حافة الأفق
الفصل 480: حافة الأفق
العالم لا يستطيع رؤية عقلي. لكن خيوط المصير يمكنها ذلك. كان المصير معي، متشابكًا مع كل مسار مدروس، وكل تسلسل نظري للأحداث. كانت تلك الخيوط الذهبية ملفوفة في كل فكرة متفرعة لدي.
من منظور آرثر ليوين:
لقد حدقت في الشكل الذي يشبه الدمية. “إذا لم أترك حجر الأساس أبدًا، فلن أستطيع تدمير العالم.” تصلب تعبيري إلى وهج شرس. “إذا لزم الأمر، سأبقى هنا إلى الأبد. البعد الذي يحملني سوف ينهار في النهاية، وسوف يتحلل جسدي ويموت، أو سيجدني أغرونا ويقتلني.”
نشأت مدينة عظيمة أمامنا، تنبض بالحياة مع الشخصيات الداكنة الصغيرة التي ظهرت واختفت بسرعة كبيرة جدًا بحيث لا يمكن رؤيتها. ابتلعت المدينة الخط الساحلي والجرف، وامتدت إلى أقصى حد يمكن أن تراه العين في كل اتجاه. ثم ظهرت شخصيات أخرى. الظلال البيضاء، ثم الزرقاء، ثم الحمراء والبنية، نزلت جميعها على المدينة. على الرغم من أن المشهد البعيد افتقر إلى التفاصيل، إلا أنه من الواضح أن معركة رهيبة كانت تتكشف. لقد عانى كلا الجانبين كثيراً، وبحلول الوقت الذي انتهت فيه الحرب، عاد المكان إلى حالته السابقة. ولم يبق من المدينة شيء.
على الرغم من عدم وجود عيون مرئية، إلا أن الوجه المعقد لهذا الكيان الذهبي المتوهج بدا أنه يحدق بي، وصولاً حتى عظامي. لقد بدا ذهني فارغًا، خاليًا من النية أو التفكير الواعي. شعرت بالخيوط الذهبية وهي تشق طريقها عبر ذهني وذكرياتي وماضيَّ وحاضري ومستقبلي. لقد أرعبني هذا الإحساس على المستوى الوجودي.
“من أنت؟” صار صوتي أجوفًا وناعمًا، وقد ابتلع الفراغ وشتت رنين جهيري.
انطلق ذهني إلى الحياة، وانقسم تركيزي إلى عدة اتجاهات مجزأة في وقت واحد. استخدمت مناورة الملك. لقد اختفى التعب الباهت والضباب الدماغي الذي شعرت به سابقًا. لقد كنت قريبًا بما يكفي من جسدي لاستخدام رون الإله بشكل طبيعي. على الفور، بدأ ذهني يطارد عدة حجج محتملة مختلفة في وقت واحد، متخلصًا من الغضب والإحباط والفزع الذي شعرت به، واحتمى براحة العقل والأدلة الواقعية الباردة.
“لقد قلت لك ذلك بالفعل.” نبضت الخيوط واهتزت عندما تحدث الكيان. “أنا المصير. أو… جانب من المصير. الفم.”
اتبعت خيط ذهبي واحد كل فكرة. ومع كل فكرة، كان المصير موجودًا، يراقب خط التفكير وهو يتطور. بغض النظر عن عدد الأفكار التي أحملها في وقت واحد، نسجت خيوط المصير مع كل فكرة.
بينما كنت أكافح من أجل التوصل إلى شيء آخر لأقوله، بحثت بيأس في المساحة الواسعة من الفراغ الأثيري الذي يحيط بنا. السمة الملموسة الوحيدة للفراغ الأسود الأرجواني الشاسع كانت البوابة. تساءلت ماذا سيحدث إذا حاولت الفرار من خلالها.
‘لا، هذا هو سبب وجودنا هنا،’ ذكّرت نفسي، محاولًا شق طريقي عقليًا عبر الخوف غير المعهود الذي سرق مني حواسي. “ماذا كان ذلك هناك؟ هانيول؟ مخالب الظل والقبائل الأخرى؟ لماذا هذا الخداع؟”
استمر مرور الوقت، ونشأت عدة مدن أخرى ودُمرت، وكانت كل واحدة منها تمثل حضارة، وشعبًا جديدًا تمامًا. ثم نشأت مدينة عرفتها.
‘لا، هذا هو سبب وجودنا هنا،’ ذكّرت نفسي، محاولًا شق طريقي عقليًا عبر الخوف غير المعهود الذي سرق مني حواسي. “ماذا كان ذلك هناك؟ هانيول؟ مخالب الظل والقبائل الأخرى؟ لماذا هذا الخداع؟”
تفككت الخيوط الذهبية، وارتجفت في الهواء، ثم عادت إلى الشكل البشري الموجود على يسارنا، مما وضعنا بين المصير والبوابة. دارت سيلفي وريجيس حولي لإبقاء ثلاثتنا في مواجهة المصير.
“أوه… الوضع في غاية السوء،” صرخ ريجيس عندما بزغ إدراكه. “هذا هو المكان الذي يوجد فيه إتيستين الآن.”
“لقد اخترت شخصية من ذكرياتك اعتقدت أنها ستريحك من أجل جعل هذه المحادثة أكثر راحة لك.” مرة أخرى، اهتزت الخيوط، وظهرت إشارة منها وسمع الصوت الرنان اللاإنساني لجانب المصير. “أنت تحمل معك مئات الساعات من الذكريات من الشخص المسمى هانيول، مما أعطى مظهرًا ذا أهمية كبيرة.” ارتجف شيء مثل الضحكة عبر الكيان، وأرسل تموجات على طول مئات الخيوط الذهبية الممتدة إلى الخارج منه. “ربما لم تكن الراحة هي التي تحتاجها لإدخالك في هذه المحادثة، بل الارتباك.”
نظرت إلى سيلفي التي قابلت عيني بحاجب مرتفع. “هذا… ليس بالضبط ما كنت أتوقعه.”
رفرفت بعيني، وشعرت بجسدي يرتعش. التفت ذراع قوية حولي، تثبتني في مكاني رغم أننا نطفو بحرية في الفراغ.
أمال ريجيس رأسه، في حيرة. “وأنا أيضًا.”
كنا أقرب إلى أنفسنا، ولكن ليس بشكل كامل.
قالت هيئة المصير: “الأثير هو كل شيء قبل الحياة وبعد الموت.” وبينما كان يتحدث، تحركت الخيوط الذهبية حول نفسها وأصبحت مثل الدمية. “الأثير هو الفضاء والفراغ في نفس الوقت. إنه وقت لا نهاية له ولا حدود له. إنه جوهر السحر في هذا العالم.” التفت الخيوط حولنا الآن، كما لو كنا في وسط كرة من خيوط القطن. ظهرت صور أمامنا.
أجاب الكيان كما لو أنه يستطيع سماع أفكارنا: “توقعاتك مشوهة. أنت تعرف القليل جدًا، لكن بصيرتك أوصلتك إلى أعتاب فهم أكبر. إلى حافة الأفق. إن نموك، وقوتك، ونجاحاتك وإخفاقاتك العديدة، قد أعدتك لشيء واحد، لشيء واحد فقط.”
بدلاً من السير في المسارات الأثيرية، أمسكت بأحدها، بنفس الطريقة التي فعلت بها مع الخيوط الذهبية التي تمثل المصير.
“هل هو ممارسة جانب الأثير المعروف باسم المصير؟” سألتُ بصوت عالٍ ، والرعشة تسري عبر عمودي الفقري.
USDT TRC 20 ADRESS: TTL4R6smYy4a4N6f1Aid1oRWJx1LgjUM72
“لا.” عُلقت الكلمة في الهواء، وبدت أنها تدوي من كل وتر يشكل الشكل المادي للكيان. “لكن سوء فهمك… إنساني للغاية.”
ارتجف هيئة المصير، وبدا أن العالم الأثيري بأكمله قد أُغلق من حولنا. قالت الهيئة: “يجب أن ينفجر الكيس الذي يمثل هذا العالم إذا أردنا إعادة العالم إلى مساره الصحيح. العالم يعاني من دون الأثير، والأثير يعاني من دون العالم.”
قبل أن أتمكن من الرد، انسكبت ألوانٌ عبر الفراغ، ولفت مثل الدوامة وذابت معًا لتشكل سماء زرقاء غائمة، وحقلًا أخضرًا، ومساحة من المحيط المتموج، كل موجة في المحيط غُطيت بالأبيض ولمعت مثل الألماس تحت الشمس الصفراء. بحلول الوقت الذي عاد فيه تركيزي إلى المصير، كان قد حول نفسه مرة أخرى إلى الجني هانيول ذو البشرة الزرقاء والعينين الورديتين.
خفت الضوء حول جانب المصير. “نعم.”
لقد قمت بأخذ خطوة تجريبية؛ بدت الأرض تحت قدمي صلبة. عندما انحنيت، مررت كف يدي فوق أوراق العشب، وشعرت بأن كل واحدة منها تنحني ثم تعود إلى مكانها. كان هناك شيء مألوف أمام هذا المشهد. سئلت “أين نحن؟”
ببطء، شعرت أن فهم سيلفي ينزف بداخلي، مع ظهور شرارة مشرقة واحدة في كل مرة.
اتبعت خيط ذهبي واحد كل فكرة. ومع كل فكرة، كان المصير موجودًا، يراقب خط التفكير وهو يتطور. بغض النظر عن عدد الأفكار التي أحملها في وقت واحد، نسجت خيوط المصير مع كل فكرة.
أجاب هانيول: “الأمر يعتمد على الوقت الذي تكون فيه موجودًا.” اقترب من حافة منحدر طويل ارتفع عموديًا من شاطئ واسع بالأسفل. اندفعت الظلال فجأة عبر المناظر الطبيعية، وبدأت المباني في الارتفاع من الرمال. تحركت شخصيات داكنة عبر الشاطئ مثل عدة آلاف من النمل. “كانت الأطياف هم أول من بنى هنا. منذ وقت طويل جدًا.”
نشأت مدينة عظيمة أمامنا، تنبض بالحياة مع الشخصيات الداكنة الصغيرة التي ظهرت واختفت بسرعة كبيرة جدًا بحيث لا يمكن رؤيتها. ابتلعت المدينة الخط الساحلي والجرف، وامتدت إلى أقصى حد يمكن أن تراه العين في كل اتجاه. ثم ظهرت شخصيات أخرى. الظلال البيضاء، ثم الزرقاء، ثم الحمراء والبنية، نزلت جميعها على المدينة. على الرغم من أن المشهد البعيد افتقر إلى التفاصيل، إلا أنه من الواضح أن معركة رهيبة كانت تتكشف. لقد عانى كلا الجانبين كثيراً، وبحلول الوقت الذي انتهت فيه الحرب، عاد المكان إلى حالته السابقة. ولم يبق من المدينة شيء.
من السعودية:
تذكرت ما أخبرني به كيزيس عن الفرع القديم من الازوراس المسمى الأطياف. “لقد رأينا للتو جميع الأزوراس الأخرين يتحدون معًا ضد الأطياف محبي الحرب، أليس كذلك؟” قلت، في الغالب أتحدث إلى نفسي.
أصبحت نواتي فارغة، وآخر ما تبقى من أثيري احترق كوقود لرونيات الإله، والتي توهجت كلها بشكل دافئ وذهبي من ظهري.
وسرعان ما احتشدت الشخصيات البيضاء على الشاطئ، وكما فعلت ذلك الشخصيات السوداء التي تمثل الأطياف أمامهم، بدأوا في بناء مدينة عظيمة. فقط، قبل أن تكتمل المدينة، اختفت كل الظلال البيضاء. لقد عبستُ وأنا أرى مدينة الأطياف نصف المبنية لعدة لحظات طويلة. وبينما كنت على وشك التوجه إلى هانيول والسؤال عما حدث، انفتحت الأرض وابتلعت المدينة بأكملها.
“عندما أخذت التنانين إيفيوتس من هذا العالم، قامت بمسح كل علامات حضارتهم من الأرض حتى لا يعرف الناس عنها شيئًا في المستقبل.” نظر هانيول بحزن إلى الشاطئ الفارغ. أدى بناء المدينتين وسقوطهما إلى جعل المناظر الطبيعية خشنة وحُفرت حافة الجرف جزئيًا. “إنها دائما هنا. هذا المكان يدعو كل حضارة تنمو على تراب هذه الأرض.”
“نعم.”
“ما الذي-“
صمتت عندما انتشر أناس جدد عبر الشاطئ. كان تقدمهم أبطأ من الأطياف أو التنانين. بدءًا من الأكواخ الصغيرة، قاموا بتوسيع قريتهم إلى مدينة، ثم إلى مدينة صغيرة مضغوطة على وجه الجرف. كانت الأرض من حولنا محروثة ومخضضة إلى تربة بنية حيث تُزرع المحاصيل. وبدأت أعمدة الدخان الكثيفة تتدفق من مداخن بعض المباني، التي أصبحت الآن مصنوعة من الطوب بدلاً من الطين أو الخشب. امتدت الأرصفة إلى المحيط، وظهرت السفن الشراعية الصغيرة. يبدو أن تقدمهم قد توقف لبعض الوقت، ثم …
أمطرت الظلال البيضاء نيرانًا بيضاء، ومحت المدينة في غمضة عين.
“لا.” لم ينظر هانيول إلي ولكنه حافظ على وضعيته التأملية. “ما زلنا في المنتصف. إن ما تفعله الآن لن يكون له أي تأثير خارج حجر الأساس، لكنه سيسمح لي أن أعرض عليك إجابة سؤالك.”
كان أول من فكرت بهم هو الجن، لكنني رأيت مدينة الجن بالفعل. وهي لا تبدو نفسها. ولكن، كما كان من قبل، كانت الظلال البيضاء هي التنانين…
عادت إلى ذهني فجأة كلمات جدها: كل ما فعلته كان يهدف إلى إبقاء هذا العالم حيًا، وسيكون من الحكمة بالنسبة لك أن تضع ذلك بقوة في مقدمة أي افتراضات أخرى تضعها عني. ولكن كان هناك أكثر مما هو عليه. تحدث كيزيس عن التوازن وعن الازوراس الذين تقاتلوا ودمروا العالم. لم أستطع إلا أن أفكر أنه ربما كان يقصد شيئًا آخر غير التدمير الجسدي.
استمر مرور الوقت، ونشأت عدة مدن أخرى ودُمرت، وكانت كل واحدة منها تمثل حضارة، وشعبًا جديدًا تمامًا. ثم نشأت مدينة عرفتها.
لقد أظلمت فكرة تقشعر لها الأبدان في ذهني، فاتجهت إلى هانيول للتأكيد. بقيت عيناه الورديتان على الشاطئ.
تلاشت الصور، واستمرت هيئة المصير. “قبضة حُرشفية* مُغلقة على جميع أنحاء العالم. ولن يتم هدم الجدران الزائفة التي تفسد النظام الطبيعي إلا عندما تنكسر قبضتها.”
اسم المستفيد: عماد محمد عبد الحليم
ولم يمض وقت طويل حتى ظهرت مجموعة أخرى من الناس. كما كان من قبل، قاموا ببناء الأرض ببطء، متجاوزين الحضارة السابقة حيث أصبحت الهياكل الشاهقة العمود الفقري لمدينة تنتشر على طول الساحل في كل اتجاه. ثم عادت الظلال البيضاء غير الواضحة مرة أخرى، وانهارت المباني. بحلول الوقت الذي غادرت فيه التنانين، كانت جميع علامات المدينة قد اختفت.
“لقد اخترت شخصية من ذكرياتك اعتقدت أنها ستريحك من أجل جعل هذه المحادثة أكثر راحة لك.” مرة أخرى، اهتزت الخيوط، وظهرت إشارة منها وسمع الصوت الرنان اللاإنساني لجانب المصير. “أنت تحمل معك مئات الساعات من الذكريات من الشخص المسمى هانيول، مما أعطى مظهرًا ذا أهمية كبيرة.” ارتجف شيء مثل الضحكة عبر الكيان، وأرسل تموجات على طول مئات الخيوط الذهبية الممتدة إلى الخارج منه. “ربما لم تكن الراحة هي التي تحتاجها لإدخالك في هذه المحادثة، بل الارتباك.”
وسرعان ما عاد الناس. لكن هذه المرة، يمكنني أن أتعرف على بعضًا منهم. كانوا يبنون فوق الجرف، الذي تم تآكله بمرور الوقت لتكوين المزيد من المنحدر. وبدلاً من الامتداد البسيط لساحل المحيط، تم تدمير أجزاء كبيرة من الشاطئ الواسع بسبب التدمير السابق، مما أدى إلى إنشاء خليج مألوف.
بدأت النقاط تتفتح واحدة تلو الأخرى.
أعطت سيلفي أنينًا منخفضًا ومتألمًا، ولم ترمش بنظراتها وهي تراقب الدمار الغامض الذي يحدث أمامنا.
“هذه زاوية صغيرة من قارة صغيرة من هذا العالم، خلال نافذة زمنية ضئيلة واحدة،” قال هانيول بصوت خالي من العاطفة بشكل غريب. “أنت بحاجة لرؤية هذا لفهمه. ولن تتمكن من الرؤية إلا عندما تفهم.”
استمر مرور الوقت، ونشأت عدة مدن أخرى ودُمرت، وكانت كل واحدة منها تمثل حضارة، وشعبًا جديدًا تمامًا. ثم نشأت مدينة عرفتها.
عادت إلى ذهني فجأة كلمات جدها: كل ما فعلته كان يهدف إلى إبقاء هذا العالم حيًا، وسيكون من الحكمة بالنسبة لك أن تضع ذلك بقوة في مقدمة أي افتراضات أخرى تضعها عني. ولكن كان هناك أكثر مما هو عليه. تحدث كيزيس عن التوازن وعن الازوراس الذين تقاتلوا ودمروا العالم. لم أستطع إلا أن أفكر أنه ربما كان يقصد شيئًا آخر غير التدمير الجسدي.
” مدينة الجن. التي رأيتها في المحاكمة. زوروا.”
“سيستمر الوجود. ستدور العوالم. سيتحرك الوقت للأمام كما ينبغي.” مع كل كلمة منطوقة، ومضت الخيوط الذهبية بضوء باهت.
كنا نقف بالقرب من شرفة مطلة على المدينة، بجوار شلال صغير. يبدو أن العصر السلمي للجن قد استمر لفترة أطول من الحضارات الأخرى، لكنني كنت أعرف ما سيأتي. عندما جاء ذلك، نظرت بعيدًا. لقد رأيت بالفعل نهاية زوروا؛ لم أكن بحاجة إلى التجربة مرة أخرى.
تسرب الأثير من خلالي.
وعندما نظرت للأعلى وجدت مدينة الجن قد اختفت. لم يبق أي خردة أو ذرة، ولا جدار مهدم أو أساس. لا شئ. قلت مطولاً: “لقد رأيت، لكنني لم أفهم”.
تفككت الخيوط الذهبية، وارتجفت في الهواء، ثم عادت إلى الشكل البشري الموجود على يسارنا، مما وضعنا بين المصير والبوابة. دارت سيلفي وريجيس حولي لإبقاء ثلاثتنا في مواجهة المصير.
قال هانيول: “أعلم”.
وسرعان ما احتشدت الشخصيات البيضاء على الشاطئ، وكما فعلت ذلك الشخصيات السوداء التي تمثل الأطياف أمامهم، بدأوا في بناء مدينة عظيمة. فقط، قبل أن تكتمل المدينة، اختفت كل الظلال البيضاء. لقد عبستُ وأنا أرى مدينة الأطياف نصف المبنية لعدة لحظات طويلة. وبينما كنت على وشك التوجه إلى هانيول والسؤال عما حدث، انفتحت الأرض وابتلعت المدينة بأكملها.
شعرت أن سيلفي تحاول الكشف عن نفسها، والتخلي عن الحواجز التي أقمناها على مر السنين لحماية بعضنا البعض وأنفسنا، لكن الأمر لم يكن سهلاً. “البصيرة تتطلب المخاطرة. النمو يتطلب الألم”، فكرت، ثم كررتها مرة أخرى. “أنا مخلوقة منكَ، وأنتَ مخلوق مني. أستطيع أن أثني سهم مسار الزمن، لذا يمكنكَ أن تفعل ذلك أيضًا.”
بجانب صورة موت قاطع الطريق وداخلها قليلاً، كانت هناك صورة أخرى تلعب أيضًا. أظهرتني هذه الصورة وأنا أسقط من شجرة، وكانت يدي ملتفة حولي تحت هبوب الريح. ضربة سريعة عبر الشريان السباتي لتاجر الرقيق يتبعها موت سريع. مرة أخرى، تم إطلاق الدم، المانا، وأخيرًا، عدد قليل من ذرات الأثير الصغيرة.
وسرعان ما عاد الناس. لكن هذه المرة، يمكنني أن أتعرف على بعضًا منهم. كانوا يبنون فوق الجرف، الذي تم تآكله بمرور الوقت لتكوين المزيد من المنحدر. وبدلاً من الامتداد البسيط لساحل المحيط، تم تدمير أجزاء كبيرة من الشاطئ الواسع بسبب التدمير السابق، مما أدى إلى إنشاء خليج مألوف.
“آرثر، أنفك…” قالت سيلفي بعد لحظة.
لقد انجرفت سيلفي إلى الوراء بضع خطوات. أصبحت بشرتها شاحبة، وتتململ بأكمام فستانها الأسود. “تدمير كل تلك الحضارات…”
“أوه… الوضع في غاية السوء،” صرخ ريجيس عندما بزغ إدراكه. “هذا هو المكان الذي يوجد فيه إتيستين الآن.”
أخذني الظلام، وابتلع عقلي وأفكاري، وحتى الخيوط الذهبية المتشابكة.
“عندما أخذت التنانين إيفيوتس من هذا العالم، قامت بمسح كل علامات حضارتهم من الأرض حتى لا يعرف الناس عنها شيئًا في المستقبل.” نظر هانيول بحزن إلى الشاطئ الفارغ. أدى بناء المدينتين وسقوطهما إلى جعل المناظر الطبيعية خشنة وحُفرت حافة الجرف جزئيًا. “إنها دائما هنا. هذا المكان يدعو كل حضارة تنمو على تراب هذه الأرض.”
تلاشى المشهد، وذابت الأرض تحت قدمي، وتفككت السماء إلى قطع رقيقة من الألوان. كنا نطفو مرة أخرى داخل العالم الأثيري بجوار البوابة. لقد رحل هانيول، وعاد في مكانه كشكلًا للمصير، وجسده الحريري المتوهج يسلط الضوء عليّ وعلى رفاقي.
كنا واقفين في الصحراء. هبت ريح شديدة من الشرق، فحملت الرمال في وجوهنا. كان شكل الخيوط المنسوجة هو هانيول مرة أخرى. ثم لوح بيده، وهدأت الرياح. انجرفت الرمال مثل الثلج الناعم عائدة إلى أرض الصحراء. وعلى مسافة بعيدة، كان بإمكاني رؤية الحجر الطويل الذي يشير إلى اتجاه ملجأ الجن المخفي.
قالت سيلفي، وهي تواصل التفكير مع ريجيس: “إن هذه الهيئة ترى عبر الزمان والمكان بنفس الطريقة التي ننظر بها عبر الغرفة. كم من الملايين – ربما المليارات – من الأرواح التي عاشت وانتهت معًا لتشكل المصير؟ قد يكون قادرًا على رؤية المستقبل والعودة في الوقت المناسب لدراسة السبب والنتيجة، لكنه لا يفهم الدافع، ولا يمكنه تقدير الفرد. بالنسبة لشيء عانى من الكثير من الموت، واتساع نطاق الخسارة، نحن – عالمنا كله – صغيرون جدًا أمامه.”
“هل كان ذلك حقيقيًا؟” سألت سيلفي بلا هوادة، غير قادرة على إخفاء ذعرها المتزايد واشمئزازها من اتصالنا.
نشأت مدينة عظيمة أمامنا، تنبض بالحياة مع الشخصيات الداكنة الصغيرة التي ظهرت واختفت بسرعة كبيرة جدًا بحيث لا يمكن رؤيتها. ابتلعت المدينة الخط الساحلي والجرف، وامتدت إلى أقصى حد يمكن أن تراه العين في كل اتجاه. ثم ظهرت شخصيات أخرى. الظلال البيضاء، ثم الزرقاء، ثم الحمراء والبنية، نزلت جميعها على المدينة. على الرغم من أن المشهد البعيد افتقر إلى التفاصيل، إلا أنه من الواضح أن معركة رهيبة كانت تتكشف. لقد عانى كلا الجانبين كثيراً، وبحلول الوقت الذي انتهت فيه الحرب، عاد المكان إلى حالته السابقة. ولم يبق من المدينة شيء.
خفت الضوء حول جانب المصير. “نعم.”
“كل تلك الحضارات…” اضطررت إلى ابتلاع حنجرتي الجافة والمتورمة لترطيبها. “دمرت التنانين كل واحدة منهم؟”
لقد انجرفت سيلفي إلى الوراء بضع خطوات. أصبحت بشرتها شاحبة، وتتململ بأكمام فستانها الأسود. “تدمير كل تلك الحضارات…”
“نعم.”
عادت إلى ذهني فجأة كلمات جدها: كل ما فعلته كان يهدف إلى إبقاء هذا العالم حيًا، وسيكون من الحكمة بالنسبة لك أن تضع ذلك بقوة في مقدمة أي افتراضات أخرى تضعها عني. ولكن كان هناك أكثر مما هو عليه. تحدث كيزيس عن التوازن وعن الازوراس الذين تقاتلوا ودمروا العالم. لم أستطع إلا أن أفكر أنه ربما كان يقصد شيئًا آخر غير التدمير الجسدي.
“مستحيل”، قالت سيلفي وهي تهز رأسها وتبتعد.
“هذه زاوية صغيرة من قارة صغيرة من هذا العالم، خلال نافذة زمنية ضئيلة واحدة،” قال هانيول بصوت خالي من العاطفة بشكل غريب. “أنت بحاجة لرؤية هذا لفهمه. ولن تتمكن من الرؤية إلا عندما تفهم.”
لم أكن بحاجة لرؤية وجهها لأشعر بالدموع تتسرب من عينيها. وضعت يدي على ظهرها في محاولة لتهدئتها. “ما هي البصيرة التي من المفترض أن آخذها من هذا؟ أن التنانين لم تمحو الجن فحسب، بل أيضًا العديد من الحضارات الأخرى التي سبقتهم؟ كيف يساعدني ذلك على فهم المصير؟”
” مدينة الجن. التي رأيتها في المحاكمة. زوروا.”
انكشف المصير مرة أخرى، فقط ليقف أمامي. “إنه الأساس الذي يجب أن تبني عليه فهمك الجديد للأثير.”
“كيف يمكننا أن نصدقك؟ كيف يمكننا أن نصدق أي شيء في هذا المكان؟” خرجت كلمات سيلفي حادة واتهامية. “نحن في حجر الأساس. يمكن أن تكون مجرد افتراء. كل ما رأيناه، حتى هذه المحادثة، وحتى أنت، قد يكون كله خيالًا.”
وقفت بشكل مستقيم مرة أخرى وأزيلت الرمل عن بشرتي، ثم أخذت نفسًا عميقًا. بقدم واحدة في العالم الحقيقي وواحدة في حجر الأساس، كان من السهل توجيه الأثير إلى رون الإله. ربطت الممرات الأثيرية، ثم أشرقت خطوط من الضوء البنفسجي، تربط كل نقطة في الفضاء بكل نقطة أخرى. باستثناء أن المسارات لم تكن مستقيمة كما كانت دائمًا من قبل. انتفخت النقاط الفردية التي حددت الوجهات المحتملة لخطوة الإله، كما لو كان هناك شيء يدفعها من الجانب الآخر، ثم انحنت المسارات المتصلة وتشوهت.
واصلت السحب، وتمزيق الفجوة بشكل أوسع وأوسع حتى…
“سيلف…” قلت، في لهجة مواسية. من خلال رابطنا العقلي، جذبتها نحوي. على الرغم من أنها لم تتحرك جسديًا، إلا أن إرادتها كانت ضد إرادتي. سرت رجفة في جسدها، وخفّت أنفاسها.
المصير وقف بلا حراك في الفراغ. “من الخطأ أن نقول إننا في القطعة الأثرية التي تسميها حجر الأساس.”
في العديد من الصور المختلفة بعين عقلي، رأيت العشرات، بل المئات من المحادثات المحتملة مع المصير تتكشف، ويتم تشغيل كل منها في وقت واحد. لقد تجلت عقليًا في العديد من المعارك ضد أغرونا وكيزيس، بحثًا عن خطة فعالة لطردهما من العالم دون تدميره عن غير قصد. إن إيجاد حل للمشكلة التي قدموها كان بدوره يتطلب التفكير في عملية تحرير ضغط العالم الأثيري وإعادة عالمنا إلى مساره الصحيح من النمو، لأن أي محاولة للقيام بذلك اعتمدت بالكامل على نتائج البحث. على الحدثين الأولين. وعلى الرغم من بذل قصارى جهدي لاستكشاف الحلول المحتملة لإطلاق الأثير، فإن نتائج أي تسلسل محدد للسبب والنتيجة قد تغيرت بشكل كبير من خلال الطريقة التي قمت بها بحل المواقف السابقة، مما أدى إلى خلق حلقة دورية من الدمار الذي لا نهاية له والذي كافح فيه حتى رون مناورة الملك للتغلب عليه أو إيجاد معنى.
أمطرت الظلال البيضاء نيرانًا بيضاء، ومحت المدينة في غمضة عين.
أمطرت الظلال البيضاء نيرانًا بيضاء، ومحت المدينة في غمضة عين.
حاولت تركيز الأثير نحو الأنف الدموي. نواتي لم تستجب.
حتى عندما تحدث الكيان، قمت بحفر أصابعي في عظم القص، وأدركت فجأة الإحساس الفظيع بالحكة القادمة من أعماقي. لم أعد إلى جسدي المادي، ولا يزال بإمكاني الشعور بالمسافة بيني وبينه، لكن في الوقت نفسه، كنت أشعر بأنفاسي تتحرك بشكل متساوٍ داخل وخارج رئتي، وصدري يتوسع وينكمش. عندما ركزت، سمعت صوت سيلفي بجانبي، تتنفس بشكل أسرع وأكثر حدة، مثل شخص على وشك أن يستيقظ بسبب كابوس.
أمطرت الظلال البيضاء نيرانًا بيضاء، ومحت المدينة في غمضة عين.
كنا أقرب إلى أنفسنا، ولكن ليس بشكل كامل.
كان أول من فكرت بهم هو الجن، لكنني رأيت مدينة الجن بالفعل. وهي لا تبدو نفسها. ولكن، كما كان من قبل، كانت الظلال البيضاء هي التنانين…
فكرت سيلفي: “لا يمكن معرفة ذلك”.
“هذا صحيح، آرثر – غراي. أنت لست في حجر الأساس أو العالم الحقيقي بشكل كامل. عقلك هنا معي في هذا السجن.” رفرف الضوء الذهبي بما ترجمه عقلي على أنه غضب. “قد تصدقون أنتم الثلاثة ذلك بمجرد اختيار القيام بذلك. إن المصير موجود داخل حجر الأساس وخارجه، تمامًا مثلكم.”
“هذا ليس اختبارًا للقوة البدنية الغاشمة، بل للبصيرة”، أوضح هانيول بصبر. “إن رؤيتك لهذه الرونية غير مكتملة، وفهمك لمسار الزمن محدود. لكنك مرتبط بشخص أفضل توافقًا به. فلتتشاركوا هذا العبء.”
ارتجف هيئة المصير، وبدا أن العالم الأثيري بأكمله قد أُغلق من حولنا. قالت الهيئة: “يجب أن ينفجر الكيس الذي يمثل هذا العالم إذا أردنا إعادة العالم إلى مساره الصحيح. العالم يعاني من دون الأثير، والأثير يعاني من دون العالم.”
“سجن؟” سألت، دون أن أفهم تماما ما يعنيه هيئة المصير.
لقد شهقت، وضربني الإدراك مثل الماء المثلج. كنا في متوسط العالم المادي، وكنت قادرًا على الوصول بسهولة إلى رونيات اإله الخاصة بي.
تم رفع الأذرع ذات الخيط الذهبي إلى جانبي الكيان، في لفتة بدا أنها تشمل العالم الأثيري بأكمله. “إن العالم الآخر، مستوى النار والأرض والماء والهواء، لم يُسمح له بالنمو في مساره الطبيعي. هذا المكان – العالم الأثيري كما تظنه - هو أحد أعراض قمع العالم وتقييده. إنه أمر غير طبيعي، وتشكله مثل كيس في عالم اليقظة.”
لقد طفت متحررًا من الثوران، لأعلى ولأعلى، أشاهد الأثير وهو يبتلع المحيطات ثم الأكريا قبل أن ينسكب بحرية في فراغ الفضاء البعيد.
لم يكن هناك شعور بمرور الوقت، فقط تكشفت العديد من الاحتمالات أمامي.
“آرثر، أنفك…” قالت سيلفي بعد لحظة.
لقد انجرفت سيلفي إلى الوراء بضع خطوات. أصبحت بشرتها شاحبة، وتتململ بأكمام فستانها الأسود. “تدمير كل تلك الحضارات…”
عادت إلى ذهني فجأة كلمات جدها: كل ما فعلته كان يهدف إلى إبقاء هذا العالم حيًا، وسيكون من الحكمة بالنسبة لك أن تضع ذلك بقوة في مقدمة أي افتراضات أخرى تضعها عني. ولكن كان هناك أكثر مما هو عليه. تحدث كيزيس عن التوازن وعن الازوراس الذين تقاتلوا ودمروا العالم. لم أستطع إلا أن أفكر أنه ربما كان يقصد شيئًا آخر غير التدمير الجسدي.
حاولت تركيز الأثير نحو الأنف الدموي. نواتي لم تستجب.
لقد فكرت في كل ما أعرفه عن الأثير: إنه يضم نوعًا من الوعي، ويتطلب من التنانين العمل جنبًا إلى جنب معه، وإقناعه بالشكل الذي يرغبون فيه؛ من خلال امتصاص الأثير وتنقيته من خلال نواة الأثير الخاصة بي، غيرت علاقتي به، مما سمح لي بالتلاعب به مباشرة بدلاً من القتال فقط للتأثير على الطريقة التي استخدمته بها التنانين؛ يمكن للأثير أن يغير الزمان والمكان والطاقة الحيوية للحياة نفسها، وهو قوي بما يكفي حتى لربط أو فصل الجوهر الروحي للشخص عن جسده من لحم ودم.
لقد أظلمت فكرة تقشعر لها الأبدان في ذهني، فاتجهت إلى هانيول للتأكيد. بقيت عيناه الورديتان على الشاطئ.
على الرغم من أن السؤال الأول في ذهني كان لماذا؟ لماذا يريد التنانين وكيزيس قمع تقدم العالم؟ لم يكن هذا هو السؤال الذي طرحته بل. “ما هو الأثير حقًا؟ ما هو المصير؟”
ومض التوهج بشكل متقطع لأعلى ولأسفل الجسم الملفوف بالخيط. “لكن العصمة من الخطأ ليست عنصرًا ضروريا للنجاح في الوصول إلى حالة التوازن الطبيعي. الفشل في العمل هو الطريقة التي يتطور بها العالم، وهو مكون طبيعي للانحلال الانتروبي.”
بطريقةٍ ما، لم أُمحى، بل طفت بعيدًا عن الأرض وفي الهواء بينما كان الموج يتدفق في وجهي إلى ما لا نهاية. كل ما أمكنني فعله هو المشاهدة من موقعي الأعلى باستمرار، بينما كان الانفجار ينظف الصحراء ويمزق العالم حتى جوهره. مسحت الموجة البنفسجية سابين بأكملها بعد ذلك، ثم سوت الجبال الكبرى بالأرض. وسرعان ما اختفت ديكاثين بأكملها، وضاعت تحت المحيط البنفسجي هذا.
“ما الذي-“
قالت هيئة المصير: “الأثير هو كل شيء قبل الحياة وبعد الموت.” وبينما كان يتحدث، تحركت الخيوط الذهبية حول نفسها وأصبحت مثل الدمية. “الأثير هو الفضاء والفراغ في نفس الوقت. إنه وقت لا نهاية له ولا حدود له. إنه جوهر السحر في هذا العالم.” التفت الخيوط حولنا الآن، كما لو كنا في وسط كرة من خيوط القطن. ظهرت صور أمامنا.
“الإنتروبيا،” فكرت سيلفي، والكلمة يتردد صداها بداخلي بشكل ينذر بالسوء. “النظام الطبيعي هو اتباع سهم الزمن. تماما كما قالت.”
أدريس عملات رقمية
رأيت… نفسي أسقط. فقط، الصورة التي لعبها الضوء عبر الجزء الداخلي من كرة الخيط الذهبي لم تكن مركزة عليّ، بل على الرجل قاطع الطريق الذي بجانبي. لقد سقطنا وسقطنا، ثم توقفنا. لقد تم إيقاف سقوطي قبل الاصطدام بالأرض الصلبة، لكن قاطع الطريق لم يكن محظوظًا جدًا. بدا المشهد وكأنه قد تجمد. بينما كنت مستلقيًا فاقدًا للوعي، ضخت آخر نبضات قلب قاطع الطرق الضعيفة الدم إلى التربة من مائة جرح فيه، وأطلقت كمية صغيرة من المانا التي كانت ملتصقة بجسده في الغلاف الجوي.
استدار الرأس مجهول الهوية لينظر إلى سيلفي. بدلاً من الكلمات، ومضت الصور في عقولنا الجماعية: حقول الموتى، تصاعد أثيرهم مثل أشباح بنفسجية فوقهم؛ صورة ظلية لتنين يحدث ثقبًا في نسيج العالم؛ مكان بين الأماكن يمتص ذرات الطاقة الأثيرية مثل الإسفنج؛ موجات من التركيز تسربت من صدع في السماء ويتردد صداها عبر سطح العالم…
نبضت الخيوط الذهبية بضوء غاضب. “الأثير هو الطاقة السحرية المُركزة التي يتركها الكائن الحي عندما يموت.”
من منظور آرثر ليوين:
ثم تم إظهار شيء آخر أيضًا؛ انجرفت بضع ذرات صغيرة من الأثير، مثل الشرارات، من جسده وتم امتصاصها في الضباب الرقيق للأثير الجوي الذي تألق إلى الحياة في الصورة.
كان هناك تسلسل ضروري للأحداث، وقد وضعته بالترتيب الضروري عندما بدأت في محاولة حل كل خطوة. مثل المسارات الأثيرية التي تتصل عبر كل من العالم المادي والفراغ الأثيري، فإن كل خطوة اتصلت بالأخرى على شكل حلقة. لم أتمكن من تحقيق أي هدف فردي – مثل الهروب من حجر الأساس مع نظرة ثاقبة للمصير – دون معرفة كيفية تحقيق ما حدث قبل ذلك وبعده.
“لقد قلت لك ذلك بالفعل.” نبضت الخيوط واهتزت عندما تحدث الكيان. “أنا المصير. أو… جانب من المصير. الفم.”
بجانب صورة موت قاطع الطريق وداخلها قليلاً، كانت هناك صورة أخرى تلعب أيضًا. أظهرتني هذه الصورة وأنا أسقط من شجرة، وكانت يدي ملتفة حولي تحت هبوب الريح. ضربة سريعة عبر الشريان السباتي لتاجر الرقيق يتبعها موت سريع. مرة أخرى، تم إطلاق الدم، المانا، وأخيرًا، عدد قليل من ذرات الأثير الصغيرة.
صور أخرى لعبت جنبًا إلى جنب مع هذه. أظهرت كل واحدة مشهدًا مختلفًا، لكنها كانت كلها متشابهة: مشاهد الموت. ورافق كل موت إطلاق جزيئات أثيرية.
________________ ترجمة: Scrub برعاية: Youssef Ahmed لمن يرغب في دعمي ماديًا (هذا لا يؤثر على تنزيل الفصول أو عدمه ولا أحد مجبر على دعمي هذا فقط لمن يستطيع):
من بين المشاهد، اخترت مشهدًا واحدًا على وجه الخصوص. قلت: “لا”، أو على الأقل اعتقدت أنني فعلت ذلك. لم أتمكن من سماع صوتي وسط قرع طبول نبضي في أذني. لم أكن أريد أن أرى، ولكن لم أستطع أن أنظر بعيدًا.
“لقد قلت لك ذلك بالفعل.” نبضت الخيوط واهتزت عندما تحدث الكيان. “أنا المصير. أو… جانب من المصير. الفم.”
(حسب السياق الي فهمته انها قبضة حرشفية ومقصود بها قبضة التنانين المليئة بالحراشف ولكن قد يكون معناها أيضا القبضة المقيدة لكني ارجح الخيار الاول)
في الصورة، جثة والدي محطمة وسط مذبحة المعركة. اعتقدت أنه قد رحل بالفعل، لكن المانا كانت لا تزال متمسكة به. كانت شفتيه تتحرك قليلاً. لم أتمكن من إبعاد نظري عن هذه الصورة الفظيعة. “أليس. ايلي. آرث.” كانت حركة شفتيه البطيئة والصامتة توضح أسماءنا. “أحبكم. أحبكم. أنا…” توقفت شفتاه، وتحررت القوة الانقباضية من قلبه. ارتفعت منه المانا النقية مثل البخار في صباح شتوي بارد. ومن ثم الأثير.
أغلقت عيني. “هذا يكفي. فهمت.”
قبل أن أتمكن من الرد، انسكبت ألوانٌ عبر الفراغ، ولفت مثل الدوامة وذابت معًا لتشكل سماء زرقاء غائمة، وحقلًا أخضرًا، ومساحة من المحيط المتموج، كل موجة في المحيط غُطيت بالأبيض ولمعت مثل الألماس تحت الشمس الصفراء. بحلول الوقت الذي عاد فيه تركيزي إلى المصير، كان قد حول نفسه مرة أخرى إلى الجني هانيول ذو البشرة الزرقاء والعينين الورديتين.
عندما فتحت عيني مرة أخرى، عادت هيئة المصير إلى الشكل البشري من الخيط الذهبي الملفوف بإحكام.
أصبحت نواتي فارغة، وآخر ما تبقى من أثيري احترق كوقود لرونيات الإله، والتي توهجت كلها بشكل دافئ وذهبي من ظهري.
نسجت سيلفي أصابعها من خلال أصابعي وأمسكت بيدي بإحكام. شعرت بها وهي تأخذ نصيبًا من الثقل العاطفي الذي تركه المشهد على كتفي.
على الجانب الآخر، هز ريجيس رأسه، مما تسبب في تموج لهيب عرفه مثل العلم. “إذن الأثير هو…ماذا بالضبط؟ أشخاصٌ موتى؟”
وعندما نظرت للأعلى وجدت مدينة الجن قد اختفت. لم يبق أي خردة أو ذرة، ولا جدار مهدم أو أساس. لا شئ. قلت مطولاً: “لقد رأيت، لكنني لم أفهم”.
لقد انجرفت سيلفي إلى الوراء بضع خطوات. أصبحت بشرتها شاحبة، وتتململ بأكمام فستانها الأسود. “تدمير كل تلك الحضارات…”
نبضت الخيوط الذهبية بضوء غاضب. “الأثير هو الطاقة السحرية المُركزة التي يتركها الكائن الحي عندما يموت.”
عشرات من فروع الفكر المنفصلة اصطدمت ببعضها البعض، كل تصادم أرسل موجة من الألم عبر جمجمتي. لقد كان صراعًا لجمع ما يكفي من التركيز للنظر إلى الداخل.
أضفت، والقطع تتموضع في مكانها في ذهني: “وهذا… يحمل بعض المعنى لنواياهم. الأثير واعٍ ويمكن التأثير عليه… لأنه كان حياً ذات يوم.”
غرقت معدتي. لم أتمكن من تحديد الإحساس بالضبط، لكن شيئًا ما في نبرة الكيان جعلني أشعر بعدم الارتياح. “ماذا سيحدث عندما تسقط هذه الجدران الزائفة؟”
أجاب بهدوء: “المصير هو كل مستقبل، كل نتيجة محتملة.”
أشرقت الدموع في عيوني. “ولهذا السبب يتذكر الأشكال التي اتخذها من قبل. حضارات الموتى القدامى بأكملها. يجب أن يكونوا إلى جانب الجن قد وصلوا إلى مرحلة حيث يمكنهم الاستفادة من الأثير. أشكال التعويذات… هي صدى لوعيهم الجماعي المرتبط بهذا السحر الحي.”
وعندما نظرت للأعلى وجدت مدينة الجن قد اختفت. لم يبق أي خردة أو ذرة، ولا جدار مهدم أو أساس. لا شئ. قلت مطولاً: “لقد رأيت، لكنني لم أفهم”.
ارتجف هيئة المصير، وبدا أن العالم الأثيري بأكمله قد أُغلق من حولنا. قالت الهيئة: “يجب أن ينفجر الكيس الذي يمثل هذا العالم إذا أردنا إعادة العالم إلى مساره الصحيح. العالم يعاني من دون الأثير، والأثير يعاني من دون العالم.”
” مدينة الجن. التي رأيتها في المحاكمة. زوروا.”
لقد تخيلت أرواح كل من مروا في هذا العالم تتكثف في العالم الأثيري ولم أستطع إلا أن أتساءل عما إذا كانت هناك قطعة من والدي هناك أيضًا. ليس والدي فحسب، بل أيضًا آدم وسيلفيا ورينيا وعائلة إيراليث وآل جلايدرز وفييريث وسينثيا… كان هناك الكثير من الموتى الذين لا يمكن ذكر أسمائهم. هل هم يعانون، محاصرين داخل هذا السجن غير الطبيعي؟
بينما كنت أكافح من أجل التوصل إلى شيء آخر لأقوله، بحثت بيأس في المساحة الواسعة من الفراغ الأثيري الذي يحيط بنا. السمة الملموسة الوحيدة للفراغ الأسود الأرجواني الشاسع كانت البوابة. تساءلت ماذا سيحدث إذا حاولت الفرار من خلالها.
“لقد قالت إن العالم الأثيري هو كيف تنتهي الأمور…” قالت سيلفي وهي تهز نفسها قليلاً وتسحب يدها من يدي. “من رؤيتي، في المقابر الأثرية”. ضاقت عينيها عندما نظرت إلى هيئة المصير. “كيف يتم قمع العالم بالضبط؟”
أعطت سيلفي أنينًا منخفضًا ومتألمًا، ولم ترمش بنظراتها وهي تراقب الدمار الغامض الذي يحدث أمامنا.
تلاشت أفكارهم من الداخل والخارج. لم أتمكن من معالجتها، ولم أتمكن من تتبع أي من أفكاري أو أفكارهم. هل كانت مناورة الملك لا يزال نشطًا؟ شعرت وكأن عقلي قد تم تقطيعه إلى مائة قطعة، مثل تلك العروض العلمية القديمة على الأرض والتي كانت مجرد شرائح رقيقة من شخص، كل طبقة انضغطت في زجاجة وتوضع ليراها العالم…
استدار الرأس مجهول الهوية لينظر إلى سيلفي. بدلاً من الكلمات، ومضت الصور في عقولنا الجماعية: حقول الموتى، تصاعد أثيرهم مثل أشباح بنفسجية فوقهم؛ صورة ظلية لتنين يحدث ثقبًا في نسيج العالم؛ مكان بين الأماكن يمتص ذرات الطاقة الأثيرية مثل الإسفنج؛ موجات من التركيز تسربت من صدع في السماء ويتردد صداها عبر سطح العالم…
من منظور آرثر ليوين:
خفت الضوء حول جانب المصير. “نعم.”
تلاشت الصور، واستمرت هيئة المصير. “قبضة حُرشفية* مُغلقة على جميع أنحاء العالم. ولن يتم هدم الجدران الزائفة التي تفسد النظام الطبيعي إلا عندما تنكسر قبضتها.”
(حسب السياق الي فهمته انها قبضة حرشفية ومقصود بها قبضة التنانين المليئة بالحراشف ولكن قد يكون معناها أيضا القبضة المقيدة لكني ارجح الخيار الاول)
نظرت إلى سيلفي التي قابلت عيني بحاجب مرتفع. “هذا… ليس بالضبط ما كنت أتوقعه.”
غرقت معدتي. لم أتمكن من تحديد الإحساس بالضبط، لكن شيئًا ما في نبرة الكيان جعلني أشعر بعدم الارتياح. “ماذا سيحدث عندما تسقط هذه الجدران الزائفة؟”
من السعودية:
“سيستمر الوجود. ستدور العوالم. سيتحرك الوقت للأمام كما ينبغي.” مع كل كلمة منطوقة، ومضت الخيوط الذهبية بضوء باهت.
أعطت سيلفي أنينًا منخفضًا ومتألمًا، ولم ترمش بنظراتها وهي تراقب الدمار الغامض الذي يحدث أمامنا.
“سيلف…” قلت، في لهجة مواسية. من خلال رابطنا العقلي، جذبتها نحوي. على الرغم من أنها لم تتحرك جسديًا، إلا أن إرادتها كانت ضد إرادتي. سرت رجفة في جسدها، وخفّت أنفاسها.
“الإنتروبيا،” فكرت سيلفي، والكلمة يتردد صداها بداخلي بشكل ينذر بالسوء. “النظام الطبيعي هو اتباع سهم الزمن. تماما كما قالت.”
رأيت… نفسي أسقط. فقط، الصورة التي لعبها الضوء عبر الجزء الداخلي من كرة الخيط الذهبي لم تكن مركزة عليّ، بل على الرجل قاطع الطريق الذي بجانبي. لقد سقطنا وسقطنا، ثم توقفنا. لقد تم إيقاف سقوطي قبل الاصطدام بالأرض الصلبة، لكن قاطع الطريق لم يكن محظوظًا جدًا. بدا المشهد وكأنه قد تجمد. بينما كنت مستلقيًا فاقدًا للوعي، ضخت آخر نبضات قلب قاطع الطرق الضعيفة الدم إلى التربة من مائة جرح فيه، وأطلقت كمية صغيرة من المانا التي كانت ملتصقة بجسده في الغلاف الجوي.
تصلب الفضاء الأثيري من حولنا، واكتسب حوافًا محددة، ثم اللون، وأخيرًا الملمس، وهو مشهد من العالم الحقيقي يظهر مرة أخرى ليتواجد حولنا. كان المشهد الأزرق والذهبي المشرق وغير المتحرك يشبه الوقوف داخل نافذة زجاجية ملونة. لكن عندما التفتت لأنظر حولي، تطايرت الحواف الصلبة، ولم يكن هناك سوى رمل مع الريح.
كنا واقفين في الصحراء. هبت ريح شديدة من الشرق، فحملت الرمال في وجوهنا. كان شكل الخيوط المنسوجة هو هانيول مرة أخرى. ثم لوح بيده، وهدأت الرياح. انجرفت الرمال مثل الثلج الناعم عائدة إلى أرض الصحراء. وعلى مسافة بعيدة، كان بإمكاني رؤية الحجر الطويل الذي يشير إلى اتجاه ملجأ الجن المخفي.
الصورة المفاجئة لجسدها وهو يتحلل إلى ذرات من الذهب والخزامى قطعت انتباهي. ‘سيلف، هل أنتِ بخير؟’
عقد هانيول ذراعيه، وأدخل يديه في الكم المقابل مثل راهب عجوز. أغمض عينيه وأدار وجهه نحو الشمس. “قم بتنشيط الرون الذي تسميه خطوة الإله.”
أمال ريجيس رأسه، في حيرة. “وأنا أيضًا.”
الفصل 480: حافة الأفق
ترددت. بدلًا من اتباع تعليمات هانيول، انحنيت ومررت أصابعي في الرمال. “هل هذا هو العالم الحقيقي؟”
لقد أظلمت فكرة تقشعر لها الأبدان في ذهني، فاتجهت إلى هانيول للتأكيد. بقيت عيناه الورديتان على الشاطئ.
“هذا صحيح، آرثر – غراي. أنت لست في حجر الأساس أو العالم الحقيقي بشكل كامل. عقلك هنا معي في هذا السجن.” رفرف الضوء الذهبي بما ترجمه عقلي على أنه غضب. “قد تصدقون أنتم الثلاثة ذلك بمجرد اختيار القيام بذلك. إن المصير موجود داخل حجر الأساس وخارجه، تمامًا مثلكم.”
“لا.” لم ينظر هانيول إلي ولكنه حافظ على وضعيته التأملية. “ما زلنا في المنتصف. إن ما تفعله الآن لن يكون له أي تأثير خارج حجر الأساس، لكنه سيسمح لي أن أعرض عليك إجابة سؤالك.”
أغلقت عيني. “هذا يكفي. فهمت.”
“كن حذرًا يا آرثر،” فكرت سيلفي.
وقفت بشكل مستقيم مرة أخرى وأزيلت الرمل عن بشرتي، ثم أخذت نفسًا عميقًا. بقدم واحدة في العالم الحقيقي وواحدة في حجر الأساس، كان من السهل توجيه الأثير إلى رون الإله. ربطت الممرات الأثيرية، ثم أشرقت خطوط من الضوء البنفسجي، تربط كل نقطة في الفضاء بكل نقطة أخرى. باستثناء أن المسارات لم تكن مستقيمة كما كانت دائمًا من قبل. انتفخت النقاط الفردية التي حددت الوجهات المحتملة لخطوة الإله، كما لو كان هناك شيء يدفعها من الجانب الآخر، ثم انحنت المسارات المتصلة وتشوهت.
في العديد من الصور المختلفة بعين عقلي، رأيت العشرات، بل المئات من المحادثات المحتملة مع المصير تتكشف، ويتم تشغيل كل منها في وقت واحد. لقد تجلت عقليًا في العديد من المعارك ضد أغرونا وكيزيس، بحثًا عن خطة فعالة لطردهما من العالم دون تدميره عن غير قصد. إن إيجاد حل للمشكلة التي قدموها كان بدوره يتطلب التفكير في عملية تحرير ضغط العالم الأثيري وإعادة عالمنا إلى مساره الصحيح من النمو، لأن أي محاولة للقيام بذلك اعتمدت بالكامل على نتائج البحث. على الحدثين الأولين. وعلى الرغم من بذل قصارى جهدي لاستكشاف الحلول المحتملة لإطلاق الأثير، فإن نتائج أي تسلسل محدد للسبب والنتيجة قد تغيرت بشكل كبير من خلال الطريقة التي قمت بها بحل المواقف السابقة، مما أدى إلى خلق حلقة دورية من الدمار الذي لا نهاية له والذي كافح فيه حتى رون مناورة الملك للتغلب عليه أو إيجاد معنى.
فتح هانيول عينيه مرة أخرى. كانت القزحية ذات اللون الوردي الفاتح مشوبة بذرات الأثير في ضوء الشمس. “لقد أوصلتكُ إلى المستقبل حيث هزمت أعداءك بالفعل، آرثر – جراي. لقد تم إطلاق النية في تضييق هذا العالم، لكن لا تزال هناك حاجة إليك. سأعلمك كيف تخيط الجرح.”
حامت سيلفي في الفراغ أمامي. نظرت إلى يدها التي كانت ملطخة بالدم. ثم لعقت شفتي وذقت الملح والحديد.
“سجن؟” سألت، دون أن أفهم تماما ما يعنيه هيئة المصير.
حركت سيلفي قدمها بتوتر في الرمال بجانبي. نظر ريجيس إلى هانيول بحذر.
بدلاً من السير في المسارات الأثيرية، أمسكت بأحدها، بنفس الطريقة التي فعلت بها مع الخيوط الذهبية التي تمثل المصير.
استدار الرأس مجهول الهوية لينظر إلى سيلفي. بدلاً من الكلمات، ومضت الصور في عقولنا الجماعية: حقول الموتى، تصاعد أثيرهم مثل أشباح بنفسجية فوقهم؛ صورة ظلية لتنين يحدث ثقبًا في نسيج العالم؛ مكان بين الأماكن يمتص ذرات الطاقة الأثيرية مثل الإسفنج؛ موجات من التركيز تسربت من صدع في السماء ويتردد صداها عبر سطح العالم…
بدأت النقاط تتفتح واحدة تلو الأخرى.
قال هانيول: “جيد. الآن، تصور في عقلك كيف أن كل مسار مترابط في حلقة مستمرة مثل شكل مهد القطة*، الذي يجري داخل وخارج كل نقطة في الفضاء. قم بتمكين الرون الذي تسميه قداس الشفق ومزق الخيط بحرية.”
(شكل مهد القطة يمكنك رؤيته في جوجل للي مهتم)
بطريقةٍ ما، لم أُمحى، بل طفت بعيدًا عن الأرض وفي الهواء بينما كان الموج يتدفق في وجهي إلى ما لا نهاية. كل ما أمكنني فعله هو المشاهدة من موقعي الأعلى باستمرار، بينما كان الانفجار ينظف الصحراء ويمزق العالم حتى جوهره. مسحت الموجة البنفسجية سابين بأكملها بعد ذلك، ثم سوت الجبال الكبرى بالأرض. وسرعان ما اختفت ديكاثين بأكملها، وضاعت تحت المحيط البنفسجي هذا.
مع الحفاظ على التركيز على خطوة الإله، قمت بتقسيم مخرجات الأثير الخاصة بي وقمت بتوجيه التدفق إلى قداس الشفق. على مسافة بعيدة، شعرت بالرونية وهي تدفئ ظهري. ركضت جزيئات الأثير الأرجوانية الزاهية على ذراعي واحتشدت فوق يدي. أحكمت قبضتي على الطريق، ونهضت.
“هذه زاوية صغيرة من قارة صغيرة من هذا العالم، خلال نافذة زمنية ضئيلة واحدة،” قال هانيول بصوت خالي من العاطفة بشكل غريب. “أنت بحاجة لرؤية هذا لفهمه. ولن تتمكن من الرؤية إلا عندما تفهم.”
انتفخت ذراعي. غمرهم الأثير بشكل غريزي، وسحبت بقوة أكبر. بدأت أرتجف، لكن الطريق بقي آمنًا، ولم ينحني حتى تحت قوتي.
في العديد من الصور المختلفة بعين عقلي، رأيت العشرات، بل المئات من المحادثات المحتملة مع المصير تتكشف، ويتم تشغيل كل منها في وقت واحد. لقد تجلت عقليًا في العديد من المعارك ضد أغرونا وكيزيس، بحثًا عن خطة فعالة لطردهما من العالم دون تدميره عن غير قصد. إن إيجاد حل للمشكلة التي قدموها كان بدوره يتطلب التفكير في عملية تحرير ضغط العالم الأثيري وإعادة عالمنا إلى مساره الصحيح من النمو، لأن أي محاولة للقيام بذلك اعتمدت بالكامل على نتائج البحث. على الحدثين الأولين. وعلى الرغم من بذل قصارى جهدي لاستكشاف الحلول المحتملة لإطلاق الأثير، فإن نتائج أي تسلسل محدد للسبب والنتيجة قد تغيرت بشكل كبير من خلال الطريقة التي قمت بها بحل المواقف السابقة، مما أدى إلى خلق حلقة دورية من الدمار الذي لا نهاية له والذي كافح فيه حتى رون مناورة الملك للتغلب عليه أو إيجاد معنى.
لوحت بضعف نحو الكوكب المدمر، الذي لا يزال محاطًا بموجة الأثير المتوسعة باستمرار. “لكن هذا؟ كيف يكون هذا أفضل مما فعله كيزيس أو أغرونا؟” رفعت يدي، وكاد اليأس يغمرني. وتحته غضب مبني. “لا. لا، هذا ليس المستقبل. أنا أنكر ذلك. أرفضه.”
“هذا ليس اختبارًا للقوة البدنية الغاشمة، بل للبصيرة”، أوضح هانيول بصبر. “إن رؤيتك لهذه الرونية غير مكتملة، وفهمك لمسار الزمن محدود. لكنك مرتبط بشخص أفضل توافقًا به. فلتتشاركوا هذا العبء.”
________________ ترجمة: Scrub برعاية: Youssef Ahmed لمن يرغب في دعمي ماديًا (هذا لا يؤثر على تنزيل الفصول أو عدمه ولا أحد مجبر على دعمي هذا فقط لمن يستطيع):
قالت سيلفي، وهي تواصل التفكير مع ريجيس: “إن هذه الهيئة ترى عبر الزمان والمكان بنفس الطريقة التي ننظر بها عبر الغرفة. كم من الملايين – ربما المليارات – من الأرواح التي عاشت وانتهت معًا لتشكل المصير؟ قد يكون قادرًا على رؤية المستقبل والعودة في الوقت المناسب لدراسة السبب والنتيجة، لكنه لا يفهم الدافع، ولا يمكنه تقدير الفرد. بالنسبة لشيء عانى من الكثير من الموت، واتساع نطاق الخسارة، نحن – عالمنا كله – صغيرون جدًا أمامه.”
استرخيت دون أن أفتح المسار، نظرت إلى سيلفي. قابلت نظري بإيماءة جادة، ثم ذابت وتحولت لشكل الشبح الفضي، الذي انجرف إلى أعماقي.
واصلت السحب، وتمزيق الفجوة بشكل أوسع وأوسع حتى…
“افتحوا عقولكم لبعضكم البعض،” واصل هانيول بمجرد دخولها. “إن بصيرة التنين مطبوعة على روحها، وليست متعلمة لها. يجب أن تفتح نفسها لك تمامًا حتى تنجح.”
أجاب بهدوء: “المصير هو كل مستقبل، كل نتيجة محتملة.”
شعرت أن سيلفي تحاول الكشف عن نفسها، والتخلي عن الحواجز التي أقمناها على مر السنين لحماية بعضنا البعض وأنفسنا، لكن الأمر لم يكن سهلاً. “البصيرة تتطلب المخاطرة. النمو يتطلب الألم”، فكرت، ثم كررتها مرة أخرى. “أنا مخلوقة منكَ، وأنتَ مخلوق مني. أستطيع أن أثني سهم مسار الزمن، لذا يمكنكَ أن تفعل ذلك أيضًا.”
ببطء، شعرت أن فهم سيلفي ينزف بداخلي، مع ظهور شرارة مشرقة واحدة في كل مرة.
على الرغم من عدم وجود عيون مرئية، إلا أن الوجه المعقد لهذا الكيان الذهبي المتوهج بدا أنه يحدق بي، وصولاً حتى عظامي. لقد بدا ذهني فارغًا، خاليًا من النية أو التفكير الواعي. شعرت بالخيوط الذهبية وهي تشق طريقها عبر ذهني وذكرياتي وماضيَّ وحاضري ومستقبلي. لقد أرعبني هذا الإحساس على المستوى الوجودي.
الصورة المفاجئة لجسدها وهو يتحلل إلى ذرات من الذهب والخزامى قطعت انتباهي. ‘سيلف، هل أنتِ بخير؟’
لم يكن هناك شعور بمرور الوقت، فقط تكشفت العديد من الاحتمالات أمامي.
عندما فتحت عيني مرة أخرى، عادت هيئة المصير إلى الشكل البشري من الخيط الذهبي الملفوف بإحكام.
“أنا كذلك،” ردت مرة أخرى، وارتفع صوتها من شرود من التأمل الشرس. ‘أستطيع أن أشعر بذلك، هل انت كذلك؟ سحب البصيرة. لقد مررت بالزمن نفسه، ولقد طٌبع علي الزمن. لست متأكدة من أنني فهمت ما يعنيه ذلك من قبل. لكن الآن…’
عادت إلى ذهني فجأة كلمات جدها: كل ما فعلته كان يهدف إلى إبقاء هذا العالم حيًا، وسيكون من الحكمة بالنسبة لك أن تضع ذلك بقوة في مقدمة أي افتراضات أخرى تضعها عني. ولكن كان هناك أكثر مما هو عليه. تحدث كيزيس عن التوازن وعن الازوراس الذين تقاتلوا ودمروا العالم. لم أستطع إلا أن أفكر أنه ربما كان يقصد شيئًا آخر غير التدمير الجسدي.
انطلق الأثير من نواتي وسافر عبر القنوات التي شكلتها في حفر الحمم البركانية في المقابر الأثرية إلى ظهري، مشبعًا بالرونية هناك.
ببطء، اختلطت عقولنا، وأصبحت واحدة. في تلك اللحظة، تحرك المسار الأثيري الملتوي في قبضتي، وعندما تحرك أحدهم، تحركوا جميعًا. تم شد ألف وتر متدلي، وانثنيت شبكة النقاط المتصلة والمسارات بأكملها. لم أكن أدرك تمامًا أي فهم كانت تشاركه سيلفي معي والذي سمح بحدوث ذلك، لكن هانيول كان على حق.
اتبعت خيط ذهبي واحد كل فكرة. ومع كل فكرة، كان المصير موجودًا، يراقب خط التفكير وهو يتطور. بغض النظر عن عدد الأفكار التي أحملها في وقت واحد، نسجت خيوط المصير مع كل فكرة.
عشرات من فروع الفكر المنفصلة اصطدمت ببعضها البعض، كل تصادم أرسل موجة من الألم عبر جمجمتي. لقد كان صراعًا لجمع ما يكفي من التركيز للنظر إلى الداخل.
بدأت النقاط تتفتح واحدة تلو الأخرى.
قال هانيول: “أعلم”.
تسرب الأثير من خلالي.
كان وجه هيئة المصير الفارغ ينظر إليَّ بلا عاطفة. “الرياح لا تسعى إلى إسقاط الشجرة. ولا تتآمر أمواج المحيط لإزالة الجرف. إن الوضع الحالي للواقع يتعارض مع التقدم الطبيعي لهذا العالم. وفي اللحظة التي دخلت فيها روحك جسدك، أصبحت الأداة التي من خلالها سيتم تصحيح هذا الأمر.”
واصلت السحب، وتمزيق الفجوة بشكل أوسع وأوسع حتى…
مع الحفاظ على التركيز على خطوة الإله، قمت بتقسيم مخرجات الأثير الخاصة بي وقمت بتوجيه التدفق إلى قداس الشفق. على مسافة بعيدة، شعرت بالرونية وهي تدفئ ظهري. ركضت جزيئات الأثير الأرجوانية الزاهية على ذراعي واحتشدت فوق يدي. أحكمت قبضتي على الطريق، ونهضت.
تراجع نسيج الواقع.
أمسكت بريجيس، الذي تلاشى واحتمى في نواتي مع سيلفي باعتباره انفجارًا لقوة أثيرية لم يسبق لي أن رأيتها أو تخيلتها تتدحرج عبر الصحراء. ارتفعت الرمال في الهواء بينما كان الغلاف الجوي يغلي، وتحطمت أساسات القارة بعيدًا تحتي، ولم أتمكن من مقاومة هذه القوة.
لقد فكرت في كل ما أعرفه عن الأثير: إنه يضم نوعًا من الوعي، ويتطلب من التنانين العمل جنبًا إلى جنب معه، وإقناعه بالشكل الذي يرغبون فيه؛ من خلال امتصاص الأثير وتنقيته من خلال نواة الأثير الخاصة بي، غيرت علاقتي به، مما سمح لي بالتلاعب به مباشرة بدلاً من القتال فقط للتأثير على الطريقة التي استخدمته بها التنانين؛ يمكن للأثير أن يغير الزمان والمكان والطاقة الحيوية للحياة نفسها، وهو قوي بما يكفي حتى لربط أو فصل الجوهر الروحي للشخص عن جسده من لحم ودم.
بطريقةٍ ما، لم أُمحى، بل طفت بعيدًا عن الأرض وفي الهواء بينما كان الموج يتدفق في وجهي إلى ما لا نهاية. كل ما أمكنني فعله هو المشاهدة من موقعي الأعلى باستمرار، بينما كان الانفجار ينظف الصحراء ويمزق العالم حتى جوهره. مسحت الموجة البنفسجية سابين بأكملها بعد ذلك، ثم سوت الجبال الكبرى بالأرض. وسرعان ما اختفت ديكاثين بأكملها، وضاعت تحت المحيط البنفسجي هذا.
تلاشى المشهد، وذابت الأرض تحت قدمي، وتفككت السماء إلى قطع رقيقة من الألوان. كنا نطفو مرة أخرى داخل العالم الأثيري بجوار البوابة. لقد رحل هانيول، وعاد في مكانه كشكلًا للمصير، وجسده الحريري المتوهج يسلط الضوء عليّ وعلى رفاقي.
صمتت عندما انتشر أناس جدد عبر الشاطئ. كان تقدمهم أبطأ من الأطياف أو التنانين. بدءًا من الأكواخ الصغيرة، قاموا بتوسيع قريتهم إلى مدينة، ثم إلى مدينة صغيرة مضغوطة على وجه الجرف. كانت الأرض من حولنا محروثة ومخضضة إلى تربة بنية حيث تُزرع المحاصيل. وبدأت أعمدة الدخان الكثيفة تتدفق من مداخن بعض المباني، التي أصبحت الآن مصنوعة من الطوب بدلاً من الطين أو الخشب. امتدت الأرصفة إلى المحيط، وظهرت السفن الشراعية الصغيرة. يبدو أن تقدمهم قد توقف لبعض الوقت، ثم …
لقد طفت متحررًا من الثوران، لأعلى ولأعلى، أشاهد الأثير وهو يبتلع المحيطات ثم الأكريا قبل أن ينسكب بحرية في فراغ الفضاء البعيد.
“الانتقال من النظام إلى الفوضى، ومن الوجود إلى العدم. تفكُك الهيكل. الإنتروبيا.’ كان صوت سيلفي المتوقع عقليًا أجوفًا. “التطور الطبيعي لكل الأشياء.”
“لقد اخترت شخصية من ذكرياتك اعتقدت أنها ستريحك من أجل جعل هذه المحادثة أكثر راحة لك.” مرة أخرى، اهتزت الخيوط، وظهرت إشارة منها وسمع الصوت الرنان اللاإنساني لجانب المصير. “أنت تحمل معك مئات الساعات من الذكريات من الشخص المسمى هانيول، مما أعطى مظهرًا ذا أهمية كبيرة.” ارتجف شيء مثل الضحكة عبر الكيان، وأرسل تموجات على طول مئات الخيوط الذهبية الممتدة إلى الخارج منه. “ربما لم تكن الراحة هي التي تحتاجها لإدخالك في هذه المحادثة، بل الارتباك.”
لقد رحل هانيول، لكن هيئة المصير المنسوج بالخيوط طارت معي. “هذه هي الحرية. هذا هو غياب القيد. هذا هو المكان الذي يأخذك إليه طريقك يا آرثر – جراي. أنت المفتاح لكل هذا.”
التفتت نحو الشخص الذي يشبه الدمية، حركاتي بدت بطيئة، تعابير وجهي مسكونة. “كل تلك اللحظات التي طعنتني فيها وحثتني على التأكد من أن الأمور تسير على ما يرام. هذا هو ما تريده، ما الذي تحاول تحقيقه؟”
‘آرثر، مدمر عالمه، أو حارس الكون،’ فكر ريجيس بحزن. “أتكلم عن المنظور.”
لوحت بضعف نحو الكوكب المدمر، الذي لا يزال محاطًا بموجة الأثير المتوسعة باستمرار. “لكن هذا؟ كيف يكون هذا أفضل مما فعله كيزيس أو أغرونا؟” رفعت يدي، وكاد اليأس يغمرني. وتحته غضب مبني. “لا. لا، هذا ليس المستقبل. أنا أنكر ذلك. أرفضه.”
استرخيت دون أن أفتح المسار، نظرت إلى سيلفي. قابلت نظري بإيماءة جادة، ثم ذابت وتحولت لشكل الشبح الفضي، الذي انجرف إلى أعماقي.
كان وجه هيئة المصير الفارغ ينظر إليَّ بلا عاطفة. “الرياح لا تسعى إلى إسقاط الشجرة. ولا تتآمر أمواج المحيط لإزالة الجرف. إن الوضع الحالي للواقع يتعارض مع التقدم الطبيعي لهذا العالم. وفي اللحظة التي دخلت فيها روحك جسدك، أصبحت الأداة التي من خلالها سيتم تصحيح هذا الأمر.”
لوحت بضعف نحو الكوكب المدمر، الذي لا يزال محاطًا بموجة الأثير المتوسعة باستمرار. “لكن هذا؟ كيف يكون هذا أفضل مما فعله كيزيس أو أغرونا؟” رفعت يدي، وكاد اليأس يغمرني. وتحته غضب مبني. “لا. لا، هذا ليس المستقبل. أنا أنكر ذلك. أرفضه.”
“بالطبع أنت ترى هذا،” قال هيئة المصير، و ومض ضوء ذهبي خافت على طول الخيوط التي تربط شكله. “ولكن هذا هو الطريق الوحيد للمضي قدمًا. وسوف تدرك ذلك في الوقت المناسب. ليس هناك حد لعدد المرات التي قد نجري فيها هذه المحادثة. في النهاية، ستعيش التسلسل المثالي للأحداث الذي يسمح لك برؤية الحقيقة.”
‘آرثر، مدمر عالمه، أو حارس الكون،’ فكر ريجيس بحزن. “أتكلم عن المنظور.”
لقد حدقت في الشكل الذي يشبه الدمية. “إذا لم أترك حجر الأساس أبدًا، فلن أستطيع تدمير العالم.” تصلب تعبيري إلى وهج شرس. “إذا لزم الأمر، سأبقى هنا إلى الأبد. البعد الذي يحملني سوف ينهار في النهاية، وسوف يتحلل جسدي ويموت، أو سيجدني أغرونا ويقتلني.”
مع الحفاظ على التركيز على خطوة الإله، قمت بتقسيم مخرجات الأثير الخاصة بي وقمت بتوجيه التدفق إلى قداس الشفق. على مسافة بعيدة، شعرت بالرونية وهي تدفئ ظهري. ركضت جزيئات الأثير الأرجوانية الزاهية على ذراعي واحتشدت فوق يدي. أحكمت قبضتي على الطريق، ونهضت.
“الاحتمالات لا حصر لها.” ومض التوهج عبر وجه الشخص الفارغ، ولم أستطع إلا أن أعتقد أنه كان يبتسم لي. “لكن كل الاحتمالات تؤدي إلى كسر الحاجز وإطلاق الأثير مرة أخرى إلى العالم المادي. وفي كل نسخة أنت الرمح الذي يخترق الكيس.”
فكرت سيلفي: “لا يمكن معرفة ذلك”.
كان أول من فكرت بهم هو الجن، لكنني رأيت مدينة الجن بالفعل. وهي لا تبدو نفسها. ولكن، كما كان من قبل، كانت الظلال البيضاء هي التنانين…
“المكان، الزمان، الحياة. معًا، هذه الجوانب من الأثير تنتج المصير. والمصير هو فعل المعرفة، والمواءمة على هذا النحو”، أجابت الهيئة. “إذا كنت أعرف، فهذا فقط لأنه لا توجد طريقة أخرى يمكن أن يكون عليها العالم غير هذه.”
أعطت سيلفي أنينًا منخفضًا ومتألمًا، ولم ترمش بنظراتها وهي تراقب الدمار الغامض الذي يحدث أمامنا.
“ما الذي-“
لوحت بضعف نحو الكوكب المدمر، الذي لا يزال محاطًا بموجة الأثير المتوسعة باستمرار. “لكن هذا؟ كيف يكون هذا أفضل مما فعله كيزيس أو أغرونا؟” رفعت يدي، وكاد اليأس يغمرني. وتحته غضب مبني. “لا. لا، هذا ليس المستقبل. أنا أنكر ذلك. أرفضه.”
سخر ريجيس، والضجيج يمر عبري مثل الرعشة في ظهري. “يا لها من سخافة. هذا هراء كامل.” وأضاف ريجيس: “ربما تكون الأجزاء والقطع التي تخثرت في المصير حية، لكن هذا الفم، هذه الهيئة من المصير، لا تفهم الأحياء.”
قالت سيلفي، وهي تواصل التفكير مع ريجيس: “إن هذه الهيئة ترى عبر الزمان والمكان بنفس الطريقة التي ننظر بها عبر الغرفة. كم من الملايين – ربما المليارات – من الأرواح التي عاشت وانتهت معًا لتشكل المصير؟ قد يكون قادرًا على رؤية المستقبل والعودة في الوقت المناسب لدراسة السبب والنتيجة، لكنه لا يفهم الدافع، ولا يمكنه تقدير الفرد. بالنسبة لشيء عانى من الكثير من الموت، واتساع نطاق الخسارة، نحن – عالمنا كله – صغيرون جدًا أمامه.”
في العديد من الصور المختلفة بعين عقلي، رأيت العشرات، بل المئات من المحادثات المحتملة مع المصير تتكشف، ويتم تشغيل كل منها في وقت واحد. لقد تجلت عقليًا في العديد من المعارك ضد أغرونا وكيزيس، بحثًا عن خطة فعالة لطردهما من العالم دون تدميره عن غير قصد. إن إيجاد حل للمشكلة التي قدموها كان بدوره يتطلب التفكير في عملية تحرير ضغط العالم الأثيري وإعادة عالمنا إلى مساره الصحيح من النمو، لأن أي محاولة للقيام بذلك اعتمدت بالكامل على نتائج البحث. على الحدثين الأولين. وعلى الرغم من بذل قصارى جهدي لاستكشاف الحلول المحتملة لإطلاق الأثير، فإن نتائج أي تسلسل محدد للسبب والنتيجة قد تغيرت بشكل كبير من خلال الطريقة التي قمت بها بحل المواقف السابقة، مما أدى إلى خلق حلقة دورية من الدمار الذي لا نهاية له والذي كافح فيه حتى رون مناورة الملك للتغلب عليه أو إيجاد معنى.
تحرر الشبح الفضي من صدري قبل أن يظهر بجانبي. “هل تدمير كل أشكال الحياة في هذا العالم جزء ضروري من إعادة كل شيء إلى طبيعته؟”
تراجع نسيج الواقع.
“لا، انه ليس ضروريًا. إنه طبيعي. إنه أمر لا مفر منه. غير مهم.”
“هل رأيت كل مستقبل، وكل نتيجة محتملة؟” “سأل ريجيس، تحول إسقاطه العقلي مباشرة إلى هيئة المصير.
استرخيت دون أن أفتح المسار، نظرت إلى سيلفي. قابلت نظري بإيماءة جادة، ثم ذابت وتحولت لشكل الشبح الفضي، الذي انجرف إلى أعماقي.
أجاب بهدوء: “المصير هو كل مستقبل، كل نتيجة محتملة.”
“بالطبع أنت ترى هذا،” قال هيئة المصير، و ومض ضوء ذهبي خافت على طول الخيوط التي تربط شكله. “ولكن هذا هو الطريق الوحيد للمضي قدمًا. وسوف تدرك ذلك في الوقت المناسب. ليس هناك حد لعدد المرات التي قد نجري فيها هذه المحادثة. في النهاية، ستعيش التسلسل المثالي للأحداث الذي يسمح لك برؤية الحقيقة.”
لقد فكرت في كل ما أعرفه عن الأثير: إنه يضم نوعًا من الوعي، ويتطلب من التنانين العمل جنبًا إلى جنب معه، وإقناعه بالشكل الذي يرغبون فيه؛ من خلال امتصاص الأثير وتنقيته من خلال نواة الأثير الخاصة بي، غيرت علاقتي به، مما سمح لي بالتلاعب به مباشرة بدلاً من القتال فقط للتأثير على الطريقة التي استخدمته بها التنانين؛ يمكن للأثير أن يغير الزمان والمكان والطاقة الحيوية للحياة نفسها، وهو قوي بما يكفي حتى لربط أو فصل الجوهر الروحي للشخص عن جسده من لحم ودم.
بجانب صورة موت قاطع الطريق وداخلها قليلاً، كانت هناك صورة أخرى تلعب أيضًا. أظهرتني هذه الصورة وأنا أسقط من شجرة، وكانت يدي ملتفة حولي تحت هبوب الريح. ضربة سريعة عبر الشريان السباتي لتاجر الرقيق يتبعها موت سريع. مرة أخرى، تم إطلاق الدم، المانا، وأخيرًا، عدد قليل من ذرات الأثير الصغيرة.
على الرغم من أن السؤال الأول في ذهني كان لماذا؟ لماذا يريد التنانين وكيزيس قمع تقدم العالم؟ لم يكن هذا هو السؤال الذي طرحته بل. “ما هو الأثير حقًا؟ ما هو المصير؟”
تحتنا، ذهب العالم. لقد اختفت أي علاقة تربط بين ديكاثين وأفيوتس. أخفى الحساء الأثيري النجوم البعيدة والشمس والقمر، مما جعل السماء لا يمكن تمييزها عن العالم الأثيري.
فقط بلمسة إصبع على وجهي، عدت إلى إحساس ما بنفسي، منفصلًا عن التسلسل المتوسع والمتفرع دائمًا لسلاسل أفكاري المتباينة العديدة.
“لكنك لست معصومًا من الخطأ،” قُلت بصوت ناعم، وانتباهي تحول إلى الداخل بينما كنت أكافح من أجل الحصول على نقطة مقابلة. بغض النظر عما قلته، لم يكن لدي أي نية للبقاء محبوسًا إلى الأبد داخل حجر الأساس. “لا يمكنك رؤية كل شيء، حسنًا… ربما يمكنك ذلك، لكن لا يمكنك فهم كل ما تراه. فعندما وصلت إلى هذا المكان، أخطأت في أن الذكريات المخزنة داخل تلك البلورة هي ذكرياتي الخاصة.” جاءت كلماتي أسرع بينما واصلت التحدث. “لقد اعتقدت أن هانيول، الجن القديم الذي مات قبل فترة طويلة من تجسدي من جديد في هذا العالم، هو صديقي بطريقة ما، على الرغم من أنني لم أره أو أسمع عنه من قبل.”
بدأت النقاط تتفتح واحدة تلو الأخرى.
ومض التوهج بشكل متقطع لأعلى ولأسفل الجسم الملفوف بالخيط. “لكن العصمة من الخطأ ليست عنصرًا ضروريا للنجاح في الوصول إلى حالة التوازن الطبيعي. الفشل في العمل هو الطريقة التي يتطور بها العالم، وهو مكون طبيعي للانحلال الانتروبي.”
(حسب السياق الي فهمته انها قبضة حرشفية ومقصود بها قبضة التنانين المليئة بالحراشف ولكن قد يكون معناها أيضا القبضة المقيدة لكني ارجح الخيار الاول)
حاولت تركيز الأثير نحو الأنف الدموي. نواتي لم تستجب.
الفصل 480: حافة الأفق
أغمضت عيني وضغطت يدي عليهما بالإحباط. إن هذه المحادثة مثيرة للغضب. كان لا بد من وجود طريق للمضي قدمًا، ولكن…
لقد شهقت، وضربني الإدراك مثل الماء المثلج. كنا في متوسط العالم المادي، وكنت قادرًا على الوصول بسهولة إلى رونيات اإله الخاصة بي.
كنا واقفين في الصحراء. هبت ريح شديدة من الشرق، فحملت الرمال في وجوهنا. كان شكل الخيوط المنسوجة هو هانيول مرة أخرى. ثم لوح بيده، وهدأت الرياح. انجرفت الرمال مثل الثلج الناعم عائدة إلى أرض الصحراء. وعلى مسافة بعيدة، كان بإمكاني رؤية الحجر الطويل الذي يشير إلى اتجاه ملجأ الجن المخفي.
انطلق الأثير من نواتي وسافر عبر القنوات التي شكلتها في حفر الحمم البركانية في المقابر الأثرية إلى ظهري، مشبعًا بالرونية هناك.
ولم يمض وقت طويل حتى ظهرت مجموعة أخرى من الناس. كما كان من قبل، قاموا ببناء الأرض ببطء، متجاوزين الحضارة السابقة حيث أصبحت الهياكل الشاهقة العمود الفقري لمدينة تنتشر على طول الساحل في كل اتجاه. ثم عادت الظلال البيضاء غير الواضحة مرة أخرى، وانهارت المباني. بحلول الوقت الذي غادرت فيه التنانين، كانت جميع علامات المدينة قد اختفت.
انطلق ذهني إلى الحياة، وانقسم تركيزي إلى عدة اتجاهات مجزأة في وقت واحد. استخدمت مناورة الملك. لقد اختفى التعب الباهت والضباب الدماغي الذي شعرت به سابقًا. لقد كنت قريبًا بما يكفي من جسدي لاستخدام رون الإله بشكل طبيعي. على الفور، بدأ ذهني يطارد عدة حجج محتملة مختلفة في وقت واحد، متخلصًا من الغضب والإحباط والفزع الذي شعرت به، واحتمى براحة العقل والأدلة الواقعية الباردة.
اتبعت خيط ذهبي واحد كل فكرة. ومع كل فكرة، كان المصير موجودًا، يراقب خط التفكير وهو يتطور. بغض النظر عن عدد الأفكار التي أحملها في وقت واحد، نسجت خيوط المصير مع كل فكرة.
“كيف يمكننا أن نصدقك؟ كيف يمكننا أن نصدق أي شيء في هذا المكان؟” خرجت كلمات سيلفي حادة واتهامية. “نحن في حجر الأساس. يمكن أن تكون مجرد افتراء. كل ما رأيناه، حتى هذه المحادثة، وحتى أنت، قد يكون كله خيالًا.”
كان هناك تسلسل ضروري للأحداث، وقد وضعته بالترتيب الضروري عندما بدأت في محاولة حل كل خطوة. مثل المسارات الأثيرية التي تتصل عبر كل من العالم المادي والفراغ الأثيري، فإن كل خطوة اتصلت بالأخرى على شكل حلقة. لم أتمكن من تحقيق أي هدف فردي – مثل الهروب من حجر الأساس مع نظرة ثاقبة للمصير – دون معرفة كيفية تحقيق ما حدث قبل ذلك وبعده.
كانت الخيوط الذهبية بمثابة البوصلة. بدلاً من أن يفحص المصير أفكاري، استخدمت خيوط المصير هذه لسحب الإطارات الفردية لعقلي المنقسم للأمام أو العودة إلى الزمن، ليس فقط مع الأخذ في الاعتبار الاحتمالات العديدة المختلفة ولكن أيضًا البحث بنشاط من خلالها باستخدام قدرة حجر الأساس على صياغة عوالم وجداول زمنية بأكملها.
تلاشى المشهد، وذابت الأرض تحت قدمي، وتفككت السماء إلى قطع رقيقة من الألوان. كنا نطفو مرة أخرى داخل العالم الأثيري بجوار البوابة. لقد رحل هانيول، وعاد في مكانه كشكلًا للمصير، وجسده الحريري المتوهج يسلط الضوء عليّ وعلى رفاقي.
في العديد من الصور المختلفة بعين عقلي، رأيت العشرات، بل المئات من المحادثات المحتملة مع المصير تتكشف، ويتم تشغيل كل منها في وقت واحد. لقد تجلت عقليًا في العديد من المعارك ضد أغرونا وكيزيس، بحثًا عن خطة فعالة لطردهما من العالم دون تدميره عن غير قصد. إن إيجاد حل للمشكلة التي قدموها كان بدوره يتطلب التفكير في عملية تحرير ضغط العالم الأثيري وإعادة عالمنا إلى مساره الصحيح من النمو، لأن أي محاولة للقيام بذلك اعتمدت بالكامل على نتائج البحث. على الحدثين الأولين. وعلى الرغم من بذل قصارى جهدي لاستكشاف الحلول المحتملة لإطلاق الأثير، فإن نتائج أي تسلسل محدد للسبب والنتيجة قد تغيرت بشكل كبير من خلال الطريقة التي قمت بها بحل المواقف السابقة، مما أدى إلى خلق حلقة دورية من الدمار الذي لا نهاية له والذي كافح فيه حتى رون مناورة الملك للتغلب عليه أو إيجاد معنى.
صمتت عندما انتشر أناس جدد عبر الشاطئ. كان تقدمهم أبطأ من الأطياف أو التنانين. بدءًا من الأكواخ الصغيرة، قاموا بتوسيع قريتهم إلى مدينة، ثم إلى مدينة صغيرة مضغوطة على وجه الجرف. كانت الأرض من حولنا محروثة ومخضضة إلى تربة بنية حيث تُزرع المحاصيل. وبدأت أعمدة الدخان الكثيفة تتدفق من مداخن بعض المباني، التي أصبحت الآن مصنوعة من الطوب بدلاً من الطين أو الخشب. امتدت الأرصفة إلى المحيط، وظهرت السفن الشراعية الصغيرة. يبدو أن تقدمهم قد توقف لبعض الوقت، ثم …
لم يكن هناك شعور بمرور الوقت، فقط تكشفت العديد من الاحتمالات أمامي.
من السعودية:
فقط بلمسة إصبع على وجهي، عدت إلى إحساس ما بنفسي، منفصلًا عن التسلسل المتوسع والمتفرع دائمًا لسلاسل أفكاري المتباينة العديدة.
“كل تلك الحضارات…” اضطررت إلى ابتلاع حنجرتي الجافة والمتورمة لترطيبها. “دمرت التنانين كل واحدة منهم؟”
على الجانب الآخر، هز ريجيس رأسه، مما تسبب في تموج لهيب عرفه مثل العلم. “إذن الأثير هو…ماذا بالضبط؟ أشخاصٌ موتى؟”
حامت سيلفي في الفراغ أمامي. نظرت إلى يدها التي كانت ملطخة بالدم. ثم لعقت شفتي وذقت الملح والحديد.
“آرثر، أنفك…” قالت سيلفي بعد لحظة.
حاولت تركيز الأثير نحو الأنف الدموي. نواتي لم تستجب.
أغمضت عيني وضغطت يدي عليهما بالإحباط. إن هذه المحادثة مثيرة للغضب. كان لا بد من وجود طريق للمضي قدمًا، ولكن…
عشرات من فروع الفكر المنفصلة اصطدمت ببعضها البعض، كل تصادم أرسل موجة من الألم عبر جمجمتي. لقد كان صراعًا لجمع ما يكفي من التركيز للنظر إلى الداخل.
أصبحت نواتي فارغة، وآخر ما تبقى من أثيري احترق كوقود لرونيات الإله، والتي توهجت كلها بشكل دافئ وذهبي من ظهري.
كنا أقرب إلى أنفسنا، ولكن ليس بشكل كامل.
رفرفت بعيني، وشعرت بجسدي يرتعش. التفت ذراع قوية حولي، تثبتني في مكاني رغم أننا نطفو بحرية في الفراغ.
العالم لا يستطيع رؤية عقلي. لكن خيوط المصير يمكنها ذلك. كان المصير معي، متشابكًا مع كل مسار مدروس، وكل تسلسل نظري للأحداث. كانت تلك الخيوط الذهبية ملفوفة في كل فكرة متفرعة لدي.
“مهلًا، أيها الرئيس، أنت بحاجة إلى استيعاب بعض من هذا الأثير،” شجعني ريجيس، وأرسل عقله المشرق واليقظ جمرًا ساخنًا من الألم أسفل قاعدة جمجمتي.
نبضت الخيوط الذهبية بضوء غاضب. “الأثير هو الطاقة السحرية المُركزة التي يتركها الكائن الحي عندما يموت.”
أضفت، والقطع تتموضع في مكانها في ذهني: “وهذا… يحمل بعض المعنى لنواياهم. الأثير واعٍ ويمكن التأثير عليه… لأنه كان حياً ذات يوم.”
تفككت الخيوط الذهبية، وارتجفت في الهواء، ثم عادت إلى الشكل البشري الموجود على يسارنا، مما وضعنا بين المصير والبوابة. دارت سيلفي وريجيس حولي لإبقاء ثلاثتنا في مواجهة المصير.
“لا يستطيع…” أرسل خوف سيلفي ارتعاشات إلى عموده الفقري. “إن نواته الحقيقية فارغة!”
تلاشت أفكارهم من الداخل والخارج. لم أتمكن من معالجتها، ولم أتمكن من تتبع أي من أفكاري أو أفكارهم. هل كانت مناورة الملك لا يزال نشطًا؟ شعرت وكأن عقلي قد تم تقطيعه إلى مائة قطعة، مثل تلك العروض العلمية القديمة على الأرض والتي كانت مجرد شرائح رقيقة من شخص، كل طبقة انضغطت في زجاجة وتوضع ليراها العالم…
“نعم.”
انطلق ذهني إلى الحياة، وانقسم تركيزي إلى عدة اتجاهات مجزأة في وقت واحد. استخدمت مناورة الملك. لقد اختفى التعب الباهت والضباب الدماغي الذي شعرت به سابقًا. لقد كنت قريبًا بما يكفي من جسدي لاستخدام رون الإله بشكل طبيعي. على الفور، بدأ ذهني يطارد عدة حجج محتملة مختلفة في وقت واحد، متخلصًا من الغضب والإحباط والفزع الذي شعرت به، واحتمى براحة العقل والأدلة الواقعية الباردة.
العالم لا يستطيع رؤية عقلي. لكن خيوط المصير يمكنها ذلك. كان المصير معي، متشابكًا مع كل مسار مدروس، وكل تسلسل نظري للأحداث. كانت تلك الخيوط الذهبية ملفوفة في كل فكرة متفرعة لدي.
“هل رأيت كل مستقبل، وكل نتيجة محتملة؟” “سأل ريجيس، تحول إسقاطه العقلي مباشرة إلى هيئة المصير.
“نعم.”
“كل تلك الحضارات…” اضطررت إلى ابتلاع حنجرتي الجافة والمتورمة لترطيبها. “دمرت التنانين كل واحدة منهم؟”
لم تكن الخيوط الذهبية هي البوصلة، هذا ما فكرت به مع آخر بقايا إحساس لدي. ‘أنا هي البوصلة.’
“من أنت؟” صار صوتي أجوفًا وناعمًا، وقد ابتلع الفراغ وشتت رنين جهيري.
أخذني الظلام، وابتلع عقلي وأفكاري، وحتى الخيوط الذهبية المتشابكة.
“كل تلك الحضارات…” اضطررت إلى ابتلاع حنجرتي الجافة والمتورمة لترطيبها. “دمرت التنانين كل واحدة منهم؟”
‘لا، هذا هو سبب وجودنا هنا،’ ذكّرت نفسي، محاولًا شق طريقي عقليًا عبر الخوف غير المعهود الذي سرق مني حواسي. “ماذا كان ذلك هناك؟ هانيول؟ مخالب الظل والقبائل الأخرى؟ لماذا هذا الخداع؟”
من خلال جفون عيني المغلقة، داخل الفراغ الأسود الشاسع، ظهرت نقطة صغيرة من الضوء في الأفق. أصبح الضوء أقرب وأكثر سطوعًا، ثم تحول إلى ضبابية ساطعة، مما أجبرني على إغلاق عيني. أصوات لا يمكن تمييزها هاجمت أذني. عندما حاولت التحدث، خرجت الكلمات على شكل صرخة.
________________
ترجمة: Scrub
برعاية: Youssef Ahmed
لمن يرغب في دعمي ماديًا (هذا لا يؤثر على تنزيل الفصول أو عدمه ولا أحد مجبر على دعمي هذا فقط لمن يستطيع):
تراجع نسيج الواقع.
من مصر:
رقم فودافون كاش: 01023751436
باي بال: https://www.paypal.me/Shoaib120
من السعودية:
اسم المستفيد: عماد محمد عبد الحليم
رقم حساب بنك الراجحي: 340608010215829
تلاشى المشهد، وذابت الأرض تحت قدمي، وتفككت السماء إلى قطع رقيقة من الألوان. كنا نطفو مرة أخرى داخل العالم الأثيري بجوار البوابة. لقد رحل هانيول، وعاد في مكانه كشكلًا للمصير، وجسده الحريري المتوهج يسلط الضوء عليّ وعلى رفاقي.
أدريس عملات رقمية
USDT TRC 20 ADRESS: TTL4R6smYy4a4N6f1Aid1oRWJx1LgjUM72
لقد قمت بأخذ خطوة تجريبية؛ بدت الأرض تحت قدمي صلبة. عندما انحنيت، مررت كف يدي فوق أوراق العشب، وشعرت بأن كل واحدة منها تنحني ثم تعود إلى مكانها. كان هناك شيء مألوف أمام هذا المشهد. سئلت “أين نحن؟”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
