متحركًا بثقة، لكنني لا أزال أشعر بالتوتر قليلًا. أعلم أن لديه رادارًا قويا يمكنه من إستشعار الكائنات الحية، لكن لا يمكن أن يكون من السهل تعقب حيوان معين في مدينة مليئة بالحيوانات. “هل لديك خطة أو شيء ما؟”

هناك عدد غير قليل منهم بأطواق حول رقبتهم أو أساور على أرجلهم، وبعضهم كتب عليهم أسماء. بعبارة أخرى، من الواضح أن مجموعة كاملة من هذه الحيوانات هي حيوانات أليفة. لقد لاحظت أيضًا كومة كبيرة من الحبال والأشياء التي تبدو وكأنها كمامات في أحد أركان الغرفة. يبدو أن الحبال، على وجه الخصوص، تشير إلى أن نوعًا مِنَ الأسرِ يحدث هنا.

“واو. أعتقد….أنه حقًا ميي، صحيح؟”

هل يختطف شخص ما الحيوانات الأليفة الفريدة من الشارع ويبيعها لأشخاص آخرين؟ بدا وكأنه إفتراضٌ معقولٌ تمامًا.

“…..حتى لو إن من أقتلهم أشرار؟”

لم أملِك أي فكرة عما هل هناك أي قوانين محددة حول هذا النوع من الأشياء في هذا العالم أم لا، ولكن يجب أن هذا جريمة بطريقةٍ ما على أي حال….أعني، هذا شكلٌ من أشكال السرقة، على أقل تقدير.

“قد تعتقد أن لا أحد يراقب، لكن الناس يرون الأشياء على أي حال.”

“ممم….” فجأة، أدار رويجيرد رأسه نحو المدخل.

حنيت رأسي له بإمتنان، ولاحظت أن يدي تهتز.

جاء رد فعل إيريس في نفس الوقت تقريبًا. “شخص ما يأتي من خلفنا.”

إحمرت خجلًا، وغمغمت ميشيل بهذا الإسم لنفسها.

بسبب الضجة التي تحدثها الحيوانات لم أسمع شيئًا. بوضع رويجيرد جانبًا، لقد لاحظت إيريس ذلك حقًا.

“رويجيرد، هل القط هنا؟”

رغم ذلك، ماذا سنفعل حيال هذا الوضع؟ لن يستغرق الأمر الكثير من الوقت للوصول إلى هنا من المدخل. هل الهرب هو خيار وارد؟ لا، ليس حقًا — المخرج الوحيد هو من خلال هذا الممر.

أغلق الصبي يده ووضع إبهامه في الهواء؛ لسببٍ ما، فعل الإثنان الآخران خلفه الشيء نفسه. لم تفهم ميشيل تمامًا، لكنها قلدتهم على أي حال.

“حسنا. دعونا القبض عليهم، أعتقد.”

لقد إضطررت لمحاربة غول قوي فقط لتلقي كفٍ على وجهي. ما هو، طفل في المدرسة الابتدائية؟ هل ظل هذا الرجل على قيد الحياة لمدة 500 عام حقًا؟

لم أفكر حقًا في خيار حل هذا وديًا. فَـقد إقتحمنا هذا المكان مثل مجموعة من اللصوص بعد كل شيء. صحيح أنه يبدو كَـمَسرَحِ جريمة، ولكن لا يزال هناك إحتمال أن يكون له غرضٌ مشروع، مما يجعلنا نحن المجرمين هنا.

هل هذا صحيحٌ حقًا؟ هل سيكون الإمتناع عن القتل فقط كافيًا لإقناع الناس في هذا العالم أن قبيلته هم أشخاص جيدون؟

الآن، نحن بحاجة للقبض على هؤلاء القادمين. لو إتضح أننا نحن حقًا المذنبون، ثم يمكن أن نتملقهم لجعلهم يغضون النظر عن هذا، ولو إتضح أنهم الأشرار، حينها يمكننا لكمهم حتى يَعِدوا بعدم التحدث.

“يبدو الأمر بالتأكيد هكذا. فرائحة قطتها تتلاشى من هنا، لذلك أتت واحدة أخرى لإحتلال هذه الأرض.”

 

“إتبعاني.” إنطلق رويجيرد مرةً أخرى، متقدمًا بثبات.

***

“….لماذا؟”

 

مررنا من خلال عدد قليل من الشوارع الجانبية، عبرنا إلى شارع، وتوجهنا إلى طريق فرعي آخر. من هناك، شققنا طريقنا إلى زقاق خلفي، ثم مررنا إلى شارع جانبي آخر. وهكذا ذهابًا وأيابًا.

بعد بضع دقائق، أتى ثلاثة أشخاص — رجلان وامرأة واحدة — مستلقين فاقدين للوعي على الأرض في زاوية من الغرفة.

“….هممم.”

بعد تقييدهم بالأصفاد التي صنعتها بإستخدام سحر الأرض، قمت برش بعض الماء على وجوههم لإيقاظهم. بدأ أحد الرجال على الفور بالصراخ والصياح، لذلك قمت على الفور بتكميمه بقطعة قماش وجدتها ملقاةً في مكان قريب.

هذه مشكلة، ما زلت لا أستطيع العثور على الكلمات الصحيحة.

حافظ الإثنان الآخران على الهدوء، لكن انتهى بي الأمر بإسكات كلاهما أيضًا. من الأفضل أن نكون منصفين ومحايدين في هذه الأشياء.

“د-ديد إيند….؟”

“….هممم.”

بعد القيام بهذا، وجدت نفسي أفكر في سؤال معين: كيف بالضبط إنتهى الوضع إلى شيء كهذا؟

بعد القيام بهذا، وجدت نفسي أفكر في سؤال معين: كيف بالضبط إنتهى الوضع إلى شيء كهذا؟

“….سيدرك الجميع أن السبيرد أناسٌ عاديون وعقلانيون.”

أعني، لقد قمنا بعمل بسيط من الرتبة E للعثور على قطةٍ مفقودة. لا شيء مثير للغاية. قال رويجيرد إنه يستطيع التعامل مع الأمر، لذلك جعلته يتولى المسؤولية، وإنتهى بنا الأمر إلى بإتباعه إلى نوع من الأحياء الفقيرة. في الأحياء الفقيرة هذه، إقتحمنا مبنًى بداخله أطنان من الحيوانات. وعند هذه النقطة وجدنا أنفسنا نأسر عدةَ أشخاص…..والذي هو بالتأكيد شيء لم نأتي إلى هنا للقيام به.

***

هذا يجب أن يكون خطأ الإله البشري، صحيح؟ من الواضح أنه توقع حدوث ذلك.

عبس رويجيرد قليلًا عندما سمع ردي. أعتقد أن كلامي بدا وكأنني أشتم شعبه. “….ما زلت لا أفهم. لماذا هذا؟”

يا له من صداع. كان يجب عليَّ حقًا أن أذهب مع بعض الوظائف الأخرى.

“حسنًا….” كيف يمكن أن أشرح هذا؟ ماذا أريد من رويجيرد هنا؟

….على أي حال، دعونا نلقي نظرة فاحصة على هؤلاء الأسرى لدينا.

“لو واصلت قتل الناس، ستجعل سمعة السبيرد أسوأ مما هي عليه.”

 

نظرت إلى الأرض حيث أشار رويجيرد، وبالكاد تمكنت من ملاحظة الخطوط العريضة لبصمة مخلبٍ صغيرة. بالحديث عن الروعة. من المستحيل أن ألاحظ شيئًا كهذا حتى بعد مليون سنة.

الرجل A:

“…..حتى لو إن من أقتلهم أشرار؟”

بشرة برتقالية. عيون مركبة مثل الذبابة، بدون بياض. بدا نوعًا ما مقرفًا للنظر إليه. هذا هو الشخص الذي بدأ في الزعيق مثل الزيز عندما أيقظتهم. بدا وكأنه يشبه الزبائن الوقحين…..ذلك النوع من الرجال الذي يكون جيدًا في معارك الحانات.

“من السهل التجول وإخبار الناس أن السبيرد ليست وحوشًا حقًا. ولكن إذا أثبتَّ أن الشائعات غير صحيحة من خلال أفعالك، فقد تبدأ في تغيير الكثير من العقول.”

أنا متأكد تمامًا من أنني قد رأيت صورة لِـجِنسهِ في قاموس روكسي، لكنني لم أستطِع تذكر ما إسمه. لعابه سامٌ على ما يبدو؛ أتذكر أنني قد تسائلت عما هل بإمكانهم حتى تقبيل بعضهم البعض.

“أوه حقًا؟ حسنًا، من الواضح أن لديك موهبة في تسمية الأشياء، يا سيدتي.”

 

ربما الجزء حيث بدأت تحدق فيك بوجهٍ مُحمر؟ هيا يا رجل. كُنتُ سأُغرى بشدة لو إنني في مكانها!

الرجل B:

أولئك الذين عاشوا هناك عاشوا بعيدين عن رغيد الحياة، لكن ليس فقراء بشدة مثل أولئك الذين سكنوا في الأحياء الفقيرة في المدينة. وفقًا لمعايير القارة الشيطانية، هم أشخاصٌ نموذجيون من الطبقة العاملة.

إمتلك هذا الشخص رأس سحلية، يختلف قليلًا في الشكل واللون عن وجه الثعبان الذي واجهناه عند البوابة الأمامية للمدينة. نظرًا لخصائص الزواحف لديه، من الصعب فهم شخصيتهِ من وجهه. لكنني إستطعت أن أرى الذكاء في عينيه، وهذا جعلني حذرًا منه.

لم أفكر حقًا في خيار حل هذا وديًا. فَـقد إقتحمنا هذا المكان مثل مجموعة من اللصوص بعد كل شيء. صحيح أنه يبدو كَـمَسرَحِ جريمة، ولكن لا يزال هناك إحتمال أن يكون له غرضٌ مشروع، مما يجعلنا نحن المجرمين هنا.

المرأةُ A:

أو الرجل B؟ من الصعب قراءة الكثير من وجهه، لكنه بدا وكأنه يراقبنا نحن الثلاثة بعناية. هذا يعني أنه ليس غبيا. وبما أنه ليس غبيًا، فمن المحتمل أن يكون لديه بعض الأكاذيب الجيدة التي تم التوصل إليها مسبقًا في حالة حدوث شيء كهذا.

شخصٌ أخر بعيون ذبابة. بدا رأسها مثل نحلة، لكن لا يزال بإمكاني معرفة أنها خائفةٌ جدًا في الوقت الحالي. أعتقد أن وجهها يقع ضمن الفئة المقرفة أيضًا، ولكنها جسدًا لطيفًا، والذي هو أمرٌ غير مهم لذكره.

“واو. أعتقد….أنه حقًا ميي، صحيح؟”

 

إمتلك هذا الوحش طوقًا حول رقبته حقًا. ومكتوبٌ عليه إسم ميي حقًا.

حسنًا إذن. نحن لن نحرز أي تقدم إذا ظللنا فقط نقف هنا نحدق بهم. لا، لا، لنكن صادقين. هذا سيكون إستجواب.

من المفترض أن يعرف رويجيرد لو جاء أي شخص من خلفنا، لكن، لن يضر أن تكون أكثر حذرًا.

مع من أبدأ على أي حال؟ من سيبصق المعلومات عن طيب خاطر، المرأة أو أحد الرجال؟ المرأة خائفة بالتأكيد. إذا هددتها قليلًا، هناك فرصة أن تخبرني بكل شيء على الفور.

***

ثم مرةً أخرى، من المعروف أن النساء يكذبن. بعضهم قادرٌ تمامًا على إخبارك بهراء غير حقيقي، هراء غير متماسك لإخراج أنفسهم من المشاكل. حسنًا، ربما ليس كل النساء هكذا، وهذا طبيعي، لكِنَ أختي الكبرى كانت بالتأكيد كالجحيم. لطالما جعلني ذلك غاضبًا جدًا لدرجة أنني دائمًا ما وجهت صعوبة في معرفة الحقيقة الفعلية.

“اممم….ما هو اسمك يا سيدي؟”

ربما سأبدأ مع أحد الرجال بدلًا من ذلك.

صحيح فَـهذا بدا أشبه بأثر قطة عادية أو حتى صغيرة….على الرغم من أنني إشتبهت إلى حد ما في أن الفتاة ربما تبالغ في تقدير حجم حيوانها الأليف إلى حد ما.

ماذا عن الرجل A؟ بدا أضخم من البقية ولديه ندبة على وجهه….يبدو وكأنه أفضل مقاتل بينهم. ظهر على وجهه الإضطراب أيضًا في الوقت الحالي. حسنًا، ربما ليس بتلك الروعة، إنطلاقًا من الطريقة التي ظل يصرخ بها، من أنتم بحق الجحيم؟! و أزيلوا هذه الأصفاد اللعينة عني! قبل أن أُكَمِمَه.

متبخترين بجرأة على طول الشارع، وشقوا طريقهم إلى أحد مداخل المبنى المتعددة، غير مبالين بالنظرات من حولهم.

أو الرجل B؟ من الصعب قراءة الكثير من وجهه، لكنه بدا وكأنه يراقبنا نحن الثلاثة بعناية. هذا يعني أنه ليس غبيا. وبما أنه ليس غبيًا، فمن المحتمل أن يكون لديه بعض الأكاذيب الجيدة التي تم التوصل إليها مسبقًا في حالة حدوث شيء كهذا.

إنتهى بنا الأمر بالمشي في الأحياء الفقيرة لبعض الوقت، لكن في النهاية توقف رويجيرد أمام مبنًى معين. “هذا هو هنا.”

لذا، قررت أن أذهب مع الرجل A.

“آه، إذن فإسم حيوانك الأليف هو ميي؟ يجب أن أقول، هذا إسم لطيف للغاية.”

من السهل التلاعب بشخص فقد أعصابه. مع القليل من الضغط وقليلٍ من الإستفزاز، غالبًا سينزلق لسانه بسهولة ويقول لي كل ما أردت أن أعرفه. ومهلًا، إذا لم ينجح الأمر، يمكننا دائما تجربة الاثنين الآخرين.

هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها شخصا يموت. غيلين قد قَتَلَتْ لإنقاذي أنا وإيريس بعد كل شيء. لكن هذا مختلف بطريقة ما. لسبب ما، بدأت أرتجف. لسبب ما، خِفتُ كثيرًا.

“لدي بعض الأسئلة التي أريدك أن تجيب عليها.”

ولا حاجة لقول أنني إذا حاولت سرد بعض الحجج الأخلاقية على رويجيرد، سيبدو موقفي ضعيفًا وغير مقنع.

عندما أزلت القماش عن فم الرجل A، نظر إلي بغضب….لكنه لم يقل كلمة واحدة.

بعد هز رأسه بمرح، إستدار الصبي وبدأ بالمشي بعيدًا. تبعته الفتاة المُقَنَعةُ التي تقف خلفه؛ لكن الرجل الأطول في المجموعة إنحنى أمام ميشيل ليربت على رأسها برفق.

“لو قلت لنا ما نريد أن نعرفه، لن نحتاج لنصير وقحين أوغاد مـ–اغغ؟!”

ماذا يفترض بي أن أقول، اللعنة! كيف يمكنني جعله يفهم؟ هل يجب أن أتوسل إليه ألا يقتلنا نحن الاثنين على الأقل؟

في منتصف كلامي، ركلني الرجل حقًا. لقد إنحنيت بجانبه للتحدث معه….وبالتالي فإن الضربة قد أفقدتني توازني. انطلقت للخلف، تدحرجت على الأرض، ولم أتوقف إلا عندما صفع الجزء الخلفي من رأسي الحائط. ومضت النجوم عبر مجال رؤيتي.

الرجل B:

آه! اللعنة!

يا له من صداع. كان يجب عليَّ حقًا أن أذهب مع بعض الوظائف الأخرى.

بجدية، على أية حال، كم هذا الرجل غبي؟ لماذا تركل شخصًا تم القبض عليك من قبله بالفعل؟ لا بد أنه لم يفكر حتى في ما قد يحدث إذا أغضبنا.

هذا ليس الوقت المناسب للتفكير في الأمر. فَـأنا لستُ مخطئًا في كلتا الحالتين. من الواضح أن رويجيرد قتل الكثير من الناس. لذا إعتقد عامة الناس أن السبيرد هم قتلةٌ بطبيعتهم. ولكن إذا توقف عن القتل، سنمتلك فرصة لتغيير رأيهم.

“هاه؟ مهلًا، مـ-ما الـ-الذي—توقف عن ذلك!”

في بعض الأحيان، نظر الرجال الأكثر خشونة الذين مررنا بهم بتهديد إلى رويجيرد، ولكن عندما ينظر إليهم، يلتفتون إلى الجانب وينقرون على ألسنتهم. في حي كهذا، ربما حظي الأشخاص الذين يمكنهم إلقاء لكمة جيدة بإحترامٍ أكثر من المغامرين.

إنه صوت إيريس. قفزت حينها على قدمي في حالة من الذعر الأعمى. ماذا لو تحرر الرجل من أصفاده بينما أفكر في الأمور وأُخذت إيريس رهينة بطريقة ما قبل أن يتفاعل رويجيرد؟

منزل كيريب، الواقع في المبنى الثاني في ريكاريسو، هو عبارة عن مبنًى طويل مكون من طابق واحد بأربعة مداخل منفصلة.

“ما الذ—”

لماذا؟ ما الذي يجعلني خائفًا جدًا؟

كلا، إيريس بخير. لكن….لا أستطيع أن أقول الشيء نفسه عن الرجل A، على أية حال. فقد وضع رويجيرد رمحه في حلق الرجل. ظلت إيريس تنظر فقط، وعيناها متسعتان بسبب الصدمة.

“هاه؟ ا-اممم….”

قام رويجيرد بلف الترايدنت جانبيًا وهو يسحبه للخلف؛ تقوس الدم في الهواء وتناثر على الحائط. دار جسد الرجل A بسبب قوة الضربة لفترة وجيزة قبل أن يسقط على الأرض. والدم يتدفق من حلقه. زحفت بقعة داكنة ببطء عبر ظهره، وانتشرت بركة حمراء تحته. إنتشرت الرائحة المعدنية المقززة بعد ذلك.

بعد القيام بهذا، وجدت نفسي أفكر في سؤال معين: كيف بالضبط إنتهى الوضع إلى شيء كهذا؟

بعد إرتجاف جسده لمرةٍ أخيرة، توقف الرجل عن الحركة.

شعرتُ أنها فكرةٌ جيدةٌ أن أجعل إيريس على أهبة الإستعداد أيضًا. ربما لسنا في خطر حقيقي مع رويجيرد، لكنني لم أرغب في السقوط في مصيبة بسبب الثقة العمياء. نحن الإثنان يجب أن نحمي أنفسنا حقًا.

مات. لقد مات دون أن يقول كلمة واحدة. قتله رويجيرد بدم بارد.

عندما وقف الرجل الأطول للمغادرة، نادته ميشيل.

“لماذا….لماذا….لماذا قتلته؟” سألتُ مدركًا لحقيقة أن صوتي يرتجف.

حسنا، هذا بدا قاسيًا…..ولكن مرة أخرى، هذا هو حقًا الإجماع العام. وهدفنا تغيير ذلك.

هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها شخصا يموت. غيلين قد قَتَلَتْ لإنقاذي أنا وإيريس بعد كل شيء. لكن هذا مختلف بطريقة ما. لسبب ما، بدأت أرتجف. لسبب ما، خِفتُ كثيرًا.

“د-ديد إيند….؟”

لماذا؟ ما الذي يجعلني خائفًا جدًا؟

ربما ذلك فقط لأنني لم أره يحدث عن قرب وبشكلٍ شخصي من قبل؟ لكن في هذه الحالة، لماذا لم أتفاعل بهذه الطريقة عندما قتلت غيلين هؤلاء الرجال خلال حادثة الإختطاف تلك؟

حقيقة أن رجلا قد مات؟ مثير للسخرية. يموت الناس طوال الوقت في هذا العالم، لأسباب تافهة. أُدرِكُ ذلك جيدًا.

توقفنا في زقاق مسدود. لا يهم ما هي العلامات التي رآها رويجيرد هناك، فقد بدت خفية للغاية بالنسبة لي؛ لم أستطِع رؤية أي بقع دم أو خدوش في الأوساخ.

ربما ذلك فقط لأنني لم أره يحدث عن قرب وبشكلٍ شخصي من قبل؟ لكن في هذه الحالة، لماذا لم أتفاعل بهذه الطريقة عندما قتلت غيلين هؤلاء الرجال خلال حادثة الإختطاف تلك؟

اِهدأ. هذه الأشياء تحدث دائمًا. خذ نفاسًا عميقًا.

رد رويجيرد على سؤالي: “لأنه ركل طفلًا.” بصوتٍ هادئ وغير مبال.

“يبدو الأمر بالتأكيد هكذا. فرائحة قطتها تتلاشى من هنا، لذلك أتت واحدة أخرى لإحتلال هذه الأرض.”

لقد تحدث كرجل يجيب على السؤال الأكثر وضوحًا في العالم.

يبدو أن رويجيرد قد توصل إلى إستنتاجٍ من نوع ما ولم يشعر بالحاجة إلى مشاركته معنا. وسار أمامنا في شارع جانبي وتبعته أنا بهدوء. شعرت وكأننا نحرز تقدمًا، على الرغم من أنني لم أكن متأكدًا تمامًا كيف. أعتقد أن هذا هو ما يبدو عليه شعور الطبيب العجوز المسكين الجاهل واتسون.

آه، صحيح. الآن فهمت. أنا لستُ خائفًا لأنني رأيت للتو شخصًا يموت. أنا خائف….لأن رويجيرد قتل ذلك الرجل….دون أدنى تفكير…..فقط لأنه ركلني.

أولئك الذين عاشوا هناك عاشوا بعيدين عن رغيد الحياة، لكن ليس فقراء بشدة مثل أولئك الذين سكنوا في الأحياء الفقيرة في المدينة. وفقًا لمعايير القارة الشيطانية، هم أشخاصٌ نموذجيون من الطبقة العاملة.

أنا خائف من رويجيرد.

على ما يبدو، لم تُعجَب بإنطباعي الشبق عن الحياة الوقحة منخفضة المستوى. منذ حادثة الإختطاف، إحتقرت إيريس الناس المبتذلين. بالعودة إلى روا، ظلت تتجهم في كل مرة نمر فيها بشخص يرتدي ملابس البلطجية في الشارع. لقد كنت أمزح مع رويجيرد فقط، لكن، أعتقِدُ أنها لم تجد هذا مسليًا للغاية. “آسفٌ على ذلك.”

لقد حذرتني روكسي، ألم تفعل؟ “…..هناك العديد من الإختلافات في ما هو مقبول بشكل عام بين الثقافة البشرية وثقافة الشياطين، لذلك قد لا تعرف الكلمات التي ستثير غضبه.” إذن ما الذي سأفعله إذا قلب رويجيرد غضبه علي؟ هذا الرجل قوي؛ قوي مثل غيلين، أو حتى أقوى. هل يمكنني هزيمته بسحري؟ ربما يمكنني قتاله على الأقل. لقد وضعت إستراتيجيات متعددة لمعارك ضد المتخصصين بالقتال في مسافة قريبة.

حسنا، أنا أرتجف جدًا. دعنا نعترف بذلك، أنا مرعوب مثل الجحيم.

لسببٍ ما، العديد من الأشخاص في حياتي هذه هم من ضمن هذه الفئة….بما في ذلك باول، غيلين وإيريس. وربما رويجيرد هو الأقوى بينهم.كان من الصعب علي أن أقول بكل ثقة أنني أستطيع أن أواجهه. لكن لو قاتلته بِـنيةِ القتل منذ البداية، هناك الكثير من الأشياء التي يمكنني تجربتها.

“حتى إذا اتبعنا هذه المسارات، هل تعتقد أننا سوف نجده؟”

ماذا لو إتجه إلى إيريس رغم ذلك؟ هل يمكنني حمايتها أيضًا؟

لا، لا. رويجيرد يتصرف كالمعتاد بتشاؤم. أنا متأكد من أنه حصل لنا على الطريق الصحيح. دعونا نستمر في إخبار أنفسنا بذلك.

لا. مستحيل.

حسنا، هذا بدا قاسيًا…..ولكن مرة أخرى، هذا هو حقًا الإجماع العام. وهدفنا تغيير ذلك.

“لـ-لا يمكنك قتل شخصٍ ما من أجل ذلك فقط!”

“د-ديد إيند….؟”

“لِمَ لا؟ كان الرجل شريرًا.” إتسعت عينا رويجيرد ردًا على إعتراضي وبدا على وجهه الإرتباك. بدًا حقًا حائرًا تمامًا.

ألقيت نظرة سريعة حول المنطقة للتأكد من ألَّا أحد يراقبنا، فتحتها، وإنتظرت أن يتبعني رويجيرد وإيريس، ثم أغلقت الباب من الداخل. شعرت وكأننا لصوص أو شيء كهذا.

“حسنًا….” كيف يمكن أن أشرح هذا؟ ماذا أريد من رويجيرد هنا؟

هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها شخصا يموت. غيلين قد قَتَلَتْ لإنقاذي أنا وإيريس بعد كل شيء. لكن هذا مختلف بطريقة ما. لسبب ما، بدأت أرتجف. لسبب ما، خِفتُ كثيرًا.

من الأساس، ما المشكلة في أنه قد قتل ذلك الرجل؟

المرأةُ A:

لا أملك حقًا شيئًا كَـالمبادئ. بالعودة إلى عندما كنت خاسرًا منعزلًا، كرهت بإزدراء عبارات الوعظ مثل من الخطأ أن تقتل. الجحيم، بالكاد شعرت بأي شيء عندما مات والداي. عرفت أن الأمور ستصير قاسية علي، ولكن في نفس الوقت، بدا رد فعلي حينها مثل فتًى غبي: إلى الجحيم مع هذا الهراء، أيها الغبي! أنا أستمني هنا!

حسنا، أنا أرتجف جدًا. دعنا نعترف بذلك، أنا مرعوب مثل الجحيم.

ولا حاجة لقول أنني إذا حاولت سرد بعض الحجج الأخلاقية على رويجيرد، سيبدو موقفي ضعيفًا وغير مقنع.

“وجدته، ربما هذا هو الحيوان الذي نبحث عنه.” قال رويجيرد، مشيرًا إلى قسم فارغ من الشارع. لم أستطِع أن أعرِف ما وجده أو لماذا شعر بالحاجة إلى إضافة ذلك ربما لم أستطِع رؤية أي آثار أقدام هنا حتى.

“إنظر، هناك….سبب وجيه جدا….حول لماذا لا يجب أن لا تتجول لقتل الناس بلا سبب.”

عندما وقف الرجل الأطول للمغادرة، نادته ميشيل.

حسنا، أنا أرتجف جدًا. دعنا نعترف بذلك، أنا مرعوب مثل الجحيم.

“لا يوجد أحد آخر في هذا المبنى، أؤكد لك.”

أنا مرعوب، ولكن ما زلت سأفكر في ما الذي يحدث.

“من أين؟”

في البداية، لماذا أرتجف؟ لأنني خائف. لأنني رأيت رويجيرد، الذي بدا دائمًا مثل ذلك الرجل طيب القلب، يقتل رجلًا دون أن يرمش.

“بالتأكيد هذا ليس صحيحًا.”

لقد إعتقدت أن السبيرد هم شعب مسالم أسيء فهمه ببساطة. لكن من الواضح الآن أن هذه ليس الحقيقة. لم أعرف عن قبيلته ككل، لكن على الأقل، رويجيرد قاتل. لقد ظل يقتل أعدائه منذ حقبة حرب لابلاس؛ قتله لذلك الرجل قبل قليل هو مجرد أمر عادي يضاف إلى قائمة قتلاه طويلة. لا أستطيع أن أعرف يقينًا أنه لن يوجه رمحه إليَّ أو إلى إيريس. لست من النوع نقي القلب، لست شخصًا نزيهًا يمكنه كسب إحترام رويجيرد. يوما ما، بطريقة ما، ربما ينتهي بي الأمر بإزعاجه.

“إهيه! لا تكن متواضعًا يا رئيس! لو دفعت الأمر بقوة أكبر قليلًا، لكانت تلك الفتاة قد ذابت في حبك!”

الأمر مختلف عن غضبه بسبب تصرفٍ قمت به. نظرًا لأن لدينا طرقًا مختلفة في التفكير، في بعض الأحيان قد تختلف آرائنا…..هذا أمر لا مفر منه. ربما ندخل في معارك من حين لآخر.

***

ومع ذلك، لم أخطط لمحاربته حتى الموت. بغض النظر عن الوضع، لا يمكن أن تتصاعد خلافاتنا إلى عنف. علي أن أجعل رويجيرد يفهم ذلك….هنا والآن، قبل فوات الأوان.

 

“من فضلك….إستمع بعناية، رويجيرد.”

“عندما يَقتُلُ شخص ما شخصًا آخر، لا ينظر الناس إلى المقتول أو لماذا قتل. بل ينظرون إليه على أنه قتل على يد وحش.”

هذه مشكلة، ما زلت لا أستطيع العثور على الكلمات الصحيحة.

الأمر مختلف عن غضبه بسبب تصرفٍ قمت به. نظرًا لأن لدينا طرقًا مختلفة في التفكير، في بعض الأحيان قد تختلف آرائنا…..هذا أمر لا مفر منه. ربما ندخل في معارك من حين لآخر.

ماذا يفترض بي أن أقول، اللعنة! كيف يمكنني جعله يفهم؟ هل يجب أن أتوسل إليه ألا يقتلنا نحن الاثنين على الأقل؟

رغم ذلك، ماذا سنفعل حيال هذا الوضع؟ لن يستغرق الأمر الكثير من الوقت للوصول إلى هنا من المدخل. هل الهرب هو خيار وارد؟ لا، ليس حقًا — المخرج الوحيد هو من خلال هذا الممر.

الآن أنتَ فقط تفكر بغباء، روديوس.

توقفنا في زقاق مسدود. لا يهم ما هي العلامات التي رآها رويجيرد هناك، فقد بدت خفية للغاية بالنسبة لي؛ لم أستطِع رؤية أي بقع دم أو خدوش في الأوساخ.

في ذلك اليوم فقط، أقنعت رويجيرد بأنني محارب، أقاتل معه على قدم المساواة. بأنني لست طفلًا يحتاج حمايته؛ بل رفيقه. لم أستطع البدء في الترافع معه الآن. وشيء كَـتوقف عن فعل هذا لن ينجح أيضًا. عليَّ أن أتوصل إلى شيء من شأنه أن يقنعه حقًا، أو أن هذا سيكون بلا جدوى تمامًا.

“لقد أخذنا طلبك في النقابة هذا الصباح، يا سيدتي. نحن هنا للعثور على حيوانك الأليف المفقود. وأتينا آملين في أن نطلب منك التفاصيل، لو تكرمتي بتوفير الوقت لنا بالطبع.”

فكر يا رجل. لماذا رويجيرد معك في المقام الأول؟ يريد أن يعرف الجميع أن السبيرد ليسوا شياطين متعطشين للدماء حقًا. وقتله للناس، لن يؤدي إلى شيء سوى جعل سمعتهم أسوأ.

إمتلك ندبة كبيرةً على وجهه؛ هناك جوهرة على جبهته؛ وشعره غريب بلونٍ أزرقٍ غامق. بدا مخيفًا بعض الشيء عند النظر إليه في وجهه….لكن يده أعطت دافئًا لطيفًا.

هذا…..يبدو صحيحًا. وهو نفس السبب الذي دفعني إلى إخباره بتجنب القتال مع المغامرين الآخرين. إمتلك الناس بالفعل إنطباعًا فظيعًا عن شعبه؛ بغض النظر عن عدد الأعمال الصالحة التي يقوم بها لتغيير ذلك، فإن كل تقدمه سيذهب إلى البالوعة إذا رأى الناس أن رويجيرد يرتكب جريمة قتل بدم بارد هكذا. سيعود الجميع إلى إفتراضاتهم الأصلية حول جنسه.

“لا يهم من تقتل. إذا قتلت أي شخص، فهذه مشكلة.” تحدثت بتركيز، وحاولت إختيار كلماتي بعناية.

حسنًا، هذا هو السبب في أنه لا يستطيع قتل الناس. لم نرِد أن يحصل الجميع على إنطباع بأن السبيرد هي قبيلة من الوحوش الهائجة، صحيح؟

حسنًا إذن. نحن لن نحرز أي تقدم إذا ظللنا فقط نقف هنا نحدق بهم. لا، لا، لنكن صادقين. هذا سيكون إستجواب.

“لو واصلت قتل الناس، ستجعل سمعة السبيرد أسوأ مما هي عليه.”

أجاب الرجل: “رويجيرد” ثم إستدار وذهب مع الآخرين.

“…..حتى لو إن من أقتلهم أشرار؟”

“بالتأكيد هذا ليس صحيحًا.”

“لا يهم من تقتل. إذا قتلت أي شخص، فهذه مشكلة.” تحدثت بتركيز، وحاولت إختيار كلماتي بعناية.

“إهيه! لا تكن متواضعًا يا رئيس! لو دفعت الأمر بقوة أكبر قليلًا، لكانت تلك الفتاة قد ذابت في حبك!”

“أنا لا أفهم يا روديوس.”

“إذا كنت تهتم بقبيلتك….لا تقتل المزيد من الناس، رويجيرد. ولا حتى واحد.”

“عندما يَقتُلُ شخص ما شخصًا آخر، لا ينظر الناس إلى المقتول أو لماذا قتل. بل ينظرون إليه على أنه قتل على يد وحش.”

الفصل 9:

عبس رويجيرد قليلًا عندما سمع ردي. أعتقد أن كلامي بدا وكأنني أشتم شعبه. “….ما زلت لا أفهم. لماذا هذا؟”

“لا يهم من تقتل. إذا قتلت أي شخص، فهذه مشكلة.” تحدثت بتركيز، وحاولت إختيار كلماتي بعناية.

“الجميع يفكر فيك كجزء من قبيلة من الشياطين الشريرة. يعتقدون أنكم مجانين يقتلون لأتفه الأسباب، حتى بسبب أدنى إستفزاز.”

“كم من الناس في الداخل هناك، رويجيرد؟”

حسنا، هذا بدا قاسيًا…..ولكن مرة أخرى، هذا هو حقًا الإجماع العام. وهدفنا تغيير ذلك.

بدا هذا الشيء ضخمًا. ضخمًا جدًا. يجب أن يكون ضعف ما أشارت إليه ميشيل بذراعيها.

“من السهل التجول وإخبار الناس أن السبيرد ليست وحوشًا حقًا. ولكن إذا أثبتَّ أن الشائعات غير صحيحة من خلال أفعالك، فقد تبدأ في تغيير الكثير من العقول.”

“هاه؟ ا-اممم….”

“…”

هناك شيء غريب حول هذا الموضوع. لم يتحدث أي من المغامرين في هذه المدينة بأدب إلى أي شخص. فهم حفنة من الأشخاص قليلي الأخلاق بلا أي آدابٍ بطبيعتهم.

“من ناحية أخرى، سوف تدمر كل شيء إذا بدأت في قتل الناس. سيفترض الجميع أنهم كانوا على حق بشأن عرقك طوال الوقت.”

هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها شخصا يموت. غيلين قد قَتَلَتْ لإنقاذي أنا وإيريس بعد كل شيء. لكن هذا مختلف بطريقة ما. لسبب ما، بدأت أرتجف. لسبب ما، خِفتُ كثيرًا.

“بالتأكيد هذا ليس صحيحًا.”

“هل هذا حقًا هو المكان الذي ذهب إليه القط، رويجيرد؟”

“هل هذا حقًا لا يذكرك بشيء، رويجيرد؟ هل سبق لك أن ساعدت بعض الناس وبدأت بالتصرف بودية معهم، فقط لجعلهم ينقلبون عليك فجأة؟”

توقفنا في زقاق مسدود. لا يهم ما هي العلامات التي رآها رويجيرد هناك، فقد بدت خفية للغاية بالنسبة لي؛ لم أستطِع رؤية أي بقع دم أو خدوش في الأوساخ.

“….حدث ذلك.”

حسنا، أنا أرتجف جدًا. دعنا نعترف بذلك، أنا مرعوب مثل الجحيم.

عند هذه النقطة، يمكن أن أشعر أن حُجَتي بدأت تصير منطقيةً في النهاية. “حسنًا، هذا هو المطلوب. إذا لم تقتل أي شخص على الإطلاق من الآن فصاعدًا….”

“حسنًا….” كيف يمكن أن أشرح هذا؟ ماذا أريد من رويجيرد هنا؟

“أجل؟”

حسنًا، ربما لم تفكر في أي شيء بهذه القسوة. لكنها ظلت تقف في وضعها الإعتيادي: ذراعاها مطويان، قدماها متباعدتان وذقنها في الهواء. لو إن هذه الفتاة خائفة، فَـهي حقًا تبذل قصارى جهدها لعدم السماح لذلك بالظهور.

“….سيدرك الجميع أن السبيرد أناسٌ عاديون وعقلانيون.”

“أجل؟”

هل هذا صحيحٌ حقًا؟ هل سيكون الإمتناع عن القتل فقط كافيًا لإقناع الناس في هذا العالم أن قبيلته هم أشخاص جيدون؟

“هل هذا حقًا لا يذكرك بشيء، رويجيرد؟ هل سبق لك أن ساعدت بعض الناس وبدأت بالتصرف بودية معهم، فقط لجعلهم ينقلبون عليك فجأة؟”

هذا ليس الوقت المناسب للتفكير في الأمر. فَـأنا لستُ مخطئًا في كلتا الحالتين. من الواضح أن رويجيرد قتل الكثير من الناس. لذا إعتقد عامة الناس أن السبيرد هم قتلةٌ بطبيعتهم. ولكن إذا توقف عن القتل، سنمتلك فرصة لتغيير رأيهم.

“لا. من المحتمل أن تكون هذه لحيوان مختلف. كفوف قطتها لن تكون صغيرةً هكذا.”

هذا منطقي بما فيه الكفاية، أليس كذلك؟

ربما سأبدأ مع أحد الرجال بدلًا من ذلك.

“إذا كنت تهتم بقبيلتك….لا تقتل المزيد من الناس، رويجيرد. ولا حتى واحد.”

“لا مشكلة.”

عادة، عليك أن تحكم على أفعال الناس بصورة مختلفة. قد يكون القتل عادةً خاطئة، ولكن في ظروف معينة، يمكن أن يكون مُبَرَرًا أو حتى ضروريًا. لكنني لم أعرف المعايير التي قام بها سكان هذا العالم بإجراء تلك الأحكام، ومعايير رويجيرد الشخصية على الأرجح…..متطرفة. لم يمنحك هذا الرجل أي مجال للخطأ، ومن الصعب معرفة أين رسم حدوده. في هذه الحالة، من الأسهل والأكثر أمانًا منعه من القتل تماما.

لذا، قررت أن أذهب مع الرجل A.

“ماذا لو لم يعرف أحد؟ ألن يكون الأمر على ما يرام حينها؟”

لكن ميشيل عرف أيضا كيف يبدو ديد إيند، وهذا الصبي الصغير القصير لم يتطابق مع هذا الوصف على الإطلاق.

لقد إضطررت لمحاربة غول قوي فقط لتلقي كفٍ على وجهي. ما هو، طفل في المدرسة الابتدائية؟ هل ظل هذا الرجل على قيد الحياة لمدة 500 عام حقًا؟

روديوس

“قد تعتقد أن لا أحد يراقب، لكن الناس يرون الأشياء على أي حال.”

لقد تحدث كرجل يجيب على السؤال الأكثر وضوحًا في العالم.

“لا يوجد أحد آخر في هذا المبنى، أؤكد لك.”

“ما الذ—”

آه، يالحماقتي. صحيح. لديه تلك العين الغبية على جبهته. “لا يزال هناك شخص يراقب، رويجيرد.”

ولا حاجة لقول أنني إذا حاولت سرد بعض الحجج الأخلاقية على رويجيرد، سيبدو موقفي ضعيفًا وغير مقنع.

“من أين؟”

منزل كيريب، الواقع في المبنى الثاني في ريكاريسو، هو عبارة عن مبنًى طويل مكون من طابق واحد بأربعة مداخل منفصلة.

هنا يا رجل. “إيريس وأنا رأينا كل شيء، ألم نفعل؟”

“تسك….”

“هممم….”

“هل يمكنكِ مراقبة ظهورنا، إيريس؟”

“لا تقتل أحدًا من الآن فصاعدًا، من فضلك. لا نريد أن نخاف منك نحن أيضًا.”

كلا، إيريس بخير. لكن….لا أستطيع أن أقول الشيء نفسه عن الرجل A، على أية حال. فقد وضع رويجيرد رمحه في حلق الرجل. ظلت إيريس تنظر فقط، وعيناها متسعتان بسبب الصدمة.

“….جيد جدًا إذن.”

“لا شيء. ومع ذلك، هناك عدد كبير من الحيوانات.”

في النهاية، قد لجأت أساسًا إلى نهج الشخص الذي لا يعرف ما يقوله حتى. لم تبدُ كلماتي مقنعة تمامًا، حتى بالنسبة لي. ومع ذلك، أومأ رويجيرد برأسه، وكأن هذا كل ما يهم.

“…”

“شكرًا لك، رويجيرد.”

جاء رد فعل إيريس في نفس الوقت تقريبًا. “شخص ما يأتي من خلفنا.”

حنيت رأسي له بإمتنان، ولاحظت أن يدي تهتز.

رأينا عددًا لا يحصى من الحيوانات محبوسةً هنا….القطط والكلاب ومجموعة متنوعة من المخلوقات التي لم أرها من قبل، وكلها مجتمعةٌ في مساحةٍ بحجم فصلٍ دراسي في مدرسة ثانوية.

اِهدأ. هذه الأشياء تحدث دائمًا. خذ نفاسًا عميقًا.

“الأمر ينطبق عليك أيضًا، رويجيرد. تمثيلك في النهاية هو ما أعطى كل ذلك اللقاء صِفةَ الكَمال.”

“فوو….هااا….فوو….هااا….” صَعُبَ علي قليلًا تهدئة نفسي. لم يرغب قلبي في التوقف عن النبض بسرعة مرعبة. ألقيت نظرة على إيريس، متسائلًا كيف تتعامل مع كل هذا؛ لكن لدهشتي، لم تبدُ خائفةً على الإطلاق. قالت النظرة على وجهها بشكل أساسي، لقد أذهلتَني قليلًا هناك، لكن أعتقد أن قطعة من القمامة كهذه تستحق الموت.

“لو قلت لنا ما نريد أن نعرفه، لن نحتاج لنصير وقحين أوغاد مـ–اغغ؟!”

حسنًا، ربما لم تفكر في أي شيء بهذه القسوة. لكنها ظلت تقف في وضعها الإعتيادي: ذراعاها مطويان، قدماها متباعدتان وذقنها في الهواء. لو إن هذه الفتاة خائفة، فَـهي حقًا تبذل قصارى جهدها لعدم السماح لذلك بالظهور.

إمتلك هذا الوحش طوقًا حول رقبته حقًا. ومكتوبٌ عليه إسم ميي حقًا.

وها أنا هنا، مرعوبٌ ويراني الجميع. بالحديث عن المُثيرِ للشفقة، ها هو هنا يا جماعة.

آه، صحيح. الآن فهمت. أنا لستُ خائفًا لأنني رأيت للتو شخصًا يموت. أنا خائف….لأن رويجيرد قتل ذلك الرجل….دون أدنى تفكير…..فقط لأنه ركلني.

توقفت يداي أخيرًا عن الإرتعاش. “حسنًا. دعونا نعود إلى الاستجواب، هلا فعلنا؟”

“….سيدرك الجميع أن السبيرد أناسٌ عاديون وعقلانيون.”

في محاولة لتجاهل رائحة الدم التي لا تزال عالقةً في الهواء، أجبرت نفسي على الإبتسام.

إمتلك ندبة كبيرةً على وجهه؛ هناك جوهرة على جبهته؛ وشعره غريب بلونٍ أزرقٍ غامق. بدا مخيفًا بعض الشيء عند النظر إليه في وجهه….لكن يده أعطت دافئًا لطيفًا.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط