You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 580

لمس الحافة

لمس الحافة

الفصل 580 “لمس الحافة”

الفصل 580 “لمس الحافة”

جلس صارا ميل، الذ كان في يوم من الأيام مغامرًا مشهورًا يُحتفى به لاستكشاف الألغاز المجهولة للبحار التي لا حدود لها، الآن بشكل غير مريح على كرسي غرفة الطعام الخاص به، وطبق الإفطار الخاص به لم يُمس أو يُنسى. هذا رجل واجه مخاطر لا يمكن تصورها، وحارب قوى الانحلال والموت، بل وأسس دولة مدينة على حافة أعتى العواصف في العالم. ومع ذلك، اليوم، أبدى تعبيرًا نادرًا عن الخوف على وجهه.

“حاضر، قبطان،” أقر رأس الماعز.

في أعماقه، بدأ شعور غامض بعدم الارتياح ينمو. لقد كان شكلًا من أشكال الحدس الذي أصبح يثق به – إنذار صامت يرن بداخله كلما ظهرت في الأفق تهديدات هائلة وغير مفهومة، قوى قوية لدرجة أنها تتحدى الفهم البشري.

وجد صارا ميل نفسه قلقًا للغاية بشأن تقرير لوكريشيا. لقد واجه “ساحرة البحر” من قبل. في حين أن العديد من قباطنة البحر والرواد كانوا ينظرون إليها على أنها لغز خطير، وظل كامن في المحيط الشاسع، اقتنع صارا ميل بأنها على الرغم من طبيعتها المتقلبة وقواها الخطيرة، كانت في نهاية المطاف حليفة للبشرية.

أوقف صارا ميل حديثه لفترة وجيزة، مفكرًا بعمق. ثم استأنف كلامه، وهو يتخلص من أحلامه اليقظة، قائلًا، “يجب علينا أيضًا أن نحدد النطاق الجغرافي لهذه الحالة الغريبة التي تشبه الحلم. هل كان يقتصر على مساحة اليابسة الرئيسية لميناء ويند هاربر فقط، أم أنه أثر أيضًا على دورياتنا البحرية في البحار المحيطة؟ هل يمكن أن يصل إلى حد ‘الجسم الساقط’ أو أبعد من ذلك؟”

كانت الغرفة مليئة بالصمت قبل أن يتخلص صارا ميل من تأملاته. نظر للأعلى، وبدأ يتحدث، “حتى هذه اللحظة، لم تكن هناك تقارير عن حوادث غير عادية من الليلة الماضية – لا من سكان الجان المحليين ولا من أي زائر أجنبي. لم يذكروا تجربة الحلم الذي وصفتيه.”

“واصل توجيه السفينة،” قاطعه دنكان. وتوقف لفترة وجيزة، ثم أضاف، “لا تشغل نفسك بأي شيء آخر. وكما قلت من قبل، اترك هذا الأمر لي.”

أجابت لوكريشيا، “وفقًا لرواية والدي، ظهرت الشذوذات بطريقة واضحة للغاية وواسعة الانتشار. إذا لم تتأثر أي منطقة في المدينة، فسيكون من المستحيل على سكانها أن يظلوا جاهلين بالأحداث الغريبة التي تحدث من حولهم. التفسير الوحيد المعقول هو أنه في الليلة الماضية، كان مأوى الرياح بأكمله غارقًا في هذا الحلم الغامض.”

بردت كلماتها جسد صارا ميل. لكن عقله التحليلي بدأ في العمل، مما دفعه إلى البحث عن التناقضات. “لقد قلت أنه في العالم الحقيقي، اجتيحت المباني، أو حتى ‘انتشرت’ بواسطة كيانات أجنبية نشأت من عالم الأحلام – نباتات ضخمة وغازية تطفلت على المباني وعبر الطرق؟ ومع ذلك، لم يكن هناك أي أثر لهذا عندما طلع الفجر؟”

“لنذهب لاستكشاف دولة المدينة معًا!” أعلنت بحماس.

قالت لوكريشيا، “بالضبط، بحلول الصباح، عاد العالم إلى حالته الأصلية.”

شدد وجه صارا ميل عندما عاد إلى التأمل العميق.

شدد وجه صارا ميل عندما عاد إلى التأمل العميق.

واقتناعا منها بأنها قد أوصلت رسالة والدها بشكل مناسب، نهضت لوكريشيا للمغادرة، حريصة على عدم إزعاج تفكير الحاكم العميق. تفحصت عيناها الطاولة، وفي لحظة عابرة، التقطت زجاجة نبيذ متبلة غير مفتوحة. وفجأة، تفكك جسدها إلى زوبعة من قصاصات الورق النابضة بالحياة التي تصاعدت نحو السقف واختفت.

“ما الذي يدور في ذهنك؟” استفسرت لوكريشيا.

“نعم بالتاكيد!” أومأت أليس برأسها بقوة. “لقد تحققت مرتين وثلاث مرات! من المحال أن أخطأ لأنني كنت الشخص الذي حرك تلك البراميل.”

شارك صارا ميل أفكاره بصوت عالٍ قائلًا، “ربما يكون من الحكمة إرسال شخص ما لفحص عدادات الغاز والكهرباء في المدينة، فضلًا عن الحالة التشغيلية للمصانع التي تعمل طوال الليل. مدينتنا تكون بعيدة عن السبات عند غروب الشمس. فهي تعتمد على شبكة معقدة من المرافق مثل الغاز والكهرباء والبخار، وهو ما أعتبره الركائز الحيوية الثلاث التي تحافظ على عملها. وتتم مراقبة هذه الأنظمة من خلال دوريات ليلية وموظفين متخصصين.”

بعد لحظة من التفكير، وقف دنكان من خلف طاولة الملاحة الخاصة به. “أريني،” أمر.

وهذا يثير عدة أسئلة: ماذا حدث لهؤلاء العمال عندما غطى الحلم المدينة؟ ما هي حالة الآلات التي كانوا مسؤولين عنها؟ هناك أيضًا باحثون يعملون في نوبات ليلية من معاهد بحثية مختلفة، ويُطلب من العديد منهم الاحتفاظ بسجلات دورية لعملهم.

الأحداث الأخيرة، إلى جانب المحادثات مع رأس الماعز والتقارير التي تلقاها من أجاثا، زادت من إحساسه باليقظة. شيء ما في السفينة لم يكن على ما يرام.

توقف صارا ميل، ويبدو أنه غارق في تفكير عميق حول التأثير المحتمل للحلم الغامض على البنية التحتية للمدينة. استمر الشعور المقلق بداخله، لكنه يعلم أنه يجب عليه العثور على تفسيرات منطقية للأحداث غير المنطقية التي حدثت.

وبعد لحظة، عاد صارا ميل إلى وعيه. تمتم وهو يدور قائلًا، “آه، أعتذر عن تشتيت انتباهي يا آنسة لوكريشيا. هل تهتمين بالبقاء لبعض الوقت-”

أوقف صارا ميل حديثه لفترة وجيزة، مفكرًا بعمق. ثم استأنف كلامه، وهو يتخلص من أحلامه اليقظة، قائلًا، “يجب علينا أيضًا أن نحدد النطاق الجغرافي لهذه الحالة الغريبة التي تشبه الحلم. هل كان يقتصر على مساحة اليابسة الرئيسية لميناء ويند هاربر فقط، أم أنه أثر أيضًا على دورياتنا البحرية في البحار المحيطة؟ هل يمكن أن يصل إلى حد ‘الجسم الساقط’ أو أبعد من ذلك؟”

“حاضر، قبطان،” أقر رأس الماعز.

وقف الحاكم، الذي كان مضطربًا في تأملاته، من خلف مكتبه الكبير. بدأ يسير بمحاذاة طاولة الطعام، ويتوقف بين الحين والآخر للتأمل بعمق في الألغاز المتعددة الطبقات التي أمامه. وبدا أنه غير مدرك تمامًا أن “ساحرة البحر” كانت حاضرة أيضًا.

كانت الغرفة مليئة بالصمت قبل أن يتخلص صارا ميل من تأملاته. نظر للأعلى، وبدأ يتحدث، “حتى هذه اللحظة، لم تكن هناك تقارير عن حوادث غير عادية من الليلة الماضية – لا من سكان الجان المحليين ولا من أي زائر أجنبي. لم يذكروا تجربة الحلم الذي وصفتيه.”

لكن لوكريشيا لم تنزعج من زلاته الواضحة. لقد فهمت أنه قبل أن صبح حاكم، كان صارا ميل مغامرًا غير عادي – رغم أنه في نظرها لم يكن استثنائيًا تمامًا مثل والدها. كان هؤلاء الأفراد متمرسين في التعامل مع مجموعة من الأحداث الخارقة للطبيعة. ففي نهاية المطاف، لعب صارا ميل دورًا فعالًا في نمو وازدهار مأوى الرياح، وهي دولة مدينة تقع على حافة المياه الحدودية الخطرة. وبالتالي، كانت قدراته غير قابلة للشك.

الأحداث الأخيرة، إلى جانب المحادثات مع رأس الماعز والتقارير التي تلقاها من أجاثا، زادت من إحساسه باليقظة. شيء ما في السفينة لم يكن على ما يرام.

واقتناعا منها بأنها قد أوصلت رسالة والدها بشكل مناسب، نهضت لوكريشيا للمغادرة، حريصة على عدم إزعاج تفكير الحاكم العميق. تفحصت عيناها الطاولة، وفي لحظة عابرة، التقطت زجاجة نبيذ متبلة غير مفتوحة. وفجأة، تفكك جسدها إلى زوبعة من قصاصات الورق النابضة بالحياة التي تصاعدت نحو السقف واختفت.

واقتناعا منها بأنها قد أوصلت رسالة والدها بشكل مناسب، نهضت لوكريشيا للمغادرة، حريصة على عدم إزعاج تفكير الحاكم العميق. تفحصت عيناها الطاولة، وفي لحظة عابرة، التقطت زجاجة نبيذ متبلة غير مفتوحة. وفجأة، تفكك جسدها إلى زوبعة من قصاصات الورق النابضة بالحياة التي تصاعدت نحو السقف واختفت.

وبعد لحظة، عاد صارا ميل إلى وعيه. تمتم وهو يدور قائلًا، “آه، أعتذر عن تشتيت انتباهي يا آنسة لوكريشيا. هل تهتمين بالبقاء لبعض الوقت-”

الأحداث الأخيرة، إلى جانب المحادثات مع رأس الماعز والتقارير التي تلقاها من أجاثا، زادت من إحساسه باليقظة. شيء ما في السفينة لم يكن على ما يرام.

تلاشت كلماته عندما وجد نفسه يحدق في كرسي فارغ ومكان فارغ بنفس القدر حيث كانت زجاجة النبيذ المتبلة العزيزة عليه.

“فورًا!” أجابت أليس بلا تردد.

“…مرة أخرى؟!”

جلس صارا ميل، الذ كان في يوم من الأيام مغامرًا مشهورًا يُحتفى به لاستكشاف الألغاز المجهولة للبحار التي لا حدود لها، الآن بشكل غير مريح على كرسي غرفة الطعام الخاص به، وطبق الإفطار الخاص به لم يُمس أو يُنسى. هذا رجل واجه مخاطر لا يمكن تصورها، وحارب قوى الانحلال والموت، بل وأسس دولة مدينة على حافة أعتى العواصف في العالم. ومع ذلك، اليوم، أبدى تعبيرًا نادرًا عن الخوف على وجهه.

أومأت أجاثا برأسها تقديرًا، وتماوج شكلها الأثيري في الزجاج وهي تقول، “أفهم ذلك أيا قبطان.”

“هل تغير عدد البراميل؟” داخل مقر القبطان، بدا دنكان مندهشًا وهو يفحص التقرير الذي أحضرته له أليس على عجل.

وبعد لحظة، عاد صارا ميل إلى وعيه. تمتم وهو يدور قائلًا، “آه، أعتذر عن تشتيت انتباهي يا آنسة لوكريشيا. هل تهتمين بالبقاء لبعض الوقت-”

“نعم بالتاكيد!” أومأت أليس برأسها بقوة. “لقد تحققت مرتين وثلاث مرات! من المحال أن أخطأ لأنني كنت الشخص الذي حرك تلك البراميل.”

على الرغم من أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يقوم فيها بمثل هذا الاستطلاع الروحي، إلا أنه استغرق لحظة للتأقلم مع حواسه. ثم سمح لوعيه بالاندماج مع السفينة وتعمق أكثر في الأعماق الغامضة للضائعة.

بمعرفة أليس، كان دنكان متأكدًا من أنها لن تكذب. وكان احتمال خطأها في الحساب غير موجود عمليًا.

“حاضر، قبطان،” أقر رأس الماعز.

بعد لحظة من التفكير، وقف دنكان من خلف طاولة الملاحة الخاصة به. “أريني،” أمر.

بعد لحظة من التفكير، وقف دنكان من خلف طاولة الملاحة الخاصة به. “أريني،” أمر.

“فورًا!” أجابت أليس بلا تردد.

بدت أليس في حيرة لكنها قررت أن تثق في حكم القبطان. أومأت برأسها رغم أنها كانت مرتبكة بعض الشيء. “آه… حسنًا، إذا قلت ذلك.”

أحيا زخرفة رأس الماعز الموضوعة على حافة طاولة الملاحة. كانت عيناه مثبتتين على دنكان، وكان صوته مشوبًا بقدر من عدم اليقين، “قبطان، هل ينبغي لي…”

بتوجيه من أليس، شق دنكان طريقه بخفة إلى منطقة التخزين المخصصة للأسماك المخللة، مستعدًا للتعمق في طبقة أخرى من الأحداث الغامضة التي يبدو الآن أنها تتكشف بمعدل ينذر بالخطر.

“واصل توجيه السفينة،” قاطعه دنكان. وتوقف لفترة وجيزة، ثم أضاف، “لا تشغل نفسك بأي شيء آخر. وكما قلت من قبل، اترك هذا الأمر لي.”

بعد أن قدم كلمة تعزية قصيرة لأليس، بدا أن انتباه دنكان قد انجرف إلى نقطة في المنطقة المجاورة. تدلى من عمود على بعد حوالي مترين مصباح زيت محاط بغطاء زجاجي. يبدو أن الظلال الغامضة والضباب يحومان على السطح الزجاجي لغطاء المصباح، ويجتمعان ليكشفا عن شكل أجاثا.

“حاضر، قبطان،” أقر رأس الماعز.

توقف صارا ميل، ويبدو أنه غارق في تفكير عميق حول التأثير المحتمل للحلم الغامض على البنية التحتية للمدينة. استمر الشعور المقلق بداخله، لكنه يعلم أنه يجب عليه العثور على تفسيرات منطقية للأحداث غير المنطقية التي حدثت.

بتوجيه من أليس، شق دنكان طريقه بخفة إلى منطقة التخزين المخصصة للأسماك المخللة، مستعدًا للتعمق في طبقة أخرى من الأحداث الغامضة التي يبدو الآن أنها تتكشف بمعدل ينذر بالخطر.

“ابقي يقظة على الانعكاسات في عالم الروح،” أخبرها دنكان، وهو ينظر إلى الشكل الموجود في الزجاج. “إذا تجاوز أي شيء الحدود بين العوالم، فلا تحاولي إدارته بنفسك. أخبريني على الفور، وسأعود حالًا.”

في الواقع، للوهلة الأولى، يبدو أن كل شيء قد عاد إلى حالته الطبيعية داخل غرفة التخزين. حوذيَ ما مجموعه اثني عشر برميلًا خشبيًا بشكل منهجي على الحائط، وليس أكثر أو أقل مما كان متوقعًا.

ترددت أليس لفترة وجيزة، وعادت نظرتها إلى المطبخ حيث كان “أصدقاؤها” المألوفون ينتظرونها. وبعد ذلك، وبإحساس جديد بالإصرار، عادت لمواجهة دنكان. ازدهر تعبيرها في ابتسامة مشرقة ومشرقة.

ومع ذلك، ظل وجه دنكان صارمًا وهو يتفحص المقصورة. مع كل حركة من عينيه، ظهر لهب أخضر سريع الزوال واختفى مثل كيانات طيفية تتراقص في الهواء. طفت هذه النيران الرقيقة وحامت في الفجوات الضيقة بين ألواح الأرضية والجدران. الأمر كما لو أن الغرفة محاطة بضباب من عالم آخر من نار شبحية تومض عند الحدود بين العالم المادي وبعض العوالم الروحية.

وهذا يثير عدة أسئلة: ماذا حدث لهؤلاء العمال عندما غطى الحلم المدينة؟ ما هي حالة الآلات التي كانوا مسؤولين عنها؟ هناك أيضًا باحثون يعملون في نوبات ليلية من معاهد بحثية مختلفة، ويُطلب من العديد منهم الاحتفاظ بسجلات دورية لعملهم.

كان دنكان مدركًا تمامًا أنه يبحث عن “آثار” متبقية – دليل على دخول شيء أجنبي إلى هذا الجزء من السفينة. على الرغم من أن تقرير أليس عن “البرميل الإضافي” قد يبدو تافهًا، خاصة على متن سفينة شبحية مليئة بالغرائب والألغاز، إلا أن دنكان لم يجازف.

في أعماقه، بدأ شعور غامض بعدم الارتياح ينمو. لقد كان شكلًا من أشكال الحدس الذي أصبح يثق به – إنذار صامت يرن بداخله كلما ظهرت في الأفق تهديدات هائلة وغير مفهومة، قوى قوية لدرجة أنها تتحدى الفهم البشري.

في المياه الغادرة للبحر اللامحدود، حتى الشذوذات البسيطة تتطلب تدقيقًا حذرًا – خاصة على متن الضائعة، وخاصة في ضوء الأحداث الغريبة التي تكشفت مؤخرًا.

على الرغم من أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يقوم فيها بمثل هذا الاستطلاع الروحي، إلا أنه استغرق لحظة للتأقلم مع حواسه. ثم سمح لوعيه بالاندماج مع السفينة وتعمق أكثر في الأعماق الغامضة للضائعة.

الأحداث الأخيرة، إلى جانب المحادثات مع رأس الماعز والتقارير التي تلقاها من أجاثا، زادت من إحساسه باليقظة. شيء ما في السفينة لم يكن على ما يرام.

“فورًا!” أجابت أليس بلا تردد.

على الرغم من احتفاظه بالسيطرة التشغيلية على الضائعة، إلا أن دنكان شعر بعدم الارتياح بشكل متزايد بشأن بعض التفاصيل – وهي تفاصيل لم يتعرف عليها ولم يتمكن من فهمها بالكامل. إما أن بعض أسرار السفينة المدفونة منذ فترة طويلة كانت تكشف نفسها ببطء، أو أن أجزاء من السفينة بدأت تفلت من قبضته الرسمية كقبطان.

على الرغم من احتفاظه بالسيطرة التشغيلية على الضائعة، إلا أن دنكان شعر بعدم الارتياح بشكل متزايد بشأن بعض التفاصيل – وهي تفاصيل لم يتعرف عليها ولم يتمكن من فهمها بالكامل. إما أن بعض أسرار السفينة المدفونة منذ فترة طويلة كانت تكشف نفسها ببطء، أو أن أجزاء من السفينة بدأت تفلت من قبضته الرسمية كقبطان.

بعد أن غمره اللهب الشبحي الذي كان بمثابة شبكة استشعار أثيرية له، كثف دنكان تقاربه مع الضائعة. بدأت العناصر الدقيقة للسفينة تتكشف في مخيلته – الأسطح، والصواري، والأشرعة، والأنظمة المعقدة من الروافع والحبال، والكبائن الموجودة أسفل سطح السفينة، وحتى الأجزاء الغامضة والفوضوية المغمورة في البحر اللامحدود.

“ابقي يقظة على الانعكاسات في عالم الروح،” أخبرها دنكان، وهو ينظر إلى الشكل الموجود في الزجاج. “إذا تجاوز أي شيء الحدود بين العوالم، فلا تحاولي إدارته بنفسك. أخبريني على الفور، وسأعود حالًا.”

على الرغم من أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يقوم فيها بمثل هذا الاستطلاع الروحي، إلا أنه استغرق لحظة للتأقلم مع حواسه. ثم سمح لوعيه بالاندماج مع السفينة وتعمق أكثر في الأعماق الغامضة للضائعة.

بردت كلماتها جسد صارا ميل. لكن عقله التحليلي بدأ في العمل، مما دفعه إلى البحث عن التناقضات. “لقد قلت أنه في العالم الحقيقي، اجتيحت المباني، أو حتى ‘انتشرت’ بواسطة كيانات أجنبية نشأت من عالم الأحلام – نباتات ضخمة وغازية تطفلت على المباني وعبر الطرق؟ ومع ذلك، لم يكن هناك أي أثر لهذا عندما طلع الفجر؟”

أثناء بحثه، وجد دنكان أن مطبخ السفينة والمقصورات المجاورة والفجوات العميقة لم تظهر أي شيء غير طبيعي. ينتشر التوهج الأثيري عبر الضائعة مثل النبضات العصبية، ويتدفق عبر بنيته المتاهة. لقد تقاربوا في نهاية المطاف في مقر القبطان، مع التركيز على “نقطة محورية” مميزة.

“حاضر، قبطان،” أقر رأس الماعز.

كان هذا هو الموقع الذي جلس فيه رأس الماعز، والذي يعمل حاليًا كمركز عصبي للتحكم في السفينة.

“ابقي يقظة على الانعكاسات في عالم الروح،” أخبرها دنكان، وهو ينظر إلى الشكل الموجود في الزجاج. “إذا تجاوز أي شيء الحدود بين العوالم، فلا تحاولي إدارته بنفسك. أخبريني على الفور، وسأعود حالًا.”

ظلت “نظرة” دنكان الأثيرية باقية هناك، وهو يسبر أغوارها باهتمام، ومع ذلك بدا أن كل شيء على ما يرام.

جلس صارا ميل، الذ كان في يوم من الأيام مغامرًا مشهورًا يُحتفى به لاستكشاف الألغاز المجهولة للبحار التي لا حدود لها، الآن بشكل غير مريح على كرسي غرفة الطعام الخاص به، وطبق الإفطار الخاص به لم يُمس أو يُنسى. هذا رجل واجه مخاطر لا يمكن تصورها، وحارب قوى الانحلال والموت، بل وأسس دولة مدينة على حافة أعتى العواصف في العالم. ومع ذلك، اليوم، أبدى تعبيرًا نادرًا عن الخوف على وجهه.

تدريجيًا، تراجع دنكان عن وجهة نظره النفسية لكنه ترك وراءه خصلة من اللهب الشبحي مختبئًا في أحلك أركان السفينة كحارس. وبينما يسحب وعيه مرة أخرى، أودع أيضًا “الجمر” بشكل استراتيجي – علامات حضوره الروحي – في مواقع استراتيجية مختلفة في جميع أنحاء الضائعة. كانت هذه هي شبكة الأمان الخاصة به، وهي عبارة عن شبكة من المراقبين الأثيريين، الذين يقظون دائمًا لأي شذوذ في المستقبل.

بتوجيه من أليس، شق دنكان طريقه بخفة إلى منطقة التخزين المخصصة للأسماك المخللة، مستعدًا للتعمق في طبقة أخرى من الأحداث الغامضة التي يبدو الآن أنها تتكشف بمعدل ينذر بالخطر.

راقبت أليس القبطان عن كثب، وعيناها مشوبتان بمزيج من القلق والفضول. امتدت الثواني، وكأنها دهر، وهي تنتظره حتى يكمل تفتيشه للعالم الآخر. وأخيرًا، لاحظت تغيرًا طفيفًا في التعبير على وجه دنكان، وهي علامة على أنه أنهى تحقيقه. بقلق، اندفعت نحوه. “قبطان، قبطان، ماذا اكتشفت؟ هل كل شيء كما ينبغي أن يكون؟”

ظلت “نظرة” دنكان الأثيرية باقية هناك، وهو يسبر أغوارها باهتمام، ومع ذلك بدا أن كل شيء على ما يرام.

سمح دنكان بابتسامة صغيرة مطمئنة تلمس زوايا شفتيه وهو يربت على رأس أليس بلطف. “يبدو أن السفينة خالية من أي شذوذ، فلا داعي للقلق. يمكن أن تكون ببساطة تشوهات مكانية بسيطة أو ربما بعض المخالفات البصرية. اطمنئني، سأتولى الأمر.”

بعد لحظة من التفكير، وقف دنكان من خلف طاولة الملاحة الخاصة به. “أريني،” أمر.

بدت أليس في حيرة لكنها قررت أن تثق في حكم القبطان. أومأت برأسها رغم أنها كانت مرتبكة بعض الشيء. “آه… حسنًا، إذا قلت ذلك.”

أثناء بحثه، وجد دنكان أن مطبخ السفينة والمقصورات المجاورة والفجوات العميقة لم تظهر أي شيء غير طبيعي. ينتشر التوهج الأثيري عبر الضائعة مثل النبضات العصبية، ويتدفق عبر بنيته المتاهة. لقد تقاربوا في نهاية المطاف في مقر القبطان، مع التركيز على “نقطة محورية” مميزة.

بعد أن قدم كلمة تعزية قصيرة لأليس، بدا أن انتباه دنكان قد انجرف إلى نقطة في المنطقة المجاورة. تدلى من عمود على بعد حوالي مترين مصباح زيت محاط بغطاء زجاجي. يبدو أن الظلال الغامضة والضباب يحومان على السطح الزجاجي لغطاء المصباح، ويجتمعان ليكشفا عن شكل أجاثا.

“واصل توجيه السفينة،” قاطعه دنكان. وتوقف لفترة وجيزة، ثم أضاف، “لا تشغل نفسك بأي شيء آخر. وكما قلت من قبل، اترك هذا الأمر لي.”

“ابقي يقظة على الانعكاسات في عالم الروح،” أخبرها دنكان، وهو ينظر إلى الشكل الموجود في الزجاج. “إذا تجاوز أي شيء الحدود بين العوالم، فلا تحاولي إدارته بنفسك. أخبريني على الفور، وسأعود حالًا.”

تدريجيًا، تراجع دنكان عن وجهة نظره النفسية لكنه ترك وراءه خصلة من اللهب الشبحي مختبئًا في أحلك أركان السفينة كحارس. وبينما يسحب وعيه مرة أخرى، أودع أيضًا “الجمر” بشكل استراتيجي – علامات حضوره الروحي – في مواقع استراتيجية مختلفة في جميع أنحاء الضائعة. كانت هذه هي شبكة الأمان الخاصة به، وهي عبارة عن شبكة من المراقبين الأثيريين، الذين يقظون دائمًا لأي شذوذ في المستقبل.

أومأت أجاثا برأسها تقديرًا، وتماوج شكلها الأثيري في الزجاج وهي تقول، “أفهم ذلك أيا قبطان.”

“فورًا!” أجابت أليس بلا تردد.

تحولت نظرة أليس بين الصورة الطيفية لدنكان وأجاثا، وعكس تعبيرها حيرتها. وبعد بضع ثوان من الصمت، تحدثت أخيرًا. “إذن، هل ما زلنا نخطط للذهاب إلى المدينة؟”

كان دنكان مدركًا تمامًا أنه يبحث عن “آثار” متبقية – دليل على دخول شيء أجنبي إلى هذا الجزء من السفينة. على الرغم من أن تقرير أليس عن “البرميل الإضافي” قد يبدو تافهًا، خاصة على متن سفينة شبحية مليئة بالغرائب والألغاز، إلا أن دنكان لم يجازف.

نظر دنكان إلى أليس مدروسًا قبل أن يجيب، “يبدو أن نطاق حلم المجهول يتوسع عبر مأوى الرياح. للوصول إلى جوهر هذا الأمر، قد نحتاج إلى البحث عن أدلة داخل الدولة المدينة نفسها.” توقف مؤقتًا وهو ينظر إليها باهتمام. “إلى جانب ذلك، لدي العديد من الأسئلة التي أريد التحقيق فيها أثناء وجودنا هناك. هل تفضلين البقاء على متن السفينة أم مرافقتي؟”

بدت أليس في حيرة لكنها قررت أن تثق في حكم القبطان. أومأت برأسها رغم أنها كانت مرتبكة بعض الشيء. “آه… حسنًا، إذا قلت ذلك.”

ترددت أليس لفترة وجيزة، وعادت نظرتها إلى المطبخ حيث كان “أصدقاؤها” المألوفون ينتظرونها. وبعد ذلك، وبإحساس جديد بالإصرار، عادت لمواجهة دنكان. ازدهر تعبيرها في ابتسامة مشرقة ومشرقة.

“…مرة أخرى؟!”

“لنذهب لاستكشاف دولة المدينة معًا!” أعلنت بحماس.

على الرغم من أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يقوم فيها بمثل هذا الاستطلاع الروحي، إلا أنه استغرق لحظة للتأقلم مع حواسه. ثم سمح لوعيه بالاندماج مع السفينة وتعمق أكثر في الأعماق الغامضة للضائعة.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

بدت أليس في حيرة لكنها قررت أن تثق في حكم القبطان. أومأت برأسها رغم أنها كانت مرتبكة بعض الشيء. “آه… حسنًا، إذا قلت ذلك.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

بتوجيه من أليس، شق دنكان طريقه بخفة إلى منطقة التخزين المخصصة للأسماك المخللة، مستعدًا للتعمق في طبقة أخرى من الأحداث الغامضة التي يبدو الآن أنها تتكشف بمعدل ينذر بالخطر.

وبعد لحظة، عاد صارا ميل إلى وعيه. تمتم وهو يدور قائلًا، “آه، أعتذر عن تشتيت انتباهي يا آنسة لوكريشيا. هل تهتمين بالبقاء لبعض الوقت-”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط