You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 592

الحجر

الحجر

الفصل 592 “الحجر”

ومع ذلك، واصل العملاق عمليته المنهجية، مستخدمًا الأدوات الوحيدة المتاحة في هذه البيئة القاحلة: الحجارة المحددة والمصممة عن طريق لمس النار.

توقف دنكان لعدة دقائق، وهو يتأمل غرفة بدت وكأن رسامًا ألقى ألوانًا وأشكالًا مختلفة عشوائيًا على قماش. كانت هذه المساحة عبارة عن خليط من الخطوط غير المنتظمة، وكتل الألوان المحيرة، ويبدو أنها بلا ترتيب. وبينما يتأمل هذا المشهد المحير، التف دنكان بنظره إلى الجانب، وهبط على شيء غير متوقع: رأس الماعز الجامد القابع على طاولة.

أومأت فانا برأسها وهي تستوعب كلماته، في فهم جزئي. لم تكن دروس التاريخ في مدرستها من أقوى نقاط قوتها، لكنها لا تجهل أهمية النار والحجر. ما حيرها هو الانحراف الفلسفي المفاجئ في محادثتهما.

إذا كان التمثال يمتلك أي قدرة على إدراك محيطه، فقد تساءل دنكان عما قد يفعله بهذه الغرفة المحيرة. ومع ذلك، لم تكشف عينا الماعز الخاليتان من الحياة عن أي عاطفة، ولم تظهرا أي علامة على الفهم. في سكونه، كان رأس الماعز يشبه قطعة أثرية خشبية منحوتة بعناية أكثر من أي شيء حي.

أومأت فانا برأسها وهي تستوعب كلماته، في فهم جزئي. لم تكن دروس التاريخ في مدرستها من أقوى نقاط قوتها، لكنها لا تجهل أهمية النار والحجر. ما حيرها هو الانحراف الفلسفي المفاجئ في محادثتهما.

استجمع دنكان شجاعته، وتردد للحظة واحدة فقط قبل أن يتخذ الخطوة الأولى إلى الغرفة المتاهة. وحتى وهو يتقدم للأمام، كان يستعد ذهنيًا لإرسال إشارة إلى أتلانتس بإطلاق شعلة، استعدادًا للانسحاب السريع من عالم الأحلام هذا إذا ساءت الأمور.

وبتعبير متأمل، تحدث العملاق، موجهًا كلماته نحو فانا أو ربما متأملًا بصوت عالٍ، “النار والحجر عنصران أساسيان. يمثل اللهب المشتعل حديثًا رؤية في الغموض. يمكن للحجارة المكسرة أحيانًا أن تتفوق على قوة الأنياب الحادة أو المخالب. عندما اكتشف أسلافنا سحر النار وتعلموا تشكيل الحجارة، تغير مسار حياتهم…”

لكن المخاطر التي كان يخشاها لم تتحقق.

استأنف دونكان حديثه بعد فترة صمت قصيرة، وقال، “لا يزال هناك سؤال واحد عالق نحتاج إلى معالجته.”

في اللحظة التي عبر فيها دنكان العتبة، استجابت الغرفة. انتشرت تموجات لطيفة تشبه الأمواج، شبيهة بالمياه المضطربة، عبر أرضيتها الفوضوية. ومع ذلك، كان هذا هو رد فعل الغرفة الوحيد. احتفظت البيئة المحيطة ببنيتها، ولم يشعر دنكان نفسه بأي تأثير سيئ من الأجواء الغريبة للغرفة.

ركزت عينا فانا على القسم الذي أشار إليه العملاق. ولاحظت الخطوط العريضة التفصيلية، التي تصور شخصيتين بشريتين تقفان أمام تمثيل منمق للهب. كانت أيديهما مرفوعة، وهو تعبير بدا وكأنه إما يتلذذ باكتشافهما أو يقدم الاحترام للهب المضيء.

وبعد أن أصبح أكثر ثقة، توغل دنكان في الداخل. وعندما أغلق الباب خلفه، شعر بالارتياح؛ فقد اختفت الآن النظرة المزعجة التي كان يصدرها رأس الماعز. نظر دنكان إلى أسفل ليرى مزيجًا من الخطوط المتشابكة تحت قدميه. كانت الأشكال من حوله توحي بالأثاث، وإن كانت مشوهة بسبب الخطوط الغريبة للغرفة. وفي النهاية، لفت استكشاف دنكان انتباهه إلى زاوية معينة.

حدق دنكان في ما حوله بتأمل، ثم رد بهدوء تفكيري، “من الممكن أن يكون رأس الماعز في حالته الواعية جاهلًا حقًا. إليك نظرية جريئة: ماذا لو كانت هذه السفينة بأكملها تجسيدًا لأحلامه اللاواعية؟”

وفي تلك المنطقة، لاحظ تفاعلًا بين خطوط شبه شفافة تتشابك مع بعضها البعض لتشكل تكوينًا هندسيًا. وكان مركز هذا النمط يحمل سطحًا هادئًا يشبه المياه الراكدة، وهو ما يعكس بشكل خافت التصاميم التجريدية للغرفة.

لقد بدا له أن اتساع الصحراء الشاسع والندبة القرمزية المزعجة التي تلوح في الأفق لا تعني له شيئًا. كان الواقع الوحيد في تلك اللحظة هو صوت ارتطام الحجارة بشكل منتظم – وهو الصوت الذي يتردد صداه في الخراب المحيط بها.

أثير فضول دنكان، فاقترب من هذه العجيبة الهندسية. ولمس برفق “الماء” الهادئ، مما تسبب في تناثر خيوط من النار الخضراء عبره. وفي غضون لحظات، أصبح السطح واضحًا، وتحول إلى مرآة مثالية.

في اللحظة التي عبر فيها دنكان العتبة، استجابت الغرفة. انتشرت تموجات لطيفة تشبه الأمواج، شبيهة بالمياه المضطربة، عبر أرضيتها الفوضوية. ومع ذلك، كان هذا هو رد فعل الغرفة الوحيد. احتفظت البيئة المحيطة ببنيتها، ولم يشعر دنكان نفسه بأي تأثير سيئ من الأجواء الغريبة للغرفة.

وفجأة، بدأت صورة ظلية تظهر من داخل المرآة، وتبلورت إلى وجه أجاثا المألوف.

كانت هناك سمة مهيمنة تعطل الهدوء في السماء: شق قرمزي ضخم ومخيف. بدا هذا الشق في السماء وكأنه ينزف، وكانت حوافه مغطاة بضباب مخيف. كان وجود الشق طاغيًا بتلك الهالة المهددة والساحقة.

في البداية، بدت أجاثا مذهولة داخل المرآة، وكانت عيناها تتجولان، محاولة فهم البيئة الغريبة خارج عالمها المنعكس.
“هل هذا… هو الواقع وراء هذا الباب؟” سألت أجاثا بصوت مشوب بالدهشة.

وجه دنكان بصره ببطء نحو باب الغرفة، وكأنه ينظر إلى “رأس الماعز” الهادئ الجالس بالخارج. وبعد فترة طويلة من التفكير، همس، “ساسلوكا… لقد رحل، رحل عن هذا العالم منذ زمن بعيد.”

أومأ دنكان برأسه قليلًا، مؤكدًا، “بالفعل. هذا هو جوهر ما يخفيه الباب – نواته.”

كان وجهه المحفور بخطوط العمر، ينظر إلى النار بتركيز هادئ ولكن مكثف، كما لو كان هو أيضًا خالدًا ودائمًا مثل الحجر الذي يحمله.

عقدت أجاثا حاجبيها في حيرة. “إنه أمر محير للغاية. لماذا صمم بهذه الطريقة؟”

توقف للحظة، ووضع العصا بحيث تعرض مجموعة من الرموز التفصيلية الموجودة بالقرب من قاعدتها. قال بهدوء، وكان هناك أثر للحنين واضح في صوته، “هذا يصور اللحظة التي أتقنوا فيها قوة النار.”

وبعد أن ربط النقاط ببعضها، رد دنكان بصوت ثابت، “إنه انعكاس للعالم الخارجي. على متن الضائعة، لا يجرؤ رأس الماعز مطلقًا على إلقاء نظرة خاطفة على حجرة القبطان، الأمر الذي يجعله يجهل المظهر الفعلي للغرفة.”

الفصل 592 “الحجر”

لم يعرب دنكان عن كل أفكاره بصوت عالٍ. لقد أغفل تفصيلًا أساسيًا: ربما رأى رأس الماعز الغرفة قبل أن يستقر فيها “القبطان”، لكن أي تغييرات حدثت بعد ذلك ظلت لغزًا بالنسبة له.

إذا كان التمثال يمتلك أي قدرة على إدراك محيطه، فقد تساءل دنكان عما قد يفعله بهذه الغرفة المحيرة. ومع ذلك، لم تكشف عينا الماعز الخاليتان من الحياة عن أي عاطفة، ولم تظهرا أي علامة على الفهم. في سكونه، كان رأس الماعز يشبه قطعة أثرية خشبية منحوتة بعناية أكثر من أي شيء حي.

كانت أجاثا سريعة في تجميع المعلومات، وفهمت المضمون وراء تصريح دنكان. فسألته، وصوتها يزداد سرعة، “هل تقصد أن هذه السفينة الضائعة هي من صنع رأس الماعز الحقيقي؟ هل صاغ ذكرى أو ظل الضائعة في هذا اللغز العائم المغطى بالظلام والضباب؟ والسبب وراء عدم وضوح بعض أجزاء السفينة هو أن رأس الماعز لم يكن على علم بها؟”

في النهاية، تغلب فضول فانا عليها، مما أجبرها على كسر الهدوء المحيط بها. “ما الغرض من هذا؟”

عندما أدركت أجاثا حجم الإدراك الذي أصابها، أصبح تعبير وجهها محيرًا. وتابعت، “ومع ذلك، في عالمنا، يبدو أن رأس الماعز دائمًا ما يكون غافلًا عن هذه التعقيدات. لا أستطيع أن أفهم كيف يمكنه هندسة مثل هذا التحول الهائل.”

لقد بدا له أن اتساع الصحراء الشاسع والندبة القرمزية المزعجة التي تلوح في الأفق لا تعني له شيئًا. كان الواقع الوحيد في تلك اللحظة هو صوت ارتطام الحجارة بشكل منتظم – وهو الصوت الذي يتردد صداه في الخراب المحيط بها.

حدق دنكان في ما حوله بتأمل، ثم رد بهدوء تفكيري، “من الممكن أن يكون رأس الماعز في حالته الواعية جاهلًا حقًا. إليك نظرية جريئة: ماذا لو كانت هذه السفينة بأكملها تجسيدًا لأحلامه اللاواعية؟”

وبعد أن أصبح أكثر ثقة، توغل دنكان في الداخل. وعندما أغلق الباب خلفه، شعر بالارتياح؛ فقد اختفت الآن النظرة المزعجة التي كان يصدرها رأس الماعز. نظر دنكان إلى أسفل ليرى مزيجًا من الخطوط المتشابكة تحت قدميه. كانت الأشكال من حوله توحي بالأثاث، وإن كانت مشوهة بسبب الخطوط الغريبة للغرفة. وفي النهاية، لفت استكشاف دنكان انتباهه إلى زاوية معينة.

لقد شعرت أجاثا بالدهشة. “أحلامه؟” تذكرت ملاحظة سابقة، وعقدت حاجبيها في تفكير، “لكن رأس الماعز زعم باستمرار أنه لم يحلم أبدًا، حتى أنه أكد على عدم حاجته إلى الراحة. لقد شهدتُ ذلك بنفسي – كان مساعد القبطان الأول، كما نسميه، متيقظًا دائمًا، حتى أثناء حلم المجهول. ظل متيقظًا، يقود السفينة كما كان يفعل دائمًا.”

لكن المخاطر التي كان يخشاها لم تتحقق.

فكر دنكان في كلماتها، ثم طرح السؤال، “ربما لا يدرك قدرته على الحلم، ولا يدرك حقيقة أنه يحلم الآن. وربما…” تردد للحظة، وترك فكرة أكثر عمقًا تتشكل في ذهنه قبل أن يشاركها بنبرة خافتة، شبه تأملية، “لقد كان ‘مساعدي الأول’ في حالة دائمة من النوم، ولم يستيقظ حقًا أبدًا.”

أدركت أجاثا خطورة ما اقترحه دنكان، فاتسعت عيناها من الدهشة.

ركزت عينا فانا على القسم الذي أشار إليه العملاق. ولاحظت الخطوط العريضة التفصيلية، التي تصور شخصيتين بشريتين تقفان أمام تمثيل منمق للهب. كانت أيديهما مرفوعة، وهو تعبير بدا وكأنه إما يتلذذ باكتشافهما أو يقدم الاحترام للهب المضيء.

استأنف دونكان حديثه بعد فترة صمت قصيرة، وقال، “لا يزال هناك سؤال واحد عالق نحتاج إلى معالجته.”

كانت فانا تبحث عن ظل تحت قطعة من الجدار، وتراقب العملاق بفضول متزايد. وبعد صمت طويل، أعربت أخيرًا عن فضولها، “ما الذي تحاول تحقيقه؟”

فقدت أجاثا أفكارها، وتمتمت ردًا على ذلك، “وهو؟”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

وجه دنكان بصره ببطء نحو باب الغرفة، وكأنه ينظر إلى “رأس الماعز” الهادئ الجالس بالخارج. وبعد فترة طويلة من التفكير، همس، “ساسلوكا… لقد رحل، رحل عن هذا العالم منذ زمن بعيد.”

فقدت أجاثا أفكارها، وتمتمت ردًا على ذلك، “وهو؟”

أومأت فانا برأسها وهي تستوعب كلماته، في فهم جزئي. لم تكن دروس التاريخ في مدرستها من أقوى نقاط قوتها، لكنها لا تجهل أهمية النار والحجر. ما حيرها هو الانحراف الفلسفي المفاجئ في محادثتهما.

فجأة، حل الليل على الصحراء الشاسعة. أظلمت السماء التي كانت مشرقة وزاهية فجأة وكأن ضوءها قد استنفد. ترك هذا التحول السريع المساحات الشاسعة من الكثبان الرملية والآثار القديمة الشاسعة التي كانت تؤويها مغطاة بليلة هادئة مضاءة بالقمر.

حدق دنكان في ما حوله بتأمل، ثم رد بهدوء تفكيري، “من الممكن أن يكون رأس الماعز في حالته الواعية جاهلًا حقًا. إليك نظرية جريئة: ماذا لو كانت هذه السفينة بأكملها تجسيدًا لأحلامه اللاواعية؟”

كانت هناك سمة مهيمنة تعطل الهدوء في السماء: شق قرمزي ضخم ومخيف. بدا هذا الشق في السماء وكأنه ينزف، وكانت حوافه مغطاة بضباب مخيف. كان وجود الشق طاغيًا بتلك الهالة المهددة والساحقة.

إذا كان التمثال يمتلك أي قدرة على إدراك محيطه، فقد تساءل دنكان عما قد يفعله بهذه الغرفة المحيرة. ومع ذلك، لم تكشف عينا الماعز الخاليتان من الحياة عن أي عاطفة، ولم تظهرا أي علامة على الفهم. في سكونه، كان رأس الماعز يشبه قطعة أثرية خشبية منحوتة بعناية أكثر من أي شيء حي.

حتى شخص حازم وقوي الإرادة مثل فانا، المحققة، وجدت نفسها تتجنب غريزيًا النظر المباشر إلى هذه “الندبة في السماء” المرعبة.

“أحاول إشعال النار،” أجاب بصوت خافت. “ليالي الصحراء قد تكون شديدة البرودة.”

على الرغم من المشهد المزعج والتمزق المشؤوم في السماء، بدا العملاق الضخم الذي كان يرافق فانا غير منزعج. حمل هالة من الألفة، مما يشير إلى أنه اعتاد منذ فترة طويلة على مثل هذه المشاهد.

“أحاول إشعال النار،” أجاب بصوت خافت. “ليالي الصحراء قد تكون شديدة البرودة.”

وعلى حافة أنقاض المدينة المتهالكة، اكتشف الثنائي تجويفًا منعزلًا محميًا من هبات الصحراء القاسية. كان هذا التجويف ذات يوم جزءًا من مبنى رائع، لكن العصور حولته إلى مجرد جزء صغير. وما تبقى هو بقايا الجدران الداكنة، التي ذابت وانثنت تحت اختبار الزمن. ومن الحطام القريب، جمع العملاق العديد من الصخور الرمادية الفاتحة، ووضعها بعناية في زاوية محمية من الرياح. وبدون توقف، أخذ حجرين وبدأ في ضربهما ببعضهما البعض عن قصد.

ومع ذلك، واصل العملاق عمليته المنهجية، مستخدمًا الأدوات الوحيدة المتاحة في هذه البيئة القاحلة: الحجارة المحددة والمصممة عن طريق لمس النار.

لقد بدا له أن اتساع الصحراء الشاسع والندبة القرمزية المزعجة التي تلوح في الأفق لا تعني له شيئًا. كان الواقع الوحيد في تلك اللحظة هو صوت ارتطام الحجارة بشكل منتظم – وهو الصوت الذي يتردد صداه في الخراب المحيط بها.

إذا كان التمثال يمتلك أي قدرة على إدراك محيطه، فقد تساءل دنكان عما قد يفعله بهذه الغرفة المحيرة. ومع ذلك، لم تكشف عينا الماعز الخاليتان من الحياة عن أي عاطفة، ولم تظهرا أي علامة على الفهم. في سكونه، كان رأس الماعز يشبه قطعة أثرية خشبية منحوتة بعناية أكثر من أي شيء حي.

كانت فانا تبحث عن ظل تحت قطعة من الجدار، وتراقب العملاق بفضول متزايد. وبعد صمت طويل، أعربت أخيرًا عن فضولها، “ما الذي تحاول تحقيقه؟”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“أحاول إشعال النار،” أجاب بصوت خافت. “ليالي الصحراء قد تكون شديدة البرودة.”

أومأت فانا برأسها وهي تستوعب كلماته، في فهم جزئي. لم تكن دروس التاريخ في مدرستها من أقوى نقاط قوتها، لكنها لا تجهل أهمية النار والحجر. ما حيرها هو الانحراف الفلسفي المفاجئ في محادثتهما.

أشارت فانا، وهي عابسة في حيرة، إلى كومة الصخور الرمادية، “لكن هذه تبدو وكأنها أحجار عادية. كيف يمكنها أن تنتج النار؟”

إذا كان التمثال يمتلك أي قدرة على إدراك محيطه، فقد تساءل دنكان عما قد يفعله بهذه الغرفة المحيرة. ومع ذلك، لم تكشف عينا الماعز الخاليتان من الحياة عن أي عاطفة، ولم تظهرا أي علامة على الفهم. في سكونه، كان رأس الماعز يشبه قطعة أثرية خشبية منحوتة بعناية أكثر من أي شيء حي.

أجاب العملاق، الذي كان لا يزال منشغلًا بمهمته، “إنهم كل ما لدينا في هذه الأرض القاحلة – فقط هذه الحجارة والرمال التي لا نهاية لها.”

فجأة، حل الليل على الصحراء الشاسعة. أظلمت السماء التي كانت مشرقة وزاهية فجأة وكأن ضوءها قد استنفد. ترك هذا التحول السريع المساحات الشاسعة من الكثبان الرملية والآثار القديمة الشاسعة التي كانت تؤويها مغطاة بليلة هادئة مضاءة بالقمر.

قبل أن تتمكن فانا من الرد، انطلقت شرارات مفاجئة من ضربات العملاق المتكررة. استقرت هذه الشرارات وسط الحجارة وتحولت بسرعة إلى نار ناشئة. وفي غضون ثوانٍ، أضاءت النيران الكومة.

حتى شخص حازم وقوي الإرادة مثل فانا، المحققة، وجدت نفسها تتجنب غريزيًا النظر المباشر إلى هذه “الندبة في السماء” المرعبة.

حدقت فانا، مندهشة تمامًا.

في النهاية، تغلب فضول فانا عليها، مما أجبرها على كسر الهدوء المحيط بها. “ما الغرض من هذا؟”

وبتعبير متأمل، تحدث العملاق، موجهًا كلماته نحو فانا أو ربما متأملًا بصوت عالٍ، “النار والحجر عنصران أساسيان. يمثل اللهب المشتعل حديثًا رؤية في الغموض. يمكن للحجارة المكسرة أحيانًا أن تتفوق على قوة الأنياب الحادة أو المخالب. عندما اكتشف أسلافنا سحر النار وتعلموا تشكيل الحجارة، تغير مسار حياتهم…”

كانت العصا التي استخدمها العملاق قوية وغير قابلة للانحناء، وأظهرت مرونة تتناقض بشكل صارخ مع الأحجار التي استخدمها كأدوات للنحت. كانت هذه الأحجار، التي شحذت إلى نقاط حادة، حساسة وسهلة الكسر. وبالتالي، كانت مسعى العملاق للنحت شاقًا. في أغلب الأحيان، كانت هناك حاجة إلى محاولات متعددة لمجرد نقش خدش خافت على السطح القوي للعصا. ومع تكرار كسر الأحجار، كان على العملاق غالبًا أن يتوقف عن عمله لصنع حافة حادة جديدة.

كانت عيناه الآن تحمل نظرة بعيدة وتأملية، “أيا المسافرة الشابة، إن ميلاد الحضارات متجذر في النار والحجر.”

أومأت فانا برأسها وهي تستوعب كلماته، في فهم جزئي. لم تكن دروس التاريخ في مدرستها من أقوى نقاط قوتها، لكنها لا تجهل أهمية النار والحجر. ما حيرها هو الانحراف الفلسفي المفاجئ في محادثتهما.

أومأت فانا برأسها وهي تستوعب كلماته، في فهم جزئي. لم تكن دروس التاريخ في مدرستها من أقوى نقاط قوتها، لكنها لا تجهل أهمية النار والحجر. ما حيرها هو الانحراف الفلسفي المفاجئ في محادثتهما.

فهل كانت ظاهرة «الحجارة المنتجة للنار» هي المحفز لهذا الخطاب؟

لم يتوسع العملاق في أفكاره، بل عاد إلى مهمته، وغرز يده في الكومة النارية دون أن يشعر بأي انزعاج. استخرج حجرًا محترقًا، ونحت بمهارة حافة حادة. ثم التقط عصا ضخمة كانت ملقاة بالقرب منه، ثم بدأ العملاق في نقش رموز عليها باستخدام الحجر المدبب، وكشفت كل حركة عن جزء من قصة لم تُروَ بعد.

وجه دنكان بصره ببطء نحو باب الغرفة، وكأنه ينظر إلى “رأس الماعز” الهادئ الجالس بالخارج. وبعد فترة طويلة من التفكير، همس، “ساسلوكا… لقد رحل، رحل عن هذا العالم منذ زمن بعيد.”

كانت العصا التي استخدمها العملاق قوية وغير قابلة للانحناء، وأظهرت مرونة تتناقض بشكل صارخ مع الأحجار التي استخدمها كأدوات للنحت. كانت هذه الأحجار، التي شحذت إلى نقاط حادة، حساسة وسهلة الكسر. وبالتالي، كانت مسعى العملاق للنحت شاقًا. في أغلب الأحيان، كانت هناك حاجة إلى محاولات متعددة لمجرد نقش خدش خافت على السطح القوي للعصا. ومع تكرار كسر الأحجار، كان على العملاق غالبًا أن يتوقف عن عمله لصنع حافة حادة جديدة.

أدركت أجاثا خطورة ما اقترحه دنكان، فاتسعت عيناها من الدهشة.

كانت المساحة الواسعة للعصا تشهد على جهوده الدؤوبة في هيئة علامات عديدة. ولم يكن بوسع فانا إلا أن تتساءل: هل أنشأت كل هذه الأنماط والرموز المعقدة من خلال هذه الطريقة البطيئة الدقيقة؟

“أحاول إشعال النار،” أجاب بصوت خافت. “ليالي الصحراء قد تكون شديدة البرودة.”

حتى من خلال ملاحظاتها القصيرة، أدركت الشابة مدى التفاني الهائل والصبر الذي لا يتزعزع الذي أظهره العملاق. بدت مثل هذه المهمة الشاقة والمتكررة وكأنها تسحق الروح في ضخامة حجمها. كان الحجم الهائل للنقوش على العصا يشير إلى ساعات لا حصر لها، وربما سنوات، من العمل الصبور. بدت فكرة القيام بمثل هذه المهمة الضخمة غير مفهومة لفانا. كان الأمر كما لو أن الأبدية لن تكفيها لتكرار جهد العملاق.

كان وجهه المحفور بخطوط العمر، ينظر إلى النار بتركيز هادئ ولكن مكثف، كما لو كان هو أيضًا خالدًا ودائمًا مثل الحجر الذي يحمله.

ومع ذلك، واصل العملاق عمليته المنهجية، مستخدمًا الأدوات الوحيدة المتاحة في هذه البيئة القاحلة: الحجارة المحددة والمصممة عن طريق لمس النار.

“أحاول إشعال النار،” أجاب بصوت خافت. “ليالي الصحراء قد تكون شديدة البرودة.”

في النهاية، تغلب فضول فانا عليها، مما أجبرها على كسر الهدوء المحيط بها. “ما الغرض من هذا؟”

فأجاب العملاق بعمق، “أنا أحافظ على الذكريات – ألتقط ذكرياتي، وأسجل الأحداث المهمة التي وقعت في هذا العالم.”

وفي تلك المنطقة، لاحظ تفاعلًا بين خطوط شبه شفافة تتشابك مع بعضها البعض لتشكل تكوينًا هندسيًا. وكان مركز هذا النمط يحمل سطحًا هادئًا يشبه المياه الراكدة، وهو ما يعكس بشكل خافت التصاميم التجريدية للغرفة.

توقف للحظة، ووضع العصا بحيث تعرض مجموعة من الرموز التفصيلية الموجودة بالقرب من قاعدتها. قال بهدوء، وكان هناك أثر للحنين واضح في صوته، “هذا يصور اللحظة التي أتقنوا فيها قوة النار.”

لم يتوسع العملاق في أفكاره، بل عاد إلى مهمته، وغرز يده في الكومة النارية دون أن يشعر بأي انزعاج. استخرج حجرًا محترقًا، ونحت بمهارة حافة حادة. ثم التقط عصا ضخمة كانت ملقاة بالقرب منه، ثم بدأ العملاق في نقش رموز عليها باستخدام الحجر المدبب، وكشفت كل حركة عن جزء من قصة لم تُروَ بعد.

ركزت عينا فانا على القسم الذي أشار إليه العملاق. ولاحظت الخطوط العريضة التفصيلية، التي تصور شخصيتين بشريتين تقفان أمام تمثيل منمق للهب. كانت أيديهما مرفوعة، وهو تعبير بدا وكأنه إما يتلذذ باكتشافهما أو يقدم الاحترام للهب المضيء.

أومأت فانا برأسها وهي تستوعب كلماته، في فهم جزئي. لم تكن دروس التاريخ في مدرستها من أقوى نقاط قوتها، لكنها لا تجهل أهمية النار والحجر. ما حيرها هو الانحراف الفلسفي المفاجئ في محادثتهما.

غمرت مشاعر عميقة فانا وهي تواصل فحصها للعصا. ولاحظت تطور الرموز من رسومات أولية إلى كتابات معقدة وغير مألوفة. وبدا أن بعض هذه النصوص تحولت إلى أبجديات معروفة، في حين حافظت أخرى على تصميم أكثر إيضاحًا.

غمرت مشاعر عميقة فانا وهي تواصل فحصها للعصا. ولاحظت تطور الرموز من رسومات أولية إلى كتابات معقدة وغير مألوفة. وبدا أن بعض هذه النصوص تحولت إلى أبجديات معروفة، في حين حافظت أخرى على تصميم أكثر إيضاحًا.

وفي النهاية، استقر انتباهها على مساحة غير مستكشفة في قمة العصا، بجوارها كانت نار المخيم تومض، وتلقي بظلال وانعكاسات مرحة على الخشب.

حدق دنكان في ما حوله بتأمل، ثم رد بهدوء تفكيري، “من الممكن أن يكون رأس الماعز في حالته الواعية جاهلًا حقًا. إليك نظرية جريئة: ماذا لو كانت هذه السفينة بأكملها تجسيدًا لأحلامه اللاواعية؟”

تتبعت نظرة فانا المسار من الأداة الحجرية على طول الذراع التي تحملها، وانتهى الأمر عند وجه العملاق.

كان وجهه المحفور بخطوط العمر، ينظر إلى النار بتركيز هادئ ولكن مكثف، كما لو كان هو أيضًا خالدًا ودائمًا مثل الحجر الذي يحمله.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

في النهاية، تغلب فضول فانا عليها، مما أجبرها على كسر الهدوء المحيط بها. “ما الغرض من هذا؟”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

حدق دنكان في ما حوله بتأمل، ثم رد بهدوء تفكيري، “من الممكن أن يكون رأس الماعز في حالته الواعية جاهلًا حقًا. إليك نظرية جريئة: ماذا لو كانت هذه السفينة بأكملها تجسيدًا لأحلامه اللاواعية؟”

حتى من خلال ملاحظاتها القصيرة، أدركت الشابة مدى التفاني الهائل والصبر الذي لا يتزعزع الذي أظهره العملاق. بدت مثل هذه المهمة الشاقة والمتكررة وكأنها تسحق الروح في ضخامة حجمها. كان الحجم الهائل للنقوش على العصا يشير إلى ساعات لا حصر لها، وربما سنوات، من العمل الصبور. بدت فكرة القيام بمثل هذه المهمة الضخمة غير مفهومة لفانا. كان الأمر كما لو أن الأبدية لن تكفيها لتكرار جهد العملاق.

 

ومع ذلك، واصل العملاق عمليته المنهجية، مستخدمًا الأدوات الوحيدة المتاحة في هذه البيئة القاحلة: الحجارة المحددة والمصممة عن طريق لمس النار.

كانت هناك سمة مهيمنة تعطل الهدوء في السماء: شق قرمزي ضخم ومخيف. بدا هذا الشق في السماء وكأنه ينزف، وكانت حوافه مغطاة بضباب مخيف. كان وجود الشق طاغيًا بتلك الهالة المهددة والساحقة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط