You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 591

المغامرة في العمق

المغامرة في العمق

الفصل 591 “المغامرة في العمق”

دفعه مزيج من الفضول والقلق إلى النهوض من مقعده. وتوجه نحو مرآة بيضاوية جميلة الصنع مثبتة على حائط قريب.

توقفت شيرلي فجأة على طريق منعزل داخل الغابة الكثيفة، وكانت ملامحها توحي بالقلق والشك. “هل سمعت شيئًا؟”

ردًا على ذلك، همس دوغ بنفور واضح، “لم ألتقط أي ضجيج مسموع، ولكنني شممت رائحة غريبة وقوية. إنها مزيج معقد – نتنة وعفنة، مصحوبة بدافع مدمِّر يكاد يعصف بكل شيء في طريقه.”

ردًا على ذلك، همس دوغ بنفور واضح، “لم ألتقط أي ضجيج مسموع، ولكنني شممت رائحة غريبة وقوية. إنها مزيج معقد – نتنة وعفنة، مصحوبة بدافع مدمِّر يكاد يعصف بكل شيء في طريقه.”

شهقت شيرلي مندهشة وقالت، “عاد حقًا؟ بعد الضربة الأخيرة التي وجّهناها له، كنت أظن أنه سيعود إلى العالم الحقيقي لفترة أطول ليستعيد قوته.”

أجابت شيرلي بنبرة هادئة وهي تتذكر مواجهاتهم السابقة، “أعتقد أن أعداءنا القدامى قد عادوا للتحرك مجددًا. إنه أمر محير مدى إصرارهم. دائمًا ما أتساءل، ما الذي يجذبهم إلى هذا المكان بقوة في حلم المجهول؟ هل هذا ‘المخطط الأصلي’ يستحق كل هذا العناء لهم؟”

لقد ظل “رأس الماعز”، ذلك الكيان الذي لا ينطق إلا بكلمات قليلة ويمتلك مشاعر أقل في هذا الحلم، غير متأثر بانشغال دنكان المفاجئ. لقد انتظر ببساطة، وكانت عيناه جامدتين، تنضحان بهالة من اللامبالاة الباردة. لقد عمل هذا المخلوق الغريب، ذلك الكيان الذي كان حاضرًا على متن “الضائعة”، تقريبًا مثل العراف شبه الواعي. كانت استجاباته محدودة على ما يبدو، وكانت مدفوعة عادة بأسئلة دنكان أو تعليقاته.

بدلًا من الرد، انحنى دوغ محاولًا التوصل إلى أي طاقة سحرية متبقية أو هالة متأصلة بالمكان. كانت هذه الهالة علامة مميزة تركها أتباع طائفة الإبادة وشياطينهم الظلية.

بدت الجانية غير منزعجة من حالة شيرلي المضطربة في البداية، ولم تثنها مظهر دوغ المميز والهائل، فأجابت بلهجة معتدلة، “أنتما الاثنان تتجولان في منطقة معروفة بالتآكلات المفاجئة والخطيرة. إنه أمر خطير هنا. لحسن الحظ، لقد صادفتماني – أنا، حارسة هذه الغابة.”

استشعر دوغ حضورًا مألوفًا من بقايا الهالة، فحمل صوته نبرة مستعجلة وهو يقول، “أعرف هذا الحضور. إنه ذاك العضو من المبيدين، واسمه ‘ريتشارد’. إنه معهم.”

“لا أعلم،” ردد بصوت يبدو وكأنه وقع في غيبوبة متكررة.

شهقت شيرلي مندهشة وقالت، “عاد حقًا؟ بعد الضربة الأخيرة التي وجّهناها له، كنت أظن أنه سيعود إلى العالم الحقيقي لفترة أطول ليستعيد قوته.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

رد دوغ بجدية، “يبدو أنهم قاموا بالاستعدادات الكافية قبل الخوض في هذا الحلم. دفاعاتهم العقلية قوية، لذا فإن أي ضرر يتعرضون له هنا لا يؤثر بشكل كبير على أنفسهم في العالم الحقيقي. إنه منطقي حقًا. إذا قاموا بتجميع مثل هذه المجموعة الكبيرة لاستكشاف حلم المجهول، فيجب أن يكونوا على دراية جيدة بميكانيكيته.”

ولكن في منتصف حديثهما توقف دنكان فجأة. ثم حرك رأسه قليلًا وكأنه يحاول أن يسمع صدى بعيدًا أو أن يسترجع ذكرى منسية. ثم عَقَد حاجبيه، وتحولت نظراته إلى تأمل ذاتي، ضائعًا في بحر من الأفكار.

سألت شيرلي وهي تفكر، “هل تعتقد أنه لا زال قريبًا؟”

“لا أعلم،” ردد بصوت يبدو وكأنه وقع في غيبوبة متكررة.

“لقد انتقل من هذا المكان،” أجاب دوغ بصوت مملوء بالحذر. “الهالة الشيطانية التي تركها وراءه تتبدد بسرعة. من الصعب تحديد المسافة الدقيقة بينه وبيننا الآن. لكن يجب أن نكون على حذر. خاصة وأن ‘ريتشارد’ على علم بكِ، واستراتيجيتنا السابقة لن تنجح معه مرة أخرى.”

بدأ دنكان حديثه بنبرة معتدلة، “لقد صادفنا تطورًا غير متوقع. فقد عثرت شيرلي ودوغ على فرد آخر يُدعى شيرين في الغابة.”

أدركت شيرلي خطورة الموقف، فألقت نظرة سريعة حولها، وفحصت البيئة المحيطة بها. وبشعور من الاستعجال، قالت لدوغ، “ربما ينبغي لنا أن نفكر في إيجاد مكان آمن للاختباء في هذه الغابة الشاسعة. يمكننا الانتظار حتى طلوع الفجر في العالم الحقيقي. من غير المرجح أن يتراجع هؤلاء الطائفيين عن خطاهم.”

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

ولكن دوغ لم يقتنع. فقال، “لا أعتقد ذلك. هل تتذكرين التآكل غير المتوقع والخطير الذي نشأ دون سابق إنذار وامتد بمعدل مثير للقلق؟” ثم نصح وهو يهز رأسه، “لا يوجد مكان آمن حقًا هنا. ربما تكون أفضل فرصة لنا للنجاة هي خلف ما يسمى ‘الجدار الصامت’. نحن بحاجة إلى اكتشاف هذا الحاجز.”

توقفت شيرلي فجأة على طريق منعزل داخل الغابة الكثيفة، وكانت ملامحها توحي بالقلق والشك. “هل سمعت شيئًا؟”

وبينما يشارك هذه الفكرة، أشار إلى عمق الغابة، وأضاف، “إن المبيدين يبحثون عن ‘الجدار الصامت’ أيضًا. ربما يكون أفضل نهج لنا هو تعقبهم بتكتم، والبقاء على مسافة كافية حتى لا نكتشف. وبهذه الطريقة، يظل عنصر المفاجأة معنا.”

لقد ظل “رأس الماعز”، ذلك الكيان الذي لا ينطق إلا بكلمات قليلة ويمتلك مشاعر أقل في هذا الحلم، غير متأثر بانشغال دنكان المفاجئ. لقد انتظر ببساطة، وكانت عيناه جامدتين، تنضحان بهالة من اللامبالاة الباردة. لقد عمل هذا المخلوق الغريب، ذلك الكيان الذي كان حاضرًا على متن “الضائعة”، تقريبًا مثل العراف شبه الواعي. كانت استجاباته محدودة على ما يبدو، وكانت مدفوعة عادة بأسئلة دنكان أو تعليقاته.

في حالة من الغضب، دارت شيرلي بعينيها وقالت بسخرية، “حسنًا، أرجو المعذرة على العصف الذهني!” ثم أطلقت زفيرًا خفيفًا، وكان صوتها يقطر إحباطًا خفيفًا. “حسنًا، فلنستمر، ولكننا بحاجة إلى التأكد من أننا لن نعثر بالصدفة على هؤلاء المتعصبين.”

ولكنه لم يبذل أي جهد لعرقلته أيضًا.

هز دوغ، الرفيق الداعم دائمًا، رأسه في فهم. وأغلق عينيه للحظة، وركز على استشعار الهالات الغامضة الخافتة التي تخترق الهواء. وبمجرد أن حدد الاتجاه الأكثر أمانًا، اتخذ خطوة إلى الأمام بثقة. ولكن بمجرد أن ثبت قدمه، تغير سلوكه بالكامل. كان صوته مليئًا بالإلحاح الخافت، همس، “شيرلي، انتبهي، يقترب شخص ما!”

وأجاب دنكان، مؤكدًا، “إنها لا تزال في رِفقة شيرين.”

وكأنها كانت على علم بكلمات دوغ، التقطت آذان شيرلي الحادة حفيف خطوات الأقدام – خفية، لكنها تقترب بسرعة. بدا الأمر كما لو كانت تتجسد من الهواء، مما يمنحها القليل من الوقت للرد. بدأت غرائزها في العمل؛ فأحكمت قبضتها على سلاحها السلسلة، وكانت قبضتها ثابتة ومستعدة، بينما استدارت نحو الصوت.

في حالة من الغضب، دارت شيرلي بعينيها وقالت بسخرية، “حسنًا، أرجو المعذرة على العصف الذهني!” ثم أطلقت زفيرًا خفيفًا، وكان صوتها يقطر إحباطًا خفيفًا. “حسنًا، فلنستمر، ولكننا بحاجة إلى التأكد من أننا لن نعثر بالصدفة على هؤلاء المتعصبين.”

ظهرت من بين أوراق الشجر الكثيفة في الغابة امرأة جانية مذهلة.

سألت شيرلي وهي تفكر، “هل تعتقد أنه لا زال قريبًا؟”

كانت ملابسها عبارة عن درع مصمم بشكل معقد وخفيف الوزن ولكنه متين، ومثالي للتنقل عبر الغابات الكثيفة وتوفير الحماية الكافية. اخترقت أشعة الشمس قمم الأشجار، تضيء شعرها الذهبي المتساقط، والذي كان مزينًا بخيوط زرقاء متوهجة. أمسكت بقبضتها سلاحًا هجينًا – مزيج من الرمح والفأس الطويل، مما يُظهر براعة وحرفية تصميم الجان.

بدأ دنكان حديثه بنبرة معتدلة، “لقد صادفنا تطورًا غير متوقع. فقد عثرت شيرلي ودوغ على فرد آخر يُدعى شيرين في الغابة.”

انبهرت شيرلي للحظة بالمظهر المذهل للجانية. ولكن قبل أن تتمكن من استيعاب الظهور المفاجئ، تقدمت الجانية برشاقة، وقصلت المسافة بينهم.

كانت ملابسها عبارة عن درع مصمم بشكل معقد وخفيف الوزن ولكنه متين، ومثالي للتنقل عبر الغابات الكثيفة وتوفير الحماية الكافية. اخترقت أشعة الشمس قمم الأشجار، تضيء شعرها الذهبي المتساقط، والذي كان مزينًا بخيوط زرقاء متوهجة. أمسكت بقبضتها سلاحًا هجينًا – مزيج من الرمح والفأس الطويل، مما يُظهر براعة وحرفية تصميم الجان.

“لماذا لم تستجبا لدعوة التراجع؟ ما الذي تفعلاه خارج الحواجز الواقية؟”

هز دوغ، الرفيق الداعم دائمًا، رأسه في فهم. وأغلق عينيه للحظة، وركز على استشعار الهالات الغامضة الخافتة التي تخترق الهواء. وبمجرد أن حدد الاتجاه الأكثر أمانًا، اتخذ خطوة إلى الأمام بثقة. ولكن بمجرد أن ثبت قدمه، تغير سلوكه بالكامل. كان صوته مليئًا بالإلحاح الخافت، همس، “شيرلي، انتبهي، يقترب شخص ما!”

للحظة واحدة، شعرت شيرلي وكأنها غزال عالق في أضواء السيارة الأمامية. لكن سنوات من التدريب والتجارب علمتها الارتجال. وبشيء من الحرج، أوضحت، “يبدو أنني… ضللت طريقي. كنت أنوي التوجه نحو الجدار الصامت.”

أصر دنكان أكثر، “هل من الآمن بالنسبة لي أن أغامر بالدخول؟”

بدت الجانية غير منزعجة من حالة شيرلي المضطربة في البداية، ولم تثنها مظهر دوغ المميز والهائل، فأجابت بلهجة معتدلة، “أنتما الاثنان تتجولان في منطقة معروفة بالتآكلات المفاجئة والخطيرة. إنه أمر خطير هنا. لحسن الحظ، لقد صادفتماني – أنا، حارسة هذه الغابة.”

أحبط دنكان، وسأل، “ما هو المصير الذي ينتظرني داخل هذه الغرفة؟”

بحركة رشيقة لسلاحها الهجين، أشارت إلى اتجاه عميق داخل الغابة. “بإمكاني إرشادكما إلى الجدار الصامت.”

ظهرت من بين أوراق الشجر الكثيفة في الغابة امرأة جانية مذهلة.

ترددت شيرلي للحظة قبل أن ترد قائلة، “سيكون ذلك موضع تقدير كبير.” وبينما بدأوا رحلتهم، حاولت شيرلي سرًا الاتصال بقبطانها عن بعد. ومع وجود دوغ بالقرب منها، واصلت السير مع الجانية المرشدة.

وكأنها كانت على علم بكلمات دوغ، التقطت آذان شيرلي الحادة حفيف خطوات الأقدام – خفية، لكنها تقترب بسرعة. بدا الأمر كما لو كانت تتجسد من الهواء، مما يمنحها القليل من الوقت للرد. بدأت غرائزها في العمل؛ فأحكمت قبضتها على سلاحها السلسلة، وكانت قبضتها ثابتة ومستعدة، بينما استدارت نحو الصوت.

وبينما توغلوا أكثر في الغابة، وتجولوا في متاهة الطبيعة التي تميزها أوراق الشجر والتضاريس غير المستوية، تحرك الثلاثي بإيقاع متناغم. قادتهما الحارسة الجانية بثقة، وكان حضورها يهيمن على المسار، إلا أنها نادرًا ما تنطق بكلمة.

استقبله على الفور مشهد غريب وسريالي. بدت الغرفة وكأنها شبكة معقدة من أبعاد متعددة وكأن عددًا لا يحصى من الحقائق قد اصطدمت واندمجت معًا. كانت المساحة مليئة بمزيج فوضوي من الخطوط والأنماط والألوان، تدور وتتقارب بشكل غير متوقع.

شعرت شيرلي بالصمت الشديد وشعرت بفرصة لمعرفة المزيد عن مرشدتهما وموقفهما الحالي، فقررت أن تبدأ محادثة. وبعد التفكير للحظة، قالت، “بالمناسبة، هل في إمكاني السؤال عن اسمك؟”

أومأت شيرلي برأسها بدهشة، حيث فوجئت بالكشف المفاجئ.

توقفت الفتاة الجانيّة فجأةً، بحركاتها الرشيقة والانسيابيّة، وارتعش شعرها الذهبي الطويل برفق مع الزخم. أدارت جسدها ببطء لتواجه شيرلي، وتحدّق عيناها الزرقاوان الثاقبتان في عيني شيرلي بكثافة عميقة. بدا الأمر وكأن أصوات الغابة المحيطة تتلاشى أثناء هذا التواصل البصري المكثف. بنبرة لحنية ولكن حازمة، قدّمت نفسها، “أنا معروفة باسم شيرين بين أقاربي. سيكون من الحكمة تذكر ذلك.”

استشعر دوغ حضورًا مألوفًا من بقايا الهالة، فحمل صوته نبرة مستعجلة وهو يقول، “أعرف هذا الحضور. إنه ذاك العضو من المبيدين، واسمه ‘ريتشارد’. إنه معهم.”

أومأت شيرلي برأسها بدهشة، حيث فوجئت بالكشف المفاجئ.

استشعر دوغ حضورًا مألوفًا من بقايا الهالة، فحمل صوته نبرة مستعجلة وهو يقول، “أعرف هذا الحضور. إنه ذاك العضو من المبيدين، واسمه ‘ريتشارد’. إنه معهم.”

“لا أعلم،” أجاب رأس الماعز بصوت رتيب وخالٍ من المشاعر.

في وسط ظلام دامس، يلفه ضباب مخيف يبدو ملموسًا تقريبًا، طفت السفينة الهادئة بشكل خارق للطبيعة والمعروفة باسم “الضائعة”. داخل بدنها، في قلب السفينة، جلس دنكان عند مكتب الملاحة. كان في منتصف محادثة مع الكيان الغريب المعروف فقط باسم “رأس الماعز”.

ظهرت من بين أوراق الشجر الكثيفة في الغابة امرأة جانية مذهلة.

ولكن في منتصف حديثهما توقف دنكان فجأة. ثم حرك رأسه قليلًا وكأنه يحاول أن يسمع صدى بعيدًا أو أن يسترجع ذكرى منسية. ثم عَقَد حاجبيه، وتحولت نظراته إلى تأمل ذاتي، ضائعًا في بحر من الأفكار.

“لقد انتقل من هذا المكان،” أجاب دوغ بصوت مملوء بالحذر. “الهالة الشيطانية التي تركها وراءه تتبدد بسرعة. من الصعب تحديد المسافة الدقيقة بينه وبيننا الآن. لكن يجب أن نكون على حذر. خاصة وأن ‘ريتشارد’ على علم بكِ، واستراتيجيتنا السابقة لن تنجح معه مرة أخرى.”

لقد ظل “رأس الماعز”، ذلك الكيان الذي لا ينطق إلا بكلمات قليلة ويمتلك مشاعر أقل في هذا الحلم، غير متأثر بانشغال دنكان المفاجئ. لقد انتظر ببساطة، وكانت عيناه جامدتين، تنضحان بهالة من اللامبالاة الباردة. لقد عمل هذا المخلوق الغريب، ذلك الكيان الذي كان حاضرًا على متن “الضائعة”، تقريبًا مثل العراف شبه الواعي. كانت استجاباته محدودة على ما يبدو، وكانت مدفوعة عادة بأسئلة دنكان أو تعليقاته.

اقترب دنكان من الباب، وتوقف قليلًا. وضع يده على مقبض الباب المزخرف، لكنه تردد في تحريكه على الفور. وبدلًا من ذلك، استدار، ووجه نظرة استقصائية إلى رأس الماعز الذي لا يمكن تفسيره. سأل بصوت يتردد فيه صدى السلطة، “ما الذي يكمن وراء هذه النقطة؟”

في النهاية، استقر نظر دنكان على رأس الماعز بعد أن عاد إلى الانتباه.

رد دوغ بجدية، “يبدو أنهم قاموا بالاستعدادات الكافية قبل الخوض في هذا الحلم. دفاعاتهم العقلية قوية، لذا فإن أي ضرر يتعرضون له هنا لا يؤثر بشكل كبير على أنفسهم في العالم الحقيقي. إنه منطقي حقًا. إذا قاموا بتجميع مثل هذه المجموعة الكبيرة لاستكشاف حلم المجهول، فيجب أن يكونوا على دراية جيدة بميكانيكيته.”

ورغم التفاعلات والاستفسارات العديدة، ظل رأس الماعز الآخر غامضًا بشأن عبارته: “مات ساسلوكا منذ زمن طويل”. ترددت هذه العبارة مرارًا وتكرارًا أثناء تفاعلهما، مثل اسطوانة مشروخة تكرر نفس المسار بلا نهاية.

ولكنه لم يبذل أي جهد لعرقلته أيضًا.

دفعه مزيج من الفضول والقلق إلى النهوض من مقعده. وتوجه نحو مرآة بيضاوية جميلة الصنع مثبتة على حائط قريب.

وأجاب دنكان، مؤكدًا، “إنها لا تزال في رِفقة شيرين.”

وبينما يتحرك، دار رأس الماعز برقبته، وراقب بصمت كل خطوة يخطوها دنكان. وكان الصمت الشديد الذي صاحب نظرته اليقظة سببًا في برد الجسد.

توجهت عينا دنكان على الفور نحو باب غرفة نوم القبطان. واستبدل سلوكه الهادئ المعتاد بحدة لا تخطئها العين، حيث كان وزن ما كشفته أجاثا يحفر تجاعيد في جبينه.

وبينما أصبح دنكان غير مبالٍ بمرور الوقت بالوجود الغريب والمربك لهذا اللغز، فقد ركز الآن على المرآة. ولمس بحذر إطارها المزخرف، وفجأة تقريبًا، ظهرت صورة أجاثا في الأفق.

“بينما كنتَ منغمسًا في تبادل الحديث مع رأس الماعز، شرعتُ في رحلة، أبحرت خلالها عبر انعكاسات كل مرآة على متن ‘الضائعة’،” بدأت بنبرة صوتها المحملة بالإلحاح. “كانت كل من هذه المرايا تصور بدقة موقعها الخاص داخل السفينة. ومع ذلك، عندما وصلت إلى هذه المرآة على وجه الخصوص،” توقفت وعيناها تضيقان، “واجهتُ حاجزًا غريبًا، شيئًا يمنعني من المرور.”

كان دنكان يقظًا دائمًا، وبإمكانه الشعور باليقظة المستمرة لرأس الماعز من خلفه. ومع ذلك، عندما ظهر انعكاس أجاثا، ظل رأس الماعز ساكنًا تمامًا، وكأنه أعمى عن وجودها.

نظرت أجاثا، التي ظهرت من خلال المرآة، بحذر إلى المنطقة المحيطة بها. وبمجرد أن استنتجت أن رأس الماعز لا يشكل تهديدًا مباشرًا، أطلقت تنهيدة ارتياح خفيفة وأقرت بوجود دنكان بإيماءة رأسها.

نظرت أجاثا، التي ظهرت من خلال المرآة، بحذر إلى المنطقة المحيطة بها. وبمجرد أن استنتجت أن رأس الماعز لا يشكل تهديدًا مباشرًا، أطلقت تنهيدة ارتياح خفيفة وأقرت بوجود دنكان بإيماءة رأسها.

وأجاب دنكان، مؤكدًا، “إنها لا تزال في رِفقة شيرين.”

بدأ دنكان حديثه بنبرة معتدلة، “لقد صادفنا تطورًا غير متوقع. فقد عثرت شيرلي ودوغ على فرد آخر يُدعى شيرين في الغابة.”

ورغم التفاعلات والاستفسارات العديدة، ظل رأس الماعز الآخر غامضًا بشأن عبارته: “مات ساسلوكا منذ زمن طويل”. ترددت هذه العبارة مرارًا وتكرارًا أثناء تفاعلهما، مثل اسطوانة مشروخة تكرر نفس المسار بلا نهاية.

ظهرت على ملامح أجاثا نظرة من الدهشة، وسرعان ما استجمعت قواها وسألت، “وماذا عن الآنسة لوكريشيا…؟”

الفصل 591 “المغامرة في العمق”

وأجاب دنكان، مؤكدًا، “إنها لا تزال في رِفقة شيرين.”

ولكن في منتصف حديثهما توقف دنكان فجأة. ثم حرك رأسه قليلًا وكأنه يحاول أن يسمع صدى بعيدًا أو أن يسترجع ذكرى منسية. ثم عَقَد حاجبيه، وتحولت نظراته إلى تأمل ذاتي، ضائعًا في بحر من الأفكار.

ساد صمت ثقيل، وتسببت ثقل الاكتشافات في فقدان كل منهما القدرة على الكلام للحظة. وبدا أن المرآة، وهي الوسيلة الوحيدة للتواصل بينهما، تعمل على تضخيم المسافة بينهما.

“بينما كنتَ منغمسًا في تبادل الحديث مع رأس الماعز، شرعتُ في رحلة، أبحرت خلالها عبر انعكاسات كل مرآة على متن ‘الضائعة’،” بدأت بنبرة صوتها المحملة بالإلحاح. “كانت كل من هذه المرايا تصور بدقة موقعها الخاص داخل السفينة. ومع ذلك، عندما وصلت إلى هذه المرآة على وجه الخصوص،” توقفت وعيناها تضيقان، “واجهتُ حاجزًا غريبًا، شيئًا يمنعني من المرور.”

أخيرًا، بعد أن استجمعت رباطة جأشها، أخذت أجاثا نفسًا عميقًا ثابتًا قبل أن تكسر الهدوء. “سيدي القبطان،” بدأت بصوت حازم لكنه مشوب بالإلحاح. “لقد اكتشفت أيضًا بعض المعلومات المهمة في هذا الجانب أيضًا.”

أدرك دنكان خطورة الموقف، فخفض صوته بشكل غريزي إلى همس، “ما الذي كشفته، أجاثا؟”

دفعه مزيج من الفضول والقلق إلى النهوض من مقعده. وتوجه نحو مرآة بيضاوية جميلة الصنع مثبتة على حائط قريب.

في السطح العاكس للمرآة، بدت صورة أجاثا مترددة للحظة. رفعت يدها النحيلة وأشارت برفق نحو باب خشبي بارز يقع في أعماق كابينة القبطان، وهو الباب الذي يحرس أسرار غرف القبطان الخاصة.

أخذ لحظة وجيزة لمعالجة المعلومات ثم تحرك بشكل حاسم نحو الباب، وصدى حذائه يتردد بهدوء على الأرضية الخشبية.

“بينما كنتَ منغمسًا في تبادل الحديث مع رأس الماعز، شرعتُ في رحلة، أبحرت خلالها عبر انعكاسات كل مرآة على متن ‘الضائعة’،” بدأت بنبرة صوتها المحملة بالإلحاح. “كانت كل من هذه المرايا تصور بدقة موقعها الخاص داخل السفينة. ومع ذلك، عندما وصلت إلى هذه المرآة على وجه الخصوص،” توقفت وعيناها تضيقان، “واجهتُ حاجزًا غريبًا، شيئًا يمنعني من المرور.”

ولكنه لم يبذل أي جهد لعرقلته أيضًا.

توجهت عينا دنكان على الفور نحو باب غرفة نوم القبطان. واستبدل سلوكه الهادئ المعتاد بحدة لا تخطئها العين، حيث كان وزن ما كشفته أجاثا يحفر تجاعيد في جبينه.

ترددت شيرلي للحظة قبل أن ترد قائلة، “سيكون ذلك موضع تقدير كبير.” وبينما بدأوا رحلتهم، حاولت شيرلي سرًا الاتصال بقبطانها عن بعد. ومع وجود دوغ بالقرب منها، واصلت السير مع الجانية المرشدة.

أخذ لحظة وجيزة لمعالجة المعلومات ثم تحرك بشكل حاسم نحو الباب، وصدى حذائه يتردد بهدوء على الأرضية الخشبية.

استقبله على الفور مشهد غريب وسريالي. بدت الغرفة وكأنها شبكة معقدة من أبعاد متعددة وكأن عددًا لا يحصى من الحقائق قد اصطدمت واندمجت معًا. كانت المساحة مليئة بمزيج فوضوي من الخطوط والأنماط والألوان، تدور وتتقارب بشكل غير متوقع.

بدأ رأس الماعز، الذي كان يرتكز على طاولة الملاحة، في التحرك. كان يصدر صريرًا وتشوهًا وكأنه ينبض بالحياة، وكانت عيناه الغامضتان اللتان لا نهاية لهما تتعقبان بلا تردد كل حركة يقوم بها دنكان.

“لا أعلم،” أجاب رأس الماعز بصوت رتيب وخالٍ من المشاعر.

اقترب دنكان من الباب، وتوقف قليلًا. وضع يده على مقبض الباب المزخرف، لكنه تردد في تحريكه على الفور. وبدلًا من ذلك، استدار، ووجه نظرة استقصائية إلى رأس الماعز الذي لا يمكن تفسيره. سأل بصوت يتردد فيه صدى السلطة، “ما الذي يكمن وراء هذه النقطة؟”

ردًا على ذلك، همس دوغ بنفور واضح، “لم ألتقط أي ضجيج مسموع، ولكنني شممت رائحة غريبة وقوية. إنها مزيج معقد – نتنة وعفنة، مصحوبة بدافع مدمِّر يكاد يعصف بكل شيء في طريقه.”

“لا أعلم،” أجاب رأس الماعز بصوت رتيب وخالٍ من المشاعر.

أصر دنكان أكثر، “هل من الآمن بالنسبة لي أن أغامر بالدخول؟”

أصر دنكان أكثر، “هل من الآمن بالنسبة لي أن أغامر بالدخول؟”

“لا أعلم،” ردد بصوت يبدو وكأنه وقع في غيبوبة متكررة.

“لا أعلم،” ردد بصوت يبدو وكأنه وقع في غيبوبة متكررة.

استشعر دوغ حضورًا مألوفًا من بقايا الهالة، فحمل صوته نبرة مستعجلة وهو يقول، “أعرف هذا الحضور. إنه ذاك العضو من المبيدين، واسمه ‘ريتشارد’. إنه معهم.”

أحبط دنكان، وسأل، “ما هو المصير الذي ينتظرني داخل هذه الغرفة؟”

في وسط ظلام دامس، يلفه ضباب مخيف يبدو ملموسًا تقريبًا، طفت السفينة الهادئة بشكل خارق للطبيعة والمعروفة باسم “الضائعة”. داخل بدنها، في قلب السفينة، جلس دنكان عند مكتب الملاحة. كان في منتصف محادثة مع الكيان الغريب المعروف فقط باسم “رأس الماعز”.

“لا أعلم،” استمر الكيان الغامض في تكرار كلمتيه الغامضتين، ولم يقدم أي توضيح آخر.

أخذ دنكان نفسًا عميقًا وركز مجددًا على الباب أمامه. وبإحكام قبضته، أدار المقبض ودفع الباب فاتحًا إياه.

ولكنه لم يبذل أي جهد لعرقلته أيضًا.

الفصل 591 “المغامرة في العمق”

أخذ دنكان نفسًا عميقًا وركز مجددًا على الباب أمامه. وبإحكام قبضته، أدار المقبض ودفع الباب فاتحًا إياه.

وأجاب دنكان، مؤكدًا، “إنها لا تزال في رِفقة شيرين.”

استقبله على الفور مشهد غريب وسريالي. بدت الغرفة وكأنها شبكة معقدة من أبعاد متعددة وكأن عددًا لا يحصى من الحقائق قد اصطدمت واندمجت معًا. كانت المساحة مليئة بمزيج فوضوي من الخطوط والأنماط والألوان، تدور وتتقارب بشكل غير متوقع.

توقفت شيرلي فجأة على طريق منعزل داخل الغابة الكثيفة، وكانت ملامحها توحي بالقلق والشك. “هل سمعت شيئًا؟”

وفي خضم هذه المتاهة الصاخبة، كان بوسع دنكان أن يميز آثار أشياء مألوفة: بقايا سرير، وشظايا طاولة، وشظايا نوافذ، وأجزاء من جدران. ومع ذلك، كانت أشكالها ملتوية بشكل غريب، ومشوهة كما لو كانت تُرى من خلال زجاج محطم أو تحلم بها في هذيان الحمى. والآن أصبحت الغرفة التي كانت منظمة ذات يوم تشبه لوحة فوضوية يرسمها فنان، حيث اختفى المنطق والعقل وخرج الخيال عن السيطرة.

في النهاية، استقر نظر دنكان على رأس الماعز بعد أن عاد إلى الانتباه.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

للحظة واحدة، شعرت شيرلي وكأنها غزال عالق في أضواء السيارة الأمامية. لكن سنوات من التدريب والتجارب علمتها الارتجال. وبشيء من الحرج، أوضحت، “يبدو أنني… ضللت طريقي. كنت أنوي التوجه نحو الجدار الصامت.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

بدأ رأس الماعز، الذي كان يرتكز على طاولة الملاحة، في التحرك. كان يصدر صريرًا وتشوهًا وكأنه ينبض بالحياة، وكانت عيناه الغامضتان اللتان لا نهاية لهما تتعقبان بلا تردد كل حركة يقوم بها دنكان.

“لقد انتقل من هذا المكان،” أجاب دوغ بصوت مملوء بالحذر. “الهالة الشيطانية التي تركها وراءه تتبدد بسرعة. من الصعب تحديد المسافة الدقيقة بينه وبيننا الآن. لكن يجب أن نكون على حذر. خاصة وأن ‘ريتشارد’ على علم بكِ، واستراتيجيتنا السابقة لن تنجح معه مرة أخرى.”

 

كان دنكان يقظًا دائمًا، وبإمكانه الشعور باليقظة المستمرة لرأس الماعز من خلفه. ومع ذلك، عندما ظهر انعكاس أجاثا، ظل رأس الماعز ساكنًا تمامًا، وكأنه أعمى عن وجودها.

استشعر دوغ حضورًا مألوفًا من بقايا الهالة، فحمل صوته نبرة مستعجلة وهو يقول، “أعرف هذا الحضور. إنه ذاك العضو من المبيدين، واسمه ‘ريتشارد’. إنه معهم.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط