إحترام وتحيات
– أرثر ليوين :
سحبت أحد ذراعي كايرا حول كتفي لدعمها عبر النفق “التنانين تفهم بسرعة”.
تحليق سفينة السماء التي تعمل بالمانا في الهواء أعطى جوًا من الهدوء، جلست عند طرف سرير مقصورة السفينة حيث إستلقت سيلفي بينما في الخارج الضغط المنبعث من التنينين المتبقيين بمثابة تذكير دائم بوجودهما، غادر الثالث بعد محادثة قصيرة معهما ويمكنني فقط أن أفترض أنه ذهب ليقدم تقريره إلى ويندسوم أو مباشرة لكيزيس.
“إليانور يبدو أن الأمور ستصبح مزعجة لذا أود قضاء بعض الوقت معك ومع أليس قبل أن تشتعل مجددا هل يمكنك أن تريني أين تعيشون؟”.
“لا داعي للقلق بشأني” قالت سيلفي التي حاولت الراحة على السرير الحجري وفشلت “أنا فقط بحاجة لمزيد من الوقت للتعافي من إعادة ولادتي فموجات التعب والإنزعاج هذه ستمر… يحتاج جسدي وعقلي إلى التعافي والمعالجة هذا كل شيء”.
“ليس هناك الكثير من الأشياء التي أحتاجها ولكن هناك الكثير من الأشياء التي أريدها!” سار ريجيس على الطريق السريع المنحني مع أمي.
“سيلفي…” قلت ثم تراجعت غير متأكد من كيفية السؤال عما أحتاج إليه “ما زلت أرى الأشياء أو بالأحرى ومضات من ذاكرتك بسبب عقولنا المرتبطة، من حياتي – كغراي – لكن ما أراه لا معنى له لأنها ليست ذكرياتي على الرغم من أنها أشياء حدثت لي…”.
“أحمق عنيف” تنهدت “إنها حليف”.
إعتقدت أنني سأتصالح مع موضوع التناسخ بأكمله منذ سنوات لكن في كل مرة أعرف فيها بعض المعلومات الجديدة حول كيفية مجيئي إلى هذا العالم سيزيد ذلك من تعقيد فهمي.
“لقد ذهب” قال ريجيس وهو يشاهد شول يسير بعيدًا بسرعة متجهاً نحو المستويات الأدنى ومحدقا بكل من مر به.
“لا أعتقد أنني أستطيع أن أشرح بالكلمات لكن…” قالت سيلفي وهي تدعم نفسها بمرفقيها “يمكنني السماح لك برؤيتهم فأنا أعاني بالفعل من الإحتفاظ بتلك الذكريات، لم يكن هناك سوى جزء مني تم سحبه عبر الزمان والمكان بسبب البوابة المنهارة التي مزقتها في كوننا بينما تبعك بقيتي إلى المقابر الأثرية وأصبح… البيضة الحجرية”.
أعطتني والدتي إبتسامة إعتقدت أنها قاسية إلى حد ما “لا بأس أرثر لست مضطرًا لذلك…”.
لم أكن أريد أن أتسبب في إجهاد غير ضروري لها إلا أن الرغبة في فهم ما يحدث تغلبت على خوفي وحتى تعاطفي “إذا كنت تعتقدين أنك قوية بما فيه الكفاية”.
“غراي…” نظرت كايرا إلى وجهي وتفحصت عيني بشدة لدرجة أني شعرت أنها تحاول التأكد من أنني حقيقي.
إبتسمت شريكتي وأغمضت عينيها ثم إستلقت “إفتح عقلك لي بالكامل”.
– ترجمة : Ozy.
فعلت ما طلبت حينها إستعدت تلك اللحظات الأخيرة من جديد بينما أشاهدها وهي تضحي بنفسها من خلال عينيها ثم تم تفكيك الطاقة المنتشرة لكيانها، الذكريات غائمة ومشوهة لكنني تعرفت على حياتي السابقة حيث ظهرت أمامي من منظور سيلفي – ظلت بجانبي خلال كل ذلك – حتى أصبح من الصعب فهمها.
“لك ربما لكن ليس للتنانين” توقفت فاراي قبل أن تقودني إلى لودنهولد “يجب أن تعرف يا أرثر… يبدو أن التنانين تعمل على تقويضك لذا قد لا يتم إستقبال حضورك بشكل جيد”.
“إعتقد نيكو أن التعويذة حدثت بشكل خاطئ لأن أغرونا أخطأ في التقدير مما أوصلني إلى المكان الخطأ في الوقت الخطأ لكنه حدث بسببك…. لقد منعتي تعويذته وجعلتني ليوين”.
وقفت أفرك يدي على وجهي لأني وجدت صعوبة في فهم ما رأيته، من بين عشرات الأسئلة التي لدي دفع أحدهم نفسه إلى الأمام وسألته تقريبًا دون أن أنوي ذلك.
“تورفير وبولغار إنصرفا” قالت فاراي ورائي “سأغطي عنكما عندما يصل”.
“الرضيع… هل قتلتُه عندما أخذت الجسد؟ إبن… أليس؟”.
لم يتحرك فاجراكور ليمسك يدي “لن يكون هناك نقاش لا سيما مع تظاهر الأدنى بفهم الأثير”.
إلتفت ذراعي سيلفي حول جذعها بينما ترتعش قليلاً وقد أغلقت الرابط العقلي بيننا “لا، لم يكن هناك روح أخرى هناك… الجسد… أعتقد أن مصيرك هو الحصول عليه”.
تشققت واجهة ثقته بشكل طفيف مع مرور ظلال الشك على وجهه “هذا عدم الإحترام للتنانين التي جاءت لإنقاذك من عدو هزمك بالفعل”.
إنتقلت للجلوس بجانبها وفركت ذراعها لتدفئتها – من الذاكرة لم يكن الأمر واضحًا – لم أكن متأكدًا مما إذا عرفت ذلك حقًا لكنني لم أضغط عليها أكثر.
“ما المشكلة؟” سألت متجنبا داغلون الذي لا يزال يتحدث.
“أشكرك على عرض تلك الذكريات لي”.
“ومع ذلك يبدو أن كيزيس مهتم جدًا بما أعرفه”.
أومأت برأسها بينما هيكلها الرقيق يرتجف أكثر.
تحركت حول الحارس وأنا أعلم جيدًا أنه لم يكن على وشك محاولة إيقافي فقد أخذ القزم الثاني خطوة إلى الوراء وبدا متوتراً بشكل متزايد.
سحبت بطانية من العتاد المخبأ في بُعدي الروني ووضعتها عليها حتى نامت في لحظات ثم عدت إلى سفح السرير.
أطلق فاجراكور نفساً طويلاً وبدا وكأنه ينتفخ عندما فعل ذلك حيث سد الرواق تمامًا “لقد أخبرني ويندسوم كثيرًا عنك يا أرثر ليوين لكنه لم يستطع التعبير بشكل كامل عن أعماق غطرستك، أنت لست مساويًا لي في في المكانة السياسية وبالتأكيد ليس في القوة الغاشمة كما أنني لم أنتهي منها بعد ولا تملك القوة لأخذها مني”.
‘هناك الكثير يجب معالجته’ أرسل ريجيس من سطح السفينة بينما يراقب التنينين مع شول.
بقيت عيون فاراي ذات اللون البني الغامق على الأزوراس قبل أن تعود إلي “قبل مغادرتك وصلت إمرأة من ألاكريا إلى المدينة عبر نوع من أداة النقل الآني وإدعت أنها تعرفك…”.
كافحت والدتي منذ فترة طويلة مع مسألة ما إذا كنت حقًا إبنها أم لا ولم يكن هذا سؤالًا يخصني من قبل، الآن مع معرفة أن سيلفي هي من وضعتني داخل هذا الجسد لم يسعني إلا أن أتساءل عما يعنيه ذلك لعلاقتي مع عائلتي.
كالمعتاد نسي ريجيس على الفور أمر شول وأشار لأمي “لقد أمضيت شهرين عائمًا في فراغ فارغ وأنا جائع لذا ما رأيك بإعداد وجبة مطبوخة في المنزل بلطف يا ماما ليوين؟”.
إن السؤال الذي طرحته على سيلفي واحد من بين العديد من الأسئلة العالقة في ذهني مثل الحصاة التي إستقرت في حدوة الحصان، بدت المزيد من الإجابات ضرورية لفهم سبب تحول حياتي إلى ما هي عليه لكن كيف يمكن لسيلفي أن تعرف الجسد المناسب حتى تجلب روحي إليه؟.
“جنرال كما تعلمين جيدًا لدينا أوامر صارمة ل… جنرال!”.
مع العلم أنه لا يوجد قدر من التأمل الذاتي من شأنه أن يجلب إجابات للأسئلة التي لدي فقد بذلت قصارى جهدي لعدم التفكير فيها وبدلاً من ذلك سحبت حجر الأساس الذي تلقيته من الأنقاض الأخيرة، حدث الكثير في مثل هذا الوقت القصير – مع إستبعاد حقيقة أن ما يقرب من شهرين قد مر في غمضة عين بالطبع – لدرجة أنني لم أتمكن من إعطاء حجر الأساس أكثر من مجرد فكرة عابرة منذ عودتي من المقابر الأثرية معه.
وقف تورفير عند الباب المفتوح بجسمه الممتلئ حتى بالنسبة للقزم وبشرة متعفنة تحمل ندوب العديد من المعارك، تلاشى شعره الأحمر اللامع إلى اللون الرمادي بسبب تقدمه في العمر لكن عينيه لا تزالان حادتين مثل الصوان على الرغم من تجعد الزوايا بعدم إرتياح واضح.
جلست وساقاي متقاطعتين ثم وضعت المكعب الصغير في حضني بينما أنظر إلى سطحه الداكن غير اللامع، حجر الأساس السابق ساعدني في إكتساب نظرة ثاقبة على قداس الشفق ونطاق القلب على التوالي ووفر لي ألغازًا صعبة وطويلة لحلها، على الرغم من أن ذهني غير مستقر إلا أنني شعرت بالإثارة عندما كنت على إستعداد لإضفاء الأثير على بقايا المكعبات، توترت بسبب حماسي لكن بعد لحظات فقط إنسحبت عقليًا من حجر الأساس، حدقت فيه ثم حاولت أن أشبعه بالأثير مرة ثانية إلا أن تم سحب وعيي إليه مثل أحجار الأساس الأخرى لكن… لا شيء.
أعطتني والدتي إبتسامة إعتقدت أنها قاسية إلى حد ما “لا بأس أرثر لست مضطرًا لذلك…”.
ببساطة عدت إلى نفسي حيث لم أستطع الوصول إلى عالم حجر الأساس الداخلي على الإطلاق، بتفعيل نطاق القلب حدقت في المكعب الحجري الذي يحيط به كل من المانا والأثير، هذه الحقيقة وحدها لم تكشف عن أي شيء حول الأشياء الداخلية لحجر الأساس أو تقترح ما أحتاج إلى القيام به لتشغيله.
وقفت أفرك يدي على وجهي لأني وجدت صعوبة في فهم ما رأيته، من بين عشرات الأسئلة التي لدي دفع أحدهم نفسه إلى الأمام وسألته تقريبًا دون أن أنوي ذلك.
لم أكن على إستعداد للإستسلام فورًا ولكنني شعرت بالإحباط بشكل لا يصدق لأنني واجهت الفشل بسرعة كبيرة، واصلت محاولة التفاعل مع حجر الأساس ودفع المزيد – ثم أقل – من الأثير فيه محاولا تشكيل الأثير بطرق محددة للتلاعب بالمانا أيضًا، لا شيء أتاح لي التقدم إلى العالم الداخلي أين آمل أن أحصل على نظرة ثاقبة على رون جديد، بعد أن شعرت بالهزيمة قمت أخيرًا بوضع الآثار بعيدًا لأن ريجيس أخبرني بعبورنا للجبال وصرنا الآن فوق الصحراء، إنضممت إلى الآخرين على سطح السفينة وشاهدت الكثبان الرملية والصخور الصخرية أسفلنا.
متجاوزة فرقة الجنود والمستشارين واللوردات تركت والدتي تسحبني إلى عناق رقيق.
أخرج شول سلاحه وتحرك ببطء عبر سلسلة من تقنيات القتال المصممة بينما عيناه مغمضتين.
إنفتحت عيناها القرمزيتان وإستدارتا نحو النور اللامع.
لا بد أنه شعر بي وأنا أراقبه لأنه قال “كنت أفضل أن أقاتلك لكن رين محق في قلقه من أن قوة إشتباكنا قد تحطم هيكله المستحضر”.
“أنا آسف يا كايرا” بدأ الغضب في الإزدهار من كيمياء مشاعري الأخرى “هذه التنانين…”.
“سيكون هناك أعداء حقيقيون لقتالهم قريبًا” أجبت كرد.
“قبل أن ندخل في ما لا يمكنني إلا أن أفترض أنه سيكون نقاشا محتدما ماذا عن إظهار مستوى معين من اللباقة لأنه يبدو أننا سنرى بعضنا البعض بشكل متكرر”.
“أنا لا أخطط لمحاربة قوات أغرونا أخي في الإنتقام بل سأدمرهم” قهقه شول.
“كيف تجرؤ على تركي سجينة – من أجل…” رفعت يديها في إحباط “كم مضى من وقت؟! أين كنت؟ سيريس… هل هي بخير؟”.
هززت رأسي بإبتسامة مترددة على وجهي.
“جنرال كما تعلمين جيدًا لدينا أوامر صارمة ل… جنرال!”.
خفت حدة التوتر لدي ودخلت في محادثة فارغة مع ريجيس وشول حتى إقتربنا من وجهتنا لكن ما ينتظرنا شق طريقه مرة أخرى لأفكاري، أشرت إلى رين أين يوجد شق في الأرض – أحد المداخل السطحية العديدة لأنفاق الأقزام المحيطة بفيلدوريال – وبدأنا في النزول نحو الرمال، إستيقظت سيلفي بالفعل عندما ذهبت لإستعادتها وفي غضون دقيقتين وقفنا فوق حجر على حافة الوادي الصغير.
“العالم عبارة عن ظلال فوضوية من اللون الرمادي حيث يمكن أن يكون الأعداء حلفاء والحلفاء…” تركتُ وقفة دقيقة تفصل بين كلماتي وركزت على عيون فاجراكور “يمكن أن يكونوا أعداء”.
هبط كلا التنينين أيضًا وتحولا إلى أشكالهما الشبيهة بالبشر، أصبح التنين الأخضر رجلًا طويل القامة أشقر الشعر يرتدي درعًا داكنًا يتلألأ بالزمرد عندما يصيبه الضوء من زاوية معينة، شكل التنين الأحمر أقصر بشعر أسود داكن وأردية متناقضة بشكل حاد مع بشرته الشاحبة لكن عينيه وعبوسه متشابهين.
أطلق فاجراكور نفساً طويلاً وبدا وكأنه ينتفخ عندما فعل ذلك حيث سد الرواق تمامًا “لقد أخبرني ويندسوم كثيرًا عنك يا أرثر ليوين لكنه لم يستطع التعبير بشكل كامل عن أعماق غطرستك، أنت لست مساويًا لي في في المكانة السياسية وبالتأكيد ليس في القوة الغاشمة كما أنني لم أنتهي منها بعد ولا تملك القوة لأخذها مني”.
“تعال الوصي فاجراكور ينتظرك” قال الأزوراس الأشقر بصلابة أخذا زمام المبادرة لأسفل في الوادي الضيق بينما تحرك نظيره إلى مؤخرة مجموعتنا.
تحركت حول الحارس وأنا أعلم جيدًا أنه لم يكن على وشك محاولة إيقافي فقد أخذ القزم الثاني خطوة إلى الوراء وبدا متوتراً بشكل متزايد.
هدم رين كاين السفينة مما سمح لها بالذوبان والتدفق مثل الرمل ثم سار معنا خلف التنين الأول.
ربتت سيلفي على ظهر إيلي “أنا بخير على الرغم من أنني ربما لن أعيش طويلاً إذا إستمررت في سحق أنفاسي من جسدي” إبتسمت سيلفي لي من فوق كتف إيلي ثم أحنت رأسها على كتف أختي.
“آه لو تمكنا فقط من الوقوف تحت الشمس الدافئة لفترة أطول قبل أن نتعمق تحت الأرض” قال شول بعينان مغمضتان ووجه يتجه نحو الشمس بينما يبتسم على نطاق واسع.
لم يتحرك فاجراكور ليمسك يدي “لن يكون هناك نقاش لا سيما مع تظاهر الأدنى بفهم الأثير”.
لم أقل شيئًا لأني متوتر جدًا من إجراء محادثة.
“أحمق عنيف” تنهدت “إنها حليف”.
داخل مدخل النفق المخفي في ظلال الوادي إستقبلنا مجموعة من الحراس، إنحنى الأقزام للتنانين وبالكاد قاموا بتقييم من رافقهم ثم سمحوا لنا بالمرور دون مشاكل.
– أرثر ليوين :
مررنا بعدة حواجز أخرى على الطريق المؤدي إلى فيلدوريال – بعد ثالث حاجز من هذا القبيل – أعطى التنين رمزا سريعا للحراس قبل أن يسمحوا لنا بالمرور.
“الرضيع… هل قتلتُه عندما أخذت الجسد؟ إبن… أليس؟”.
“لقد فعل الوصي الكثير لزيادة الأمن في هذه المدينة” أوضح بينما واصلنا المسيرة بسرعة “إنهارت العديد من الأنفاق القديمة وتم نصب العديد من نقاط الحراسة الإضافية، إلى جانب إضافة نظام كلمة المرور لضمان عدم قدرة الألاكريان والجواسيس على التحرك بحرية داخل دارف”.
“جنرال كما تعلمين جيدًا لدينا أوامر صارمة ل… جنرال!”.
لم أفوّت نبرة الإتهام وكأن حقيقة أن هذه الأشياء التي لم يتم القيام بها من قبل تشرح سبب الحاجة الماسة إلى التنانين، البوابة الأخيرة المؤدية إلى فيلدوريال مفتوحة بالفعل عندما وصلنا مع حشد صغير ينتظرنا على الجانب الآخر.
ربتت سيلفي على ظهر إيلي “أنا بخير على الرغم من أنني ربما لن أعيش طويلاً إذا إستمررت في سحق أنفاسي من جسدي” إبتسمت سيلفي لي من فوق كتف إيلي ثم أحنت رأسها على كتف أختي.
رأيت إيلي وأمي قبل أي شخص آخر.
“تعال الوصي فاجراكور ينتظرك” قال الأزوراس الأشقر بصلابة أخذا زمام المبادرة لأسفل في الوادي الضيق بينما تحرك نظيره إلى مؤخرة مجموعتنا.
متجاوزة فرقة الجنود والمستشارين واللوردات تركت والدتي تسحبني إلى عناق رقيق.
“أشكرك على عرض تلك الذكريات لي”.
“أنا آسف” قلت بهدوء “سأشرح كل شيء لكنني لم أنوي أن أغادر لفترة طويلة دون إرسال رسالة فبالنسبة لي لقد مرت بضعة أيام فقط”.
إلتفت ذراعي سيلفي حول جذعها بينما ترتعش قليلاً وقد أغلقت الرابط العقلي بيننا “لا، لم يكن هناك روح أخرى هناك… الجسد… أعتقد أن مصيرك هو الحصول عليه”.
أعطتني والدتي إبتسامة إعتقدت أنها قاسية إلى حد ما “لا بأس أرثر لست مضطرًا لذلك…”.
رأيت إيلي وأمي قبل أي شخص آخر.
“لا أستطيع تصديقك…” تقدمت إيلي وضربتني بقوة في ذراعي “سيلفي!”.
سحبت بطانية من العتاد المخبأ في بُعدي الروني ووضعتها عليها حتى نامت في لحظات ثم عدت إلى سفح السرير.
تلاشى غضب إيلي عندما أدركت الأمر حيث تجنبتني وقفزت على شريكتي ثم لفت ذراعيها حولها وضغطت بشدة بينما الدموع تنهمر بالفعل على خديها.
أجابت فاراي بينما حواجبها ترتفع بشكل طفيف للغاية “أزرق”.
“أنت على قيد الحياة!” صرخت وضيق حلقها بسبب الدموع التي أرفقتها.
ظلت تراقبني بإهتمام ونظراتها مثل الشعاع الجليدي الذي إستحضر قشعريرة على ذراعي.
ربتت سيلفي على ظهر إيلي “أنا بخير على الرغم من أنني ربما لن أعيش طويلاً إذا إستمررت في سحق أنفاسي من جسدي” إبتسمت سيلفي لي من فوق كتف إيلي ثم أحنت رأسها على كتف أختي.
“أداة نقل عن بعد؟”.
غمرني إحساس قوي بأنني في المنزل وتضاعفت قوته لأنني إختبرت مشاعري الخاصة ومشاعر سيلفي في وقت واحد، إنقطعت اللحظة على الفور عندما قام داغلون سيلفرشيل سيد إحدى أقوى عشائر الأقزام بالتدخل بيني وبين عائلتي.
“التنين الوحيد الذي يجب أن أقلق بشأنه هو كيزيس إندراث” أكدت لها “سيبقي بقية جنوده مقيدين طالما أن إتفاقنا قائم، في الوقت الحالي وجود التنانين يمنع أغرونا من الهجوم مرة أخرى لذا دعيهم يسحبونني عبر الوحل”.
“عفوا الجنرال أرثر لكنني مع هؤلاء اللوردات الرائعين الآخرين تم إرسالنا لتحيتك نيابة عن الوصي فاجراكور” في وقت متأخر إلى حد ما إنحنى للتنينين المرافقين لنا وبدا متوتراً ثم تابع “إنه ينتظرك في…”.
“مرحبًا بعودتك…. وقت إختفائك سيئ” أعطتني فاراي إيماءة ضحلة كتحية مع نبرة عتاب في صوتها لكنها مغطاة بالصقيع من رواقيتها الجليدية.
فاتني أي شيء آخر يقوله داغلون لأن إنتباهي إستقر على فاراي التي تنتظر أيضًا مع مجموعة الأقزام وعائلتي، مرت فترة من الوقت منذ أن رأيت الرمح البشري الآخر حيث قضت بعض الوقت في تطهير مدن سابين من العديد من معاقل ألاكريا، على الرغم من أن شعرها الأبيض قصير الآن إلا أنها لم تتغير على الإطلاق منذ أن إلتقيتها لأول مرة في أكاديمية سيروس قبل سنوات.
غمرني إحساس قوي بأنني في المنزل وتضاعفت قوته لأنني إختبرت مشاعري الخاصة ومشاعر سيلفي في وقت واحد، إنقطعت اللحظة على الفور عندما قام داغلون سيلفرشيل سيد إحدى أقوى عشائر الأقزام بالتدخل بيني وبين عائلتي.
ظلت تراقبني بإهتمام ونظراتها مثل الشعاع الجليدي الذي إستحضر قشعريرة على ذراعي.
لا بد أنه شعر بي وأنا أراقبه لأنه قال “كنت أفضل أن أقاتلك لكن رين محق في قلقه من أن قوة إشتباكنا قد تحطم هيكله المستحضر”.
“ما المشكلة؟” سألت متجنبا داغلون الذي لا يزال يتحدث.
بصمت ساعدتها على النهوض من على الأرض وأخرجتها ببطء من الزنزانة.
“مرحبًا بعودتك…. وقت إختفائك سيئ” أعطتني فاراي إيماءة ضحلة كتحية مع نبرة عتاب في صوتها لكنها مغطاة بالصقيع من رواقيتها الجليدية.
“تورفير وبولغار إنصرفا” قالت فاراي ورائي “سأغطي عنكما عندما يصل”.
“أخبريني” نظرت بشكل هادف إلى اللوردات الأقزام الذين يعطونني جميعًا نظرات غير موافق عليها.
“الرضيع… هل قتلتُه عندما أخذت الجسد؟ إبن… أليس؟”.
لاحظت أن كارنيليان إيرثبورن والد ميكا لم يكن من بينهم.
“لا أنت بحاجة إلى البقاء مع…”.
“هناك موقف أعتقد أنك تريد أن تكون على إطلاع عليه”.
“جنرال يجب أن أصر…” قال تورفير بفتور.
“ربما يجب أن نسمح للوصي فار…” طهر داغلون حلقه.
إستجاب الأقزام بـ “هاممف” جماعي قبل أن يبتعدوا مما سمح لي في النهاية بإعادة إنتباهي إلى عائلتي.
“اللورد سيلفرشال” قالت فاراي “لا التنانين ولا مجلس اللوردات الخاص بك لديه السلطة لفرض الأوامر على الرماح”.
بصمت ساعدتها على النهوض من على الأرض وأخرجتها ببطء من الزنزانة.
شدت قبضتي داغلون وإحمر وجهه ثم أدار ظهره إلينا وبدأ محادثة همس على وجه السرعة مع اللوردات الأقزام الآخرين الحاضرين.
“أنا آسف يا كايرا” بدأ الغضب في الإزدهار من كيمياء مشاعري الأخرى “هذه التنانين…”.
تقدم الأزوراس ذو الشعر الداكن إلى الأمام معطيا فاراي وهجًا باهتًا “سيتم إصطحاب آرثر ليوين مباشرة إلى فاجراكور لا داعي مقاطعتنا أيتها الرمح”.
تحركت حول الحارس وأنا أعلم جيدًا أنه لم يكن على وشك محاولة إيقافي فقد أخذ القزم الثاني خطوة إلى الوراء وبدا متوتراً بشكل متزايد.
أمسك بي من أعلى ذراعي وحاول جري خلفه.
“إعتقد نيكو أن التعويذة حدثت بشكل خاطئ لأن أغرونا أخطأ في التقدير مما أوصلني إلى المكان الخطأ في الوقت الخطأ لكنه حدث بسببك…. لقد منعتي تعويذته وجعلتني ليوين”.
ثبتُ قدمي مما تسبب في سحب التنين إلى منتصف الخطوة وحاول جري مرة أخرى لكنني وقفت بلا حراك.
أطلق فاجراكور نفساً طويلاً وبدا وكأنه ينتفخ عندما فعل ذلك حيث سد الرواق تمامًا “لقد أخبرني ويندسوم كثيرًا عنك يا أرثر ليوين لكنه لم يستطع التعبير بشكل كامل عن أعماق غطرستك، أنت لست مساويًا لي في في المكانة السياسية وبالتأكيد ليس في القوة الغاشمة كما أنني لم أنتهي منها بعد ولا تملك القوة لأخذها مني”.
إستدار رأسي إلى التنين بنظرة جعلته يتجمد “ألم نوضح ذلك سابقًا؟”.
غمر الأثير عضلاتي وقواني لدرجة أنه عندما وصل التنين إلى نهاية القاعة كنت أقف بثبات مثل التمثال، ظهر فاجراكور في شكله البشري الذي ببدو بمثل طولي مع بنية رشيقة تكذب قوته الأزوراسية وقد تدلى شعره الأسود حول كتفيه مع عينين أرجوانيتين، تحول تعبيره من الغضب إلى المفاجأة ثم تغير على الفور لكن ليس بالسرعة الكافية لدرجة أنني لم أره، قام فاجراكور بتصويب أرديته الفضفاضة – تم قطعها من حرير الكوارتز الوردي والمطرزة بخيط أرجواني ناعم يتناسب مع عينيه – ورفع ذقنه بينما يخطو إلى الأمام بوتيرة أكثر تحكمًا.
“ما الذي…” ضاقت عيون الأزوراس ذو الشعر الداكن.
إبتسمت مظهرا أسناني “لا أحد منا يعرف ما إذا كان هذا صحيحًا لكن واحد منا فقط على إستعداد لإستكشاف ذلك، كلانا يعرف ما سيحدث لك حتى لو حاربتني وهزمتني فأنت هنا لأن كيزيس يريد المعرفة التي لدي… هل تمتد ثقتك التي لا أساس لها إلى الوقوف ضد سيدك؟”.
“نحن لا نرافق السجناء” تدخل الأزوراس الأشقر ورفع يد رفيقه عن كتفي “ولكن من المهم أن…”.
إبتسمت شريكتي وأغمضت عينيها ثم إستلقت “إفتح عقلك لي بالكامل”.
“يبدو أن هناك قضايا أكثر إلحاحًا تتطلب إهتمامي” هذا ما قلته رسميًا ومنحتهم إبتسامة فاترة “أبلغه بوصولي إذا كنت ترغب في ذلك”.
تحليق سفينة السماء التي تعمل بالمانا في الهواء أعطى جوًا من الهدوء، جلست عند طرف سرير مقصورة السفينة حيث إستلقت سيلفي بينما في الخارج الضغط المنبعث من التنينين المتبقيين بمثابة تذكير دائم بوجودهما، غادر الثالث بعد محادثة قصيرة معهما ويمكنني فقط أن أفترض أنه ذهب ليقدم تقريره إلى ويندسوم أو مباشرة لكيزيس.
تبادل التنينان نظرة غير مؤكدة قبل أن يتدخل رين “سأرافقكم بدلاً من أرثر” وأضاف من جانب فمه “سأحاول أن أمنع كل هذا من الإنفجار في وجوهنا”.
نظرت إلي فاراي بإهتمام شديد للحظة ثم أومأت برأسها وإستمرت.
بعد لحظة من التردد استدار الأزوراس الأشقر وبدأ في السير بعيدًا بسرعة لكن رفيقه ذو الشعر الداكن تباطأ للحظة وبصره المريب يتنقل بيني وبين رين.
“أداة نقل عن بعد؟”.
أطلق رين تنهيدة عميقة وتبع خلفهم.
تبادل التنينان نظرة غير مؤكدة قبل أن يتدخل رين “سأرافقكم بدلاً من أرثر” وأضاف من جانب فمه “سأحاول أن أمنع كل هذا من الإنفجار في وجوهنا”.
بقيت عيون فاراي ذات اللون البني الغامق على الأزوراس قبل أن تعود إلي “قبل مغادرتك وصلت إمرأة من ألاكريا إلى المدينة عبر نوع من أداة النقل الآني وإدعت أنها تعرفك…”.
“أنا متأكدة من أنه سيكون على ما يرام؟” قالت سيلفي غير قادرة على منع صوتها من الإرتفاع إلى سؤال في نهاية بيانها.
“أداة نقل عن بعد؟”.
إبتسمت شريكتي وأغمضت عينيها ثم إستلقت “إفتح عقلك لي بالكامل”.
عادت ذكرى مغادرتي السريعة من فيلدوريال مثل الصاعقة فحينها قال داغلون شيئًا عن “ألاكريان” وإفترضت أنه يتحدث عن ليرا دريد.
تقدم الأزوراس ذو الشعر الداكن إلى الأمام معطيا فاراي وهجًا باهتًا “سيتم إصطحاب آرثر ليوين مباشرة إلى فاجراكور لا داعي مقاطعتنا أيتها الرمح”.
“هذه الألاكريان ما لون شعرها؟”.
كالمعتاد نسي ريجيس على الفور أمر شول وأشار لأمي “لقد أمضيت شهرين عائمًا في فراغ فارغ وأنا جائع لذا ما رأيك بإعداد وجبة مطبوخة في المنزل بلطف يا ماما ليوين؟”.
أجابت فاراي بينما حواجبها ترتفع بشكل طفيف للغاية “أزرق”.
بقيت عيون فاراي ذات اللون البني الغامق على الأزوراس قبل أن تعود إلي “قبل مغادرتك وصلت إمرأة من ألاكريا إلى المدينة عبر نوع من أداة النقل الآني وإدعت أنها تعرفك…”.
“خذيني إليها” لعنت سرا.
إستدار رأسي إلى التنين بنظرة جعلته يتجمد “ألم نوضح ذلك سابقًا؟”.
بدا داغلون بعد أن شاهد هذا التبادل من الجانب مصدوما “لكن الجنرالين أرثر وفاراي يجب عليكما حقًا…”.
مسرعا إلى جانبها أمسكت بالسلاسل ونزعتها بعد ذلك وحرصًا على عدم إيذائها في هذه العملية قمت بفك الأغلال عن بعضها وحررت معصميها.
قالت فاراي ببرود “لا تتردد في العودة إلى القصر لورد سيلفرشال وظيفتك هنا إكتملت”.
“إليانور يبدو أن الأمور ستصبح مزعجة لذا أود قضاء بعض الوقت معك ومع أليس قبل أن تشتعل مجددا هل يمكنك أن تريني أين تعيشون؟”.
إستجاب الأقزام بـ “هاممف” جماعي قبل أن يبتعدوا مما سمح لي في النهاية بإعادة إنتباهي إلى عائلتي.
إن السؤال الذي طرحته على سيلفي واحد من بين العديد من الأسئلة العالقة في ذهني مثل الحصاة التي إستقرت في حدوة الحصان، بدت المزيد من الإجابات ضرورية لفهم سبب تحول حياتي إلى ما هي عليه لكن كيف يمكن لسيلفي أن تعرف الجسد المناسب حتى تجلب روحي إليه؟.
وقفت إيلي بجانب سيلفي وذراعاها حول خصرها مع رأسها على كتفها.
مع العلم أنه لا يوجد قدر من التأمل الذاتي من شأنه أن يجلب إجابات للأسئلة التي لدي فقد بذلت قصارى جهدي لعدم التفكير فيها وبدلاً من ذلك سحبت حجر الأساس الذي تلقيته من الأنقاض الأخيرة، حدث الكثير في مثل هذا الوقت القصير – مع إستبعاد حقيقة أن ما يقرب من شهرين قد مر في غمضة عين بالطبع – لدرجة أنني لم أتمكن من إعطاء حجر الأساس أكثر من مجرد فكرة عابرة منذ عودتي من المقابر الأثرية معه.
“إذن نحن جميعًا ذاهبون لإنقاذ كايرا؟ مذهل! دعنا نذهب”.
لم أقل شيئًا لأني متوتر جدًا من إجراء محادثة.
بدأت في التحرك مع سيلفي لكن سرعان ما تحول الإرتباك – حول كيفية معرفة إيلي لمن هي كايرا – إلى القلق من فكرة وجود عائلتي هناك في مواجهة تنين غاضب.
“أرسل له تحياتي”.
فتحت فمي لتشكيل عذر على عجل قبل أن تقاطعني سيلفي.
“عفوا الجنرال أرثر لكنني مع هؤلاء اللوردات الرائعين الآخرين تم إرسالنا لتحيتك نيابة عن الوصي فاجراكور” في وقت متأخر إلى حد ما إنحنى للتنينين المرافقين لنا وبدا متوتراً ثم تابع “إنه ينتظرك في…”.
“إليانور يبدو أن الأمور ستصبح مزعجة لذا أود قضاء بعض الوقت معك ومع أليس قبل أن تشتعل مجددا هل يمكنك أن تريني أين تعيشون؟”.
“تورفير وبولغار إنصرفا” قالت فاراي ورائي “سأغطي عنكما عندما يصل”.
نظرت إيلي بين سيلفي والطوابق العليا من المدينة بحزن.
هززت رأسي بإبتسامة مترددة على وجهي.
“ليس لدي مصلحة في مساعدتك لإنقاذ ألاكريان ثم مواجهتهم في القتال” حدق شول في وجهي كما لو أني أساءت إليه فقط لمعرفتي بألاكريان “سأستكشف مدينة الأقزام هذه لبعض الوقت”.
إبتسمت شريكتي وأغمضت عينيها ثم إستلقت “إفتح عقلك لي بالكامل”.
“لا أنت بحاجة إلى البقاء مع…”.
إنفتحت عيناها القرمزيتان وإستدارتا نحو النور اللامع.
“لقد ذهب” قال ريجيس وهو يشاهد شول يسير بعيدًا بسرعة متجهاً نحو المستويات الأدنى ومحدقا بكل من مر به.
أخرج شول سلاحه وتحرك ببطء عبر سلسلة من تقنيات القتال المصممة بينما عيناه مغمضتين.
“أنا متأكدة من أنه سيكون على ما يرام؟” قالت سيلفي غير قادرة على منع صوتها من الإرتفاع إلى سؤال في نهاية بيانها.
رفعت رأسي وضيقت عيني على التنين “على الرغم من أنني إستمعت بمناقشتنا الصغيرة إلا أن لدي أشياء أفضل لفعلها، إسمح لي بالتحدث بالطريقة التي قد تفهمها على أفضل وجه: إذا كنت ترغب في أن تكون حليفي فسوف تتنحى جانبًا لكن قف في طريقي وسأعتبرك عدوًا”.
كالمعتاد نسي ريجيس على الفور أمر شول وأشار لأمي “لقد أمضيت شهرين عائمًا في فراغ فارغ وأنا جائع لذا ما رأيك بإعداد وجبة مطبوخة في المنزل بلطف يا ماما ليوين؟”.
عيون القزم المغمورة في الشك إتسعت قبل أن تنزلق النافذة بقعقعة خشنة، سمعنا تبادل غمغمات بين الحراس لكن بعد عدة ثوانٍ تحرك القفل الثقيل جانبًا مع قعقة السلسلة قبل أن يعود الباب إلى الداخل.
ربتت أمي على رأس ريجيس “حسنا لكن هل أنت حتى بحاجة لتناول الطعام؟”.
“آه لو تمكنا فقط من الوقوف تحت الشمس الدافئة لفترة أطول قبل أن نتعمق تحت الأرض” قال شول بعينان مغمضتان ووجه يتجه نحو الشمس بينما يبتسم على نطاق واسع.
إنحنى ريجيس ليحمل أمي على ظهره – صرخت مندهشة وناضلت من أجل مكان لتتمسك به – لم تكن واثقة من وضع يديها في شعره الناري.
“إذن نحن جميعًا ذاهبون لإنقاذ كايرا؟ مذهل! دعنا نذهب”.
“ليس هناك الكثير من الأشياء التي أحتاجها ولكن هناك الكثير من الأشياء التي أريدها!” سار ريجيس على الطريق السريع المنحني مع أمي.
‘هناك الكثير يجب معالجته’ أرسل ريجيس من سطح السفينة بينما يراقب التنينين مع شول.
“على الأقل إذا كان لدي شريكتك فأعلم أنه لا يمكنك الإختفاء فجأة” قالت إيلي مع تلميح من العبوس وتركت سيلفي تقودها بعيدًا.
فعلت ما طلبت حينها إستعدت تلك اللحظات الأخيرة من جديد بينما أشاهدها وهي تضحي بنفسها من خلال عينيها ثم تم تفكيك الطاقة المنتشرة لكيانها، الذكريات غائمة ومشوهة لكنني تعرفت على حياتي السابقة حيث ظهرت أمامي من منظور سيلفي – ظلت بجانبي خلال كل ذلك – حتى أصبح من الصعب فهمها.
‘لا تغفل عن سبب وجود التنانين بديكاثين في المقام الأول’ ذكّرتني سيلفي بينما تنزل على طول الطريق السريع ‘فاجراكور سيختبرك هذه هي طريقتنا على ما يبدو لكنه لن يخرج عن أي أوامر أعطاها له جدي’.
ظلت تراقبني بإهتمام ونظراتها مثل الشعاع الجليدي الذي إستحضر قشعريرة على ذراعي.
فكرت في سلوكياتي قبل النظر إلى فاراي التي حدقت مع إفتقارها المعتاد إلى العاطفة الخارجية طوال هذا التبادل.
بعد لحظة من التردد استدار الأزوراس الأشقر وبدأ في السير بعيدًا بسرعة لكن رفيقه ذو الشعر الداكن تباطأ للحظة وبصره المريب يتنقل بيني وبين رين.
“الآن ربما يمكنك أن تأخذيني إليها”.
“أنا آسف” قلت بهدوء “سأشرح كل شيء لكنني لم أنوي أن أغادر لفترة طويلة دون إرسال رسالة فبالنسبة لي لقد مرت بضعة أيام فقط”.
لم نذهب إلى السجن ولكننا واصلنا السير مباشرة إلى القصر الملكي للأقزام – قاعة لودينهولد – وهو قلعة ضخمة منحوتة في الجدران أعلى الكهف.
“إعتقد نيكو أن التعويذة حدثت بشكل خاطئ لأن أغرونا أخطأ في التقدير مما أوصلني إلى المكان الخطأ في الوقت الخطأ لكنه حدث بسببك…. لقد منعتي تعويذته وجعلتني ليوين”.
كنا على وشك الوصول إلى القصر حينها تحدثت فاراي “عوملت إمرأة ألاكريا معاملة جيدة بأمر من الرمح ميكا على الرغم من أنها ظلت في السجن لدواعي الأمن، الآخرى ليرا أكدت هوية السجينة ولكن لم يكن لديها علم بعلاقتكم لذا تغيرت الأمور عندما وصلت التنانين…”.
بدا داغلون بعد أن شاهد هذا التبادل من الجانب مصدوما “لكن الجنرالين أرثر وفاراي يجب عليكما حقًا…”.
“ماذا تقصدين؟” سألت والحرارة ترتفع في وجهي.
– أرثر ليوين :
“عندما إكتشف فاجراكور وجودها في السجن نقلها إلى زنزانة في القصر ليستخرج منها معلومات عن خطط أغرونا، حاولت أنا وميكا وبايرون ثنيه وشجعناه على الإنتظار حتى تعود للتحقق من هويتها لكن للأسف..”.
هززت رأسي بإبتسامة مترددة على وجهي.
“أحمق عنيف” تنهدت “إنها حليف”.
مررنا بعدة حواجز أخرى على الطريق المؤدي إلى فيلدوريال – بعد ثالث حاجز من هذا القبيل – أعطى التنين رمزا سريعا للحراس قبل أن يسمحوا لنا بالمرور.
“لك ربما لكن ليس للتنانين” توقفت فاراي قبل أن تقودني إلى لودنهولد “يجب أن تعرف يا أرثر… يبدو أن التنانين تعمل على تقويضك لذا قد لا يتم إستقبال حضورك بشكل جيد”.
إستجاب الأقزام بـ “هاممف” جماعي قبل أن يبتعدوا مما سمح لي في النهاية بإعادة إنتباهي إلى عائلتي.
“التنين الوحيد الذي يجب أن أقلق بشأنه هو كيزيس إندراث” أكدت لها “سيبقي بقية جنوده مقيدين طالما أن إتفاقنا قائم، في الوقت الحالي وجود التنانين يمنع أغرونا من الهجوم مرة أخرى لذا دعيهم يسحبونني عبر الوحل”.
وقف تورفير عند الباب المفتوح بجسمه الممتلئ حتى بالنسبة للقزم وبشرة متعفنة تحمل ندوب العديد من المعارك، تلاشى شعره الأحمر اللامع إلى اللون الرمادي بسبب تقدمه في العمر لكن عينيه لا تزالان حادتين مثل الصوان على الرغم من تجعد الزوايا بعدم إرتياح واضح.
نظرت إلي فاراي بإهتمام شديد للحظة ثم أومأت برأسها وإستمرت.
تحركت حول الحارس وأنا أعلم جيدًا أنه لم يكن على وشك محاولة إيقافي فقد أخذ القزم الثاني خطوة إلى الوراء وبدا متوتراً بشكل متزايد.
تحركنا بسرعة داخل أراضي القصر أين بإمكاني الشعور بالهالة المرهقة لمانا فاجراكور التي جعلت الهواء داخل القلعة ثقيلًا وعلى عكس زياراتي العديدة السابقة إلى لودنهولد المدخل فارغ، من المحتمل أن أولئك الذين حصلوا على مأوى سابقًا داخل جدرانها المنحوتة قد تم نقلهم عندما إستولت عليها التنانين، قادتني فاراي عبر عدة أنفاق كل منها أضيق وأقصر وأقل إضاءة من الأخير حتى وصلنا إلى باب حديدي ثقيل يسد الطريق، طرقت فاراي حتى إنزلقت لوحة إلى الجانب عند مستوى عين القزم – في مكان ما حول خصر فاري.
– ترجمة : Ozy.
“الجنرال فاراي لم نكن نتوقع من أي شخص – أوه! والجنرال أرثر عاد من الموت مرة أخرى… هل يعرف الوصي أنك هنا؟”.
لم أفوّت نبرة الإتهام وكأن حقيقة أن هذه الأشياء التي لم يتم القيام بها من قبل تشرح سبب الحاجة الماسة إلى التنانين، البوابة الأخيرة المؤدية إلى فيلدوريال مفتوحة بالفعل عندما وصلنا مع حشد صغير ينتظرنا على الجانب الآخر.
“إفتح الباب تورفير” أمرت فاراي.
“الرضيع… هل قتلتُه عندما أخذت الجسد؟ إبن… أليس؟”.
عيون القزم المغمورة في الشك إتسعت قبل أن تنزلق النافذة بقعقعة خشنة، سمعنا تبادل غمغمات بين الحراس لكن بعد عدة ثوانٍ تحرك القفل الثقيل جانبًا مع قعقة السلسلة قبل أن يعود الباب إلى الداخل.
سحبت بطانية من العتاد المخبأ في بُعدي الروني ووضعتها عليها حتى نامت في لحظات ثم عدت إلى سفح السرير.
وقف تورفير عند الباب المفتوح بجسمه الممتلئ حتى بالنسبة للقزم وبشرة متعفنة تحمل ندوب العديد من المعارك، تلاشى شعره الأحمر اللامع إلى اللون الرمادي بسبب تقدمه في العمر لكن عينيه لا تزالان حادتين مثل الصوان على الرغم من تجعد الزوايا بعدم إرتياح واضح.
‘هناك الكثير يجب معالجته’ أرسل ريجيس من سطح السفينة بينما يراقب التنينين مع شول.
“جنرال كما تعلمين جيدًا لدينا أوامر صارمة ل… جنرال!”.
تجاهلته وإقتربت من الباب الأيمن منزلا نافذة الرؤية جانبًا ومحدقًا في الظلام الذي خلفها حيث إتضح أن الزنزانة الضيقة مظلمة وفارغة، إنتقلت إلى الباب الأيسر وقد أعددت نفسي للأسوأ لكن عندما نزلت نافذة الرؤية سقط شعاع من الضوء الخافت على شكل إمرأة ترتدي خرقة بالية.
تحركت حول الحارس وأنا أعلم جيدًا أنه لم يكن على وشك محاولة إيقافي فقد أخذ القزم الثاني خطوة إلى الوراء وبدا متوتراً بشكل متزايد.
فتحت فمي لتشكيل عذر على عجل قبل أن تقاطعني سيلفي.
الغرفة لا تزيد عن 8 أقدام على 10 وهي فارغة بإستثناء طاولة صغيرة مع كرسيين، يوجد بابين آخرين من الحديد الثقيل في الجدار المقابل لمدخل الغرفة منقوشين بالرونات لمنع تعرضهم للهجوم بالسحر.
مررنا بعدة حواجز أخرى على الطريق المؤدي إلى فيلدوريال – بعد ثالث حاجز من هذا القبيل – أعطى التنين رمزا سريعا للحراس قبل أن يسمحوا لنا بالمرور.
“جنرال يجب أن أصر…” قال تورفير بفتور.
“ليس هناك الكثير من الأشياء التي أحتاجها ولكن هناك الكثير من الأشياء التي أريدها!” سار ريجيس على الطريق السريع المنحني مع أمي.
تجاهلته وإقتربت من الباب الأيمن منزلا نافذة الرؤية جانبًا ومحدقًا في الظلام الذي خلفها حيث إتضح أن الزنزانة الضيقة مظلمة وفارغة، إنتقلت إلى الباب الأيسر وقد أعددت نفسي للأسوأ لكن عندما نزلت نافذة الرؤية سقط شعاع من الضوء الخافت على شكل إمرأة ترتدي خرقة بالية.
“ليس هناك الكثير من الأشياء التي أحتاجها ولكن هناك الكثير من الأشياء التي أريدها!” سار ريجيس على الطريق السريع المنحني مع أمي.
إنفتحت عيناها القرمزيتان وإستدارتا نحو النور اللامع.
ربتت سيلفي على ظهر إيلي “أنا بخير على الرغم من أنني ربما لن أعيش طويلاً إذا إستمررت في سحق أنفاسي من جسدي” إبتسمت سيلفي لي من فوق كتف إيلي ثم أحنت رأسها على كتف أختي.
أمسكت بمقبض الباب وفتحته.
رأيت إيلي وأمي قبل أي شخص آخر.
صرت سلسلة من البراغي التي تثبته وإنثنت قبل أن يدفع الباب مفتوحًا مع وابل من الغبار ويصطدم في الحائط.
“تعال الوصي فاجراكور ينتظرك” قال الأزوراس الأشقر بصلابة أخذا زمام المبادرة لأسفل في الوادي الضيق بينما تحرك نظيره إلى مؤخرة مجموعتنا.
“تورفير وبولغار إنصرفا” قالت فاراي ورائي “سأغطي عنكما عندما يصل”.
متجاوزة فرقة الجنود والمستشارين واللوردات تركت والدتي تسحبني إلى عناق رقيق.
لم أكن بحاجة إلى الإستدارة لأعرف أنهم قد أطاعوا لأن صوت خطواتهم الثقيلة إنتشر صداه في القاعة بعيدًا عن زنزانة السجن.
“مرحبًا بعودتك…. وقت إختفائك سيئ” أعطتني فاراي إيماءة ضحلة كتحية مع نبرة عتاب في صوتها لكنها مغطاة بالصقيع من رواقيتها الجليدية.
تشبثت كايرا مرة أخرى بالحائط لكنها أعيقت بسبب سلسلة قمع المانا التي ربطتها بالأرض.
تراكم ضغط غاضب فجأة لدرجة أن كلماتي علقت في حلقي، كايرا الضعيفة بالفعل من سجنها الطويل مالت إلى ذراعي بينما ثبتت فاراي نفسها على الحائط ورجلاها ترتعشان.
“غراي؟” سألت وصوتها يهتز بسبب الجفاف وعدم الإستخدام.
قالت فاراي ببرود “لا تتردد في العودة إلى القصر لورد سيلفرشال وظيفتك هنا إكتملت”.
مسرعا إلى جانبها أمسكت بالسلاسل ونزعتها بعد ذلك وحرصًا على عدم إيذائها في هذه العملية قمت بفك الأغلال عن بعضها وحررت معصميها.
وقفت أفرك يدي على وجهي لأني وجدت صعوبة في فهم ما رأيته، من بين عشرات الأسئلة التي لدي دفع أحدهم نفسه إلى الأمام وسألته تقريبًا دون أن أنوي ذلك.
بصمت ساعدتها على النهوض من على الأرض وأخرجتها ببطء من الزنزانة.
إستجاب الأقزام بـ “هاممف” جماعي قبل أن يبتعدوا مما سمح لي في النهاية بإعادة إنتباهي إلى عائلتي.
“غراي…” نظرت كايرا إلى وجهي وتفحصت عيني بشدة لدرجة أني شعرت أنها تحاول التأكد من أنني حقيقي.
“لا أعتقد أنني أستطيع أن أشرح بالكلمات لكن…” قالت سيلفي وهي تدعم نفسها بمرفقيها “يمكنني السماح لك برؤيتهم فأنا أعاني بالفعل من الإحتفاظ بتلك الذكريات، لم يكن هناك سوى جزء مني تم سحبه عبر الزمان والمكان بسبب البوابة المنهارة التي مزقتها في كوننا بينما تبعك بقيتي إلى المقابر الأثرية وأصبح… البيضة الحجرية”.
لفت ذراعيها حولي وجذبتني إلى عناق ثم دفعتني بعيدًا وحدقت في وجهي مثل معلمتها المنجل سيريس فريترا قبل أن تصفعني على خدي.
– أرثر ليوين :
“كيف تجرؤ على تركي سجينة – من أجل…” رفعت يديها في إحباط “كم مضى من وقت؟! أين كنت؟ سيريس… هل هي بخير؟”.
“لقد ذهب” قال ريجيس وهو يشاهد شول يسير بعيدًا بسرعة متجهاً نحو المستويات الأدنى ومحدقا بكل من مر به.
“لا أعرف أي شيء حتى الآن” قلت بينما الإحباط والشعور بالذنب وخيبة الأمل يغليان في داخلي “إكتشفت أنك هنا منذ 10 دقائق لذا أتيت مباشرة… ماذا تفعلين في فيلدوريال؟ في ديكاثين؟ يجب أن تعرف سيريس بشكل أفضل…”.
الغرفة لا تزيد عن 8 أقدام على 10 وهي فارغة بإستثناء طاولة صغيرة مع كرسيين، يوجد بابين آخرين من الحديد الثقيل في الجدار المقابل لمدخل الغرفة منقوشين بالرونات لمنع تعرضهم للهجوم بالسحر.
“لقد أرسلتني إليك لطلب المساعدة” قالت كايرا محدقة في وجهي بينما تكافح من أجل التركيز “لم تكن الأمور على ما يرام كما يجب أن تكون…” سقط وجه كايرا “بحق قرون فريترا ماذا حدث لها؟ لقد مرة فترة طويلة…”.
“اللورد إندراث سيكون أكثر فضولًا لمعرفة سبب عدائك غير الضروري” قال التنين خلفي “سأخبره بعودتك – وموقفك – على الفور”.
حملتها بشكل مستقيم وإنحنيت قليلاً حتى أتمكن من النظر في عينيها.
نظرت إلي فاراي بإهتمام شديد للحظة ثم أومأت برأسها وإستمرت.
“أنا آسف يا كايرا” بدأ الغضب في الإزدهار من كيمياء مشاعري الأخرى “هذه التنانين…”.
كافحت والدتي منذ فترة طويلة مع مسألة ما إذا كنت حقًا إبنها أم لا ولم يكن هذا سؤالًا يخصني من قبل، الآن مع معرفة أن سيلفي هي من وضعتني داخل هذا الجسد لم يسعني إلا أن أتساءل عما يعنيه ذلك لعلاقتي مع عائلتي.
تراكم ضغط غاضب فجأة لدرجة أن كلماتي علقت في حلقي، كايرا الضعيفة بالفعل من سجنها الطويل مالت إلى ذراعي بينما ثبتت فاراي نفسها على الحائط ورجلاها ترتعشان.
“لا أعتقد أنني أستطيع أن أشرح بالكلمات لكن…” قالت سيلفي وهي تدعم نفسها بمرفقيها “يمكنني السماح لك برؤيتهم فأنا أعاني بالفعل من الإحتفاظ بتلك الذكريات، لم يكن هناك سوى جزء مني تم سحبه عبر الزمان والمكان بسبب البوابة المنهارة التي مزقتها في كوننا بينما تبعك بقيتي إلى المقابر الأثرية وأصبح… البيضة الحجرية”.
غمر الأثير عضلاتي وقواني لدرجة أنه عندما وصل التنين إلى نهاية القاعة كنت أقف بثبات مثل التمثال، ظهر فاجراكور في شكله البشري الذي ببدو بمثل طولي مع بنية رشيقة تكذب قوته الأزوراسية وقد تدلى شعره الأسود حول كتفيه مع عينين أرجوانيتين، تحول تعبيره من الغضب إلى المفاجأة ثم تغير على الفور لكن ليس بالسرعة الكافية لدرجة أنني لم أره، قام فاجراكور بتصويب أرديته الفضفاضة – تم قطعها من حرير الكوارتز الوردي والمطرزة بخيط أرجواني ناعم يتناسب مع عينيه – ورفع ذقنه بينما يخطو إلى الأمام بوتيرة أكثر تحكمًا.
“ما المشكلة؟” سألت متجنبا داغلون الذي لا يزال يتحدث.
“أرثر ليوين لأسابيع كنت غائبًا عن القارة التي توسلت إلينا لحمايتها ومع ذلك فإن أول شيء تفعله عند العودة هو مساعدة العدو”.
أطلق فاجراكور نفساً طويلاً وبدا وكأنه ينتفخ عندما فعل ذلك حيث سد الرواق تمامًا “لقد أخبرني ويندسوم كثيرًا عنك يا أرثر ليوين لكنه لم يستطع التعبير بشكل كامل عن أعماق غطرستك، أنت لست مساويًا لي في في المكانة السياسية وبالتأكيد ليس في القوة الغاشمة كما أنني لم أنتهي منها بعد ولا تملك القوة لأخذها مني”.
“العالم عبارة عن ظلال فوضوية من اللون الرمادي حيث يمكن أن يكون الأعداء حلفاء والحلفاء…” تركتُ وقفة دقيقة تفصل بين كلماتي وركزت على عيون فاجراكور “يمكن أن يكونوا أعداء”.
“تعال الوصي فاجراكور ينتظرك” قال الأزوراس الأشقر بصلابة أخذا زمام المبادرة لأسفل في الوادي الضيق بينما تحرك نظيره إلى مؤخرة مجموعتنا.
قمت بمساعدة كايرا على الوقوف بشكل مستقيم ثم خطوت بعيدًا عنها – لأنها قوية بما يكفي لتتحمل الوقوف إلى إرتفاعها الكامل رغم وجود التنين، بعد أن تجاوزت فاراي إقتربت من فاجراكور ورتبت ملامحي في إبتسامة تشبه إبتسامة رجال الأعمال ومددت يدي.
عيون القزم المغمورة في الشك إتسعت قبل أن تنزلق النافذة بقعقعة خشنة، سمعنا تبادل غمغمات بين الحراس لكن بعد عدة ثوانٍ تحرك القفل الثقيل جانبًا مع قعقة السلسلة قبل أن يعود الباب إلى الداخل.
“قبل أن ندخل في ما لا يمكنني إلا أن أفترض أنه سيكون نقاشا محتدما ماذا عن إظهار مستوى معين من اللباقة لأنه يبدو أننا سنرى بعضنا البعض بشكل متكرر”.
داخل مدخل النفق المخفي في ظلال الوادي إستقبلنا مجموعة من الحراس، إنحنى الأقزام للتنانين وبالكاد قاموا بتقييم من رافقهم ثم سمحوا لنا بالمرور دون مشاكل.
لم يتحرك فاجراكور ليمسك يدي “لن يكون هناك نقاش لا سيما مع تظاهر الأدنى بفهم الأثير”.
خفت حدة التوتر لدي ودخلت في محادثة فارغة مع ريجيس وشول حتى إقتربنا من وجهتنا لكن ما ينتظرنا شق طريقه مرة أخرى لأفكاري، أشرت إلى رين أين يوجد شق في الأرض – أحد المداخل السطحية العديدة لأنفاق الأقزام المحيطة بفيلدوريال – وبدأنا في النزول نحو الرمال، إستيقظت سيلفي بالفعل عندما ذهبت لإستعادتها وفي غضون دقيقتين وقفنا فوق حجر على حافة الوادي الصغير.
“ومع ذلك يبدو أن كيزيس مهتم جدًا بما أعرفه”.
–+–
“عندما تتحدث عنه ستفعل ذلك بشكل مناسب إنه اللورد إندراث”.
“إذا تقديراً للوردك إندراث سأدع معاملتك غير المقبولة لصديقتي تمر هذه المرة على إفتراض أنها بدافع الجهل” إقتربت قليلاً بما فيه الكفاية لأكون مؤدبًا “لأنه إذا إعتقدت أن حراس اللورد إندراث يأخذون أصدقائي وحلفائي كرهائن ويعذبونهم للحصول على معلومات فعندئذ ستكون لدينا مشكلة”.
“إذا تقديراً للوردك إندراث سأدع معاملتك غير المقبولة لصديقتي تمر هذه المرة على إفتراض أنها بدافع الجهل” إقتربت قليلاً بما فيه الكفاية لأكون مؤدبًا “لأنه إذا إعتقدت أن حراس اللورد إندراث يأخذون أصدقائي وحلفائي كرهائن ويعذبونهم للحصول على معلومات فعندئذ ستكون لدينا مشكلة”.
تشبثت كايرا مرة أخرى بالحائط لكنها أعيقت بسبب سلسلة قمع المانا التي ربطتها بالأرض.
أطلق فاجراكور نفساً طويلاً وبدا وكأنه ينتفخ عندما فعل ذلك حيث سد الرواق تمامًا “لقد أخبرني ويندسوم كثيرًا عنك يا أرثر ليوين لكنه لم يستطع التعبير بشكل كامل عن أعماق غطرستك، أنت لست مساويًا لي في في المكانة السياسية وبالتأكيد ليس في القوة الغاشمة كما أنني لم أنتهي منها بعد ولا تملك القوة لأخذها مني”.
“جنرال كما تعلمين جيدًا لدينا أوامر صارمة ل… جنرال!”.
إبتسمت مظهرا أسناني “لا أحد منا يعرف ما إذا كان هذا صحيحًا لكن واحد منا فقط على إستعداد لإستكشاف ذلك، كلانا يعرف ما سيحدث لك حتى لو حاربتني وهزمتني فأنت هنا لأن كيزيس يريد المعرفة التي لدي… هل تمتد ثقتك التي لا أساس لها إلى الوقوف ضد سيدك؟”.
مررنا بعدة حواجز أخرى على الطريق المؤدي إلى فيلدوريال – بعد ثالث حاجز من هذا القبيل – أعطى التنين رمزا سريعا للحراس قبل أن يسمحوا لنا بالمرور.
تشققت واجهة ثقته بشكل طفيف مع مرور ظلال الشك على وجهه “هذا عدم الإحترام للتنانين التي جاءت لإنقاذك من عدو هزمك بالفعل”.
كافحت والدتي منذ فترة طويلة مع مسألة ما إذا كنت حقًا إبنها أم لا ولم يكن هذا سؤالًا يخصني من قبل، الآن مع معرفة أن سيلفي هي من وضعتني داخل هذا الجسد لم يسعني إلا أن أتساءل عما يعنيه ذلك لعلاقتي مع عائلتي.
“إحترام؟” سألت كايرا – الكلمات تطحن من تحت أسنانها ببطء – ودفعت نفسها حتى تتمكن من الوقوف بشكل مستقيم بينما تخاطب فاجراكور “هل هذا ما أظهرته لي هنا أيها الوحش؟”.
“أحمق عنيف” تنهدت “إنها حليف”.
“وحش؟ أنت تحملين قذارة دم أغرونا فريترا في عروقك وتنادينني بالوحش؟” قهقه “لا يمكنك حتى أن تري نفسك بسبب التشويه الذي أنت عليه أيتها الأدنى”.
“الآن ربما يمكنك أن تأخذيني إليها”.
رفعت رأسي وضيقت عيني على التنين “على الرغم من أنني إستمعت بمناقشتنا الصغيرة إلا أن لدي أشياء أفضل لفعلها، إسمح لي بالتحدث بالطريقة التي قد تفهمها على أفضل وجه: إذا كنت ترغب في أن تكون حليفي فسوف تتنحى جانبًا لكن قف في طريقي وسأعتبرك عدوًا”.
تشققت واجهة ثقته بشكل طفيف مع مرور ظلال الشك على وجهه “هذا عدم الإحترام للتنانين التي جاءت لإنقاذك من عدو هزمك بالفعل”.
توسعت عيون فاجراكور الأرجوانية بالغضب لكنه تحرك جانبا وبدا كأنه يتقلص عندما فعل ذلك “العالم يتكون من ظلال رمادية بالفعل”.
لفت ذراعيها حولي وجذبتني إلى عناق ثم دفعتني بعيدًا وحدقت في وجهي مثل معلمتها المنجل سيريس فريترا قبل أن تصفعني على خدي.
سحبت أحد ذراعي كايرا حول كتفي لدعمها عبر النفق “التنانين تفهم بسرعة”.
ظلت تراقبني بإهتمام ونظراتها مثل الشعاع الجليدي الذي إستحضر قشعريرة على ذراعي.
تحركت فاراي مثل الظل وراءنا.
“لا أستطيع تصديقك…” تقدمت إيلي وضربتني بقوة في ذراعي “سيلفي!”.
“اللورد إندراث سيكون أكثر فضولًا لمعرفة سبب عدائك غير الضروري” قال التنين خلفي “سأخبره بعودتك – وموقفك – على الفور”.
متجاوزة فرقة الجنود والمستشارين واللوردات تركت والدتي تسحبني إلى عناق رقيق.
“أرسل له تحياتي”.
بدا داغلون بعد أن شاهد هذا التبادل من الجانب مصدوما “لكن الجنرالين أرثر وفاراي يجب عليكما حقًا…”.
–+–
هبط كلا التنينين أيضًا وتحولا إلى أشكالهما الشبيهة بالبشر، أصبح التنين الأخضر رجلًا طويل القامة أشقر الشعر يرتدي درعًا داكنًا يتلألأ بالزمرد عندما يصيبه الضوء من زاوية معينة، شكل التنين الأحمر أقصر بشعر أسود داكن وأردية متناقضة بشكل حاد مع بشرته الشاحبة لكن عينيه وعبوسه متشابهين.
– ترجمة : Ozy.
“وحش؟ أنت تحملين قذارة دم أغرونا فريترا في عروقك وتنادينني بالوحش؟” قهقه “لا يمكنك حتى أن تري نفسك بسبب التشويه الذي أنت عليه أيتها الأدنى”.
فاتني أي شيء آخر يقوله داغلون لأن إنتباهي إستقر على فاراي التي تنتظر أيضًا مع مجموعة الأقزام وعائلتي، مرت فترة من الوقت منذ أن رأيت الرمح البشري الآخر حيث قضت بعض الوقت في تطهير مدن سابين من العديد من معاقل ألاكريا، على الرغم من أن شعرها الأبيض قصير الآن إلا أنها لم تتغير على الإطلاق منذ أن إلتقيتها لأول مرة في أكاديمية سيروس قبل سنوات.
وقف تورفير عند الباب المفتوح بجسمه الممتلئ حتى بالنسبة للقزم وبشرة متعفنة تحمل ندوب العديد من المعارك، تلاشى شعره الأحمر اللامع إلى اللون الرمادي بسبب تقدمه في العمر لكن عينيه لا تزالان حادتين مثل الصوان على الرغم من تجعد الزوايا بعدم إرتياح واضح.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
