أسرعت في حزم الأغراض وذهبت إلى الحمام لأحضر ممسحة.
‹لم أعد أستطيع الاستمرار.›
وضعت الممسحة على الأرض وضربت رأسها بساقي اليمنى.
*غررر!!!*
*طق!*
‹قدرة مدهشة…›
توقعت أن تنكسر بسهولة، لكن كدت أن أكسر ساقي اليمنى. الألم تسلل إلى جسدي، فعضضت شفتي حتى لا أصرخ. لم يكن هناك طريقة يمكنني بها كسر الممسحة باستخدام قدمي. وضعت الرأس أسفل الأريكة وسحبت العصا لأعلى بكل ما لديَّ من قوة، حتى كدت أن أقلب الأريكة.
أغمضت عيني وأخرجت زفيرًا ببطء.
عليَّ أن أبقى هادئًا، خاصةً في هذه اللحظة. وقفت على الأريكة وسحبت العصا مجددًا، معتقدًا أن وزني سيكون كافيًا لتثبيت الأريكة.
«حبيبتي، سيعود بابا بعد قليل. فقط تحملي قليلًا.»
«أرجوكي انكسري!»
«لا تقلقي يا حبيبتي، بابا هنا.»
*درر!*
كنت أعلم أنني جبان. لم أهتم بأمان الآخرين. كل ما همني هو حياتي وحياة سو يون. إذا كان هذا عيبي، وإذا كان ذلك يجعلني مذنبًا… فسأعيش كذلك بقية حياتي. لن أتردد في أن أصبح شريرًا، وأرتكب المزيد من الخطايا. كان كل ما أريده بشدة هو البقاء على قيد الحياة.
سمعت صوت تمزق أسفل الأريكة، لكن لحسن الحظ، رأس الممسحة بدأ في الانفصال. سحبت مرة أخرى حتى انتزعتها.
«لا تذهب، لا تذهب!»
لم يكن الأمر مثاليًا، ولكن ليس لديَّ خيارات كثيرة في هذا الوضع. كان عليَّ أن أهاجم من مسافة بعيدة. إذا عضَّني أحدهم أو خدشني، فلن أتمكن من النجاة. عليَّ أن أستغل طول الممسحة مهما كان محدودًا.
حولت انتباهي إلى المخلوقات عند الباب الأمامي. لم أعد أشعر بثقلهم على قدمي اليسرى. لم يعودوا يضغطون على الطاولة. جاء الصراخ من مكان بعيد، وتوقفوا جميعًا عن الحركة. في لحظات، بدأت المخلوقات التي حشدت عند الباب تتراجع.
وضعت سكينًا تحت حزامي كاحتياط، ثم استدرت إلى سو يون:
«أعلم أن هذه ليست غميضة! لست غبية!»
«لنذهب يا صغيرتي.»
كان جسدي منهكًا، وحياتي بدت بلا معنى.
«إلى أين؟ هل سنذهب إلى مكان ما؟» سألتني سو يون بعينين ممتلئتين بالخوف.
*غرر!*
ليس هناك وقت لنضيعه. كنت قد رأيت مصير المرأة التي حوصرت في شقتها؛ لذا كانت أولويتي إيجاد مخرج. إذا حاصرنا ”هم“ عند الباب الأمامي، فستكون تلك نهايتنا.
*قعقعة!*
كان الكائنان اللذان يمكنهما الرؤية يحدقان فينا. فكرت في الانتقال إلى الشقة المجاورة عبر الشرفة، لكن أدركت بسرعة أن الأمر لن يكون مجديًا.
استدرت ببطء نحو الشرفة. رأيت شيئًا من خلف الستائر، وشعرت بجسمي يرتجف. كان هناك شيء يراقبني. بعد لحظات، سمعت خطوات ورأيت أقدامه على الشرفة.
‹علينا الخروج من هنا فورًا…›
بدأ ”هو“ يتحرك.
*قعقعة!*
‹ألا يشعرون بأي ألم؟›
في تلك اللحظة، سمعت صوتًا عاليًا جعل القشعريرة تسري في جسدي. حبست أنفاسي وحدقت في الباب الأمامي. اختبأت سو يون خلف ساقي مثل سنجاب صغير.
*بلع—*
*غرر!*
‹هل ستنتهي حياتي هكذا؟ فقط كلوني ودعوا سو يون تعيش. أنا الناجي الوحيد هنا! ابتعدوا بعد أن تنتهوا مني.›
*ضرب!*
انهمرت الدموع من عينيَّ وأنا أواجه ضعفي وإرهاقي.
كنت متأكدًا أن الصوت كان قادمًا من الباب الأمامي. شيء ما طرق الباب وهو يصدر صوتًا حادًا. عرفت تمامًا ما هو ذلك الشيء. العرق البارد تساقط على ظهري. لم أعد أستطيع التفكير بوضوح، وتيبس جسدي بالكامل.
كنت أعلم أن ما سيحدث اليوم قد يترك أثرًا نفسيًا عليها. لكن هذا أفضل ما يمكنني فعله.
«أبي…»
‹ماذا لو جاءت فرقة إنقاذ في اللحظة الأخيرة؟›
ارتجف صوت سو يون وأمسكت بسروالي بكل قوتها. استجمعت نفسي وأخذتها إلى غرفة النوم الرئيسية. لم يعد هناك مخرج. عليَّ أن أجذب ”هم“ إلى مكان آخر. وضعت سو يون في الخزانة وهمست لها: «صغيرتي، مهما حدث، لا تخرجي حتى يعود بابا ليأخذك، حسنًا؟»
«إذًا لماذا يجب على سو يون البقاء هنا؟ أريد البقاء مع أبي.»
«أبي، أبي…!»
«لا تقلقي، بابا هنا. كل شيء على ما يرام.»
«صغيرتي، امسكي بهذه الحقيبة. اشربي الماء وتناولي الحبوب إذا شعرتِ بالجوع. حسنًا يا صغيرتي؟»
استدرت ببطء نحو الشرفة. رأيت شيئًا من خلف الستائر، وشعرت بجسمي يرتجف. كان هناك شيء يراقبني. بعد لحظات، سمعت خطوات ورأيت أقدامه على الشرفة.
«أبي لا تذهب!»
‹علينا الخروج من هنا فورًا…›
«حبيبتي، سيعود بابا بعد قليل. فقط تحملي قليلًا.»
«أبي…»
«قلت لك لا تذهب!»
*دوي!*
تشبثت بي وبدأت دموعها التي كانت تحبسها تتدفق بلا توقف. بلعت ريقي وربتُّ على ظهرها الصغير.
‹طعن، سحب، طعن، سحب… أريد الاستسلام، أريد أن أرتاح…› دارت هذه الأفكار في ذهني كأسطوانة مكسورة، لكن إرادة البقاء منعتني من التخلي عن الأمر.
«لا تقلقي يا حبيبتي، بابا هنا.»
ألقى ”هم“ بأنفسهم على الباب محاولين اقتحامه.
«لا تذهب، لا تذهب!»
*بلع—*
«لا تقلقي يا صغيرتي. بابا سيكون في غرفة المعيشة.»
«لا تذهب، لا تذهب!»
«إذًا لماذا يجب على سو يون البقاء هنا؟ أريد البقاء مع أبي.»
حدَّقت في أفواههم بنظرات ضبابية.
لم أعرف بماذا أجيب. دغدغت معصمها وقلت: «الأفضل لكِ أن تختبئي هنا، يا صغيرتي الحبيبة! سنلعب الغميضة، حسنًا؟»
لم أستطع منع نفسي من الضحك، لكنني لم أكن مرتاحًا. ”هم“ بدؤوا بالهروب. تلك المخلوقات التي استمتعت بالقتل فرت. هربوا مثل الضباع عند رؤية الأسود. امتلأت عيونهم بالخوف. هذه الوحوش التي اصطادت البشر أصابها الرعب بسبب الصرخة.
«أعلم أن هذه ليست غميضة! لست غبية!»
سقطت الممسحة من يديَّ. انهارت ساقاي فجأة وسقطت على الأرض.
«إنها غميضة، أيتها الحمقاء الصغيرة.»
*صرير—*
ابتسمت وضربت جبينها برفق. بدأت تبكي وهي تفرك جبهتها. حتى في موقف كهذا، جعلتني براءتها أبتسم.
كان ظله يشبه ظل إنسان تمامًا. بشكل ساخر، حتى في هذه اللحظة، خطر ببالي سؤال.
«لا تقلقي، بابا هنا. كل شيء على ما يرام.»
كان الكائنان اللذان يمكنهما الرؤية يحدقان فينا. فكرت في الانتقال إلى الشقة المجاورة عبر الشرفة، لكن أدركت بسرعة أن الأمر لن يكون مجديًا.
«لاااا!»
«أرجوكي انكسري!»
أغلقت باب الخزانة بينما ظلت سو يون تبكي بداخلها. سمعتها تضرب الباب بقبضتيها. بكاؤها جعلني أرغب في العودة وفتح الخزانة مجددًا.
تشبثت بي وبدأت دموعها التي كانت تحبسها تتدفق بلا توقف. بلعت ريقي وربتُّ على ظهرها الصغير.
كنت أعلم أن ما سيحدث اليوم قد يترك أثرًا نفسيًا عليها. لكن هذا أفضل ما يمكنني فعله.
سمعتهم يخدشون الباب الحديدي. رجفة اخترقت عمودي الفقري حتى بلغت رأسي، مما جعل ذهني خاليًا من أي تشويش. كنت أقبض فكي بشدة من شدة التوتر. بدأت البراغي التي كانت تمسك الباب تتراخى، وبدت المفصلات وكأنها انحرفت. كنت أعلم أن بضعة ضربات أخرى ستُسقط الباب.
عدت إلى غرفة المعيشة ودفعت الأريكة لتسُد باب غرفة النوم. لست متأكدًا كم من الوقت سيصمد ذلك الشيء المهترئ، لكنه منحني إحساسًا طفيفًا بالراحة. ثم سحبت طاولة الطعام من المطبخ واستخدمتها لسد الباب الأمامي. ملأت الفراغات بالكراسي، والصناديق، والأحذية، وكل ما استطعت إيجاده.
«لا تقلقي يا صغيرتي. بابا سيكون في غرفة المعيشة.»
*ارتطام!* *خبط!* *ضرب!*
كان جسدي منهكًا، وحياتي بدت بلا معنى.
ألقى ”هم“ بأنفسهم على الباب محاولين اقتحامه.
«إلى أين؟ هل سنذهب إلى مكان ما؟» سألتني سو يون بعينين ممتلئتين بالخوف.
‹ألا يشعرون بأي ألم؟›
كان ظله يشبه ظل إنسان تمامًا. بشكل ساخر، حتى في هذه اللحظة، خطر ببالي سؤال.
لو ألقيت بنفسي على الباب بهذه القوة، لتحطمت عظامي. لكنهم استمروا في الاصطدام بالباب بقوة متزايدة. اضطررت إلى تعديل قبضتي على الممسحة مرارًا، إذ كنت أتعرق كثيرًا.
كنت في الطابق الخامس. تساءلت إن وصل إلى هنا بقفزة واحدة. هبط بسلاسة كبيرة، ولم يبدو أنه تسلق من الشرفات السفلى.
‹متى سيخترقون الباب…؟ ماذا سيحدث بعد أن يقتحموا؟ هل سيتم تمزيقي إلى أشلاء؟ ماذا سيحدث لسو يون؟ هل ستموت جوعًا؟ أم ستؤكل أيضًا؟›
عدت إلى غرفة المعيشة ودفعت الأريكة لتسُد باب غرفة النوم. لست متأكدًا كم من الوقت سيصمد ذلك الشيء المهترئ، لكنه منحني إحساسًا طفيفًا بالراحة. ثم سحبت طاولة الطعام من المطبخ واستخدمتها لسد الباب الأمامي. ملأت الفراغات بالكراسي، والصناديق، والأحذية، وكل ما استطعت إيجاده.
لم أستطع التوقف عن التفكير في أسوأ السيناريوهات. وفي تلك اللحظة، تذكرت صورة زوجتي التي حلمت بها الليلة الماضية. حقيقة أنها نعتتني بالجبان وهي تبتسم لي بقيت عالقة في ذهني.
«أبي لا تذهب!»
كنت أعلم أنني جبان. لم أهتم بأمان الآخرين. كل ما همني هو حياتي وحياة سو يون. إذا كان هذا عيبي، وإذا كان ذلك يجعلني مذنبًا… فسأعيش كذلك بقية حياتي. لن أتردد في أن أصبح شريرًا، وأرتكب المزيد من الخطايا. كان كل ما أريده بشدة هو البقاء على قيد الحياة.
«أرجوكي انكسري!»
عليَّ أن أعيش حتى ألتقي بأشخاص يمكنني الوثوق بهم لأعهد لهم بسو يون، أو حتى أجد ملجأ آمنًا لنا نحن الاثنين. حتى لو اتهمني الناس في ذلك الملجأ بأنني قاتل، فسأتحمل ذلك بسعادة. لكن الآن… عليَّ أن أعيش مهما كان الثمن. ليس من أجل حياتي التي لا قيمة لها، بل من أجل سو يون.
عضضت على أسناني وسحبت الممسحة بكل ما أوتيت من قوة. لم أعد أشعر بذراعيَّ. كنت مرهقًا تمامًا، لكن ”هم“ ما زالوا أقوياء.
* * *
«إذًا لماذا يجب على سو يون البقاء هنا؟ أريد البقاء مع أبي.»
الصدام المستمر وصوت عقارب الساعة أثار حواسي كلها. خفق قلبي بشدة، ولكنني وعلى نحوٍ غريب كنت هادئًا. ربما لأنني كنت مدركًا أن هذه قد تكون نهايتي. لكنني لم أنوي أن أعطي ”هم“ ما يريدونه.
*قعقعة!*
‹تعالوا وخذوني. أنا جاهز. حاولوا الاقتراب مني إذا استطعتم. سأفجر رؤوسكم قبل أن تصلوا إليَّ.›
كنت متأكدًا أن الصوت كان قادمًا من الباب الأمامي. شيء ما طرق الباب وهو يصدر صوتًا حادًا. عرفت تمامًا ما هو ذلك الشيء. العرق البارد تساقط على ظهري. لم أعد أستطيع التفكير بوضوح، وتيبس جسدي بالكامل.
حافظت على وقوفي المتوتر أمام الباب الأمامي المحصَّن. مرَّ الوقت دون أن ألاحظه، وسرعان ما بدأت أرى ظلي يظهر. غربت الشمس خلفي.
«آرغ!»
اشتدَّت ضربات ”هم“ مع غروب الشمس. ضربوا أجسادهم على الباب مثل الأمواج المتلاطمة. استطعت أن ألاحظ أنهم أصبحوا أقوى. عندما تغرب الشمس تمامًا، ربما سيسقطون الباب في لحظة.
حافظت على وقوفي المتوتر أمام الباب الأمامي المحصَّن. مرَّ الوقت دون أن ألاحظه، وسرعان ما بدأت أرى ظلي يظهر. غربت الشمس خلفي.
*صرير—*
كنت متأكدًا أن الصوت كان قادمًا من الباب الأمامي. شيء ما طرق الباب وهو يصدر صوتًا حادًا. عرفت تمامًا ما هو ذلك الشيء. العرق البارد تساقط على ظهري. لم أعد أستطيع التفكير بوضوح، وتيبس جسدي بالكامل.
سمعتهم يخدشون الباب الحديدي. رجفة اخترقت عمودي الفقري حتى بلغت رأسي، مما جعل ذهني خاليًا من أي تشويش. كنت أقبض فكي بشدة من شدة التوتر. بدأت البراغي التي كانت تمسك الباب تتراخى، وبدت المفصلات وكأنها انحرفت. كنت أعلم أن بضعة ضربات أخرى ستُسقط الباب.
‹أراهن أنه يستطيع حتى كسر هذه النوافذ مزدوجة الطبقات.›
‹ماذا لو جاءت فرقة إنقاذ في اللحظة الأخيرة؟›
لو ألقيت بنفسي على الباب بهذه القوة، لتحطمت عظامي. لكنهم استمروا في الاصطدام بالباب بقوة متزايدة. اضطررت إلى تعديل قبضتي على الممسحة مرارًا، إذ كنت أتعرق كثيرًا.
أفكار غير واقعية بدأت تتسلل إلى ذهني بينما تآكل ببطء.
كان ظله يشبه ظل إنسان تمامًا. بشكل ساخر، حتى في هذه اللحظة، خطر ببالي سؤال.
*دوي!*
ذهني المشوَّش بدأ يتداخل مع جسدي. كنت أسمع عويل ”هم“، وأرى جثثهم تتكدس. بدأت الطاولة تتمايل، على وشك أن تنكسر في أي لحظة. علمت أنني لن أتمكن من صد الضغط الهائل ضد الطاولة لفترة أطول.
أدركت أن أي أمل كان عبثيًا. الآن وقد سقط الباب، استطعت رؤية ”هم“. طعنت المخلوق الذي في المقدمة بالممسحة. اخترقت الممسحة عينه واصطدمت بجمجمته. شعرت بردة فعل مقززة تمتد عبر العصا حتى أطراف أصابعي. شعرت بالغثيان على الفور. عبست وأنا أنفخ وجنتيَّ مثل الضفدع.
تشبثت بي وبدأت دموعها التي كانت تحبسها تتدفق بلا توقف. بلعت ريقي وربتُّ على ظهرها الصغير.
رغم كل هذا، لم أستطع التوقف عن الطعن. أسندت الطاولة بقدمي اليسرى بينما كنت أحفر بالممسحة في رؤوسهم.
‹سو يون…!›
واحد، اثنان، ثلاثة… بدأت أفقد الإحساس من كثرة الطعن. كنت في حالة من الفوضى الكاملة. واجه عقلي صعوبة في استيعاب ما يحدث، بينما نبض قلبي بسرعة لدرجة أنني كنت أسمعه.
كنت متأكدًا أن الصوت كان قادمًا من الباب الأمامي. شيء ما طرق الباب وهو يصدر صوتًا حادًا. عرفت تمامًا ما هو ذلك الشيء. العرق البارد تساقط على ظهري. لم أعد أستطيع التفكير بوضوح، وتيبس جسدي بالكامل.
طعن، التالي. طعن، التالي. طعن، التالي.
ألقى ”هم“ بأنفسهم على الباب محاولين اقتحامه.
ذاكرتي العضلية وغريزة البقاء استحوذت عليَّ. تخليت عن التفكير وسمحت لجسدي بأن يتعامل مع الوضع. سرعان ما أصبح كل شيء، عدا الباب الأمامي، ضبابيًا. صوت أنفاسي ودقات قلبي كانا يملآن أذنيَّ، ويزدادان ارتفاعًا مع كل طعنة. شعرت كما لو أن كل شيء يتحرك ببطء، حتى حركاتي.
تشبثت بي وبدأت دموعها التي كانت تحبسها تتدفق بلا توقف. بلعت ريقي وربتُّ على ظهرها الصغير.
‹يجب أن أتحرك أسرع، أسرع!›
«قلت لك لا تذهب!»
ذهني المشوَّش بدأ يتداخل مع جسدي. كنت أسمع عويل ”هم“، وأرى جثثهم تتكدس. بدأت الطاولة تتمايل، على وشك أن تنكسر في أي لحظة. علمت أنني لن أتمكن من صد الضغط الهائل ضد الطاولة لفترة أطول.
عقلي كان يصرخ بي للاستسلام، لكن جسدي قاوم، متمسكًا بالممسحة بإحكام أكبر. في كل مرة شعرت فيها برغبة في التوقف، كنت أطعَن مخلوقًا آخر، وأسحب الممسحة من رأس آخر كلما حاولت الاستراحة. لم أعد أشعر أنني أنا نفسي. اجتاحني شعور غريب، وجسدي تحرك كآلة مبرمجة، يقوم بنفس الحركة مرارًا وتكرارًا.
‹لم أعد أستطيع الاستمرار.›
أدركت أن أي أمل كان عبثيًا. الآن وقد سقط الباب، استطعت رؤية ”هم“. طعنت المخلوق الذي في المقدمة بالممسحة. اخترقت الممسحة عينه واصطدمت بجمجمته. شعرت بردة فعل مقززة تمتد عبر العصا حتى أطراف أصابعي. شعرت بالغثيان على الفور. عبست وأنا أنفخ وجنتيَّ مثل الضفدع.
عقلي كان يصرخ بي للاستسلام، لكن جسدي قاوم، متمسكًا بالممسحة بإحكام أكبر. في كل مرة شعرت فيها برغبة في التوقف، كنت أطعَن مخلوقًا آخر، وأسحب الممسحة من رأس آخر كلما حاولت الاستراحة. لم أعد أشعر أنني أنا نفسي. اجتاحني شعور غريب، وجسدي تحرك كآلة مبرمجة، يقوم بنفس الحركة مرارًا وتكرارًا.
رغم كل هذا، لم أستطع التوقف عن الطعن. أسندت الطاولة بقدمي اليسرى بينما كنت أحفر بالممسحة في رؤوسهم.
‹طعن، سحب، طعن، سحب… أريد الاستسلام، أريد أن أرتاح…› دارت هذه الأفكار في ذهني كأسطوانة مكسورة، لكن إرادة البقاء منعتني من التخلي عن الأمر.
بدأ ”هو“ يتحرك.
«آرغ!»
‹متى سيخترقون الباب…؟ ماذا سيحدث بعد أن يقتحموا؟ هل سيتم تمزيقي إلى أشلاء؟ ماذا سيحدث لسو يون؟ هل ستموت جوعًا؟ أم ستؤكل أيضًا؟›
فقدت قبضتي على الممسحة. كانت قد علقت في رأس المخلوق الأخير الذي طعنته. سقطت على ظهري وأنا أحاول سحبها. نهضت على الفور وأمسكت بالممسحة مرة أخرى. ارتجفت يدي وكأنني في نوبة صرع. غرق جسدي في الخوف والإرهاق، ولكن شعاعًا من الأمل جعلني أتحرك مرة أخرى.
لم يكن الأمر مثاليًا، ولكن ليس لديَّ خيارات كثيرة في هذا الوضع. كان عليَّ أن أهاجم من مسافة بعيدة. إذا عضَّني أحدهم أو خدشني، فلن أتمكن من النجاة. عليَّ أن أستغل طول الممسحة مهما كان محدودًا.
‹سو يون…!›
عليَّ أن أعيش حتى ألتقي بأشخاص يمكنني الوثوق بهم لأعهد لهم بسو يون، أو حتى أجد ملجأ آمنًا لنا نحن الاثنين. حتى لو اتهمني الناس في ذلك الملجأ بأنني قاتل، فسأتحمل ذلك بسعادة. لكن الآن… عليَّ أن أعيش مهما كان الثمن. ليس من أجل حياتي التي لا قيمة لها، بل من أجل سو يون.
عضضت على أسناني وسحبت الممسحة بكل ما أوتيت من قوة. لم أعد أشعر بذراعيَّ. كنت مرهقًا تمامًا، لكن ”هم“ ما زالوا أقوياء.
ذهني المشوَّش بدأ يتداخل مع جسدي. كنت أسمع عويل ”هم“، وأرى جثثهم تتكدس. بدأت الطاولة تتمايل، على وشك أن تنكسر في أي لحظة. علمت أنني لن أتمكن من صد الضغط الهائل ضد الطاولة لفترة أطول.
‹سأموت إذا لم أفعل شيئًا.›
سقطت الممسحة من يديَّ. انهارت ساقاي فجأة وسقطت على الأرض.
انهمرت الدموع من عينيَّ وأنا أواجه ضعفي وإرهاقي.
اشتدَّت ضربات ”هم“ مع غروب الشمس. ضربوا أجسادهم على الباب مثل الأمواج المتلاطمة. استطعت أن ألاحظ أنهم أصبحوا أقوى. عندما تغرب الشمس تمامًا، ربما سيسقطون الباب في لحظة.
‹هل هذه نهايتي؟ هل هذا أقصى ما أستطيع فعله؟›
عقلي كان يصرخ بي للاستسلام، لكن جسدي قاوم، متمسكًا بالممسحة بإحكام أكبر. في كل مرة شعرت فيها برغبة في التوقف، كنت أطعَن مخلوقًا آخر، وأسحب الممسحة من رأس آخر كلما حاولت الاستراحة. لم أعد أشعر أنني أنا نفسي. اجتاحني شعور غريب، وجسدي تحرك كآلة مبرمجة، يقوم بنفس الحركة مرارًا وتكرارًا.
كان جسدي منهكًا، وحياتي بدت بلا معنى.
عضضت على أسناني وسحبت الممسحة بكل ما أوتيت من قوة. لم أعد أشعر بذراعيَّ. كنت مرهقًا تمامًا، لكن ”هم“ ما زالوا أقوياء.
‹هل ستنتهي حياتي هكذا؟ فقط كلوني ودعوا سو يون تعيش. أنا الناجي الوحيد هنا! ابتعدوا بعد أن تنتهوا مني.›
لم أستطع منع نفسي من الضحك، لكنني لم أكن مرتاحًا. ”هم“ بدؤوا بالهروب. تلك المخلوقات التي استمتعت بالقتل فرت. هربوا مثل الضباع عند رؤية الأسود. امتلأت عيونهم بالخوف. هذه الوحوش التي اصطادت البشر أصابها الرعب بسبب الصرخة.
حدَّقت في أفواههم بنظرات ضبابية.
«قلت لك لا تذهب!»
*غررر!!!*
لم أعرف بماذا أجيب. دغدغت معصمها وقلت: «الأفضل لكِ أن تختبئي هنا، يا صغيرتي الحبيبة! سنلعب الغميضة، حسنًا؟»
صدر صوت لم أسمعه من قبل من خلفي. كان صوتًا غير طبيعي ومزعجًا، أشبه بصراخ شيطاني يمكن أن يسلب روحي. ارتدَّ الصوت عبر أذني، ليعيدني إلى الواقع.
*غررر!!!*
‹ماذا الآن؟ إلى متى سيستمر ”هم“ في تعذيبي؟›
«لا تذهب، لا تذهب!»
حولت انتباهي إلى المخلوقات عند الباب الأمامي. لم أعد أشعر بثقلهم على قدمي اليسرى. لم يعودوا يضغطون على الطاولة. جاء الصراخ من مكان بعيد، وتوقفوا جميعًا عن الحركة. في لحظات، بدأت المخلوقات التي حشدت عند الباب تتراجع.
أدركت أن أي أمل كان عبثيًا. الآن وقد سقط الباب، استطعت رؤية ”هم“. طعنت المخلوق الذي في المقدمة بالممسحة. اخترقت الممسحة عينه واصطدمت بجمجمته. شعرت بردة فعل مقززة تمتد عبر العصا حتى أطراف أصابعي. شعرت بالغثيان على الفور. عبست وأنا أنفخ وجنتيَّ مثل الضفدع.
لم أستطع منع نفسي من الضحك، لكنني لم أكن مرتاحًا. ”هم“ بدؤوا بالهروب. تلك المخلوقات التي استمتعت بالقتل فرت. هربوا مثل الضباع عند رؤية الأسود. امتلأت عيونهم بالخوف. هذه الوحوش التي اصطادت البشر أصابها الرعب بسبب الصرخة.
كان صراخه يشبه صراخ خنزير مذبوح، لكنه أكثر حدة وأعلى صوتًا. كانت صرخة بشعة، تستحضر في ذهني صورة الديمنتور؛ المخلوق الشيطاني الذي يمتص أرواح البشر.
استدرت ببطء نحو الشرفة. رأيت شيئًا من خلف الستائر، وشعرت بجسمي يرتجف. كان هناك شيء يراقبني. بعد لحظات، سمعت خطوات ورأيت أقدامه على الشرفة.
كان ظله يشبه ظل إنسان تمامًا. بشكل ساخر، حتى في هذه اللحظة، خطر ببالي سؤال.
كان ظله يشبه ظل إنسان تمامًا. بشكل ساخر، حتى في هذه اللحظة، خطر ببالي سؤال.
سقطت الممسحة من يديَّ. انهارت ساقاي فجأة وسقطت على الأرض.
‹هل… قفز ”هو“ كل هذا الارتفاع؟›
واحد، اثنان، ثلاثة… بدأت أفقد الإحساس من كثرة الطعن. كنت في حالة من الفوضى الكاملة. واجه عقلي صعوبة في استيعاب ما يحدث، بينما نبض قلبي بسرعة لدرجة أنني كنت أسمعه.
كنت في الطابق الخامس. تساءلت إن وصل إلى هنا بقفزة واحدة. هبط بسلاسة كبيرة، ولم يبدو أنه تسلق من الشرفات السفلى.
في تلك اللحظة، سمعت صوتًا عاليًا جعل القشعريرة تسري في جسدي. حبست أنفاسي وحدقت في الباب الأمامي. اختبأت سو يون خلف ساقي مثل سنجاب صغير.
‹قدرة مدهشة…›
* * *
لقد تجاوز بالفعل قدرات الإنسان. حتى مع غياب الشمس، ليس من الممكن أن تسمح قدرات ”هم“ الجسدية لهم بفعل شيء كهذا. قبضت على الممسحة بيدين مرتعشتين، لكنني لم أستطع إيقاف أسناني عن الاصطكاك. اهتزت ساقاي بشكل لا يمكن السيطرة عليه أيضًا. كنت مرهقًا تمامًا، ربما لأن أعصابي كانت مشدودة إلى أقصى حد.
كان ظله يشبه ظل إنسان تمامًا. بشكل ساخر، حتى في هذه اللحظة، خطر ببالي سؤال.
شعرت بلحظة راحة عندما فر ”هم“ ولكن الآن، طاقتي كانت تنفد. لم يكن الجو باردًا على الإطلاق، لكن أسناني لم تتوقف عن الاصطكاك. كنت مرعوبًا حد الموت. أطلق الكائن على الشرفة صرخة أخرى.
فقدت قبضتي على الممسحة. كانت قد علقت في رأس المخلوق الأخير الذي طعنته. سقطت على ظهري وأنا أحاول سحبها. نهضت على الفور وأمسكت بالممسحة مرة أخرى. ارتجفت يدي وكأنني في نوبة صرع. غرق جسدي في الخوف والإرهاق، ولكن شعاعًا من الأمل جعلني أتحرك مرة أخرى.
*غررر!!!*
شعرت بلحظة راحة عندما فر ”هم“ ولكن الآن، طاقتي كانت تنفد. لم يكن الجو باردًا على الإطلاق، لكن أسناني لم تتوقف عن الاصطكاك. كنت مرعوبًا حد الموت. أطلق الكائن على الشرفة صرخة أخرى.
عن قرب، كان الصوت مرتفعًا لدرجة أنه كاد يمزق طبلة أذني. جعل رأسي يدور وأذنيَّ تطنَّان.
عن قرب، كان الصوت مرتفعًا لدرجة أنه كاد يمزق طبلة أذني. جعل رأسي يدور وأذنيَّ تطنَّان.
«يا إلهي…!»
‹سو يون…!›
أغمضت عيني وأخرجت زفيرًا ببطء.
استدرت ببطء نحو الشرفة. رأيت شيئًا من خلف الستائر، وشعرت بجسمي يرتجف. كان هناك شيء يراقبني. بعد لحظات، سمعت خطوات ورأيت أقدامه على الشرفة.
‹أراهن أنه يستطيع حتى كسر هذه النوافذ مزدوجة الطبقات.›
«يا إلهي…!»
كان صراخه يشبه صراخ خنزير مذبوح، لكنه أكثر حدة وأعلى صوتًا. كانت صرخة بشعة، تستحضر في ذهني صورة الديمنتور؛ المخلوق الشيطاني الذي يمتص أرواح البشر.
بدأ ”هو“ يتحرك.
سقطت الممسحة من يديَّ. انهارت ساقاي فجأة وسقطت على الأرض.
أسرعت في حزم الأغراض وذهبت إلى الحمام لأحضر ممسحة.
*بلع—*
كان جسدي منهكًا، وحياتي بدت بلا معنى.
بدأ ”هو“ يتحرك.
‹سأموت إذا لم أفعل شيئًا.›
كنت أعلم أن ما سيحدث اليوم قد يترك أثرًا نفسيًا عليها. لكن هذا أفضل ما يمكنني فعله.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات