You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 613

السفينة ومساعدها الأول

السفينة ومساعدها الأول

الفصل 613 “السفينة ومساعدها الأول”

لم يعد دنكان أبنومار الأصلي بين الأحياء. لقد تبخر وجوده، وفي الوعاء الذي كان يضم جوهره العظيم، سكنت الآن روح تُدعى “تشو مينغ”.

في الطرف البعيد من طاولة الملاحة الواسعة، لاحظ دنكان رأس ماعز صامت ومفصل بشكل رائع مصنوع من خشب عميق وغني. كانت عيناه، المليئتان بالنية، مثبتتين عليه بقوة. كان الصمت المزعج لرأس الماعز هذا يتناقض بشكل حاد مع الثرثرة الصاخبة لرأس ماعز آخر يعرفه.

لم تكن هذه السفينة مجرد تجسيد لحلم رأس الماعز – ربما كان من الممكن أن تكون السفينة “الضائعة” واعية!

لم يعد دنكان قادرًا على تجاهل نظراته العنيدة، فرفع رأسه من تفكيره، والتقى بعيني التمثال، وسأله، “لماذا تركز عليّ هكذا؟”

“…ساسلوكاه لن يعود.” (دنكان)

أجاب رأس الماعز بنبرة حذرة ومتعمدة، “لقد توقعت أنك قد تتولى القيادة مرة أخرى، تمامًا كما فعلت من قبل. لقد كانت التجربة… مميزة بشكل ملحوظ.”

ارتفع حاجبا دنكان مندهشًا إذ قال، “هل ترغب في أن أتولى السيطرة مرة أخرى؟”

ارتفع حاجبا دنكان مندهشًا إذ قال، “هل ترغب في أن أتولى السيطرة مرة أخرى؟”

ومع ذلك، فقد واصل القيام بدوره كمساعد أول موثوق به.

بدا رأس الماعز وكأنه متأمل، وكان هناك لمحة من عدم اليقين في صوته وهو يتأمل، “لدي اتصال، وقدرة على الشعور بـ ‘الوعاء’ والاستيعاب لكل عنصر منه. ومع ذلك، فأنا أكافح للتواصل معه بشكل فعال. هذا الإحساس أشبه بصديق فقدته منذ فترة طويلة وتلاشت ذكرياته، ويبدو أنه يتجاهلني. لكن في المرة الأخيرة، عندما غامرت بالصعود إلى سطح السفينة الخلفي وأمسكت بدفة القيادة… كان الأمر كما لو أن السفينة تحدثت إلي.”

على مدى مائة عام، كانت هناك علاقة “تكافلية” عميقة الجذور تربط بين مصائر رأس الماعز والضائعة. تجاوزت علاقتهما العالم المادي، وتعمقت في الروحانية. الضائعة ليست مجرد سفينة؛ بل كان كيانًا حيًا. وبينما قد تنضح المكونات الفردية على متن السفينة بالحياة البدائية، عندما يُنظر إليها بشكل جماعي على أنها جوهر الضائعة، فقد تكون “إحساسها” أكثر تعقيدًا وتماسكًا مما أدركه دنكان في البداية.

أثير الفضول دنكان، فأصر على السؤال، “هل لاحظت ‘صوتها’؟ هل يمكنك وصفه؟” تذكر رحيلهم السريع في المرة الأخيرة، وأدرك أنه لم تتح له الفرصة لمناقشة هذا الكشف الرائع مع رأس الماعز. مع ذكره الآن، تساءل دنكان عن اللقاء السابق. إذا كان رأس الماعز في العالم الحقيقي قد أبدى رد فعل عندما تولى قيادة السفينة، فكيف استجاب نظيره في هذا البعد الحلمي؟

ولكن ما الذي نجح في هذا؟

توقف رأس الماعز، وكأنه غارق في ذكرياته. واستغرق بعض الوقت قبل أن يستجيب، “لم يكن صوتًا بالضبط، بل كان أشبه بانطباعات ومعلومات فورية تغمر ذهني. شعرت وكأنه يشير إلي، يحثني على عدم إهمال الالتزام الذي قطعته مع ‘القبطان’ والتمسك بمسؤولياتي. كما عُرضت عليّ عدة صور مرئية. لقد شهدت…”

لقد أعلن رأس الماعز في العالم الملموس عن عدم تذكره لغزوته إلى الفضاء الفرعي. فهل ما زال يحتفظ بذكريات العهد؟ أم أنه فقد بصره بتفاصيله، ومع ذلك ظل هناك شكل من أشكال “الربط الصوفي” الذي أجبره على احترام جانبه من الاتفاق؟

توقف فجأة عن السرد. بدا الأمر وكأن ضبابية معينة تكتنف أفكاره، مما يجعل من الصعب نقل ذكرياته بدقة. بدا رأس الماعز ضائعًا للحظة، وانحرفت سلسلة أفكاره عن مسارها.

وقد سمحت هذه السهولة النسبية لدنكان بتوجيه طاقاته نحو المراقبة المتزايدة.

متلهفًا لفهم المزيد، سأل دنكان، “ما الذي شهدته؟ هل كانت هذه السفينة بالذات؟”

“هل هناك رسالة تحاول إيصالها في هذه اللحظة؟” سأل بصمت في أعمق أعماق قلبه.

“نعم، تلك السفينة بالذات، ولكنني لم أكن على متنها…”

يبدو أن القصة التي رواها رأس الماعز تعود إلى حدث وقع قبل قرن من الزمان، عندما ظهرت “الضائعة”، تحت قيادة القبطان الحقيقي دنكان أبنومار، من الفضاء الفرعي.

“كنت غائبًا عن السفينة؟”

انطلقت الضائعة إلى الأمام، وانزلقت دون عناء عبر المساحة الشاسعة من “نفق الجذور”. وهنا وهناك، ظهرت مسارات متباينة. ومع ذلك، بدا أن السفينة تسترشد ببوصلة فطرية، تحدد مسارها بشكل غريزي دون أي توجيه من دنكان.

“وجدت نفسي محاطًا بهاوية من الظلام، فراغ مليء بالفوضى. مر ظل عابر – صورة ظلية لهذا الوعاء. بدا عابرًا، على وشك التبدد. ثم، خاطبني صوت غير واضح. على الرغم من أنني لا أستطيع تذكر كلماته بالضبط، فقد أخذ مني حامله شيئًا. بعد ذلك، اتخذ الظل شكلًا ملموسًا…”

ومن المرجح أن تكون هذه التكهنات مجرد أجزاء من التزامهما المتبادل.

كان حديث رأس الماعز أشبه بالحلم، وكان يتجول في حكايته بوتيرة مدروسة وغير مستعجلة. وكان سرده غير متوقع، وكان ينحرف بانتظام إلى مماسات غير ذات صلة على ما يبدو، ويفتقر إلى سبب واضح، ويتوقف فجأة. بدا الأمر وكأن رأس الماعز كان يبحر عبر حلم مضطرب بشكل خاص، خالٍ من القيود، ويكشف عن لوحاته الغريبة والمتغيرة باستمرار.

وجه دنكان نظرة تأملية نحو رأس الماعز الصامت مؤقتًا ومسح حجرة القبطان.

بعد صمت تأملي دام حوالي خمسة عشر ثانية، استأنف رأس الماعز حديثه، “… وهكذا، أصبحت متشابكًا مع ذلك الظل. يبدو الأمر وكأنه حلقة من حقبة بعيدة للغاية، ومع ذلك، لا تزال هذه السفينة تحتفظ بذكرياتها… هل هي السفينة التي تحتفظ بهذه الذكريات، أم أنا حقًا؟”

لمعت في عيني دنكان لمعة من الوضوح. تذكر التأكيدات الأولية لرأس الماعز – الضائعة وهي تتوسل إليه لتعظيم “رابطته” مع القبطان.

بدا رأس الماعز وكأنه دخل في حالة من الحيرة مرة أخرى. أصبحت همهماته أضعف، حتى أصبحت أشبه بالهمس، مما تحدى دنكان لتمييز كلماته. وبينما كان دنكان يعالج المعلومات، وهو جالس بشكل مريح خلف طاولة الملاحة، استقرت جاذبية أعمق على وجهه.

ومن المرجح أن تكون هذه التكهنات مجرد أجزاء من التزامهما المتبادل.

ورغم أن الحكاية التي رواها رأس الماعز كانت معقدة ومليئة بالغموض، إلا أنها لم تكن خالية من الأفكار القيمة. فقد بدأ دنكان، بفضل حدسه الحاد، في حياكة فسيفساء من القرائن من السرد المتفكك.

وعندما تلامست يداه، بدا الأمر كما لو أن السفينة بأكملها تردد صدى لمسته، وكأنها استيقظت من نوم عميق.

يبدو أن القصة التي رواها رأس الماعز تعود إلى حدث وقع قبل قرن من الزمان، عندما ظهرت “الضائعة”، تحت قيادة القبطان الحقيقي دنكان أبنومار، من الفضاء الفرعي.

ومع ذلك، ظهرت فكرة جديدة داخل دنكان.

في عالم الملموس، كان دنكان قد سعى سابقًا إلى توضيح هذا الحدث من رأس الماعز الآخر، لكن ردوده ظلت غامضة، مما يشير إلى انقطاع في الذاكرة فيما يتعلق بالأحداث التي وقعت منذ قرن من الزمان. ومع ذلك، يبدو أن ذكريات هذا الحادث كانت محفوظة داخل نفسية رأس الماعز الحاضر في هذا البعد الشبيه بالحلم. أو، كما أشار رأس الماعز، هل كانت هذه الذكريات عزيزة على “الضائعة” نفسها؟

بدت القطعة الأثرية وكأنها مدفونة بعمق في حالة من الضبابية والوعي الجزئي، تذكرنا بشخص غارق في طوفان من الذكريات والعواطف، وكأنها تجاوزت “قدرة عقلية” معينة.

وجه دنكان نظرة تأملية نحو رأس الماعز الصامت مؤقتًا ومسح حجرة القبطان.

ارتفع حاجبا دنكان مندهشًا إذ قال، “هل ترغب في أن أتولى السيطرة مرة أخرى؟”

يرمز هذا الفضاء الأثيري إلى مجال حلم رأس الماعز، والذي يمكن اعتباره على نطاق واسع “تجسيدًا لوعيه الأعمق”.

متلهفًا لفهم المزيد، سأل دنكان، “ما الذي شهدته؟ هل كانت هذه السفينة بالذات؟”

ومع ذلك، ظهرت فكرة جديدة داخل دنكان.

لم تكن هذه السفينة مجرد تجسيد لحلم رأس الماعز – ربما كان من الممكن أن تكون السفينة “الضائعة” واعية!

لم تكن هذه السفينة مجرد تجسيد لحلم رأس الماعز – ربما كان من الممكن أن تكون السفينة “الضائعة” واعية!

يبدو أن القصة التي رواها رأس الماعز تعود إلى حدث وقع قبل قرن من الزمان، عندما ظهرت “الضائعة”، تحت قيادة القبطان الحقيقي دنكان أبنومار، من الفضاء الفرعي.

على مدى مائة عام، كانت هناك علاقة “تكافلية” عميقة الجذور تربط بين مصائر رأس الماعز والضائعة. تجاوزت علاقتهما العالم المادي، وتعمقت في الروحانية. الضائعة ليست مجرد سفينة؛ بل كان كيانًا حيًا. وبينما قد تنضح المكونات الفردية على متن السفينة بالحياة البدائية، عندما يُنظر إليها بشكل جماعي على أنها جوهر الضائعة، فقد تكون “إحساسها” أكثر تعقيدًا وتماسكًا مما أدركه دنكان في البداية.

أثير الفضول دنكان، فأصر على السؤال، “هل لاحظت ‘صوتها’؟ هل يمكنك وصفه؟” تذكر رحيلهم السريع في المرة الأخيرة، وأدرك أنه لم تتح له الفرصة لمناقشة هذا الكشف الرائع مع رأس الماعز. مع ذكره الآن، تساءل دنكان عن اللقاء السابق. إذا كان رأس الماعز في العالم الحقيقي قد أبدى رد فعل عندما تولى قيادة السفينة، فكيف استجاب نظيره في هذا البعد الحلمي؟

لقد كان هذا الإحساس شاملًا إلى درجة أنه كان بإمكانه المشاركة بنشاط في هذا الحلم بطريقة تتحدى الفهم.

ومع ذلك، ظهرت فكرة جديدة داخل دنكان.

وبحرص متعمد، وضع دنكان يده برفق على طاولة الملاحة الممتدة أمامه. ونظر إليها بكثافة حتى بدا وكأنه يحاول أن يرى ما وراء حدودها ليحصل على نظرة شاملة لـ “الضائعة”. وبينما كان منغمسًا في تأمله للكشوفات الغامضة التي ظهرت على رأس الماعز، بدأت أصابع دنكان، من تلقاء نفسها تقريبًا، في تتبع الخطوط غير المستوية والوعرة لسطح الطاولة.

لمعت في عيني دنكان لمعة من الوضوح. تذكر التأكيدات الأولية لرأس الماعز – الضائعة وهي تتوسل إليه لتعظيم “رابطته” مع القبطان.

“هل هناك رسالة تحاول إيصالها في هذه اللحظة؟” سأل بصمت في أعمق أعماق قلبه.

أثير الفضول دنكان، فأصر على السؤال، “هل لاحظت ‘صوتها’؟ هل يمكنك وصفه؟” تذكر رحيلهم السريع في المرة الأخيرة، وأدرك أنه لم تتح له الفرصة لمناقشة هذا الكشف الرائع مع رأس الماعز. مع ذكره الآن، تساءل دنكان عن اللقاء السابق. إذا كان رأس الماعز في العالم الحقيقي قد أبدى رد فعل عندما تولى قيادة السفينة، فكيف استجاب نظيره في هذا البعد الحلمي؟

ولكن لم يتلق أي رد.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

من الممكن تصور أن “وعي” الضائعة يعمل على مستوى يتجاوز فهم دنكان. ربما من الممكن تقديم إجابة، ولكن بلهجة أو طريقة تهربت من إدراكه.

لقد بدا أن دوره كان ببساطة هو الحفاظ على قبضته على عجلة القيادة.

كان يفكر في قصة رأس الماعز.

توقف فجأة عن السرد. بدا الأمر وكأن ضبابية معينة تكتنف أفكاره، مما يجعل من الصعب نقل ذكرياته بدقة. بدا رأس الماعز ضائعًا للحظة، وانحرفت سلسلة أفكاره عن مسارها.

لقد وصف المخلوق إحساسًا بالطفو وسط ظلام دامس، يلفه فراغ وضوضاء مستهلكة. كانت السمات التي وصفها تعكس السمات النموذجية للفضاء الفرعي. كما روى الضائعة البشحية التي تلوح أمامه، وكان شكلها غير ملموس مثل ظل عابر على حافة التبخر… هل كان من الممكن أن تكون هذه هي حالة السفينة عندما اتصلت لأول مرة برأس الماعز؟

فهل كان هذا الولاء الثابت منصوصًة عليه أيضًا في عهدهما؟

تتأرجح على حافة النسيان… وهذا يعني أن الضائعة عندما استوت لأول مرة إلى الفضاء الفرعي، واجهت خطرًا جسيمًا، ربما إلى الحد الذي جعلها تتعرض للخطر. ربما ضاعت السفينة تقريبًا داخل أعماق الفضاء الفرعي، ولم يبق في أعقابها سوى همسة تردد صدى صوت دنكان أبنومار.

بعد ذلك، استخرج صاحب ذلك الصوت “شيئًا” من رأس الماعز، مما أدى إلى استعادة الضائعة الشبحية لقوتها. كان هذا “الشيء” الغامض بالغ الأهمية بلا شك!

وبحرص متعمد، وضع دنكان يده برفق على طاولة الملاحة الممتدة أمامه. ونظر إليها بكثافة حتى بدا وكأنه يحاول أن يرى ما وراء حدودها ليحصل على نظرة شاملة لـ “الضائعة”. وبينما كان منغمسًا في تأمله للكشوفات الغامضة التي ظهرت على رأس الماعز، بدأت أصابع دنكان، من تلقاء نفسها تقريبًا، في تتبع الخطوط غير المستوية والوعرة لسطح الطاولة.

لمعت في عيني دنكان لمعة من الوضوح. تذكر التأكيدات الأولية لرأس الماعز – الضائعة وهي تتوسل إليه لتعظيم “رابطته” مع القبطان.

لقد كان هناك اتفاق! اتفاق مقدس بين رأس الماعز ودنكان أبنومار!

لقد كان هناك اتفاق! اتفاق مقدس بين رأس الماعز ودنكان أبنومار!

في الطرف البعيد من طاولة الملاحة الواسعة، لاحظ دنكان رأس ماعز صامت ومفصل بشكل رائع مصنوع من خشب عميق وغني. كانت عيناه، المليئتان بالنية، مثبتتين عليه بقوة. كان الصمت المزعج لرأس الماعز هذا يتناقض بشكل حاد مع الثرثرة الصاخبة لرأس ماعز آخر يعرفه.

ولكن ما الذي تضمنه هذا الاتفاق؟ وما التفاهم المتبادل الذي تم التوصل إليه بينهما قبل قرن من الزمان وسط الفضاء الغامض؟

فهل كان هذا الولاء الثابت منصوصًة عليه أيضًا في عهدهما؟

استنتج أن دنكان أبنومار استولى على “شيء ما” من رأس الماعز لاستعادة جسدية الضائعة، وفي المقابل، حررت السفينة رأس الماعز من عالم الفضاء الفرعي المتقلب، وربطته بوجود أكثر استقرارًا…

ومن المرجح أن تكون هذه التكهنات مجرد أجزاء من التزامهما المتبادل.

ومن المرجح أن تكون هذه التكهنات مجرد أجزاء من التزامهما المتبادل.

كان حديث رأس الماعز أشبه بالحلم، وكان يتجول في حكايته بوتيرة مدروسة وغير مستعجلة. وكان سرده غير متوقع، وكان ينحرف بانتظام إلى مماسات غير ذات صلة على ما يبدو، ويفتقر إلى سبب واضح، ويتوقف فجأة. بدا الأمر وكأن رأس الماعز كان يبحر عبر حلم مضطرب بشكل خاص، خالٍ من القيود، ويكشف عن لوحاته الغريبة والمتغيرة باستمرار.

ولكن ما الذي نجح في هذا؟

الفصل 613 “السفينة ومساعدها الأول”

لم يعد دنكان أبنومار الأصلي بين الأحياء. لقد تبخر وجوده، وفي الوعاء الذي كان يضم جوهره العظيم، سكنت الآن روح تُدعى “تشو مينغ”.

أجاب دنكان بصوت مملوء بالصدق، على الرغم من أنه كان يدرك جيدًا أن هذا المظهر من أتلانتس قد لا يفهم كلماته. حوّل انتباهه بعيدًا عن الأشباح المتوهجة، وركز على تصرفات السفينة.

وبدا رأس الماعز الأرضي مدركًا تمامًا لهذا التحول داخل “القبطان”.

أثير الفضول دنكان، فأصر على السؤال، “هل لاحظت ‘صوتها’؟ هل يمكنك وصفه؟” تذكر رحيلهم السريع في المرة الأخيرة، وأدرك أنه لم تتح له الفرصة لمناقشة هذا الكشف الرائع مع رأس الماعز. مع ذكره الآن، تساءل دنكان عن اللقاء السابق. إذا كان رأس الماعز في العالم الحقيقي قد أبدى رد فعل عندما تولى قيادة السفينة، فكيف استجاب نظيره في هذا البعد الحلمي؟

ومع ذلك، فقد واصل القيام بدوره كمساعد أول موثوق به.

بدا رأس الماعز المعقد الذي كان يزين الطاولة وكأنه قد عاد إلى حالة من الذهول. فقد بدت عيناه اللتان كانتا تراقبان كل حركة يقوم بها دنكان في السابق، الآن وكأنها أصبحتا مغمضتين، وقد ضاعتا في غيبوبة بعيدة.

فهل كان هذا الولاء الثابت منصوصًة عليه أيضًا في عهدهما؟

“كنت غائبًا عن السفينة؟”

لقد أعلن رأس الماعز في العالم الملموس عن عدم تذكره لغزوته إلى الفضاء الفرعي. فهل ما زال يحتفظ بذكريات العهد؟ أم أنه فقد بصره بتفاصيله، ومع ذلك ظل هناك شكل من أشكال “الربط الصوفي” الذي أجبره على احترام جانبه من الاتفاق؟

ومن المرجح أن تكون هذه التكهنات مجرد أجزاء من التزامهما المتبادل.

تدفقت أفكار دنكان، فخلقت دوامة من التأمل والتفكير. ولم يتوقف للحظة ليستوعب ما يدور في ذهنه، ثم نهض بسرعة من مقعده، وكان العزم واضحًا في وقفته.

بدا رأس الماعز وكأنه دخل في حالة من الحيرة مرة أخرى. أصبحت همهماته أضعف، حتى أصبحت أشبه بالهمس، مما تحدى دنكان لتمييز كلماته. وبينما كان دنكان يعالج المعلومات، وهو جالس بشكل مريح خلف طاولة الملاحة، استقرت جاذبية أعمق على وجهه.

بدا رأس الماعز المعقد الذي كان يزين الطاولة وكأنه قد عاد إلى حالة من الذهول. فقد بدت عيناه اللتان كانتا تراقبان كل حركة يقوم بها دنكان في السابق، الآن وكأنها أصبحتا مغمضتين، وقد ضاعتا في غيبوبة بعيدة.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

بدت القطعة الأثرية وكأنها مدفونة بعمق في حالة من الضبابية والوعي الجزئي، تذكرنا بشخص غارق في طوفان من الذكريات والعواطف، وكأنها تجاوزت “قدرة عقلية” معينة.

توقف فجأة عن السرد. بدا الأمر وكأن ضبابية معينة تكتنف أفكاره، مما يجعل من الصعب نقل ذكرياته بدقة. بدا رأس الماعز ضائعًا للحظة، وانحرفت سلسلة أفكاره عن مسارها.

ورغم فضوله، اختار دنكان عدم التركيز على رأس الماعز، واثقًا من أنه سيستعيد قواه قريبًا. وكانت مخاوفه المباشرة تقع في مكان آخر.

بدا رأس الماعز وكأنه دخل في حالة من الحيرة مرة أخرى. أصبحت همهماته أضعف، حتى أصبحت أشبه بالهمس، مما تحدى دنكان لتمييز كلماته. وبينما كان دنكان يعالج المعلومات، وهو جالس بشكل مريح خلف طاولة الملاحة، استقرت جاذبية أعمق على وجهه.

خرج دنكان من حجرة القبطان، ونزل السلم الذي قاده إلى سطح السفينة الخلفي. وشق طريقه مباشرة إلى الدفة، قلب السفينة حيث يقف عجلة القيادة الضخمة بفخر.

ولكن لم يتلق أي رد.

تذكر دنكان الأحاسيس والأحداث التي عاشها في لقاءه السابق، إلى جانب حالته الحالية من الاستعداد، ولم يبد أي تحفظ. مد يده، ولفت أصابعه بثقة حول العجلة الباردة القوية.

بدا رأس الماعز وكأنه متأمل، وكان هناك لمحة من عدم اليقين في صوته وهو يتأمل، “لدي اتصال، وقدرة على الشعور بـ ‘الوعاء’ والاستيعاب لكل عنصر منه. ومع ذلك، فأنا أكافح للتواصل معه بشكل فعال. هذا الإحساس أشبه بصديق فقدته منذ فترة طويلة وتلاشت ذكرياته، ويبدو أنه يتجاهلني. لكن في المرة الأخيرة، عندما غامرت بالصعود إلى سطح السفينة الخلفي وأمسكت بدفة القيادة… كان الأمر كما لو أن السفينة تحدثت إلي.”

وعندما تلامست يداه، بدا الأمر كما لو أن السفينة بأكملها تردد صدى لمسته، وكأنها استيقظت من نوم عميق.

وبحرص متعمد، وضع دنكان يده برفق على طاولة الملاحة الممتدة أمامه. ونظر إليها بكثافة حتى بدا وكأنه يحاول أن يرى ما وراء حدودها ليحصل على نظرة شاملة لـ “الضائعة”. وبينما كان منغمسًا في تأمله للكشوفات الغامضة التي ظهرت على رأس الماعز، بدأت أصابع دنكان، من تلقاء نفسها تقريبًا، في تتبع الخطوط غير المستوية والوعرة لسطح الطاولة.

لقد تغيرت البيئة المحيطة بشكل كبير. تحركت السفينة الخيالية، وتردد صدى صخب النشاط البحري عبر هيكلها. انقطعت الحبال، والتقطت الرياح الأشرعة وانتفاخها، وترددت أصوات البكرات والرافعات الميكانيكية. في الأفق، تجسد “نفق جذري” هائل، قطره كبير بما يكفي لابتلاع الضائعة الضخمة، وكان مدخله المفتوح يشبه دوامة هائلة.

ارتفع حاجبا دنكان مندهشًا إذ قال، “هل ترغب في أن أتولى السيطرة مرة أخرى؟”

كانت الأغصان النابضة بالحياة، والخيوط المتفرعة، والضباب المتلألئ تملأ مشهد دنكان، مما يحدد المسار الذي كان من المقرر أن تتبعه السفينة المختفية. كانت تيارات من الضوء المشع، تمامًا مثل المرة الأخيرة، تصعد إلى السفينة، وتدور بشكل مرح حول الدفة.

“ساسلوكا، هل هذا أنت حقًا؟” (أتلانتس)

تتأرجح على حافة النسيان… وهذا يعني أن الضائعة عندما استوت لأول مرة إلى الفضاء الفرعي، واجهت خطرًا جسيمًا، ربما إلى الحد الذي جعلها تتعرض للخطر. ربما ضاعت السفينة تقريبًا داخل أعماق الفضاء الفرعي، ولم يبق في أعقابها سوى همسة تردد صدى صوت دنكان أبنومار.

تردد صوت مشوب ببراءة طفولية بالقرب من دنكان. كانت الخيوط المضيئة ترقص حوله، وكانت حركاتها مزيجًا من الاستكشاف الفضولي والتجوال الشبيه بالأحلام.

“…ساسلوكاه لن يعود.” (دنكان)

أجاب رأس الماعز بنبرة حذرة ومتعمدة، “لقد توقعت أنك قد تتولى القيادة مرة أخرى، تمامًا كما فعلت من قبل. لقد كانت التجربة… مميزة بشكل ملحوظ.”

أجاب دنكان بصوت مملوء بالصدق، على الرغم من أنه كان يدرك جيدًا أن هذا المظهر من أتلانتس قد لا يفهم كلماته. حوّل انتباهه بعيدًا عن الأشباح المتوهجة، وركز على تصرفات السفينة.

بعد صمت تأملي دام حوالي خمسة عشر ثانية، استأنف رأس الماعز حديثه، “… وهكذا، أصبحت متشابكًا مع ذلك الظل. يبدو الأمر وكأنه حلقة من حقبة بعيدة للغاية، ومع ذلك، لا تزال هذه السفينة تحتفظ بذكرياتها… هل هي السفينة التي تحتفظ بهذه الذكريات، أم أنا حقًا؟”

انطلقت الضائعة إلى الأمام، وانزلقت دون عناء عبر المساحة الشاسعة من “نفق الجذور”. وهنا وهناك، ظهرت مسارات متباينة. ومع ذلك، بدا أن السفينة تسترشد ببوصلة فطرية، تحدد مسارها بشكل غريزي دون أي توجيه من دنكان.

تتأرجح على حافة النسيان… وهذا يعني أن الضائعة عندما استوت لأول مرة إلى الفضاء الفرعي، واجهت خطرًا جسيمًا، ربما إلى الحد الذي جعلها تتعرض للخطر. ربما ضاعت السفينة تقريبًا داخل أعماق الفضاء الفرعي، ولم يبق في أعقابها سوى همسة تردد صدى صوت دنكان أبنومار.

لقد بدا أن دوره كان ببساطة هو الحفاظ على قبضته على عجلة القيادة.

إذا كانت افتراضاته صحيحة، وإذا كانت هذه السفينة تمثل الأحلام المتشابكة لكل من رأس الماعز والضائعة، فإن خبايا هذه السفينة ستحتوي على فروق دقيقة مختلفة عن تجسيدها في العالم الواقعي.

وقد سمحت هذه السهولة النسبية لدنكان بتوجيه طاقاته نحو المراقبة المتزايدة.

لقد أعلن رأس الماعز في العالم الملموس عن عدم تذكره لغزوته إلى الفضاء الفرعي. فهل ما زال يحتفظ بذكريات العهد؟ أم أنه فقد بصره بتفاصيله، ومع ذلك ظل هناك شكل من أشكال “الربط الصوفي” الذي أجبره على احترام جانبه من الاتفاق؟

إذا كانت افتراضاته صحيحة، وإذا كانت هذه السفينة تمثل الأحلام المتشابكة لكل من رأس الماعز والضائعة، فإن خبايا هذه السفينة ستحتوي على فروق دقيقة مختلفة عن تجسيدها في العالم الواقعي.

أثير الفضول دنكان، فأصر على السؤال، “هل لاحظت ‘صوتها’؟ هل يمكنك وصفه؟” تذكر رحيلهم السريع في المرة الأخيرة، وأدرك أنه لم تتح له الفرصة لمناقشة هذا الكشف الرائع مع رأس الماعز. مع ذكره الآن، تساءل دنكان عن اللقاء السابق. إذا كان رأس الماعز في العالم الحقيقي قد أبدى رد فعل عندما تولى قيادة السفينة، فكيف استجاب نظيره في هذا البعد الحلمي؟


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

خرج دنكان من حجرة القبطان، ونزل السلم الذي قاده إلى سطح السفينة الخلفي. وشق طريقه مباشرة إلى الدفة، قلب السفينة حيث يقف عجلة القيادة الضخمة بفخر.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

تدفقت أفكار دنكان، فخلقت دوامة من التأمل والتفكير. ولم يتوقف للحظة ليستوعب ما يدور في ذهنه، ثم نهض بسرعة من مقعده، وكان العزم واضحًا في وقفته.

 

لقد بدا أن دوره كان ببساطة هو الحفاظ على قبضته على عجلة القيادة.

أثير الفضول دنكان، فأصر على السؤال، “هل لاحظت ‘صوتها’؟ هل يمكنك وصفه؟” تذكر رحيلهم السريع في المرة الأخيرة، وأدرك أنه لم تتح له الفرصة لمناقشة هذا الكشف الرائع مع رأس الماعز. مع ذكره الآن، تساءل دنكان عن اللقاء السابق. إذا كان رأس الماعز في العالم الحقيقي قد أبدى رد فعل عندما تولى قيادة السفينة، فكيف استجاب نظيره في هذا البعد الحلمي؟

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط